من منا يرضى لطفله أن يظل حبيس جدران منزله، بين أوراق الكتب والواجبات المدرسية منذ سنٍ مبكرّة، أو يتركه يلعب لساعات ألعاباً على الشاشات اللوحية؟! لهذا لابد من التعرف إلى أهمية الأنشطة الترفيهية وتأثيرها على الأطفال؛ لضمان طفولة سوية مبهجة ونافعة.
بعد بحث وبإجماع من التربويين، وجدوا أن النشاط والترفيه هما الطريقة المثلى التي تساعد على تطور الطفل، وتسهم في نموه السليم، وتكوين شخصيته المتميزة، والتعبير عن ذاته، ما يجعله في النهاية مستمتعاً بالحياة ومستعداً ليكون منتجاً في علاقاته ودراسته، وحتى أسلوب حياته. اللقاء مع الخبير التربوي الدكتور سعيد عبد الخالق؛ للشرح والتوضيح.
أهمية الأنشطة الترفيهية للأطفال
الأنشطة الترفيهية تعمل على تحسين الروابط الأسريّة، وتجعل العائلة أكثر تماسكاً، مما يؤدي إلى ضمان الرفاهية والنمو الصحي للأطفال، وتبدأ بمشاركة الأطفال بالأنشطة الترفيهية مع أسرهم، وتقاسم وقت الفراغ معاً.
تساعد الأنشطة الترفيهية على التحكم في الوزن، وبناء جسم قوي لدى الأطفال، ما يقلل من التعرض للإصابة بالأمراض المزمنة؛ مثل: ضغط الدم والسكري وهشاشة العظام، وأيضاً الأمراض النفسية كالاكتئاب.
هل تعلمين أن الأطفال الذين يقضون أغلب أوقاتهم أمام شاشات التلفاز أو الأجهزة اللوحية، يستخدمون فقط حاستين هما البصر والسمع، بينما الأطفال الذين يمارسون الأنشطة الترفيهية يستخدمون حواسهم الخمس.
الأطفال الذين يمارسون الأنشطة الترفيهية، ويلعبون في الخارج لديهم فرصة أكبر لتطوير مهارات قوة الملاحظة والاستدلال، فيستكشفون العالم من حولهم، ويدركون مفهوم "السبب والنتيجة".
الطفل الذي يقضي الكثير من الوقت في الطبيعة، ويرى الأشجار والنباتات والحيوانات تنمو، لديه غريزة الرحمة والوعي، كما أنهم يحملون سمة حب الطبيعة عندما يكبرون.
الأنشطة الترفيهية تتطلب التفاعل الاجتماعي مع الأطفال الآخرين، وهذا لا يعني عدم وجود خلافات أبداً بين الأطفال، بل ستوجد، ومن خلالها سيتعلم الطفل كيفية حل خلافاته وتحسين علاقاته مع الآخرين.
لا مانع من مراقبة الطفل من قبل أحد الوالدين أو المعلمة، عندما يمارس الأنشطة الترفيهية، إلا أنه يشعر بالاستقلالية والحرية في ممارسة الأنشطة التي يفضّلها.
طفلك أكثر مسؤولية كيف؟
تأثير الأنشطة الترفيهية على العلاقات الاجتماعية للطفل
- اللعب الحر والأنشطة الترفيهية تفتح المجال للطفل لاختراع الألعاب، واستكشاف العالم من حوله، بالإضافة إلى تطوير قدراته التنظيمية ومهارة اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
- الأطفال -سيدتي- لا يتعلمون فقط من المدرسة والمؤسسات التعليمية، فترك الطفل يمارس الأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق، يساعده على اكتساب معلومات جديدة؛ قد لا يستطيع تعلمها داخل الفصل الدراسي.
- تقوم بعض الأنشطة بدور كبير في تقوية وبناء شخصية الطفل؛ حيث تعلمه معنى الصدق والأمانة، وكيفية الاهتمام بالآخرين، وفي علاقاته يكتسب الطفل الخبرة والخيار بين الأفضل والأسوأ.
- الأنشطة الترفيهية تضيف النمو العقلي والجسدي للطفل، كما تحقق الكثير من الفائدة والمنفعة للطفل، ومعها يتشكل السلوك السوي والأفعال المقبولة والإيجابية.
- يجب على المعلمين وأولياء الأمور العمل معاً؛ للتأكد من أن الأطفال يطورون سمات شخصياتهم، لتصبح قادرة على جعلهم بالغين منتجين وواثقين بأنفسهم، ما يساعد على تحقيق النجاح في حياتهم.
أهمية الأنشطة في بناء شخصية الطفل
- الأنشطة تقوم بدور ترفيهي تعليمي للطفل، وغالباً ما تكون تحفيزية.
- تقوم بتحسين حياة الأطفال وقدراتهم التعليمية.
- بعض الأنشطة تتضمن تعلّم السمات الشخصية والقيم الإيجابية مع الترفيه.
- توفر نظرة ثاقبة على المشكلات الشخصية التي قد يواجهها الأطفال.
- تلك الأنشطة رغم أهميتها في مجال الترفيه فلها دورها التعليمي.
- لا بد من مراعاة الفروق الفردية والمراحل العمرية للطفل عند اختيار تلك الأنشطة.
- بناء شخصية الطفل تعتمد على طبيعة ومستوى الأنشطة التي تقدم له في البيئة الأسرية والمدرسية.
- من قبل كان نشاط الطفل الإنجاز، ومع النشاط الترفيهي هناك المتعة والثقة بالنفس، ورفع مستوى دافعية ونشاط الطفل للعمل والاجتهاد.
أخطاء تدمر ثقة الطفل بنفسه!
أنشطة لتقوية شخصية الطفل
عرض الدمى:
يعد لعب الدمى وسيلة وفرصة ممتازة للسماح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم والمشكلات التي يواجهونها وكيفية حلها، يمكن جعل الطلاب يمثلون من خلال اللعب بالدمى تمثيل نزاع، أو مشكلة ويقومون بحلّها، يقدم النشاط مساحة جيدة للطفل؛ للتعبير وزيادة التفاعل الاجتماعي، ما يساعد على بناء شخصية قوية ذات فاعلية اجتماعية.
وصفة للنجاح:
تكون بإجراء جلسة عصف ذهني جماعي لجعل الأطفال يكتبون ويرسمون صفاتهم الشخصية، وفيها يحددون بعض السمات الشخصية الجيدة كما يرونها، وهذا يساعد الأطفال على تعلّم تلك السمات الإيجابية لبناء الشخصية الإيجابية لديهم.
شجرة الامتنان:
وتكون باستخدام الباب أو أي حائط داخل المنزل أو الصف الدراسي، لبناء شجرة ورقية، وعليها يضع الأطفال الأشياء التي يشعرون بالامتنان لها.
وقد يساعد ذلك في رفع مستوى الحس الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية لدى الأطفال، وبناء مفهوم التقدير والاحترام لدى الأطفال.
عقدة الحبل:
بمعنى كيف أنّ العقد التي تكون في الحبل يمكن أن تساعدنا على حلّ الخلافات، إذا ما اقتربنا إلى بعضنا البعض وسمعنا لبعضنا، وكلما اقتربنا؛ أصبحت عقد الحبل أسهل لأن تفك، كما أن الصعوبات في الصداقات يمكن التعامل معها بشكل أفضل إذا اقتربنا من بعضنا.
الدفع إلى الأمام:
يبدأ النشاط بجعل الأطفال يبحثون عن فرص لمساعدة الآخرين، وتشجيعهم، كأن يقوم الطفل بمساعدة زميله في تنظيف الغرفة الصفية، أو ترتيب حاجياته، أو بالتدريس.
كما يجب أن يقوم المعلم بالتبديل ما بين الأطفال وأدوارهم لتقديم فرصة المساعدة وتقديم الدعم للجميع، ويمكن أن يساعد هذا النشاط الأطفال على بناء شخصية قوية متعاطفة.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.