أعلن برنامج جدة التاريخية بالتعاون مع هيئة التراث اليوم، عن نتائج أعمال مشروع الآثار في 4 مواقع مختلفة أغلبها يعود إلى عصر الإسلام، وذلك ضمن مشروع الآثار الذي يشرف عليه البرنامج.
وتفصيلاً، فقد أوضح البرنامج، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أنه تم اكتشاف ما يقارب 25 ألف بقايا من مواد أثرية يعود أقدمها إلى القرن الأول والثاني الهجري "من القرن السابع والثامن الميلادي" في 4 مواقع تاريخية، شملت:
- مسجد عثمان بن عفان - رضي الله عنه.
- الشونة الأثري.
- أجزاء من الخندق الشرقي.
- السور الشمالي.
مكتشفات أثرية متنوعة
وأوضح برنامج جدة التاريخية، أن الإعلان عن هذه المكتشفات الأثرية الجديدة يأتي في ظل سعي مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للمحافظة على الآثار الوطنية، وإبراز المواقع ذات الدلالات التاريخية والعناية بها، وتعزيز مكانة جدة التاريخية كمركز حضاري، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في العناية بالمواقع الأثرية.
تفاصيل مكتشفات المواد الأثرية
وأسفرت أعمال المسح والتنقيب الأثري التي بدأت في شهر ربيع الأول 1442هـ، الموافق نوفمبر 2020م، عن اكتشاف التالي:
- العثور على 11,405 مواد خزفية يبلغ مجموع أوزانها 293 كلجم.
- العثور على 11,360 مادة من عظام الحيوانات يبلغ مجموع أوزانها 107 كلجم.
- العثور على 1,730 مادة صدفية بوزن 32 كلجم.
- العثور على 685 من مواد البناء يبلغ مجموع أوزانها 87 كلجم.
- العثور على 191 مادة زجاجية بلغ مجموع أوزانها 5 كلجم.
- العثور على مواد معدنية وصل عددها إلى 72 قطعة بوزن 7 كلجم.
وبلغ إجمالي ما تم العثور عليه 531 كلجم، لتشكل قيمة مهمة للمكتشفات الأثرية الوطنية.
أعمال البحث والتنقيب والمواد المكتشفة في #جدة_التاريخية#نافذة_على_كل_عصر pic.twitter.com/4jbSn01udv
— برنامج جدة التاريخية (@JeddahAlbalad) February 4, 2024
يعود أقدمها إلى القرن الأول والثاني الهجري
وكشفت الدراسات في مسجد عثمان بن عفان - رضي الله عنه، عن المواد الأثرية، والتي يُرجح أن يعود أقدمها إلى القرن الأول والثاني الهجري "القرن السابع والثامن الميلادي"، بداية من العصر الإسلامي المبكر، مرورًا إلى العصر الأموي ثم العباسي والمملوكي وحتى العصر الحديث في مطلع القرن الخامس عشر الهجري "القرن الواحد والعشرين الميلادي"، إذ حددت الدراسات الأثرية التي أجريت على قطع خشب الأبنوس التي عُثر عليها معلقة على جانبي المحراب أثناء أعمال التنقيب والبحث الأثري في المسجد، أنها تعود إلى القرن الأول والثاني الهجري "السابع والثامن الميلادي"، ويرجع موطنها إلى جزيرة سيلان على المحيط الهندي، مما يسلط الضوء على الروابط التجارية الممتدة لمدينة جدة التاريخية.
مسجد عثمان بن عفان
واشتملت المواد المكتشفة في المسجد على مجموعة متنوعة من الأواني الخزفية، وقطع من البورسلين عالي الجودة التي نشأ بعضها في أفران مقاطعة "جيانغ شي" الصينية ما بين القرن العاشر والثالث عشر الهجري تقريبًا “القرن السادس عشر والتاسع عشر الميلادي”، إضافة إلى أوعية فخارية تعود بحسب آخر ما وجدته الدراسات إلى العصر العباسي.
موقع الشونة الأثري
وأما في موقع الشونة الأثري، فقد تحدد التسلسل التاريخي للبقايا المعمارية إلى القرن الثالث عشرة الهجري على الأقل "قرابة القرن التاسع عشر الميلادي"، مع وجود دلائل من بقايا أثرية ترجع تاريخيًا إلى القرن العاشر الهجري تقريبا "القرن السادس عشر الهجري الميلادي"، كما عُثر على أجزاء من المواد الفخارية، والتي تتكون من البورسلين وخزفيات أخرى من أوروبا واليابان والصين، والتي من المرجح أن يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجري "التاسع عشر والعشرين الميلادي".
موقع الكدوة "باب مكة"
وكشفت أعمال التنقيب بموقع الكدوة "باب مكة" عن ظهور أجزاء من الخندق الشرقي الذي من المرجح أن يعود إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري "أواخر القرن الثامن عشر ميلادي".
كما عُثر على عددٍ من شواهد القبور من الأحجار المنقبية والجرانيت والرخام التي حُفر عليها بعض الكتابات وجدت في مقابر جدة التاريخية، ويرجح المختصون أن البعض منها يعود إلى القرن الثاني والثالث الهجري "القرن الثامن والتاسع الميلادي"، متضمنة أسماء أشخاص ٍ وتعازٍ وآيات قرآنية.
ولا تزال هذه المكتشفات تخضع للدراسات والأبحاث لتحديد تصنيفها بشكل أدق من قبل المختصين وتضمنت الدراسات الأثرية للمواقع التاريخية الأربعة التنقيبات الأثرية، وتحاليل عينات الكربون المشع، وتحاليل التربة والدراسات الجيوفيزيائية والعلمية للمواد المكتشفة، إضافةً إلى نقل أكثر من 250 عينة خشبية من 52 مبنياً أثرياً لدراسته في مختبرات عالمية متخصصة للتعرف عليها وتحديد عمرها الزمني وغيرها من أبحاث الأرشيفات الدولية التي نتج عنها جمع أكثر من 984 وثيقة تاريخية عن جدة التاريخية، بما في ذلك الخرائط والرسومات التاريخية لسور جدة التاريخي والشونة والمواقع الأثرية الأخرى في جدة التاريخية، والتي اطلع عليها ودُرست علميًا.
يعلن برنامج #جدة_التاريخية بالتعاون مع هيئة التراث عن اكتشاف 25 ألف بقايا مواد أثرية في 4 مواقع، يعود أقدمها إلى القرن الأول والثاني الهجري (السابع والثامن الميلادي)
— برنامج جدة التاريخية (@JeddahAlbalad) February 4, 2024
#نافذة_على_كل_عصر pic.twitter.com/UgYBfY9uz4
توثيق وتسجيل وحفظ المواد الأثرية المكتشفة
وبالتعاون مع هيئة التراث أشرف برنامج جدة التاريخية على عمليات التوثيق، وآليات تسجيل وحفظ المواد الأثرية المكتشفة في جدة التاريخية، وإدراجها في السجل الوطني للآثار، وإدراجها ضمن قواعد بيانات علمية لحمايتها والمحافظة عليها، وأرشفة الوثائق والصور للمواد الأثرية المكتشفة، وذلك عبر مجموعة من الكوادر الوطنية المتخصصة في حفظ وتسجيل المواقع الأثرية.
مشروع الآثار في منطقة جدة التاريخية
يشار إلى أن أعمال مشروع الآثار في منطقة جدة التاريخية انطلقت في شهر جمادى الأولى 1441 هـ الموافق يناير 2020م، حيث استهل المشروع أعماله بإعداد الدراسات الاستكشافية، وإجراء مسح جيوفيزيائي للكشف عن المعالم المغمورة في باطن الأرض، في أربعة مواقع تاريخية تضم؛ مسجد عثمان بن عفان - رضي الله عنه، وموقع الشونة، وأجزاء من السور الشمالي، ومنطقة الكدوة.
للمزيد: برنامج جدة التاريخية راعٍ ذهبي لملتقى السياحة السعودي في نسخته الثانية
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر