العمل التطوعي هو أحد الأعمال الجليلة القائمة على خدمة المجتمع والفئات الأكثر احتياجاً فيه وهو يكرس للكثير من المعاني البليغة والأهداف النبيلة، والعمل التطوعي في الإسلام له قيمة دينية هامة فقد حثت الشريعة الإسلامية عليه، وهو يحقق فضائل الإيثار والترابط والتاَلف والتآخي بين أفراد المجتمع، وفي المناسبات الدينية العظيمة مثل عيد الفطر نجد أهمية العمل التطوعي تبرز وتنجلي في ظل ما ينادي به إسلامنا الحنيف من تعاطف وتراحم يشيع بين عموم المسلمين، فقيرهم وغنيهم قويهم وضعيفهم.. بالسياق الآتي "سيدتي" تحدثك عن فوائد العمل التطوعي في عيد الفطر للشباب.
ما هو العمل التطوعي؟
يقول أشرف عبدالستار رئيس جمعية "قبس من نور" الخيرية لـ"سيدتي": العمل التطوعي بمفهومه العام يعني تقديم خدمة ما للأفراد أو المجتمع بلا مقابل، ومع نهاية شهر رمضان الكريم، شهر العطاء والخير الوفير واستقبالنا لعيد الفطر المبارك نجد هذه المناسبات الجميلة فرصة طيبة لحث المسلمين وغيرهم على العطاء، والعمل التطوعي له العديد من الصور فيمكن من خلال العمل الخيري أو المشاركة في المبادرات المجتمعية أو مساعدة الآخرين بخدمات بسيطة ولكن تترك الأثر العميق في نفوسهم والعديد من الصور الأخرى"، ويعرّف عبدالستار الشخص المتطوع بأنه "شخص إيثاري، يقرر القيام بمهمة ما عن طيب خاطر، بمفرده، أو بمشاركة الآخرين فيتبرع بوقته ويبذل قدراته الجبارة لمساعدة المحتاجين".
فوائد التطوع المذهلة للشباب
يوضح عبدالستار بأن "للعمل التطوعي فوائد مذهلة على كافة الصُعد الدينية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والفكرية، فكلما كبرت ستكتشف أن لديك يدين، واحدة لمساعدة نفسك والأخرى لمساعدة الآخرين، وبغض النظر عن مقدار الكرم والعطاء الذي تعتقد أنه موجود في العالم، إلا أننا يمكننا القول أن هناك دائمًا المجال للمزيد، حيث العمل التطوعي بكلّ صوره له العديد من الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع، ويلخصها كالآتي:
- العمل التطوعي يساعدك على أن تفتحي عقلك.
- العمل التطوعي يساعدك على أن تتعلمي وتطوري مهارات مهنية وحياتية جديدة.
- العمل التطوعي يمكن أن يكون نشاطاً عائلياً ممتعاً!.
- العمل التطوعي يساعدك على أن تعملي بأجواء الفريق ويساعد على تكريس روح التعاون والمساعدة.
- العمل التطوعي يساعدك على أن تكتشفي ما تتفوقين فيه وأن تحصلي على أفكار وظيفية للمستقبل.
- عندما تتطوعين، يعتمد الناس عليك؛ لذلك تتعلمي أن تكوني مسؤولة.
- العمل التطوعي يجمع أشخاصاً من خلفيات وقدرات مختلفة فيساعدك على تكوين صداقات جديدة مع أشخاص يشاركونك اهتماماتك وقيمك.
- العمل التطوعي يساعدك على أن تتعرفي على أشخاص أكبر وأكثر خبرة فتتعلمين منهم وتكتسبين المزيد من الخبرات.
- العمل التطوعي يمكنك أن تري القدرة التي لديك على تغيير الأشياء نحو الأفضل.
- العمل التطوعي يمكنك أن تشعرين بالفخر بمساهماتك البليغة بالمجتمع.
- العمل التطوعي يشعرك بأهميتك ويكرِّس لمقدرتك على القيام بشيء ذي معنى، خاصة إذا كان لديك الكثير من المخاوف أو الأشياء التي تدور في ذهنك.
- العمل التطوعي سيقضي على موجات الملل التي كانت تجتاحك.
- العمل التطوعي يكسبك الخبرة عندما تبحثين عن وظيفة أو تتقدمين إلى إحدى الجامعات، فإن قيامك بعمل تطوعي يترك انطباعاً جيداً جداً.
- العمل التطوعي يُظهر للآخرين (ونفسك) أنك تؤمنين بقضية ما، وأنك جديرة بالثقة.
- العمل التطوعي يثبت أنك قادرة على الالتزام بالمواعيد.
- العمل التطوعي يثبت التزامك بالمساعدة في جعل العالم مكاناً أفضل.
وإذا تابعت السياق التالي تتعرفين كيف يكون العمل التطوعي تحدياً من نوع آخر في تنمية شخصيتك
العمل التطوعي في عيد الفطر
ويشير عبدالستار إلى أن "الانخراط في القضايا الخيرية في وقت مبكر من الحياة يمكن أن يهيئ الشباب لحياة مليئة بالعطاء والمسؤولية، فالشباب الذين يتطوعون عندما يكونوا صغاراً يكونون أكثر مشاركة بالأعمال المجتمعية وأكثر تفاعلاً مع القضايا الإنسانية، وفي المناسبات الإسلامية البليغة مثل شهر رمضان الكريم وبعيد الفطر وعيد الأضحى تبدو الأعمال التطوعية سراجاً منيراً يضيء حياة الفقراء والمحتاجين، وتنشر الخير والمحبة بين أفراد المجتمع وتوثق عُرى التسامح ومسؤولية المجتمع عن الفقراء والمحتاجين.
أفكار شابة للعمل التطوعي بالعيد
نادين سامح فهيم- طالبة بكلية السياحة والفنادق – الصف الثاني تقول لـ "سيدتي": العيد يحمل الخير للجميع وهذا المعنى البليغ نشأنا عليه في العائلة، فقد كنت أشاهد والدتي وهي تشتري لجيراننا ملابس العيد معنا جديدة ولا تعطيهم أبداً ملابسنا القديمة، فقد كانت تقول لنا إن الجار له حقين، الأول لأنه جار والثاني لأنه محتاج، ومن حقه أن يفرح بالعيد والجديد مثلنا تماماً، وهذا الأمر شجعني أن أشارك في مبادرة مجتمعية بهوايتي بفن التفصيل والحياكة، وفي كل عيد أشتري عدداً من الأمتار وأقوم أنا وعدد من صديقاتي بتفصيل عدد من الفساتين الجديدة للأطفال ونقوم بتوزيعها على الأيتام بإحدى دور الرعاية القريبة.
لجين عبدالرحمن – طالبة بكلية التجارة – الصف الثاني تقول لـ"سيدتي": اشتركت بمبادرة خلال شهر رمضان الماضي لتنظيف شواطئ الإسكندرية، وشاركت مع زملائي بتنظيف حوالي عشرة شواطئ بالإسكندرية من الشواطئ المجانية، لتكون نظيفة ومستعدة لاستقبال المعيدين وهذا الأمر اعتدت عليه كل عام في شهر رمضان، فأنا أقطن ببناء على البحر ويضايقني كثيراً أن أجد الشاطئ غير نظيف، ولذلك منذ المرحلة الثانوية وأنا مشتركة في مبادرة "بيئتنا حياتنا" والتي تكرِّس لبيئة نظيفة من حولنا.. وأجد أن هذا الأمر واجب على كل فرد لتنظيف بيئته ومجتمعه.
آسر عبدالفتاح الشريف – طالب بكلية الصيدلة – الصف الرابع يقول لـ"سيدتي": لطالما كنت أشارك بمبادرات تطوعية منذ طفولتي والعام الماضي أقدمت أنا وأصدقائي على عمل مبادرة "إيديك في الخير" وفيها نقوم بعمل معرض كل فترة يختص بأمر معين، فعند دخول المدارس نعمل معرضاً للكتب المدرسية والخارجية للمحتاجين ونجمع قبله كل الكتب المستعملة والنظيفة من الطلبة لكي يعيد استخدامها الطلبة المحتاجون، معرض آخر يكون خلال شهر رمضان وفيه نجمع الطعام بما يشبه صندوق الخير ولكنه يكون مفتوحاً لكل من لديه فائض طعام يتبرع به، كما نقوم بعمل معرض للأدوية الفائضة للمرضى المحتاجين، كل من يحتاج لدواء يمكنه التواصل معنا.. ومعرض آخر قبل عيد الفطر نجمع فيه الملابس الجديدة أو المستعملة بشكل راقٍ ليتم توزيعها على الأيتام أو المحتاجين.
ويؤكد آسر أن العمل التطوعي متعة والعطاء متعة لا بد أن يجربها كل فرد فإن تجد عيون مَن تساعده تشع فرحة وبهجة خاصة الأطفال وفي مناسبة مثل العيد سعادة لن تجدها في أي مكان ولا مع أي أحد.
يمكن أن تتابعي في السياق عينه الموضوع التالي: العمل التطوعي تحدٍ من نوع آخر في تنمية شخصيتك