لا يقتصر الاهتمام بالأظافر على الناحية الجماليّة، بل يتعدّاه إلى الناحية الطبيّة، إذ إنها كباقي أعضاء الجسم، تُصاب ببعض الأمراض التي تُوجب المسارعة إلى علاجها، كما تستوجب العناية بها بصورة دائمة.
"سيدتي نت" يطلع من عميد كليّة الطب ورئيس قسم الأمراض الجلدية البروفسور رولان طنب على أبرز المشكلات التي تُصيب الأظافر وكيفيّة علاجها.
بخلاف المعتقد السائد، فإن الأظافر ليست خلايا ميتة، بل تنشأ من خلايا حيّة تتفاعل مع أخرى. وتُعتبر "الكيراتين" من أهمّ المواد التي تتألف منها.
ومن المعلوم أنّ نسبة نموّ أظافر اليدين أسرع بمعدّل الضعف، مقارنة بنموّ أظافر القدمين. ويتراوح معدّل نمو أظافر اليدين ما بين 2 و5 ملليمترات في الشهر، أي ما نسبته 0.1 من الملليمتر في اليوم. لكنّه مع التقدّم في السنّ يقلّ النموّ تدريجياً. وليس هناك فرق بين نمو الأظافر عند الذكر ونموّها عند الأنثى.
وتتعرض الأظافر لمشكلات عدّة، لعلّ أكثرها شيوعاً:
1- ضعفها وتكسّرها
يُصيب ضعف الأظافر وتكسّرها الإناث خصوصاً، لأسباب عدّة، أهمّها: فقر الدم والنقص في معدّل الحديد. وتُعالج هذه الحالة خارجيّاً، عبر طلاء الأظافر بالمقوّي الذي يحميها.
2- الفطريّات
تُصيب الفطريات أو الـ"كانديدا" أظافر اليدين المعرّضتين للماء بكثرة وبشكل متواصل، لأنّ الرطوبة تساعد في نموّها، في وقت تؤدي إلى تآكل الأظافر وإلى جعلها سميكة، حيث يتغيّر شكلها ولونها الذي يميل إلى الأصفر؛ وقد تتكسّر بسهولة.
في المقابل، تزداد الإصابة بالفطريات التي تُصيب أظافر القدمين أو الـ"ديرموفيل" في صفوف الرجال الذين ينتعلون أحذية ثقيلة لفترات طويلة، ما يوفّر بيئة رطبة وحارة في داخلها، بما يؤدّي إلى تكاثر الفطريات. وممّا يزيد من خطر هذه المشكلة أنّها معدية، وتنتقل بكلّ بساطة، إذا داس حافي القدمين أرضيّة، سبق أن مرّ مصاب عليها، أو إذا انتعل شخص سليم حذاءَ مريض. لكن من الصعب انتقال الفطريات من القدمين إلى اليدين لقلّة الاتصال بينها.
وينقسم علاجها إلى نوعين: خارجي وداخلي. فإذا كانت الفطريات في بدايتها، تُطلى الأظافر بالأدوية الخارجية، لفترة تمتدّ إلى أشهر، وقد تصل إلى السنة أحياناً.
أمّا العلاج الداخلي فيشمل الحالات المتقدّمة التي تؤدّي إلى تآكل الأظافر.
ولا بدّ من اعتماد العلاج الخارجي لنزع الظفر المريض، ولو أنّ الأطباء يلجؤون إلى الأدوية حاليّاً، لإذابته، من دون استئصاله من خلال الجراحة.
والعلاج الداخلي عبارة عن نوعين من الحبوب يؤخذان يوميّاً، لمدّة 3 أشهر، ويستهدف فطريّات اليدين، فيما يتطلّب علاج فطريات القدمين 6 أشهر. والمؤسف في الأمر أنّ المشكلة تُعاود 30% من الحالات.
3 ـ الصدفيّة
هي عبارة عن ثقوب أو جروح تُصيب الأظافر، وتشمل عوارضها تلك المتعلّقة بالفطريّات، من تغيّر لون الظفر وسماكته. لكن 2% من المصابين بصدفيّة الجلد لا تنتقل العدوى إلى أظافرهم.
وبرغم صعوبة علاج هذا المرض، إلا أنّ صاحبها يُمكن أن يتماثل للشفاء، وهي غير معدية بعكس الفطريات.
4 ـ الحساسية أو "الأكزيما"
"الأكزيما" عبارة عن نموّ مشوّه للظفر، يُفقده شفافيّته.
وتجدر الإشارة إلى أنّ علاجات الأظافر تأخذ وقتاً طويلاً، بصورة عامّة، لأنّ نموّها بطيء.
مراكز العناية بالأظافر
تنتشر مراكز العناية بالأظافر في الدول العربية. ويجدر بالناس الانتباه إلى الآتي، قبل اللجوء إلى خدمات أحد تلك المراكز:
ـ تعقيم الاختصاصية الأدوات التي تستخدمها، لأنّها ناقلة سريعة للعدوى.
_ قصّ الأظافر بطريقة مدروسة:
• لليدين: تقصّ أظافر اليدين وفق طريقة التقوير. ويجدر عدم المبالغة في تقصيرها، تلافياً لإيذاء الجلد المحيط بها.
• للقدمين: تقصّ أظافر القدمين بطريقة مسطّحة وفق مستوى الجلد، مع البعد عن تقويرها والإفراط في تقصيرها.
_ الطلب إلى الاختصاصية عدم المبالغة في تنظيف اللحم المحيط بالأظافر، لأنّه يحميها في مواجهتها للبكتيريا. ويؤدّي الإفراط في نزعه إلى مشكلة غرز الأظافر داخل اللحم وإلى الإصابة بالالتهابات والشعور بالألم.
_ الحذر من تركيب الأظافر الصناعية، لأنّ خطرها يكمن في جعلها غطاءً فوق الأخرى المريضة من دون أن تتمّ معالجتها، ما يُفاقم من المشكلة التي كانت محلّ معاناة.
_لا مانع من طلاء الأظافر بالألوان، حتى لو كانت مصابة بالفطريات، مع ضرورة علاجها.
4 نصائح للعناية بالأظافر:
- تجب العناية بنظافة الأظافر، خصوصاً لدى ممارسي بعض المهن التي تؤمّن بيئة مؤاتية لانتقال الجراثيم والأمراض.
_ لا يُنصح باستئصال الأظافر عن طريق الجراحة، لأنّ من شأن ذلك إصابة منبتها بالتشويه، وبالتالي حدوث مشكلات عدّة.
ـ يشوّه قضم الأظافر شكلها، فيما يدخل قضم الجلد حولها البكتيريا إليها وينقل الأمراض إلى داخل الظفر.
_ يؤثّر تعاطي بعض العقاقير الطبية سلباً في سلامة الأظافر، لاسيّما العلاجات الكيميائيّة.
شاهدي أيضاً: