هناك العديد من التساؤلات حول موضوع، يعد من أكثر الموضوعات حساسية في النقاش بين المراهقين والشباب من كلا الجنسين، ويندر أن يجد الشاب أو الفتاة المعلومة العلمية الصحيحة، والتي توضح حقيقة هذا الأمر، ألا وهو موضوع «ممارسة العادة السرية»، والحقيقة أن معظم المرضى يتمنون أن يناقشهم الطبيب في هذه الأمور الحساسة، ومن الأسئلة التي تتردد كثيراً ما يتعلق بالمضاعفات والأخطار الصحية لهذه الممارسة، وهنا سنوضح الحقائق العلمية المتعلقة بالإثارة والممارسة الذاتية.
الحالة:
الرسالة التالية، اخترتها من بين عدة رسائل وردت إليّ، وتسأل عن موضوع واحد متعلق بالعادة السرية، أو ما يعرف بالممارسة الذاتية للجنس لدى الشباب والشابات، وفضلت أن أختار هذه الرسالة المرسلة من الآنسة «غ. ط»، والتي تعرض بعض الأمور المسكوت عنها لدى الكثير من الشباب، والتي قد تترك آثاراً سلبية على مفهوم العلاقة الحميمة في المستقبل بعد الزواج.
تقول الآنسة «غ»: إنها في أوائل العشرينيات من العمر، وتدرس في المرحلة الجامعية وهي بصحة جيدة، وما يقلقها ويشغل بالها طوال الوقت، ما عرفته مؤخراً عن: «العادة السرية»، وتضيف: أنا شابة محافظة ومتربية على الأخلاق الفاضلة، والتي تمنعني من الوقوع في الحرام، ولكن لدي أيضاً «رغبات وطاقة»، أحاول جاهدة أن أتحكم فيها، إلا في بعض الأوقات التي تتغلب علي؛ مما يجعلني أمارس العادة السرية بصورة خارجية وبحذر، ومع ذلك أصبحت مشوشة التفكير من كثرة ما قرأت عن مضاعفات وأخطار هذه الممارسة، احترت، ماذا يمكن أن تفعله الشابة غير المتزوجة لتفريغ هذه الطاقة؟ وهل لهذه العلاقة الحميمة مع الجسد أخطار طبية؟ وهل صحيح أنني يمكن أن أفقد «العذرية»، وهو أمر خطير في مجتمعنا، والذي يمكن أن يصل إلى حد قتل الأهل لابنتهم، هل يوجد حل لمشكلتي؟ والتي أعلم جيداً أن الكثير من صديقاتي لديهن أسئلة حولها، ولكن لا نعرف لمن نلجأ، ومن يمكن أن ينصحنا لإيجاد الحل المؤقت إلى أن يشاء الله ونتزوج؟ أرجوكِ أن تعذريني في جرأتي لعرض هذا الموضوع، كما أرجو ألا تنصحيني بالرياضة؛ فقد جربتها وبكل صورها، ولكنها لم تنفع.
الإجابة:
عزيزتي: أحترم وأقدر جرأتك على طرح هذا الموضوع للنقاش؛ خاصة لدى الفتيات، والذي يعتبر من الخطوط الحمراء في كل المجتمعات، من تلك الأكثر تفتحاً، إلى أكثر المجتمعات انغلاقاً، وبدرجات متفاوتة نظراً لما يعتقده الكثيرون مِن أن مَن تسأل عن هذه الأمور، قد تكون «غير طبيعية»، وهو أمر مؤسف؛ حيث نجد معظم ما يتعلمه الشاب أو الفتاة في هذا الجانب، ليس له أساس علمي سليم، وقد يترتب عليه حدوث اضطرابات في العلاقة الحميمة لدى الشخص بعد الزواج؛ بالإضافة إلى الشعور بالذنب وعدم القدرة على التمييز بين الواقع العلمي وبين التهويل في الآثار الناتجة عن هذه الممارسة.
واسمحي لي أن أؤكد بعض الحقائق العلمية المتعلقة بالعلاقة الحميمة لدى الشخص «ذكوراً وإناثاً»، وما يحدث من تغيرات فسيولوجية ونفسية وجسدية في مرحلة الشباب:
أولاً: نجد بعض الأطفال يمارسون الاستطلاع للأعضاء التناسلية في مراحل الطفولة من عمر ٣ سنوات، وقد يجد الطفل المتعة في لمس هذه الأعضاء؛ خاصة إذا ما تعرض لأي نوع من أنواع التحرش والمداعبة من قبل الآخرين، والتي قد تكون على صورة اللعب والضحك؛ مما يجعله يميل إلى لمس هذه الأعضاء حتى بعد البلوغ.
ثانياً: وجدت الدراسات العلمية أن أكثر من ٩٠٪ من الأولاد الذكور، وحوالي ٧٥٪ من البنات يمارسون لمس الأعضاء التناسلية، وممارسة الإثارة الذاتية في مراحل المراهقة فيما بعد البلوغ، وتقل هذه النسبة مع النضج في العمر، وتتحول إلى الرغبة في العلاقة الحميمة مع الآخر بعد فترة المراهقة، كما وجد أن نوع الخيال المصاحب لهذه العملية «الصور الذهنية المصاحبة للإثارة الذاتية» تكون مختلفة بين البنات والأولاد.
ثالثاً: تكون ذروة النشاط الجنسي الفسيولوجي لدى المرأة في مراحل المراهقة، وتقل مع الوقت ثم تبدأ في النشاط مرة ثانية في مرحلة الثلاثينيات من العمر، أما عند الرجال فتكون نشطة طوال الفترات العمرية، ويزداد هذا النشاط في مرحلة المراهقة، ويقل في الثلاثينيات من العمر، ويرجع بعض العلماء هذا التغيير إلى انحسار الاهتمام بالجنس في مقابل الاهتمام بالأمور المتعلقة بالعمل، وتكوين الذات من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.
الرغبات الجسدية لدى المرأة تشكل مشكلة في العديد من المجتمعات، والتي تحرم المرأة من حقها في التعبير عن هذه الرغبة مع الزوج في العلاقة الحميمة؛ مما يجعل بعض النساء المتزوجات يملن إلى استخدام هذه الممارسة.
رابعاً: هناك بعض المعلومات غير الدقيقة عن مخاطر هذه الممارسة، وهنا نوضح أهم الآثار السلبية المرتبطة بالعادة السرية ومنها:
- تؤدي إلى فقدان القدرة على المتعة أثناء الجماع حين توفر الزوج/الزوجة؛ نظراً لأن نوع المتعة الناتجة عن هذه الممارسة يختلف عن تلك الناتجة عن الجماع بين الزوجين، والتي تعتمد على الممارسة الفعلية وليس الخيال كما يحدث في الممارسة الذاتية.
- الاضطرابات التي تصيب اليد مثل متلازمة -Carpal Tunnel Syndro، والتي تسبب آلاماً مبرحة في اليد.
- ينتج عنها اضطرابات القذف المبكر لدى الرجال -Premature Ejaculation، وهو أمر محبط لدى معظم الأزواج، وقد يحتاج إلى علاج.
- أما عند النساء؛ فقد يحدث خطورة على غشاء العذرية إذا ما تم استخدام آلات أو أشياء تدخل إلى المهبل، وحتى مع استخدام الإصبع، وهنا يجب التنويه إلى أن الإفراط في ممارسة هذه العادة، يؤثر على النشاط الاجتماعي والعلمي للشخص، وقد يتحول إلى نوع من الإدمان يعرف بالإدمان على الجنسSex Addiction، والذي يحتاج إلى علاج متخصص، وما الفائدة التي يمكن أن تحققها هذه الممارسة، إنها تعتبر بديلاً مؤقتاً للجماع لدى من هم غير متزوجين «بدلاً من الوقوع فيما هو أخطر»؛ فهنا نوازن بين أهون الشرين، وأيضاً تساعد الشخص على التعرف على ما يشعره بالتفاعل مع الجسد؛ بحيث يكون مستعداً للزواج إذا ما أمكن ذلك، أيضاً يساعد على تخفيف حدة التوتر والقلق المرتبط بزيادة شحنات الإثارة، أما الرياضة فهي إحدى الوسائل التي تساعد على تحويل الطاقة، واسمحي لي فقط أن أوضح أهمية الابتعاد عن المثيرات الجنسية قدر الإمكان، والتدريب على النشاط الذهني؛ لتحويل التركيز والاهتمام إلى أمور تقلل من الاحتياج إلى الممارسة الذاتية إلا في حالة الضرورة.
نصيحة
يحتاج الشباب إلى تقدير ما يمرون فيه من أمور شخصية وحميمة، ويجب أن يجدوا الإجابة الصحيحة على مثل هذه الأمور دون اللجوء إلى أساليب المنع بالأمر؛ فهم طاقة يجب أن توجه التوجيه الصحيح؛ حتى لا ندخل في ممر مظلم من الممارسات الخاطئة، والتي يصعب علاجها في الكثير من الأحيان.
المزيد:
هل تعد ممارسة الزوجين للعادة السرية خيانة؟
أفضل طرق الحديث عن المشاكل الجنسية