شكوى حزينة بثتها سيدة عاقر لـ«سيدتي نت»؛ حيث قالت وهي تغالب دموعها: لم يرزقني الله بأطفال، وذهبت لتهنئة جارتي بمولودها الجديد، وحين دخلت البيت وجدتها تنثر حولي الملح، وتقلب الأحذية الموجودة على باب البيت، وفهمت من تصرفاتها خاصة وهي تمتم بالصلاة على النبي في وجهي أنها تخشى على مولودها من الحسد؛ لأني لم أرزق بأطفال، وقد آلمني ذلك خاصة أنها متعلمة ومثقفة.
«سيدتي نت» جمعت بعض الخرافات التي دأب القدامى على استخدامها، ولا زالت تجد صدى لها حتى وقتنا الحالي للأسف، وهي كالتالي:
• الخرزة الزرقاء، والكف التي تتوسطها خرزة زرقاء، وتعلق على صدر المولود، وتتشاءم الأم إن هي فقدتها، وتشقق الخرزة يدل على الحسد الذي تلقته، وأفسدته مع مر الأيام.
• الأحذية المقلوبة ووضعها في أماكن متفرقة من البيت، وخاصة تحت سرير المولود.
• حرق البخور والشبة في غرفة المولود وحوله.
• رش الملح فوق المولود والتمتمة بالعزائم المسجوعة، التي لا تحمل أي معنى.
• تكفين المولود والصلاة عليه صلاة الجنازة في حال الشك أنه قد أصيب بالعين.
• وضع إبريق ماء فخاري، وقطعة خبز جاف ومصحف فوق رأسه أثناء نومه؛ لحمايته من الأرواح الشريرة التي تسبب له الأذى، ومنه الحسد والعين «قوى سفلية كما يدعون».
• تعليق عظمة جافة مثل بقايا ساق حمار في الغرفة التي ينام بها المولود.
• تعليق حدوة الحصان على باب غرفته.
• رمي قطعة خبز على الأرض بمجرد الشك أن هناك شخصاً قد حسده أو سكب بعض الطعام «ملعقة أرز أو خضار».
• استخدام بخور عاشوراء، ويستخدم لدرء النكد وكثرة بكاء الوليد؛ بسبب الحسد كما يعتقد.
• عدم العناية بنظافة الطفل؛ خوفاً من الحسد.
• خرم شحمة أذن المولود الذكر، ووضع فردة حلق بها.
• أن يرتدي المولود الذكر ملابس البنات؛ حتى يمشي خوفاً عليه من الحسد، وإطالة شعره وتمشيطه وربطه مثل البنات.
• وضع الخلخال في ساق المولود حسب مقاس قدمه، ولا يفارقه إلا حين يمشي.
• حمل ما يعرف بـ«التحويطة»، وهي ورقة تغلف ويكتب بها طلاسم لحماية المولود، وفيها اسمه واسم أمه وتدس في كافولة الطفل أو تحت مخدته.
• تعليق حزم الثوم في غرفة المولود؛ لدرء الحسد.
• أن يلبس المولود ملابسه مقلوبة؛ أي الظهر بدلاً من الصدر، والخياطات للأعلى؛ لرد الحسد حتى لا يخترق جسده.
• عدم استحمام المولود إطلاقاً؛ حتى بلوغه الأربعين يوماً.
• اختيار اسم قبيح للمولود؛ لدرء الحسد عنه.
• وضع المصاحف الصغيرة المصكوكة من الذهب على صدر المولود.
• البصق والتفل حول المولود باستمرار؛ لدرء الحسد كما يحدث في الأفلام العربية القديمة.
• رسم شكل لجسم الإنسان على ورقة وتخريمها بالدبوس مع ذكر أسماء كل شخص رأى المولود وترديد عبارة: رقيتك من عين فلانة وهكذا، وهي تقليد فرعوني قديم.
وقد عرضت «سيدتي نت» هذه الخرافات على طبيب الأطفال الدكتور محمد داوود الذي أشار إلى أن هذه المعاناة من تبعات الخرفات لا زالت تمارس، ويتحمل نتيجتها المواليد الجدد، ويذهل الطبيب المعالج؛ بسبب تفاقم الوضع الصحي للطفل، حيث ترمي بعض الأمهات الأدوية التي وصفها الطبيب.
وتستخدم هذه الخرافات بدعوى أنها ستفيد طفلها، وتحجم عن الاهتمام بنظافته؛ لدرء الحسد عنه مما يصيبه بالأمراض والتلوثات المعوية والإسهال والتسلخات الجلدية؛ حيث تمتنع عن إعطائه حمامه اليومي، كما أن إطلاق البخور مثلاً وسكب الرصاص يسبب التسمم؛ لتلوث الهواء المحيط بالمولود، وتعمد الأم عدم تهوية غرفته ومعاناته من الأرق وقلة النوم؛ بسبب العرق المتراكم حوله وعدم تغيير ملابسه بحجة أنه لا يشعر بالحر، والعكس صحيح فهو يتألم مثل الكبار، كما تعمد بعض الأمهات إلى تعليق تمائم من بقايا الحيوانات على صدر المولود؛ مما يؤدي لتحللها وتعفنها وتسرب الديدان والبكتيريا منها لجسم الطفل وإصابته بالأمراض، كما أن إخفاء الأحجبة في المخدة يسبب اختناق الوليد بقيئه؛ لأنه يمنع استخدام المخدة في الأشهر الأولى من ولادة الطفل.