أعراض الذهان أو الفصام لدى الأطفال.. وهل هناك طرق للوقاية والعلاج؟ 

 أعراض الذهان أو الفصام لدى الأطفال.. وهل هناك طرق للوقاية والعلاج؟
أعراض الذهان أو الفصام لدى الأطفال.. وهل هناك طرق للوقاية والعلاج؟

الذهان عند الأطفال، أو ما يسمى بالفُصام الطفولي هو اضطراب عقلي حاد، ولكنه غير شائع، وفيه يُفسِّر الأطفال والمراهقون الواقع بطريقة غير طبيعية. يشمل الفُصام مجموعة من مشاكل التفكير (المعرفة) أو السلوك أو الانفعالات. وقد تنتج عنه مجموعة من الهلاوس والأوهام والاضطراب البالغ في التفكير والسلوك، وهو ما يعرقل قدرة الطفل على أداء وظائفه، الأطباء والاختصاصيون، يشرحون لك هذه الحالة النادرة عند الأطفال، وكيفية التعامل معها.
الفُصام الطفولي هو نفس الفُصام الذي يصيب البالغين تقريباً، غير أنه يبدأ في مرحلة مبكرة من مراحل الحياة - في سنوات المراهقة بشكل عام - وله تأثير كبير على سلوك الطفل ونموه. وفي حالة الفُصام الطفولي، يفرض العمر المبكر لبداية ظهور هذا الاضطراب تحديات خاصة في التشخيص والعلاج والتثقيف والنمو الانفعالي والاجتماعي.
لكن الفُصام حالة مزمنة تحتاج إلى علاج مدى الحياة. وقد يؤدي تشخيص الفُصام الطفولي والبدء في علاجه في وقت مبكر قدر الإمكان إلى تحسُّن كبير في نتائج الطفل على المدى الطويل.

أعراض الذهان أو الفصام الطفولي

تشخيص الفصام صعب في مراحله المبكرة


تنتج عن الإصابة بالفصام مجموعة من مشكلات التفكير أو السلوك أو الانفعالات. وقد تختلف الأعراض ومؤشرات المرض، ولكنها تشمل في أغلب الأحيان الهلاوس أو الحديث غير المنظم، وتشمل كذلك ضعف القدرة على العمل عند الأطفال. وقد يحول تأثير هذه الحالة دون ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
تبدأ الأعراض عموماً لدى أغلب المصابين بالفصام في الفترة من منتصف العشرينيات إلى أواخرها، أي ربما قبل سن الـ 18 عاماً. ومن النادر للغاية أن تبدأ أعراض الفصام بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً.
كما يمكن أن تختلف الأعراض من حيث النوع والشدة بمرور الوقت، تتخلَّلها فترات تدهور وتحسُّن للأعراض. وقد تظل بعض الأعراض قائمة باستمرار. ومن المحتمل أن يكون تشخيص الفصام صعباً في مراحل نمو الطفل المبكرة.
تجربتي مع مواجهة غضب طفلي وكيف تعلمت التصرف بهدوء؟

مؤشرات الذهان والأعراض المبكرة

الغرابة في النطق أو الكلام من أعراض الذهان


تشبه أعراض الفصام وعلاماته عند الأطفال والمراهقين أعراضه وعلاماته عند البالغين، إلا أنه يكون من الصعب التعرف إليه في هذه الفئة العمرية الصغيرة.
قد تشمل مؤشرات المرض والأعراض المبكرة ما يلي:

  • مشكلات في التفكير والسلوك عند الأطفال، وعدم القدرة على الاستنتاج المنطقي.
  • غرابة في النطق عند الطفل.
  • الخلط بين الأحلام وما يشاهده المريض في التلفزيون وبين الواقع.
  • الانعزال عن الأصدقاء والعائلة.
  • مشاكل النوم.
  • الافتقار إلى الحافز، مثل تراجُع مستوى التحصيل الدراسي.
  • صعوبة تنفيذ المهام اليومية العادية، مثل الاستحمام أو ارتداء الملابس.
  • السلوك الغريب، مثل السلوك العنيف أو العدواني أو الهياج.
  • سهولة الاستثارة أو الاكتئاب.
  • نقص العاطفة، أو عدم ملاءمة الانفعالات للموقف، مع بواعث القلق والمخاوف الغريبة.
  • الشك المفرط في الآخرين.

هل تدركين أسباب أمراض الأطفال النفسية والعقلية.. وعلاماتها وسُبل علاجها؟

أسباب الذهان أو الفصام الطفولي

ليس معروفاً ما الأسباب وراء الإصابة بفصام الشخصية الطفولي، لكن يُعتقد أنه يظهر بنفس الطريقة التي يظهر بها فصام الشخصية لدى البالغين. لكن يعتقد الباحثون، أنه يعود للأسباب الآتية:

  • العوامل الوراثية والبيئية وعوامل أخرى خاصة بكيمياء المخ تساهم في الإصابة بهذا الاضطراب.
  • أثر مشاكل بعض المواد الكيميائية بالمخ التي تحدث بشكل طبيعي، بما في ذلك الناقلات العصبية التي يُطلق عليها دوبامين وجلوتامات، في انفصام في الشخصية. التغييرات في البنية الدماغية والجهاز العصبي المركزي للأشخاص المصابين بانفصام في الشخصية. ويشير الباحثون إلى أن الانفصام في الشخصية مرض بالدماغ، على الرغم من عدم تأكدهم من أهمية هذه التغييرات.
  • زيادة نشاط الجهاز المناعي، مثلما هي الحال عند الإصابة بالالتهاب.
  • تقدم الوالد في العمر.
  • قد تؤثر بعض المضاعفات خلال الحمل والولادة، مثل سوء التغذية عند الطفل أو التعرُّض لسموم أو فيروسات، على نمو الدماغ.
  • أخذ أدوية مؤثرة على العقل (نفسية التأثير) أثناء مرحلة المراهقة.

مؤشرات الذهان والأعراض اللاحقة

تقلص أو فقدان القدرة على الأداء بصورة طبيعية


مع تقدم الأطفال المصابين بالفصام في السن، تبدأ مؤشرات وأعراض معينة للاضطراب في الظهور. ومن هذه المؤشرات والأعراض ما يلي:

كثرة الأوهام

وهي معتقدات غير حقيقية لا تمتُّ للواقع بصلة. على سبيل المثال، يعتقد الطفل أنه يتعرَّض للضرر أو الأذى، أو أن أحدهم يوجه له إيماءات أو تعليقات معيَّنة، أو أن لديه قدرة خارقة أو أنه شخصية مشهورة، أو أن شخصاً آخر يحبه، أو أن كارثة كبرى على وشك أن تحدث. وتحدُث التوهُّمات لدى معظم مرضى الفصام.

الهلاوس

تتضمَّن الهلاوس عادةً رؤيةَ أو سماعَ أشياء غير موجودة. غير أنه بالنسبة لمريض الفصام، تكون لهذه الهلاوس عند الأطفال كامل القوة والتأثير الخاص بالخبرات العادية. ويمكن أن تُصيب الهلاوس أيّاً من الحواس، ولكن سماع الأصوات هو أكثر الهلاوس شيوعاً.

التفكير غير المنظم

يُستدلُّ على التفكير غير المنظم من الحديث غير المنظم. ويُمكن أن يضعف التواصل الفعَّال عند الطفل، وقد لا تكون الإجابات ذات صلة بالأسئلة جزئياً أو كلياً. وفي حالات نادرة، قد يتضمَّن الحديث وضع كلمات ليس لها معنى معاً لا يُمكن فهمها، وتُعرف أحياناً بسَلَطة الكلمات.

السلوك الحركي غير السوي أو غير المنظَّم للغاية

يظهر ذلك بعدة صور تتراوح بين الحماقات الطفولية إلى انفعال لا يمكن التنبُّؤ به. ولا يركز السلوك على الأهداف؛ ما يصعب أداء المهام. ويمكن أن يتضمَّن السلوك معارضة التعليمات، أو اتخاذ طريقة جسدية غريبة أو غير ملائمة، أو فَقْد الاستجابة بالكامل، أو فرط الحركة أو عدم جدواها.

الأعراض السلبية

يشير ذلك إلى تقلص أو فقدان القدرة على الأداء بصورة طبيعية. على سبيل المثال، قد يهمل الطفل النظافة الشخصية أو يبدو بلا انفعال، أي لا يجري تواصُلاً بصرياً، أو لا يغير تعابير وجهه، أو يتحدَّث بنبرة ثابتة، أو لا يحرك يديه أو وجهه بتلك الحركات التي تحدث بصورة طبيعية أثناء الكلام. وقد يتجنب المريض الناس والأنشطة، أو يفقد القدرة على الاستمتاع.

الفرق بين فصام المراهقين والأطفال

مقارنةً بأعراض فصام الشخصية عند البالغين، قد يبدو الأطفال والمراهقون:

  • أقل عرضةً للإصابة بالتوهُّمات؛
  • أكثر عرضةً للإصابة بالهلاوس البصرية؛
  • صعوبة تفسير الأعراض؛
  • تراكم الأعراض تدريجياً. وقد تكون العلامات والأعراض المبكرة غير واضحة إلى درجة أنه لا يمكنك التعرف إلى المشكلة؛
  • يخطئ البعض في تفسير العلامات المبكرة فيظنها مظاهر من مظاهر النمو التي تحدث عادةً خلال سنوات المراهقة المبكرة، أو أعراضاً لحالات عقلية أو جسدية أخرى؛
  • مع تزايد تشوش الأفكار وعدم تنظيمها، يحدث غالباً "انفصال عن الواقع" (الذهان) بشكل متكرر، ما يتطلب دخول المستشفى والخضوع إلى العلاج الدوائي.

متى تجب زيارة الطبيب؟

قد يكون من الصعب معرفة كيفية التعامل مع التغيرات السلوكية الغامضة التي تحدث لطفلك. وقد تخشين الوصول إلى استنتاجات تصم طفلك بالإصابة بمرض عقلي. لكن قد ينبهك معلم طفلك أو غيره من العاملين في المدرسة إلى وجود تغيرات في سلوك طفلك. عندئذٍ ننصحك بطلب الرعاية الطبية بأسرع ما يمكن، إن كانت لديك شكوك بشأن سلوك طفلك أو تطوره، التي قد تصل إلى درجة انتشار الأفكار والسلوكيات الانتحارية، فإذا كان لديك طفل أو مراهق معرضاً لخطر الإقدام على الانتحار، أو كان قد حاول الانتحار من قبل، فتأكدي من بقاء أحد الأشخاص بجانبه. أو اصطحبي ابنك إلى أقرب مستشفى للطوارئ.

هل يمكن الوقاية من الذهان عند الأطفال؟

يمكن أن يساعد التحديد والعلاج المبكران للإصابة بالذهان في مرحلة الطفولة على السيطرة على الأعراض قبل حدوث المضاعفات الخطيرة. كما أن العلاج المبكر أيضاً بالغ الأهمية في المساعدة في تقويض النوبات الذهانية والتي يمكن أن تكون مخيفة للغاية للطفل والوالدين. كما يمكن للعلاج المستمر تحسين مظهر الطفل على المدى الطويل.


*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص