يبدو أن مهام ومشاق الحياة قد تأخذ بعض الآباء والأمهات بعيداً عن أطفالهم؛ فالآباء يقدمون لهم الرعاية - لا جدال- ويهتمون بطعامهم وشرابهم وصحتهم -أحسن ما يكون-، ولا يملون من تلبية طلباتهم، ولكنهم يجهلون أهمية عناق الآباء لأطفالهم؛ ويعني العناق واحتضان الأطفال وضمهم لصدورهم، غافلين عن فائدته العظمى في تطور نمو الطفل العاطفي والاجتماعي.
يؤكد هذا أن معظم الأبحاث التربوية اليوم، تناشد الآباء بوضع بند العناق جنباً إلى جنب مع بنود توفير الطعام والشراب، و أن تدمجه مع الرعاية والاهتمام، ولمزيد من الشرح والتفسير كان اللقاء والدكتورة نهاد يوسف أستاذة طب نفس الطفل.
أهمية العناق للطفل
تعزيز الرابطة العاطفية:
عناق الطفل يساعد على تعزيز الرابطة العاطفية بين الأب والطفل. يعتبر العناق وسيلة مهمة للتواصل غير اللفظي وإظهار الحب والدعم العاطفي للطفل.
تعزيز الشعور بالأمان والثقة:
عندما يعانق الأب طفله، يشعر الطفل بالأمان والحماية. يساعد العناق على تعزيز صحة الطفل النفسية، وتأكيد ثقة الطفل في نفسه وفي العالم الخارجي.
تعزيز التنمية العاطفية:
يعتبر العناق طريقة للتعبير عن المشاعر وبناء التواصل العاطفي بين الأب والطفل. يمكن أن يساعد العناق في تنمية مهارات التعاطف والتعبير عن المشاعر لدى الطفل.
تعزيز الصحة العقلية والعاطفية:
العناق يساهم في تحسين الصحة العقلية والعاطفية للطفل. يساعد العناق على تقليل مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، ويعزز الشعور بالسعادة والراحة.
تعزيز الارتباط الاجتماعي:
العناق يساعد في بناء الارتباط الاجتماعي للطفل ومهاراته الاجتماعية. يعتبر العناق تفاعلاً اجتماعياً إيجابياً يساعد الطفل على فهم أهمية اللمس والتواصل غير اللفظي في التفاعل مع الآخرين.
تعزيز الشعور بالمحبة والانتماء:
يساعد العناق في تعزيز الشعور بالمحبة والانتماء لدى الطفل. يشعر الطفل بالأمان والحماية والانتماء إلى عائلته ويعزز الروابط الأسرية.
بناء رابطة قوية وصحية بين الآباء والأطفال
يعتبر عناق الآباء لأطفالهم إحدى الوسائل القوية لبناء رابطة قوية وصحية بينهما. يجب أن يكون العناق مبنياً على الحب والاحترام والدعم العاطفي، وأن يكون مناسباً لاحتياجات ورغبات الطفل.
طرق شائعة وفعالة للتعبير عن الحب والدعم العاطفي
هناك العديد من الطرق المختلفة للتعبير عن الحب والدعم العاطفي للطفل، والتي تختلف باختلاف الثقافات وأساليب التربية ، ومن الجيد توجيه الاهتمام لاحتياجات وشخصية الطفل..كما يأتي:
- اللمس الحنون: يعتبر اللمس واحداً من أقوى طرق التعبير عن الحب والدعم العاطفي، يمكنك عناق الطفل، وتقبيله على وجنتيه، وتلمس يديه، وتدليله برفق، ما يعزز الراحة والأمان بقلب الطفل.
- الإشادة والمديح: قومي بتوجيه الإشادة والثناء للطفل على إنجازاته وجهوده، قدمي تقديرك لما يقوم به وأظهري له أنك فخورة به، هذا يعزز تقدير الطفل لذاته ويشجعه على المزيد من التحسن.
- الاستماع الفعَّال: اجعلي الطفل يشعر بأنك تستمعين بشكل فعَّال إلى ما يقوله، اجلسي معه واستمعي بانتباه عندما يتحدث، وأظهري اهتماماً حقيقياً بمشاعره وأفكاره، قد يكون الاستماع الفعَّال تسكيناً لقلقه، بدون تقديم حل مباشر.
تابعي: طرق التعبير عن الحب
- الوقت المشترك واللعب: قضاء وقت جيد مع الطفل يعزز رابطتكما ويظهر له أنك مهتمة به، قومي باللعب معه، اقرئي له قصصاً، وشاركيه الأنشطة التي يستمتع بها، ما يعزز الارتباط العاطفي، ويعطي فرصة للتواصل والتفاعل.
- التحدث بإيجابية: استخدمي الكلمات الإيجابية والتشجيعية عند التحدث مع الطفل، قدمي التوجيه والإرشاد بلطف وصبر، وأظهري له أنك تثقين في قدراته الإيجابية.
- التواصل غير اللفظي: استخدمي لغة الجسد والتعبير غير لفظي للتواصل مع الطفل، ابتسمي له، استخدمي لغة العيون والابتسامة لنقل المشاعر الإيجابية.
- التوازن بين الحنان والتوجيه، والاستماع بصدق لاحتياجات الطفل والتكيف معها، وإدراك أن كل طفل فريد ويحتاج إلى نوع مختلف من الحب والدعم العاطفي، لهذا قومي بملاحظة ردود فعل الطفل؛ لتحديد ما يجعله يشعر بالارتياح والسعادة.
كيفية تحديد نوع الحب والدعم العاطفي للطفل
هذا الأمر يتطلب الملاحظة الدقيقة والتواصل المستمر مع الطفل، إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في تحديد احتياجات طفلك وتوفير الدعم العاطفي الملائم، وكوني حساسة لتفاصيل سلوك طفلك وردود فعله في مختلف المواقف، انتبهي إلى لغة جسده، وتعبير وجهه، وتفاعلاته العاطفية، فقد تلاحظين أنه يفضل أنواعاً معينة من اللمس أو الكلام أو الوقت المشترك أكثر.
قومي بتواصل مفتوح وصريح مع طفلك، حاولي بناء بيئة تشجعه على مشاركة مشاعره واحتياجاته، اسأليه عن مشاعره وما يجعله يشعر بالسعادة أو الحزن، استمعي بانتباه وبدون تقييم لما يشاركه معك، واستجيبي بشكل ملائم لاحتياجات طفلك واستجاباته العاطفية، عندما يحتاج إلى مساحة للعب بمفرده، احترمي رغبته، عندما يشعر بالاستياء أو الحزن، قدمي له الدعم والتوجيه بلطف، كل طفل يستجيب بشكل مختلف.
تابعي: تحديد نوع الحب وطرق الدعم العاطفي
قدمي الاستفسارات والتوجيهات الملائمة لطفلك، على سبيل المثال، إذا كان يعبر عن حاجة للحب والعناق، قدمي له الحضن واللمس الحنون، و إذا كان يظهر اهتماماً بالقراءة، قدمي له الكتب المناسبة واجلسي معه للقراءة، ولا تترددي في تجربة أنواع مختلفة من الحب والدعم العاطفي؛ لمعرفة ما يعمل بشكل أفضل لطفلك، و تذكري أن احتياجات الطفل قد تتغير مع الوقت، فحاولي التكيف والتعديل بناءً على احتياجاته المتغيرة.
انتبهي إلى الأنشطة والتفاعلات التي تسعده، قد تكون هذه اللحظات مؤشراً على الحب والدعم العاطفي الذي يحتاجه طفلك، احتفظي بهذه الملاحظات وحاولي تكرارها في التفاعلات المستقبلية، وفي النهاية يجب أن تكون هناك مرونة في تحديد احتياجات الطفل وتقديم الدعم العاطفي، قد يحتاج الطفل إلى أنواع مختلفة من الحب والدعم، كما قد تحتاجين -أنت- لأساليب جديدة متطورة في التعبير العاطفي وفقاً لنمو الطفل.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.