إن الشعور بالحزن من وقت لآخر يعدّ أمراً طبيعياً وجزءاً لا يتجزأ من الإنسانية، ويمكن أن تتأثر حياتك الزوجية بشكل كبير عندما يعاني الشريك من الحزن، حين يمر الزوج بتجربة قاسية، فقد ينعكس ذلك سلباً على العمل والعلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة، خاصة إذا لم يحصل زوجك على الدعم المناسب.
أفضل ما يقدمه الشريك لشريكه هي المساندة والدعم
تقول استشاري العلاقات الأسرية د. سميرة دعدور لـ"سيدتي": يتغير مزاج الإنسان ويتقلب، فقد يكون سعيداً ومرحاً أحياناً أومكتئباً وحزيناً أحياناً أخرى، فالحياة الزوجية مليئة بالكثير من اللحظات السعيدة والحزينة أيضاً، وقد يمر الزوج بالعديد من المواقف الصعبة التي تؤدي إلى تقلب المزاج من حين لآخر، وأفضل ما يقدمه الشريك لشريكه خلال تلك الرحلة هي المساندة والدعم في اللحظات الصعبة واحترام مشاعره، بل يقع على الزوجة دور كبير في دعمه وامتصاص غضبه، وتفريج كربه، حتى يستطيع الخروج من حالة الحزن التى يعيش فيها.
يمكنك مساعدة زوجك على الخروج من الحزن ببعض عبارات رقيقة، ومن ثمّ إليك عبارات تشجيع وتقدير الزوج.
طرق لمساعدة الزوج لتخطي حالة حزنه
تفهّم حزن الزوج
أول ما يحتاجه الزوج الحزين للخروج من حالة الحزن والكآبة أن يشعر بتفهم حالة غضبه، وبتقدير حزنه من زوجته وممن حوله بالأفعال، وتفهم الزوجة لمشاعر حزن زوجها أن تشعره بوقوفها بجانبه في هذا الوقت وفي لحظات السراء والضراء عندما يكون بمزاج سيئ، لذا ينبغي عليها أن تتحاور معه بصدق وهدوء حتى تتفهم احتياجاته ورغباته خلال هذه الفترة.
اسأليه عن سبب حزنه
يمكن أن يكون معرفة سبب الحزن هو السبب في إخراج الزوج من هذا المزاج السيئ، فشعوره باهتمامكِ بمعرفة أسباب حزنه، يشعره بالاطمئنان بأنك بجانبه، لكن بدون إلحاح في طلبك إن رفض التجاوب، ولكن أعيدي عليه الطلب بهدوء وأخبريه عن رغبتك في سماعه عندما يهدأ ويشعر بأنه بحاجة للكلام معك، حتى يشعر بالراحة والاطمئنان.
لا تبادليه الغضب أو الانعزال
ينبغي أن تكوني صبورة وتتحملي بعض التصرفات القاسية منه أثناء مزاجه السيئ، و لحظات الغضب أو رغبته بالإنعزال، فعليك أن تنصحيه بأخذ قسط كافي من الوقت لتخطي حالة حزنه، كما ينبغي عدم الإنفعال والغضب منه حتي لو كان كلامه جارح لك، بل لا بد من تجاهل هذه الأفعال الناتجه عن غضبه، وكوني بجانبه قريبة منه أثناء غضبه وحزنه، وتفهماً لما يشعر به من باب المساندة والمحبة وليس الشفقة.
إجعلي الهدوء يعم في المكان
أهم ما يجب أن تقوم به الزوجة لإخراج الزوج من الهم والحزن، أن تعتني ببيئة البيت لتكون بيئة داعمة وهادئه وإيجابية، فحاولي أن يشعر زوجك بالرغبة القوية للرجوع إلى منزله الدافئ بعد يوم عمل شاق، فإذا كان الزوج يشعر بالراحة والهدوء في منزله، سيستطيع مواجهة جميع المشاكل الأخرى في حياته.
العناق والاحتواء
لغة الجسد إحدى الوسائل الفعالة والسحرية في مواساة زوجك أثناء حزنه، لأنه في هذه اللحظات يحتاج زوجة وأماً مهما بلغ من السن، ويحتاج إلى التدليل والشعور بالحنان والأمان في وقت الشدائد، وكل ما عليك أن تحتويه بمشاعرك وكلماتك الرقيقة والاهتمام به، وهي فرصه في التعبير عن مشاعرك تجاهه والهمس له بما يطمئنه مثل أنكِ دائمًا بجانبه وأن كل سوء سوف يزول، وأنك تريدين أن يكون بخير.
أعطيه مساحة من الحرية
لا بد من إعطاء الزوج أثناء حزنه مساحة من الحرية والخصوصية لمحاولة الهدوء ولكي يتأقلم ويتخطّى حزنه.
افعلي له أشياء يحبها
عندما يكون الزوج بمزاج سيء ويشعر بالحزن، حاولي إسعاده سواء عن طريق تقديم حلوى أو طعام يحبه، أو بالبحث عن الأشياء المفضلة لديه والتي تسعده، مع الاهتمام بتوفير جو أسري من المرح والحب والدفء خاصة إذا كان لديك أطفال، فتلك الأشياء الصغيرة تخفف عنه وتغير مزاجه للأفضل، لكي تساعديه على الخروج من حالة الاكتئاب والحزن وتغيير مزاجه ولو بشكل مؤقت.
اطلبي الدعم من الأقرباء
ينبغي طلب المساعدة من الأقرباء أو الأصدقاء القريبين لزوجك لمساعدته على الخروج من حالة الحزن التي هو فيها، واطلبي منهم المساعده بطريقة غير مباشرة ودون أن يعلم بالضرورة أنك وراء ذلك، يمكنهم الخروج معه لمكان به راحة وهدوء أو البقاء معه، أثناء خروجك للتسوق حتى لا يستسلم للحزن مرة أخرى.
طلب استشارة نفسية
إذا كان حالة الحزن متقدمة لزوجكِ، فعليك إقناعه باللجوء إلى استشارة طبيب نفسي من أهل الخبرة، لكن الحديث يكون بحذر فقد يرفض هذه الفكرة، ويشعر باليأس من حالته أو رفضه الحصول على أدوية المهدئات للأعصاب.
نصائح لتغيير نفسية الزوج أثناء حزنه
- التنزه معه في إحدى الحدائق، أوالقيام برحلة، أو ممارسة الرياضة، قد تساعده للخروج من حزنه.
- دعوته للذهاب لقضاء الوقت مع أصدقائه وتحسين حالته المزاجية.
- شراء هدية وإرسالها إلى مكان عمله أو تقديمها له في عشاء شاعري.
- الاستماع له وعدم مقاطعته أثناء الغضب، والتفكير معه في إيجاد حلول للمشكلة التي يمر بها كي يتخلص منها ويشعر براحة البال ويجعله يشعر بالاحتواء والتقدير.
- طهو ما لذ وطاب من الأطعمة المحببة إليه وتقديمها له بشكل رومانسي.
- الاقتراب من الزوج وسؤاله بعطف وهدوء، لمعرفة سبب إزعاجه، فقد يجدها فرصة للبوح.
- دعوة الأبناء للتقرّب من والدهم، ليبعثوا جواً من المرح بجانبه، بهدوء دون ضجيج.
- دعوة الأصدقاء القريبين المحببين للزوج، في المنزل ضمن أجواء مليئة بالمحبة والود، لتغيير مزاج الزوج.
- العناق له مفعول السحر في الاحتواء وهو تفعيل الرومانسية والحب أثناء الغضب من خلال بث روح الطمأنينة والهدوء والسكينة.
- التعامل بهدوء وذكاء، بالعبارات الإيجابية وعدم التقليل من هذه المشاعر أو السخرية منها.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين على: دعم الزوج معنوياً بهذه الخطوات