تختلفُ الآراءُ حول المعنى الحقيقي للسعادة، لكننا قد نتَّفقُ على أن الشغفَ هو أحدُ الأسبابِ التي تجعلُ الإنسانَ يتطلَّعُ نحو الغدِ بترقُّبٍ وحماسٍ.
شاهدتُ أخيراً فيلماً متحرِّكاً، يحملُ اسم "Soul"، أي الروح. يتناولُ العملُ شخصيَّةَ معلِّمِ موسيقى، كان يحلمُ باستمرارٍ بالفرصةِ التي ستتيحُ له أن يعزفَ على البيانو أمام جمهورٍ مهتمٍّ، ليصبحَ عازفاً مشهوراً. وفي خضمِّ الأحداثِ، التي كادت روحه أن تزهقَ خلالها، تعرَّف على معنى مختلفٍ لـ "شُعلة السعادة"، التي أوشكت جذوتُها على أن تنطفئ في داخلِه تحت هيمنةِ الحلمِ الكبير. عندما حقَّق حلمه، تبيَّن له أن الشعورَ العميقَ بالسعادةِ، يكمنُ في الأمورِ الصغيرةِ التي نعيشها كلَّ يومٍ دون الوقوفِ عندها، فقد تكون نسمةُ هواءٍ عليلةٌ في يومٍ دافئٍ ومشمسٍ، أو فنجانُ قهوةٍ لذيذٌ، نستمتعُ به برفقةٍ شخصٍ عزيزٍ، أو يومٌ "عادي"، نقضيه بسلامٍ ومحبَّةٍ مع الأسرةِ سبباً لسعادتنا.
في عددِ مارس، نسلِّطُ الضوءَ على "شُعلة السعادة" في حياةِ المرأةِ بمختلفِ أدوارها. نحتفي بها بمناسبةِ "اليومِ العالمي للمرأة"، و"يوم الأمّ" في العالمِ العربي، إضافةً إلى رمضان الفضيل شهرِ الألفةِ والسكينةِ حيث تزدادُ فيه مسؤوليَّاتها لرعايةِ أسرتها.
مارس يمثِّلُ أيضاً محطةً مهمةً في أجندةِ موسمِ الأزياء، إذ يتضمَّنُ ختامَ أسابيعِ الموضةِ في عواصمِ العالمِ لمجموعاتِ "خريف وشتاء 2024-2025".
وعلى الغلافِ، تجدون الممثلةَ التونسيَّةَ المبدعةَ درَّة زرُّوق ضمن جلسةَ تصويرٍ، جمعت بين الجمالِ والأناقةِ والتمكين. تطرَّقنا في حوارنا معها إلى موضوعاتٍ ملهمةٍ عن المرأة، فذكرت بشكلٍ خاصٍّ دورَ والدتِها العظيم في صقلِ شخصيَّتها، كما تحدَّثت عن "اليوم العالمي للمرأة" بقولها: "يومُ المرأةِ مناسبةٌ رائعةٌ لتكريمها، وإن كنتُ أرى أن المرأةَ، تستحقُّ أن يُحتفى بنضالها ونجاحها كلَّ يومٍ، سواءً المرأةَ العاملة، أو ربَّةَ البيتِ التي تكافحُ لأجل تربيةِ أولادها".
اكتملت إطلالةُ درَّة بمجوهراتِ "مارلي نيويورك" التي أسَّستها امرأةٌ أيضاً، وهي مارال أرتينيان. المديرةُ الإبداعيَّةُ للدار، كشفت لنا خلال لقائنا بها عن أنها مفتونةٌ بالنساءِ الديناميكياتِ اللاتي تلتقيهن في رحلاتِها المتنوِّعةِ، فمنهن تستلهمُ تصاميمَ لمجوهراتٍ مثاليَّةٍ.
واستكمالاً لدعمِ المرأةِ للمرأةِ، تجدون لقاءً مع شابتَين سعوديتَين، هما كنزي السهيل وريا جارودي، اللتين ترجمتَا شغفهما بعالمِ الموضةِ من خلال متجرٍ إلكتروني لـ "أزياء الفينتاج". ذكرتَا لنا في حوارِنا الممتعِ معهما، أن الذكرى الأجمل لإطلاقِ المشروعِ، كانت لحظةً صغيرةً في مدينةِ لوس أنجلوس الأمريكيَّة، وتحديداً أثناء رحلةِ الشراءِ الأولى التي قامتَا بها، فعندما جلستَا لتناول الغداءِ، غمرتهما الفرحةُ بما هو آتٍ، وشعرتَا بامتنانٍ كبيرٍ.