ياسمينا العبد، ممثلةٌ مصريَّةٌ بعمر 18 عاماً، لكنها تملكُ مسيرةً فنيَّةً حافلةً بالنجاحات. تعلَّمت الباليه، والتمثيلَ، والغناءَ في سنِّ العاشرة، وانطلقت في مشوارها الفني، لتشاركَ في المسلسلِ العالمي Theodosia، وفيلمِ Period، إلى جانبِ التمثيلِ في فيلمِ «سكر»، ومسلسلِ «البحث عن علا»، وأخيراً «مسار إجباري»، الذي عُرِضَ في موسمِ دراما رمضان هذه السنة، وما زالت أحلامها بلا حدودٍ.
حوار | معتز الشافعي Moetaz Elshafey
تصوير | غيث طنجور Ghaith Tanjour
تنسيق الأزياء | آيات سيف النصر Ayat Seif Elnasr
الزيّ من | Three Fifty Nine
مجوهرات من | نهى الكردي Noha Elkordy
إدارة أعمال | Carrots Company
ياسمينا العبد
تملكين مسيرةً فنيَّةً مذهلةً بعمرٍ صغيرٍ، كيف ومتى بدأ مشواركِ الفني؟
بدأ في سنٍّ مبكِّرةٍ للغاية. أنا مولودةٌ في سويسرا، وعشتُ هناك مع أسرتي حتى بلغتُ عشرةَ أعوامٍ، ثم انتقلنا إلى مدينةِ دبي الإماراتيَّة، وفيها التحقتُ بمدرسة Diverse للفنونِ الأدائيَّة، وتعلَّمت الرقصَ والتمثيلَ المسرحي، والغناءَ، والباليه. كنت أذهب إليها ستةَ أيامٍ أسبوعياً، وأتدرَّب أربعَ ساعاتٍ يومياً، وتعلَّمتُ فيها معنى وقيمة الفنِّ، واستطعتُ كسرَ حاجزَي الرهبةِ والخوفِ من الجمهور، وأستطيعُ وصفَ تلك التجربةِ بأفضلِ الأشياءِ التي حدثت لي في حياتي، وجعلتني الشخصَ الذي أنا عليه اليوم.
إذاً أنتِ نجمةٌ متعدِّدةُ المواهب؟
نعم. لقد استفدتُ من ذلك بشكلٍ كبيرٍ في مسيرتي المهنيَّة. عندما اشتركتُ في الفيلمِ الغنائي الاستعراضي «سكر» مع حلا الترك، والأستاذَين ماجدة زكي، ومحمد ثروت وغيرهم، كان لديّ وعي تجاه صعوبةِ وضخامةِ المشروعِ بوصفه فيلماً غنائياً استعراضياً كاملاً، وهو نوعٌ، لم يعتد الجمهورُ العربي على مشاهدته كثيراً، خاصَّةً من إنتاجاتِ المنطقة، لذا كنت متخوِّفةً في بدايةِ الأمرِ من العملِ فيه، لكنْ عندما رأيتُ التصوُّرَ الذي أعدَّه المخرجُ تامر مهدي، ومدى حرصه على أدقِّ التفاصيل، قرَّرتُ خوضَ التجربة، التي أعدُّها من أمتع التجاربِ الفنيَّة في مسيرتي حتى الآن.
تستعدون لطرحِ الجزءِ الثاني من «سكر»، ما الجديدُ الذي تَعِدُون الجمهورَ به، كذلك ما التغييراتُ التي ستطرأ على شخصيَّةِ «زوبعة» التي تجسِّدينها في العمل؟
بالفعل، ننتظرُ طرحَ الجزءِ الثاني من الفيلمِ خلال العام الجاري، وأعِدكم بأنكم ستشاهدون مزيداً من الخبثِ، والتمرُّدِ من قِبل «زوبعة»، لكنَّكم ستتعرَّفون كذلك على دوافعها، وما الظروفُ التي جعلتها تتصرَّفُ على هذا النحو مع زميلاتها.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
موسم دراما رمضان
شاركتِ في موسمِ دراما رمضان العامَ الجاري بمسلسل «مسار إجباري» من بطولةِ الشابَّين عصام عمر، وأحمد داش، كيف تقيِّمين التجربة؟
كنت متحمِّسةً للغاية للمشاركةِ في العمل، لأنه يجمعُ عدداً كبيراً من النجومِ الشباب. جيلي، والجيلُ الأكبرُ منه مباشرةً، يحتاجون في رأيي إلى فرصٍ أكبرَ في الدراما، ومساحاتٍ تمثيليَّةٍ منصفةٍ، وأدوارٍ محوريَّةٍ، خاصَّةً في موسم دراما رمضان، الذي ما زال يحظى بالاهتمامِ نفسه عند الجمهورِ العربي. كذلك، قصَّةُ العملِ جذبتني، لا سيما أنه يتكوَّن من 15 حلقةً فقط، إذ أميلُ إلى المسلسلاتِ القصيرةِ في هذا الوقتِ الذي أصبح فيه تركيزُ أغلبِ الناس أقلَّ بسببِ التطوُّرِ التكنولوجي الهائل الذي نعيشه، مع صعوبةِ ارتباطِ الجمهورِ بمسلسلاتِ الـ 30 حلقةً بالشغفِ ذاته.
ما الذي جذبكِ في دورِ «فرح» تحديداً؟
تحمَّستُ كثيراً لدور «فرح» فور قراءةِ نصِّ العمل، وما شجَّعني أيضاً على قبوله المرحلةُ العمريَّةُ للشخصيَّة، إذ إنها فتاةٌ جامعيَّةٌ في مثل عمري، فأغلبُ الأدوارِ التي تصلني، تكون لفتياتٍ في الـ 14 أو الـ 15 بسببِ ملامحِ وجهي التي تبدو أصغرَ سناً، لذا شعرتُ بالسعادةِ وأنا أدخلُ مرحلةَ تجسيدِ أدوارٍ أكبرَ في العمر.
مشهدُ تعرُّضِ «فرح» للتحرُّش لاقى رواجاً كبيراً في مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، كيف تلقَّيتِ ذلك؟
تفاجأتُ كثيراً بالانتشارِ الكبيرِ الذي وجده المشهدُ، لكنَّها كانت مفاجأةً سارةً، فمن المهمِّ جداً تناولُ مثل هذه القضايا في الدراما التلفزيونيَّة، فالتحرُّشُ في المدارسِ والجامعاتِ والأماكنِ العامَّةِ في مصر، أصبح كابوساً، يطارد الفتياتِ كلَّ يومٍ! وأتمنى أن تسهمَ الدراما والسينما في تسليطِ الضوءِ على ما تعانيه المرأةُ في هذا الجانبِ حتى نقضي على هذه الظاهرةِ السلبيَّة.
من عالم الفن ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع الفنانة ريم سامي
مسلسل Theodosia
شاركتِ في المسلسلِ الفرنسي الألماني Theodosia من إنتاجِ شبكةِ HBO، بماذا شعرتِ وأنتِ جزءٌ من مشروعٍ عالمي ضخمٍ للمرَّةِ الأولى؟
كان لي شرفُ المشاركةِ في Theodosia عبر دورِ «الأميرة صفية»، وهو مسلسلٌ، يتكوَّن من 26 حلقةً، وتمَّ تصويره في بلجيكا وفرنسا، واستغرقَ العملُ عليه ثمانيةَ أشهرٍ، وعلى الرغمِ من طولِ فترةِ التصوير إلا أنني كنت سعيدةً للغايةِ باختياري للمشاركةِ في هذا المشروعِ العالمي، إذ كنت المصريَّةَ الوحيدةَ في العملِ، الذي يتحدَّثُ عن «علم المصريات». وإلى جانبِ دوري فيه، استعانوا بي أيضاً للتأكُّدِ من أدقِّ التفاصيلِ التي تخصُّ أسماءَ الفراعنةِ، ونطقها بالعربيَّةِ بشكلٍ صحيحٍ. ومع أني صوَّرتُ العملَ قبل «البحث عن علا»، لكنهما طُرحا في وقتٍ واحدٍ، وهو ما جعلَ الجمهورَ في مصر يعرفني بشكلٍ أكبر.
البحث عن علا
بالحديثِ عن «البحث عن علا»، كيف كان التعاونُ مع الفنانةِ هند صبري في العمل؟
هذا المسلسلُ، كان بوابتي إلى الجمهورِ المصري. العملُ مع النجمةِ هند صبري، والمخرجِ هادي الباجوري، وباقي الطاقم، كان أمراً رائعاً، وكلِّي حماسٌ لمتابعةِ ردِّ فعلِ الجمهورِ على الجزءِ الثاني، الذي ينتظرُ طرحه قريباً.
ماذا يمكنكِ أن تخبرينا عن الجزءِ الثاني من المسلسل؟
انتهينا بالفعلِ من تصويرِ الجزءِ الثاني، ومن المتوقَّعِ طرحه العامَ الجاري، ويشاركُ في بطولته النجمان ظافر العابدين، وطارق الإبياري، إلى جانبِ النجمةِ هند صبري، بطلةِ العمل، بالطبع. بالنسبةِ لي، سيتابعُ الجمهورُ كيف أصبحت شخصيَّةُ «زينة»، التي أقدِّمها، أكثر نضجاً، وكيف صارت تستوعبُ انشغالَ «نادية» مع «ياسين»، وأنه مهما حدث، ستبقى علاقتهما متينةً وقويَّةً، ولا يمكن أن تتأثَّرَ بانشغالِ أحدهما عن الآخر. كذلك تنجحُ «زينة» بشكلٍ أكبر بوصفها مؤثِّرةً في مواقعِ التواصل، وتساعدُ «علا» في الترويجِ لمشروعها، وتتوالى الأحداث بناءً على ما تقدَّم.
حققتِ نجاحاتٍ كبيرةً في سنٍّ صغيرةٍ، هل للصدفةِ دورٌ في ذلك، أم أنه وليدُ اجتهادٍ وسعي إلى القمَّة؟
أنا شخصٌ، لا يتوقَّف عن التعلُّمِ ومحاولةِ تطويرِ الذات، إلى جانب دعمِ عائلتي، خاصَّةً والدتي التي لا تفارقني أينما ذهبت، فهي الداعمُ الأوَّلُ لي، والفضلُ لها ولعائلتي، بعد الله، في الإيمانِ بموهبتي على الرغمِ من صغرِ سني، وتوجيهي إلى الطريقِ الصحيحِ لتنميةِ فنّي. دائماً ما أقولُ إنني مسؤولةٌ فقط عن السعي للنجاح، وليس النتائج، لذا أنا شخصٌ لا يتوقَّفُ عن السعي.
قمتِ أيضاً ببطولة الفيلمِ القصير Period، وهو واحدٌ من سلسلةِ أفلامٍ قصيرةٍ بعنوان In Bloom، ما تفاصيلُ التجربة؟
أطلقت منصَّة Paramount+ سلسلةَ أفلامٍ قصيرةً تحت عنوان In Bloom، بالتعاونِ مع شركة MTV، مارس الماضي، احتفالاً بشهرِ المرأة، من بينها فيلمٌ من بطولتي، وهو Period. العملُ يناقشُ بطريقةٍ كوميديَّةٍ جميلةٍ ضرورةَ توفُّرِ «الفوط الصحيَّة النسائيَّة» في الأماكنِ العامَّةِ مثل المطاعمِ، والمدارسِ، والجامعات، ويشجعُ الفتياتِ على كسرِ حاجزِ الخجل من الحديثِ عن الدورةِ الشهريَّة، وعن احتياجهن إلى تلك المستلزمات، فمن الطبيعي أن يحدث ذلك مع أي امرأةٍ، لذا يجبُ مساعدة النساءِ في الوصولِ بسهولةٍ إلى تلك المستلزمات في أي مكانٍ. لقد جذبتني قضيَّةُ العمل، وطريقةُ الطرحِ الشبابيَّة والذكيَّة، وقمنا بتصويره في جنوب إفريقيا لمدة أسبوعٍ واحدٍ، وفخورةٌ للغاية لاختياري لبطولته.
"فخورة بالعمل في مسلسل Theodosia وفيلم Period وأنتظر طرح الجزء الثاني من «سكر» و«البحث عن علا»"
قضايا المرأة
على الرغمِ من صغرِ سنِّك إلا أنكِ من الفناناتِ اللاتي يولين قضايا المرأةِ اهتماماً كبيراً، مَن ألهمكِ من النجماتِ لتبنِّي تلك القضايا في أعمالكِ الفنيَّة؟
النجمتان هند صبري ومنى زكي، فهما ليستا مجرَّد ممثلتَين مميَّزتَين فقط، إنهما أيضاً امرأتان رائعتان. أعدُّ نفسي محظوظةً بالعملِ مع النجمةِ هند صبري في مسلسلِ «البحث عن علا»، وتعلَّمت منها حتى وهي صامتةٌ. كذلك أتعلَّمُ دائماً من النجمةِ منى زكي، وشاهدت لها أخيراً فيلم «رحلة 404»، حيث حضرتُ العرضَ الخاصَّ له، وأعجبني كثيراً لدرجةِ أنني اصطحبتُ عائلتي إلى السينما في اليومِ التالي لأشاهده معهم مرَّةً أخرى، فهي نجمةٌ كبيرةٌ، وصاحبةُ رسالةٍ.
ما أبرزُ قضيَّةٍ بين قضايا جيلكِ، وتودِّين تقديمها في السينما؟
قضيَّةُ الابتزاز، فمع وجودِ السوشال ميديا بهذا الشكلِ القوي، أصبح تعرُّض الفتياتِ، بل والشبابِ أيضاً، للابتزازِ أمراً أكثر سهولةً من ذي قبل، ولا يمكن وصفُ الرعب الذي قد يتعرَّضُ له شابٌّ، أو مراهقٌ في سنٍّ صغيرةٍ عند ابتزازه، لذا يجبُ علينا جميعاً أن نتكاتفَ لمواجهةِ هذا الأمر بشكلٍ حازمٍ وقوي.
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع الفنان تيام مصطفى قمر