ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي المقام حالياً في الرياض أعلنت المملكة العربية السعودية ومؤسسة بيل ومليندا غيتس اليوم عن التزامهما بالعمل معاً للمساهمة في حماية 370 مليون طفل سنوياً من الإصابة بشلل الأطفال، والمساعدة على انتشال الملايين من الفقر في 33 دولة عضو في البنك الإسلامي للتنمية. وفي إطار تعزيز هذا التعاون، ستقوم مؤسسة بيل ومليندا غيتس بافتتاح مكتب إقليمي لها في الرياض.
وخلال الاجتماع الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، أعلن الدكتور عبدالله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بمشاركة الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وزير الصحة في المملكة العربية السعودية، وبحضور الأستاذ الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وبيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا غيتس، عن تعهدات إجمالية بقيمة تزيد عن 620 مليون دولار أمريكي.
القضاء على شلل الأطفال
بهذه المناسبة، قال بيل غيتس: "يعد شلل الأطفال أحد الأمراض الخطيرة والمخيفة، والتي يجب أن تندثر إلى الأبد. واليوم أشعر بالفخر بالنموذج الملهم الذي قدّمته المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع الشركاء في منطقة الشرق الأوسط، حيث بادرت للمساعدة في تقديم المزيد من لقاحات شلل الأطفال وتطعيمات الحصبة، وغيرها من الخدمات الصحية الضرورية لملايين الأطفال سنوياً. سيسهم هذا الاستثمار الصحي العالمي في تعزيز وبناء منظومات صحية ومجتمعات أكثر قوة ومرونة في ظل الأزمات المتعددة والتحديات التي يشهدها العالم. ويسرّنا أيضاً أن نشهد دعماً جديداً للشراكات طويلة الأمد مثل صندوق العيش والمعيشة، الذي لعب دوراً فاعلاً في انتشال الملايين من براثن الفقر".
وسعياً لتسريع وتيرة التقدم نحو استئصال شلل الأطفال، ودفع جهود تحسين الصحة العالمية والتخفيف من حدة الفقر، أعلنت المملكة العربية السعودية ومؤسسة بيل ومليندا غيتس اليوم عن الالتزامات التالية:
تعهدت المملكة العربية السعودية بتقديم تمويل بقيمة 500 مليون دولار أمريكي خلال السنوات الخمس القادمة للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص تقودها حكومات وطنية مع ستة شركاء، من بينهم مؤسسة بيل ومليندا غيتس.هي أكبر مساهمة تقدمها المملكة لجهود القضاء على شلل الأطفال ستدعم هذه المساهمة جهود توفير الخدمات الصحية الحيوية، بجانب لقاحات شلل الأطفال للفئات الضعيفة والمحتاجة من خلال منظمة الصحة العالمية واليونيسف، وهما من شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. منذ بدء جهود القضاء على شلل الأطفال تحت قيادة منظمة روتاري الدولية، نجحت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في خفض حالات الإصابة بنسبة 99% على مستوى العالم، واستئصال اثنين من ثلاث سلالات من فيروس شلل الأطفال البري، كما ساهمت في إنقاذ أكثر من 20 مليون شخص من الإصابة بالشلل الناجم عن شلل الأطفال.
هذا وتعهدت المملكة العربية السعودية ومؤسسة غيتس بتقديم تمويلات بقيمة 3 ملايين دولار أمريكي و15 مليون دولار أمريكي على التوالي خلال ثلاث سنوات لدعم مسار القضاء على شلل الأطفال.
في سياق منفصل: شلل الأطفال: ظهور مفاجئ في دول متحضرة واللقاح المُعطل هو الحل
جهود سعودية
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية: "لقد شهدنا تقدماً ملموساً في أفغانستان وباكستان، البلدين الأخيرين اللذين ما زال مرض شلل الأطفال منتشر فيهما، ولكننا بحاجة ماسة إلى بذل المزيد من الجهود المكثّفة بينما يواصل العالم المضي قدماً نحو القضاء على هذا المرض بشكل نهائي. كما أن التعهد الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية اليوم سيساهم بشكل كبير في تعزيز الابتكار والتعاون الضروريين للقضاء على شلل الأطفال. ومن خلال التعاون مع شركائنا، بما في ذلك مؤسسة بيل ومليندا غيتس والمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال والبنك الإسلامي للتنمية والدول الرئيسية في المنطقة، لن يقتصر دعمنا على القضاء على شلل الأطفال فحسب، بل سيسهم كذلك في تعزيز وتطوير المنظومات الصحية في هذه البلدان".
ومن جانبه، قال الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وزير الصحة في المملكة العربية السعودية: "هذه الجهود والاستثمارات المبذولة في سبيل تعزيز الصحة العالمية لا تنطوي فقط على مكاسب إيجابية؛ بل هي تُعد بمثابة ضرورة استراتيجية لضمان مستقبل مزدهر وأكثر مرونة لنا جميعاً. ويواجه عالمنا اليوم العديد من التحديات الصحية، ومن هنا تبرز مسؤولياتنا ودورنا في تقديم مساهمات نوعية بالتعاون مع شركائنا في ردم مثل هذه الفجوات، ونحن ندرك أنه من خلال توحيد جهودنا، يمكننا التخفيف من معاناة العديد من الأفراد وتحسين ظروفهم الصحية".