كثيرون يعتبرون أن الفروق الجينية بين الولد والبنت لا تعد عاملاً أساسياً يستدعي تغيير أسلوب التربية، بينما يرى فريق ثان ضرورة الاعتراف بالاختلافات بين الذكور والإناث أولاً، لتحديد كيفية وطرق التعامل معهم، وحسماً للنقاش؛ على الاباء الاعتراف بتأثير الفروق بين الأولاد والبنات على أسلوب التربية، وذلك وفقاً لأحدث الدراسات التربوية.
يؤيد ذلك ان الحقيقة العلمية، وهي الرأي الثالث في هذا اللغز، تؤكد أن التربية خليط من الاعتراف بوجود الفروق، وتحيز أسلوب التربية.
اللقاء والاستشاري التربوي واختصاصي تعديل سلوك الأطفال الدكتور أحمد برهان، الذي خص "سيدتي وطفلك" بالشرح والتوضيح.
تبدأ الفروق في الظهور بين النوعين صغيرة، على شكل تفصيلات بسيطة في التعبير عن الحالة المزاجية، وأسلوب اللعب، فالبنت تلعب بالعروسة والولد يفضل المسدس، لكن تلك الفروق تزداد وتتسع مع أسلوب التربية والثقافة السائدة.
يؤيد ذلك ان الحقيقة العلمية، وهي الرأي الثالث في هذا اللغز، تؤكد أن التربية خليط من الاعتراف بوجود الفروق، وتحيز أسلوب التربية.
اللقاء والاستشاري التربوي واختصاصي تعديل سلوك الأطفال الدكتور أحمد برهان، الذي خص "سيدتي وطفلك" بالشرح والتوضيح.
الرأي العلمي
أكدت دراسات حديثة أن الاختلافات الطبيعية بين الأولاد والبنات، من الناحية الجسدية والتركيبة الجينية والهرمونية، لها تأثيرها على تطور المخ لكل منهما، ورغم هذا فإن طرق وأساليب تربية الآباء للأبناء، تترك تأثيراً أكبر في عملية نمو المخ لدى الأطفال.تبدأ الفروق في الظهور بين النوعين صغيرة، على شكل تفصيلات بسيطة في التعبير عن الحالة المزاجية، وأسلوب اللعب، فالبنت تلعب بالعروسة والولد يفضل المسدس، لكن تلك الفروق تزداد وتتسع مع أسلوب التربية والثقافة السائدة.
الهرمونات تصنع الاختلافات
إدراك الآباء للاختلافات بين الولد والبنت مهم؛ لتحديد طرق التعامل والتربية، وتتلخص تلك الاختلافات في عدة نقاط:- البنات يعتمدن على حواسهن الخمس أكثر من الأولاد لتحليل المواقف وفهمها، و تصل الفتيات إلى مراحل النمو في وقت مبكر بـ 6 أشهر عن الفتيان، مثل التحدث وتطوير التنسيق بين اليد والعين والتحكم في العواطف.
- يتمتع الأولاد الصغار بمستويات أعلى من هرمون "التستوستيرون" المتحكم في العصبية وإطلاقها، ومستويات أقل من "السيروتونين" وهو ناقل عصبي يكبح العدوانية، مما يجعلهم أكثر سهولة في الإجهاد ويصعب تهدئتهم.
- تتمتع البنات بمستويات أقل من هرمون "التستوستيرون" ومستويات أعلى من "السيروتونين" فتظهر الفتيات الرضيعات نزعة أكبر لتهدئة أنفسهن عن طريق مصّ إبهامهن.
- حاسة الشم لدى البنات أقوى وتنجذب للمذاق الحلو، على عكس الولد الذي ينجذب إلى المذاق الثقيل، كما يتطور عمل المخ لدى البنات بشكل أسرع، ومع ذلك يتفوق الصبيان في الحساب والرياضة عن البنات، لكنهم يتراجعون في مجال اللغة والقراءة.
- ينمو مخ البنت ويتطور بشكل متوازن، وهو ما يمنحها قدرة وبراعة أكثر للقيام بعدة أمور في وقت واحد، بينما نمو مخ الصبي يجعله قادراً على التركيز في عمل واحد فقط، وتأتي ردة فعله عنيفة إذا قاطعه أحد.
- نشاط البنات يصل إلى قمته في وقت أبطأ عن الصبيان، لكنه يدوم لفترة أطول، في حين أن الصبيان بسبب هرمون "التستوستيرون" يميلون إلى النشاط الزائد والحركة في الهواء الطلق والألعاب الرياضية والعدوانية والصوت العالي لتفريغ طاقتهم
اختلافات ناتجة عن الثقافة المجتمعية والتربية
- بعض الاختلافات السلوكية تعتمد بشكل ما على الاختلافات الجينية بين النوعين، ولكن هناك اختلافات ناجمة عن الثقافة المجتمعية والتربية؛ مثل:
- الفتيات أفضل في تفسير العواطف وبناء العلاقات، ويبرز ذلك من خلال ألعاب مثل حفلات الشاي للبنات.
- اختلافات ملحوظة بين الأولاد والبنات عندما يتعلق الأمر باللغة، الفتيات يملن إلى تطوير مهاراتهن اللفظية أسرع من الأولاد، وتستخدم الفتيات الكلمات بشكل شبه حصري.
- يميل الأولاد الصغار إلى استخدام الكلمات بشكل أقل وإحداث ضوضاء أكثر، ويدعم ذلك أيضاً من خلال الألعاب المتحيزة للنوع مثل المسدسات.
- في سن المدرسة
- يميل الأولاد إلى اللعب في مجموعات كبيرة، وتزدهر ألعابهم بالمنافسة، إذ يحاول كل منهم إثبات براعته الفردية وجدارته بأن يكون قائد المجموعة.
- تميل الفتيات إلى اللعب في مجموعات صغيرة من اثنتين إلى أربع، وغالباً ما ينخرطن في محادثات عميقة، ويستمعن باهتمام إلى بعضهن بعضاً ويحافظن على التواصل البصري.
- الأولاد أكثر عدوانية وعصبية ويعتمدون على الصوت العالي خاصة في سن المراهقة، ويبدو ذلك بسبب الهرمونات، لكن أيضاً التربية يمكنها أن تعدل الأمر أو تجعل منه سلوكاً متكرراً.
- الفتيات المراهقات يشعرن بمزيد من الضغوط في الحياة أكثر من الفتيان المراهقين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الشخصية، وتظهر طريقة التعبير عن مشاعرهن من خلال البكاء، بينما من المرجح أن يشتت الصبي نفسه بنشاط ما.
ألعاب تساعد على تعزيز ذكاء الطفل
"7"خطوات للتعامل مع طفلكِ ولداً كان أو بنتاً
- لا يُنصح بأسلوب تربية مختلف عند تربية الأبناء من النوعين، الأهم أن تدركي تلك الاختلافات بين الولد والبنت؛ حتى تستطيعي التعامل مع كل منهما بطريقة تناسب اختلافاتهما.
- إدراكك بأن هناك فروقاً، لا يعني أن الولد متأخر عن البنت وأنه لا يمكن مقارنتهما، فالبنت التي تتحدث وتتواصل وتدرك مبكراً عن الولد تعد أموراً طبيعية.
- ابتعدي عن القوالب النمطية التي تضع الأمهات أبناءها فيها، كتفضيل الولد أو الضغط الزائد عليه لينشأ رجلاً، ولا تجبري البنت على خدمة شقيقها لكونها فتاة.
- علمي أطفالك الأساليب والقيم بشكل متساو؛ كالاحترام، والتعاون والمساواة، و تعاملي مع الاختلافات الفسيولوجية بذكاء.
- ويتم ذلك عبر وضع حدود للأولاد لاستعمال قدراتهم الحركية، من خلال توجيه الطاقة في مكان معين، أو ممارسة رياضة ما، مع الحفاظ على روتين يومي.
- والفيصل في التعامل مع الأطفال على اختلاف نوعهم وشخصياتهم، هو تفهّم الأم لاحتياجاتهم واختلافاتهم وفقاً للمراحل العمرية.
- مع اعتماد أسلوب الاختيارات في أغلب الأحيان، بدلاً من التوجيه المباشر لتجنب الخلافات، واحترام الرغبات والميول دون النظر للنوع.