برج إيفل أيقونة مدينة باريس التاريخية التي لا تضاهى، هو رمز شاهق فوق مدينة النور بارتفاعه المدهش وببنيته الشبكية المميزة التي تنحني للأعلى نحو السماء، وقد كان برج إيفل في السابق أطول مبنى في العالم، حيث يمكن رؤيته من معظم أنحاء باريس كما أصبح رمزاً للإبداع والحداثة خلال القرن العشرين.
يخفي برج إيفل عدداً كبيراً من الأسرار والحكايات والفضول، فقد أصبح هذا النصب التذكاري، الذي بني في نهاية القرن التاسع عشر، رمزاً للعاصمة باريس، بل ولفرنسا نفسها، وللتكنولوجيا الحديثة في ذلك الوقت، فهو واحد من المعالم الأثرية الأكثر زيارة في العالم، وأحد أكثر المعالم التي تم إعادة إنتاجها في الأفلام أو الروايات، ومن هنا ظهرت شعبيته الهائلة، على أن برج إيفل يحتوي على بعض القصص المذهلة، بالسياق التالي سيدتي جمعت لك (من موقع history.com) عدداً من الحقائق المثيرة للاهتمام حول برج إيفل والتي ربما لم تكن تعرفها.
تم بناء برج إيفل بمناسبة مرور 100 عام على انطلاق الثورة الفرنسية
بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الفرنسية، وسقوط سجن الباستيل، أقيمت مسابقة مفتوحة لتصميم قطعة مركزية مذهلة لمعرض عالمي، ومن بين 107 مقترحات، وقع الاختيار على التصميم المقدم من إيفل مع المهندس الفنان المعماري ستيفن سوفستر والمهندسين موريس كوشلين وإميل نوغييه.
كان من مواصفات التصميم أن يُبنى من الحديد وأن يكون ارتفاعه 300 متر، وقد فاز برج إيفل في المسابقة التي تضمنت مقترحات غريبة مثل المقصلة العملاقة.
تم رفض تصميم برج إيفل بالعديد من المدن
في الواقع، تم تقديم مشروع برج إيفل في برشلونة الإسبانية ولكن تم رفض الاقتراح من قبل الحكومة، وبالطريقة نفسها، تم رفضه أيضاً في مدن أوروبية أخرى لعدم ملاءمته للجماليات السائدة في ذلك الوقت.
نصب تذكاري غير دائم سريع البناء سريع الزوال!
تم تصميم هيكل برج إيفل على أنه ميكانو عملاق، وتم بناؤه بالكامل في ما يزيد قليلاً على عامين، وعلى وجه التحديد خلال سنتين وشهرين و5 أيام؛ بين فبراير 1887 ومارس 1889. يرجع هذا الوقت "السريع" إلى حقيقة أن جزءاً كبيراً من التجميع تم تنفيذه في ورش عمل شركات إيفل، وقد شُيد باعتباره نصباً تذكارياً سريع الزوال، فقد كان من المتوقع أن يُزال بعد 20 عاماً، أي أنه في عام 1909 كان من المقرر هدمه، لكن قبل انتهاء امتياز بنائه قام غوستاف إيفل بتركيب هوائي راديو وجهاز إرسال تلغراف لاسلكي في البرج، ولهذا السبب تم تمديد الامتياز لمدة 70 عاماً أخرى، وقد قررت الحكومة الفرنسية أن البرج مفيد للغاية بحيث لا يمكن تفكيكه، ولا يزال برج إيفل يستخدم لبث البرامج الإذاعية والتلفزيونية حول العالم حتى اليوم.
قد ترغبين في التعرف إلى: القصّة الكاملة لإقامة "برج إيفل" ثان في باريس
كان أطول مبنى في العالم
وضع برج إيفل الذي يبلغ ارتفاعه 300 متر في المركز الأول بين أطول المباني في العالم، وقد استمر هذا السجل حتى عام 1930، عندما تم بناء مبنى كرايسلر في نيويورك، في المجمل كان برج إيفل أطول مبنى في العالم لمدة 41 عاماً، واليوم، مع تركيب الهوائي الجديد في عام 2022، يبلغ ارتفاع برج إيفل الإجمالي 330 متراً .
العلاقة بين برج إيفل وهتلر
من أكثر الأشياء المثيرة للاهتمام حول برج إيفل هي علاقته بهتلر، أثناء الاحتلال الألماني لباريس، أراد هتلر زيارة البرج عن طريق الصعود إلى القمة، ومع ذلك قامت المقاومة الفرنسية بقطع كابلات المصعد، فاضطر إلى صعود 1665 درجة سيراً على الأقدام، وهو ما رفضه الديكتاتور.
في عام 1944، في مواجهة الخسارة الوشيكة للمدينة على يد قوات الحلفاء، أمر هتلر الحاكم العسكري لباريس، ديتريش فون تشولتيتز، بهدم برج إيفل والمعالم الأثرية الأخرى في العاصمة، مثل نوتردام ومتحف اللوفر، إلا أن هذا الأمر لم يتم تنفيذه.
لعب دوراً استراتيجياً هاماً خلال الحرب العالمية الأولى
لعب برج إيفل دوراً استراتيجياً مهماً للغاية خلال الحرب العالمية الأولى، فقد تم استخدام البرج كمحطة إذاعية لاختبارات الاتصالات من قبل الجيش الفرنسي، وبذلك تم تحقيق هدفين أساسيين: اعتراض إشارات العدو وتوجيه التنظيم الاستراتيجي للقوات الفرنسية، وقد حدثت العديد من الابتكارات في برج إيفل في أوائل القرن العشرين، في عام 1914، عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، تم إعاقة تقدم القوات الألمانية إلى باريس بسبب جهاز إرسال لاسلكي موجود في البرج أدى إلى تشويش الاتصالات اللاسلكية الألمانية، ويعتقد أن هذا كان له دور مهم في انتصار الحلفاء في معركة المارن الأولى، وباستخدام محطة البرج اللاسلكية، اعترضت القوات الفرنسية إشارات العدو القادمة من برلين.
وكما لعب البرج دوراً أساسياً في الحرب العالمية الأولى بالعام 1914 قد ترغبين أن تعرفي دوره في أولمبياد باريس 2024 من خلال الرابط: فيديو.. استعدادات فرنسا لاستقبال أولمبياد باريس 2024
البرج المصنوع من الحديد كيف يتم الحفاظ عليه بهذه الجودة؟
يكمن مفتاح الحفاظ على برج إيفل في صيانته حيث يتم دهان البرج كل 7 سنوات لمنع الحديد من الصدأ، فينفذ هذه العملية 25 دهاناً وتستغرق عملية الدهان ما بين 15 و18 شهراً ويستخدم فيها حوالي 60 طناً من الطلاء ويتم على ثلاثة مراحل حيث يطلق عليه "برج إيفل البني"، فيتم تطبيق اللون الداكن في الأسفل، بينما يتم استخدام اللون الأفتح في الأعلى. مع هذا الحل من الممكن إنشاء تأثير بصري للتوحيد.
إضاءة تشاهدها باريس بأكملها
منذ عام 1985، تتم إضاءة برج إيفل في باريس لمدة 5 دقائق كل ساعة ليلاً. ويستخدم لهذا الغرض 20 ألف مصباح تم تركيبها من قبل متسلقي الجبال، هذه الأضواء تتغير ألوانها في المناسبات الخاصة، وقد تم بالأعلى تركيب كشافات تحاكي المنارة التي يمكن رؤية أضوائه من المدينة بأكملها، فيمكن رؤيته على مسافة تصل إلى 80 كيلومتراً.
برج إيفل مقاوم للعوامل الجوية
ينقبض معدن البرج في الشتاء ويتوسع في الصيف؛ مما يسمح للبرج بالتغير في الحجم على مدار العام، يمكن أن يتغير ارتفاع برج إيفل بما يصل إلى 15 سم، يحدث هذا لأن الحديد الذي يتكون منه البرج، حساس للتغيرات في درجات الحرارة؛ لذلك عندما ترتفع درجات الحرارة، يزداد حجم البرج، وذلك بفضل التمدد الحراري، وخلال فصل الشتاء، ينكمش الهيكل.
تم تصميم البرج كذلك لمقاومة الرياح العاصفة، ومع ذلك، فإنه يتمايل أثناء العاصفة وإذا ساءت الظروف الجوية، يمكنك رؤيته يتحرك، إنها ليست الظاهرة الجوية الوحيدة التي تجعل البرج يتحرك، وبصرف النظر عن أنها تجعل البرج يتوسع، فإن الشمس تتسبب أيضاً في ميل البرج بعيداً عنه، وبما أن الشمس تضرب جهة واحدة فقط من الجوانب الأربعة، فإن برج إيفل يميل إلى الجانب، في يوم صاف يمكن أن يتحرك الجزء العلوي من البرج في دائرة قطرها 15 سم.
ويمكنك من السياق التالي التعرف إلى: يوم برج إيفل.. الاحتفال بالعبقرية والهدية التي لا تُقدر بثمن
برج إيفل أداة للاعتراف بالعلماء والمهندسين
وعلى جوانب برج إيفل، نقشت أسماء 72 عالماً ومهندساً فرنسياً من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بأحرف كبيرة ذهبية يبلغ طولها 60 سم، وكما هو متوقع، لا توجد نساء من بين هؤلاء الأشخاص الـ 72 .
برج إيفل يضم مكتب بريد وشقة ومسرحاً!
كان لبرج إيفل العديد من المنشآت منذ إنشائه، بما في ذلك شقة غوستاف إيفل العلوية، وغرفة الأخبار لوفيجارو، ومحطة إذاعية، وحتى مسرح، أحد المنشآت الأكثر إثارة للاهتمام هو مكتب البريد في الطابق الأول من برج إيفل، يقع على ارتفاع 187 متراً فوق سطح الأرض، ويعتبر أصغر مكتب بريد باريسي، وقد سمح للناس بإرسال البريد باستخدام طوابع بتصميم البرج وبختم البرج وقد كانت صناديق البريد متاحة في كل طابق حتى يتمكن الزوار من إرسال بطاقات بريدية مختومة بعلامات بريدية يمكن أن تشهد على مرورهم عبر كل مستوى من مستويات البرج.
يمكنك التعرف إلى المزيد عن برج إيفل من السياق التالي: يوم برج إيفل.. الاحتفال بالعبقرية والهدية التي لا تُقدر بثمن