تحتار الأم متى يكون حمام مولودها الأول وبعد أن تعتاد على القيام بتحميم المولود وحدها تبدأ في التساؤل عن الموعد المناسب لتحميم الطفل الصغير، فبعض الأمهات يفضلن أن يحصل الطفل على حمامه بمجرد استيقاظه من النوم في الصباح، فيما ترى الأخريات أن حصول الطفل على الحمام في ساعات المساء يعتبر ذا فوائد عظيمة على الطفل من بينها حمايته من التعرض لتيارات الهواء البارد.
مع حيرة الأمهات في الوقت المناسب لاستحمام المولود راجت الكثير من الخرافات والمعتقدات والتي لا يحبذ معظمها الاستحمام المسائي للطفل وربطن ذلك بالعديد من المعتقدات والغرائبيات، على الرغم أن العلم الحديث قد أثبت فوائد عديدة لاستحمام الطفل قبل نومه مباشرة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد أبو داوود حيث أشار إلى الوقت المناسب لاستحمام طفلك؛ حيث راجت بعض الخرافات على أنه لا يفضل استحمامه في ساعات المساء والحقيقة حول وقت استحمامه المفضل ومعلومات حول حمامه الأول وكذلك أسباب مرض الأطفال بعد الاستحمام مباشرة في الآتي:
معلومات عن حمام المولود الأول
- احرصي على تأخير حمام مولودك الأول وألا يحصل على الحمام بعد الولادة مباشرة؛ حيث دأبت الكثير من الأمهات وبناء على نصائح الجدات على أن يستحم المولود بمجرد نزوله من رحم الأم إلى الحياة، وحيث تبين أن تأخير حمام المولود له فوائد عظيمة من أجل رفع مناعة الطفل مستقبلاً والحفاظ عليها.
- حاولي تأخير حمام مولودك الأول لمدة أربع وعشرين ساعة بعد الولادة لأن المادة الدهنية التي تتراكم فوق جلده تكون عبارة عن بقايا من السائل الأمينوسي المحيط بالجنين في الرحم، وتعمل على تعزيز الرابطة بين الأم والجنين، فيسكت المولود ويركن إلى الرضاعة من الأم بمجرد أن يشم رائحتها، وبالتالي تنجح عملية الرضاعة كطريقة تغذية مفضلة ولها الأولوية إضافة لأن هذه المادة تكون حماية لجلد الطفل من البكتيريا، وكذلك من حرارة الجو الباردة في حال ولادة الطفل في فصل الشتاء، وقد عمدت بعض الجدات إلى تأخير حمام المولود الأول لأسبوع بعد الولادة واحتفلن بذلك وفق طقوس مبهجة.
قد يهمك أيضاً: متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة؟
لماذا يفضل استحمام الرضيع في المساء؟
- اختاري وقت المساء لكي يكون موعداً لحمام طفلك، وعلى عكس ما يشاع بأن حمام الطفل مساء قد يضره أو يسبب له الأذى، فهناك معتقدات كثيرة حول حمام الطفل المسائي مثل أن الطفل الذي يستحم في المساء لا ينمو أو يبقى ضعيفاً وهزيلاً، فحمام الطفل قبل النوم تحديداً له فوائد عديدة مقارنة بحمام الطفل في الصباح أو خلال النهار، ورغم ذلك فيجب على الأم عدم التقيد بوقت المساء لحمام طفلها، فقد تضطر لتحميم الطفل الرضيع صباحاً بسبب أنه قد تقيأ وأصبح بحاجة للاستحمام مثلاً، أو أنها تنوي الخروج به من البيت وسوف تبقى لوقت متأخر.
- اختاري وقت المساء لحمام طفلك اليومي وخصصي الوقت الذي يكون قبل الرضاعة وليس بعدها لأن من أسباب تقيؤ الرضيع بعد الرضاعة هي حصول الطفل على الحمام بعد الرضاعة مباشرة؛ وحيث يؤدي به إلى التقيؤ والرغبة بالرضاعة من جديد، وهذا الأمر سيكون مرهقاً له وللأم، لان ارتفاع درجة حرارة الماء يهيج معدة الطفل الصغير ويؤدي إلى رجوع الحليب وتقيؤ كل كمية الحليب التي حصل عليها من الرضعة الأخيرة.
- احرصي على اختيار ماء دافئ لكي يكون حمام طفلك به لأن الطفل يحب الماء الدافئ ويبكي عند الاستحمام بالماء البارد أو الساخن جداً، كما أن الاستحمام قبل النوم بالماء الدافئ يسهم في تهدئة الطفل ويخفف من المغص ويساعد على خروج الغازات، وبالتالي يعمل على نوم الطفل نوماً هادئاً وسريعاً ولمدة طويلة خلال الليل، ولذلك يعد الحمام المسائي للطفل من إحدى الطرق التي تستخدم عند تجهيز الطفل للنوم.
- استخدمي الحمام الليلي لطفلك الذي يعاني من المغص الليلي بشكل مستمر، واتبعي هذه الطريقة كل ليلة لأن الطفل يحب التكرار، وحين تعتمدين على تكرار عادة الحمام الليلي فسوف تلاحظين أن الطفل ينام بعد انتهاء الحمام مباشرة، كما أنه يبدأ في مساعدتك للاستعداد للحمام مثل رفع ذراعه عند خلع الملابس أو إنزال ساقه الصغيرة في حوض الاستحمام.
- قومي بإجراء تدليك لجسم طفلك بزيت ملطف بعد تجفيف جسمه، ويمكن تدليك بطنه عكس عقارب الساعة للتخلص من الانتفاخ، أما تدليك ظهر الرضيع فهو يساعده على الاسترخاء وإخراج الغازات ويسرع في عملية نومه؛ حيث تسترخي عضلاته التي تكون مشدودة بسبب البكاء المستمر أو بسبب الطريقة الخاطئة في حمله ونقله بين يدي الأم.
العلاقة بين استحمام الطفل وإصابته بالمرض بعد الاستحمام
- اتبعي عدة نصائح وإرشادات لكي لا يصاب طفلك بالمرض بعد الاستحمام وحيثما تشكو الأمهات من هذه الظاهرة وحدوثها بشكل كبير، وحيث يمرض طفل الواحدة منهن بسبب تعرض الرضيع للبرد نتيجة لاختلاف درجة حرارة الماء عن درجة حرارة الجسم بحيث يحدث لدى الطفل ما يشبه الصدمة، مما يسبب له المرض مثل حدوث المغص أو الإصابة بالرشح نتيجة لتغير درجة الحرارة المفاجئ.
- توقعي أن يصاب طفلك بالمرض بعد الاستحمام في حال كانت غرفة الاستحمام معرضة لتيارات الهواء، وكما أن بقاء الطفل مدة طويلة في الحمام يعرضه للمرض، وفي حال كان طفلك في طبيعته يعاني من نقص المناعة فهو سوف يمرض عند حدوث أي تغير مفاجئ في درجة حرارة الوسط المحيط به، والإكثار من استحمام الطفل في فصل الشتاء يؤدي لتكرار إصابته بالأمراض وحيث يجب أن يستحم مرتين في الأسبوع شتاء فقط.
- حاولي تجفيف شعر طفلك بمجرد حصوله على الحمام، ويفضل ألا يكون شعره طويلاً في سنوات عمره الأولى لأن تساقط قطرات الماء منه يؤدي لتغير حرارة جسمه وإصابته بالبرد وبالتالي تعرضه للرشح والأنفلونزا، فالمعروف أن فيروس الرشح يكون كامناً بالجسم ولكنه ينشط مع تغير حرارة الجسم المفاجئ، وحاولي أيضاً عدم تمشيط شعر الطفل مبللاً وتركه حتى يجف وكذلك عدم إطالة مدة الحمام لكي لا يشعر الطفل بالتعب والإرهاق ويتعرض لانخفاض درجة حرارة جسمه، وعليك وضع الطفل في سريره لمدة نصف ساعة بعد انتهاء حمامه حتى يستعيد درجة حرارة جسمه الطبيعية مع الإسراع في عملية ارتداء الملابس بعد تجفيف الجسم جيداً.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.