من المعروف أن الأشخاص الأقوياء عاطفياً لديهم قدرات مدهشة في التأقلم مع الواقع والتعامل مع التحديات، فيمكنهم بذكاء التكيف مع ضغوطات الحياة اليومية، كما أنهم يتعلمون دروساً قيّمة، ويكتسبون خبرات مميزة عبر التجارب التي يمرون بها والمشاكل التي يخوضون فيها والعديد من المميزات الأخرى، التي ستتعرف إليها إذا تابعت السياق التالي، حيث تخبرك سيدتي كيف تكون شخصاً قوياً عاطفياً من خلال لقاء استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي عزة أبو العينين.
القوة العاطفية لا تعني الافتقار إلى العواطف والمشاعر
تقول عزة أبوالعينين لسيدتي: لطالما أُسِيء تفسير القوة العاطفية على أنها افتقار إلى العواطف والمشاعر، أو أنها درب من القسوة، ووُصفت القوة العاطفية كذلك بأنها المرونة الفائقة غير القابلة للكسر، فقد كان يُعتقد قديماً أن العواطف عكس العقل، وأن العواطف تعني الضعف والخنوع، وعندما نتحدث عن القوة العاطفية، فإننا نتخيل درعاً من عدم الحساسية والقسوة يرتديه الشخص لمواجهة المواقف والأشخاص الذين يعترضون طريقه أو لا يتوافقون معه.
في الواقع، القوة العاطفية لا علاقة لها بالقوة، بل لها علاقة أكبر بالتحمل، فبحسب العديد من الأبحاث فالأشخاص الذين يتمتعون بالقوة العاطفية يتمتعون كذلك بالمرونة العقلية، ولديهم سمات شخصية تساعدهم في التغلب على الشدائد.
مقاربة ما بين الأشخاص الأقوياء عاطفياً وغير الأقوياء عاطفياً
تؤكد عزة أن الأشخاص الأقوياء عاطفياً لديهم العديد من المميزات كالنضج العاطفي، ومن ثمّ فهم يرون الواقع على حقيقته، ولديهم آليات الدفاع التكيفية ومهارات التكيف الاستباقية ومرونة الشخصية والقدرة على التوافق والتماهي، كما أنهم قادرون على رؤية وجهة نظر الآخرين أثناء الخلافات، ولديهم مقدرة مدهشة على إيجاد حلول للعديد من المشكلات بمرور الوقت، والحصول على نتائج حياة أكثر إيجابية، بينما الذين لا يتمتعون بالقوة العاطفية غالباً ما تجدهم غير ناضجين عاطفياً، رؤيتهم للحياة محدودة ولا ينظرون لها إلا من وجهة نظرهم الخاصة، ويشعرون بأن مشاكلهم أكبر من مشاكل الآخرين، ويلومون الآخرين على مشاكلهم التي خلقوها بأنفسهم. علاوة على ذلك، غالباً ما يتم تجاوز تصوراتهم للواقع من خلال ما "يشعرون به"، وليس من خلال الحقائق والواقع.
نحو المزيد يمكنك بالسياق التالي التعرف إلى مفهوم النضج العاطفي واستبدال الصفات السيئة بالجيدة
سمات تميز الأشخاص الأقوياء عاطفياً
الأقوياء عاطفياً يشعون بالسلام أكثر من القوة
لا يتميز الأشخاص الأقوياء عاطفياً بامتلاك السمات الأساسية للقوة أو العدوانية أو حب السيطرة، فهم يعلمون أن القوة الحقيقية تكمن في أن تكون في مكانك الصحيح حيث تجد مكانتك التي تستحقها، ويؤمنون بأن السلام الداخلي هو القوة الأكثر مقاومة وغير القابلة للكسر وغير القابلة للتدمير، حيث يحتاج الناس إلى إشعاع الطاقة عندما يعتقدون أنهم لا يملكونها.
الأقوياء عاطفياً على استعداد للشعور بالألم
يقضي معظم الناس حياتهم في محاولة للهروب من العواطف، في حين الأشخاص الأقوياء عاطفياً يتمتعون بهذه القوة؛ لأنهم يسمحون لأنفسهم بالشعور بما يحتاجون إليه، فمن المعروف أننا نفقد السيطرة عندما نرفض شعورنا تجاه شيء ما أو شخص ما، فعندما نقمع المشاعر التي تكتنفنا في بعض الأوقات، نجد أنفسنا نعبر عن هذه المشاعر بطريقة غير متوقعة وغالباً ما تكون باتجاه سلبي.
الأقوياء عاطفياً يقبلون أن يكونوا مخطئين
يثق الأشخاص الأقوياء عاطفياً بأنفسهم ويعرفون أنهم لا يحتاجون دائماً إلى أن يكونوا على حق ليكونوا أذكياء أو مفيدين أو مثيرين للاهتمام أو محترمين. فالحاجة إلى أن تكون على حق دائماً تعني أنك ترفض التشكيك فيك، ومن ثم هذا الهاجس يتحول لخوف أو قلق من الخطأ، وتفاقم هذا الأمر قد يؤدي إلى تدمير جزء أساسي من هويتك أو ثقتك بنفسك، وكيف ينظر إليك الآخرون.
الأقوياء عاطفياً لا يركزون على العقبات بل على كيفية تجاوزها
وإذا رأوا عقبات على طول الطريق، فإنهم يفسرونها على أنها إشارة للبحث عن طريق مختلف، على عكس كثير من الناس، الذين قد يتوقفون تماماً لاعتقادهم أن العقبات تعني نهاية الطريق.
الأقوياء عاطفياً يريدون الاحترام أكثر من الاهتمام
دائماً ما تنتهي الرغبة الطبيعية في أن تكون محبوباً ومقبولاً من قبل الآخرين بالظهور بشكل سطحي، فالأشخاص غير السعداء يحاولون دائماً تحقيق ذلك من خلال محاولة أن يكونوا متفوقين اجتماعياً. ومع ذلك، فإن ما يفعله الأشخاص الأقوياء عاطفياً هو محاولة كسب احترام من حولهم.
ويمكنك بالسياق التالي التعرف إلى تمارين تقوية الشخصية للشباب
الأقوياء عاطفياً يتقبلون كل مشاعرهم ولا يرفضونها
حتى لو لم يفهم الأقوياء عاطفياً مشاعرهم أو يتفقوا معها، فإنهم يتقبلونها. إنهم يفترضون أن المشاعر ليست عقلانية، لذلك لا يستخدمون المنطق لوضع حد لها؛ لأنهم يعلمون أنها غير مجدية.
الأقوياء عاطفياً لا يحاولون أن يظهروا أنفسهم على حساب الآخرين
هم لا يميلون لإظهار أمجادهم على حساب الآخرين، فلا يقومون بتسليط الضوء على عيوب الآخرين لإظهار نجاحاتهم الشخصية، والأقوياء عاطفياً لا يقيسون أو يحددون قيمة الآخرين، وبما أنهم لا يعاملون الناس على أساس قدراتهم أو إنجازاتهم المحتملة، فإنهم يقبلون أنفسهم أيضاً بغض النظر عما يمكنهم تحقيقه داخل المجتمع.
الأقوياء عاطفياً يعلمون أنه لكي يغيروا حياتهم، عليهم أن يتغيروا أيضاً
هم يتحملون المسؤولية عن كل ما يحدث لهم، ويعتبرون أن كل تجربة مصحوبة بتعليقات. إنهم لا يلومون الآخرين لتقليل مسؤوليتهم، ولا يشتكون لأنهم يعلمون أن التذمر من الظلم لن يحل أي شيء.
الأقوياء عاطفياً قادرون على تحديد احتياجاتهم ومشاركتها مع الآخرين
هم لا يجعلون الحديث عن احتياجاتهم وسيلة لابتزاز مشاعر شخص آخر، كما أن لديهم المقدرة على احترام مشاعر الآخرين ومشاركتهم المواقف الصعبة بحياتهم، هم لا يمتنعون كذلك عن مشاركة مشاعرهم؛ خوفاً مما يعتقده الآخرون، فهم يتعاملون بانفتاح وتفهم لكل المواقف.
الأقوياء عاطفياً يعتقدون أن الفشل والانتقاد هي أشياء يجب التعلم منها
فهم يعتقدون أن هذه الأمور يتعرض لها كل الناس في كثير من مواقف الحياة، وأنها ليست علامات على ضعف الشخصية، كما أنهم لا يسعون أبداً للحصول على موافقة الآخرين ليظهروا بمظهر عدم المخطئ، حيث يعتقدون أنهم يمكنهم التعلم من الفشل والانتقادات، ولا يجدون الانتقاد أمراً يعيب أو يدين أخلاقهم أو شخصياتهم بالحياة، فهم يعتقدون أن الإخفاقات بالحياة خطوات نحو النمو والتطور.
وإذا كانت هذه سمات وصفات الأقوياء عاطفياً فهذه طرق التوقف عن إيذاء النفس وكيفية التطبيق