الأمثال الشعبية موروث تقليدي حافِظ للتراث العربي الأصيل، كاشِف لأسلوب حياة ظلت تتوارثه ألسنة الأجيال المتعاقبة، جامع لعادات وتقاليد، آمنَ بها ساكنو هذه الأرض الطيبة، أرض الجزيرة العربية؛ حيث كان للإبل مكانة رفيعة ومنزلة بليغة لا يقربها أحد؛ فهي أيقونة الصحراء بلا منازِع، ورمز الجَلَد والعزّة والصبر والكبرياء. واستشعاراً بالقيمة الأثيرة للإبل لدى العربي الأصيل، وفي إطار تكريس الاحتفاء بمكانتها وقيمتها الثقافية، وتعزيزاً لحضورها المحلي والدولي، قرر مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن يكون العام 2024، هو عام "الإبل". وِفق هذا السياق «سيدتي» التقت الباحث في التراث أحمد الشاذلي؛ ليحدثك عن مكانة الإبل في الأمثال العربية.
يقول الباحث في التراث أحمد الشاذلي لـ«سيدتي»: إن للأمثال العربية باعتبارها لوناً من ألوان الأدب العربي، قيمةً كبيرة في التراث، ومكانةً عظيمة عند الخاصة والعامة على حدٍ سواء. وتسمية هذا العام 2024 بعام الإبل، أمرٌ محمود وفكر رشيد، ونحن في خضمّ ما يحيط بنا من موجات عصرنة وفقد للهوية، لا بد أن نعيد صياغة تاريخنا وتراثنا، وأن نحافظ عليه بقوة؛ حتى لا تنساه الأجيال القادمة؛ فمن ينسى تاريخه وماضيه لا أمل فيه. ولطالما كانت الإبل أيقونة عربية تستحق الاحتفاء والثناء، وأن يبرز وجودها وقيمتها في تراثنا العربي الخالد؛ فلطالما احتفى الأجداد بالإبل في حِلهم وترحالهم، في سلامهم وحروبهم. ولقد أفاض خطباء وأدباء وشعراء العرب في ذكر الإبل في كل مكان وزمان، في كتبهم نثراً وشعراً؛ فقد كانت مقصداً مرموقاً في الأحاديث والمجالس العربية، وأصبحت خصائصها مضرباً للأمثال في النصوص الأدبية، والحِكم العربية القديمة التي أشارت للإبل كثيرة، وقد استمدت تلك الأمثال استمرارها من خلال ارتباطها الوثيق بمفردات الحياة التي يعيشها المجتمع البدوي، وقد عُدّت تلك الأمثال بمثابة القانون الذي ينظم علاقات الأشخاص فيما بينهم ويوثّقها.
وانطلاقاً من الاهتمام بالإبل، وكعادة المملكة السباقة، أطلقت مشروعاً هو الأول عالمياً.. تعرّفي عليه من الرابط: مشروع لمسح جينوم الشفرة الوراثية للإبل في السعودية
يقول أحمد الشاذلي: لقد كانت الإبل لمكانتها التي احتلتها من نفوس العرب، ولمنزلتها المتميزة لديهم، مقصداً مرموقاً في الأمثال العربية. ولذلك لم يترك أجدادنا العرب شيئاً من الإبل إلا وتمثلوا به الأمثال، وهي أمثال أنتجتها الخبرة والحِنكة والتجارب المتنوّعة التي تَعرّض لها أجدادنا.
وإذا كانت هذه أمثالاً عربية كرّمت الإبل واحتفت بمكانتها؛ فهذه حقائق ممتعة عن الإبل لم تكن تعرفها
الأمثال قانون كاشف نافذ يوثق علاقات الأشخاص
يقول الباحث في التراث أحمد الشاذلي لـ«سيدتي»: إن للأمثال العربية باعتبارها لوناً من ألوان الأدب العربي، قيمةً كبيرة في التراث، ومكانةً عظيمة عند الخاصة والعامة على حدٍ سواء. وتسمية هذا العام 2024 بعام الإبل، أمرٌ محمود وفكر رشيد، ونحن في خضمّ ما يحيط بنا من موجات عصرنة وفقد للهوية، لا بد أن نعيد صياغة تاريخنا وتراثنا، وأن نحافظ عليه بقوة؛ حتى لا تنساه الأجيال القادمة؛ فمن ينسى تاريخه وماضيه لا أمل فيه. ولطالما كانت الإبل أيقونة عربية تستحق الاحتفاء والثناء، وأن يبرز وجودها وقيمتها في تراثنا العربي الخالد؛ فلطالما احتفى الأجداد بالإبل في حِلهم وترحالهم، في سلامهم وحروبهم. ولقد أفاض خطباء وأدباء وشعراء العرب في ذكر الإبل في كل مكان وزمان، في كتبهم نثراً وشعراً؛ فقد كانت مقصداً مرموقاً في الأحاديث والمجالس العربية، وأصبحت خصائصها مضرباً للأمثال في النصوص الأدبية، والحِكم العربية القديمة التي أشارت للإبل كثيرة، وقد استمدت تلك الأمثال استمرارها من خلال ارتباطها الوثيق بمفردات الحياة التي يعيشها المجتمع البدوي، وقد عُدّت تلك الأمثال بمثابة القانون الذي ينظم علاقات الأشخاص فيما بينهم ويوثّقها.
وانطلاقاً من الاهتمام بالإبل، وكعادة المملكة السباقة، أطلقت مشروعاً هو الأول عالمياً.. تعرّفي عليه من الرابط: مشروع لمسح جينوم الشفرة الوراثية للإبل في السعودية
أمثال عربية توضح مكانة الإبل
يقول أحمد الشاذلي: لقد كانت الإبل لمكانتها التي احتلتها من نفوس العرب، ولمنزلتها المتميزة لديهم، مقصداً مرموقاً في الأمثال العربية. ولذلك لم يترك أجدادنا العرب شيئاً من الإبل إلا وتمثلوا به الأمثال، وهي أمثال أنتجتها الخبرة والحِنكة والتجارب المتنوّعة التي تَعرّض لها أجدادنا.
آدي الجمل وآدي الجمال
إن هذه العبارة تعني أن هذه العلاقة بالذات علاقة نادرة، وشديدة الالتصاق، كأنه يستحيل أن ترى أحدهما من دون الآخَر، ويُضرب فى حالة الاختلاف على أمرٍ ما؛ فيؤتى بعناصره كلها؛ حتى لا تُترك فرصة للجدال وسوء الفهم والتقدير أو التضليل.قالوا للجمل زمر، قال لا صوابع مبرومة ولا شفايف ملمومة
يقال عندما تعطي لشخص مهمة أو إنجازاً ليقوم به، ولكنه لا يدري ماذا يفعل؛ لأنه ليست لديه خبرة؛ لأنه لا يملك أيّاً من إمكانيات أدائه.لا ناقتي في هذا ولا جملي
مَثَل عربي قديم اعتاد الناسُ تداولَه حتى يومنا هذا، والمقصود منه، أن قائله يتبرّأ فيه من أمرٍ ليس له علاقة به، ولا مكسب وفائدة له منه، وقائل هذا المثل هو الحارث بن عباد، حين قتل جساس بن مُرة كليباً، وهاجت الحرب الشهيرة باسم حرب البسوس، والتي دامت أكثر من أربعين سنة، وكان الحارث بن عباد قد اعتزل الحرب، يُضرب هذا المثل عند التبرّؤ من الظلم والإساءة.جاءوا عن بكرة أبيهم
يُضرب لمن يأتون جميعاً ولم يتخلف منهم أحد، وليس هناك بَكْرة في الحقيقة، وقيل: البَكْرَة تأنيث البكر وهو الفتي من الإبل، يصفهم بالقلة؛ أي جاءوا بحيث تحملهم بكرة أبيهم قِلة، وقيل أيضاً البكرة هاهنا التي يُستقى عليها؛ أيْ جاء بعضهم على أثر بعض، كَدَوران البَكرة على نسق واحد، وقيل أرادو بالبكرة الطريقة، كأنهم قالوا جاءوا على طريقة أبيهم أيْ يَتَقيَّلون أثره.الرأي مثل البعير الشارد
وصفت العرب في أشهر الأمثال المحفوظة، الرأي بالبعير الشارد؛ أيْ أن الرأي قد تطلبه فلا تجده عند من قصدت استشارته، وقد يأتيك بالرأي السديد مَن لم تكن تتوقع منه ذلك. وكذلك فإن البعير الشارد قد يمسك بزمامه مَن لم يَجِدّ في طلبه.قافلة على جلب الخف
أيْ أن مَن سلك طريقاً حتى وإن سار على مهل؛ فلا بد أن يصل إلى غايته مثل القافلة، وهي مجموعة من الإبل لو سارت ولو على مهل؛ فإنها لا بد أن تصل في نهاية المطاف إلى المكان المتجهة إليه.كل في بعيره شافه
أيْ لكل إنسان أمرٌ يشغله وهدف يسعى إليه، ولو عانى منه الأمرّين، بسبب اعتماد الإنسان على الإبل في تنقله عبْر الصحراء في حياته؛ فقد نشأت بينه وبينها صداقة وطيدة، ورغم محاولات الإنسان لمعرفة هذا الصديق؛ فإنه يزداد كلَّ يوم استغرابه من تصرفاته، ومما يُحكى عن عناد الإبل وكبريائها.شَرِب شُرب الهيم
وشُرب الهيم؛ فالهيم هي الإبل الظمأى والتي شربت من الماء كثيراً، والمثل يُضرب لمَن يشرب ماءً كثيراً .العز في الإبل والشجاعة بالخيل
لأن الإبل فيها الكثير من خصال الشرف، والمنافع والتفاني في السفر، وفي السلم والحرب، وفي الزينة والبهاء، وفي العدد والعتاد.اعقلها وتوكّل
"اعقِلْها وتَوكَّلْ"، أيْ ارْبِطْ تلك النَّاقةَ في المَكانِ الذي تَرَكْتَها فيه حتى لا تَذْهَبَ وتَضِلَّ، ثُمَّ تَوكَّلْ على اللهِ، سبحانه وتعالى، ويُضرب في أخذ الأسباب والاحتياط للمُضي قُدماً فيما يريد ثم التوكُّل، يُروى أن رجلاً قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: أعقِل ناقتي، أم أتوكّل على الله في حفظها؟ فقال النبي: اعقِلها وتوكّل.الإبل إما غارة وإلا تجارة
يُضرب لبيان أن الإبل لا تأتي إلا بهذين الأمرين، وهما إما بغارة فيكسب المرء الإبل بها، وإما بتجارة تمكّن صاحبها بعد ذلك من امتلاك الإبل، وهذا المثل يذكّرنا بالمثل القائل: الإبل ما تأتي إلا بالأحمرين.إذا مات الجمل تفرقت العدائل
العدائل هي الغرائر المحملة بالبضاعة على ظهر الجمل، يقال هذا المثل حين يضعف أو يموت رئيس القوم؛ فعند ذلك يتفرّق عنه الناس.ضاع الجمل وما حمل
وهو مَثَل يُعبّر عن الخسارة الكاملة؛ أيْ ضياع كل شيء ولا يتبقى منه شيء.اللي عنده الإبل تزوره الخيل
هذا المَثَل كناية عن الرجل الذي عنده ذرية البنات وقد أحسن تربيتهن؛ فإن مَن يطلبهن للزواج هم الرجال الكرام.لكل أناس في بعيرهم خبر
قال هذا المثل الخليفة عمر، رضي الله عنه، عندما وفد إليه العلباء بن الهيثم، وكان أعورَ دميمَ الخِلقة ولكنه جيّد اللسان حَسَن البيان؛ فلهذه الفصاحة اختاره أهله ليتكلم؛ لأنهم أعرف الناس به.وإذا كانت هذه أمثالاً عربية كرّمت الإبل واحتفت بمكانتها؛ فهذه حقائق ممتعة عن الإبل لم تكن تعرفها