لم يعد الزواج حجر عثرة أمام مواصلة الكثير من الزوجات لتعليمهن الجامعي في أغلب الدول العربية، فأحياناً تدخل الفتاة إلى الحياة الزوجية بكل تبعاتها ومسؤوليتها، قبل أن تنتهي من استكمال دراستها الجامعية، فيجتمع الحلم الوردي مع أعباء الدراسة، وواجباتها الأسرية كزوجة وأمّ مع حمل المسؤولية الثقيل، فتقف حائرة بين تلقي العلم أو أن تكون زوجة مساندة وداعمة، وشريكة حقيقية لشريك حياتها.
التوفيق بين الدراسة والزواج يرتبط بتوافر إمكانات معينة
تقول استشاري العلاقات الأسرية د. ليلي السعدني لـ"سيدتي": "تستقبل الجامعة عدداً من المتزوجات اللواتي يطمحن لإكمال مسارهن الجامعي، وكذلك بعض من الطالبات اللواتي يتزوجن خلال دراستهن الجامعية، وقد نجدهن يتعرضن للكثير من الضغوط الكبيرة مقارنة بالطالبات العازبات، وتراكم الأدوار الملقاة على عاتقهن داخل البيت وخارجه كما في حرم الجامعة، وهذا لأن هذه المرأة تقوم بدور الطالبة ودور الزوجة ودور الأم أيضاً، وقد يكون هذا الإقبال ناتجاً عما يشهده المجتمع المحلي من تغيرات ثقافية واجتماعية كبيرة، وقد تكون هذه الظاهرة إيجابية؛ فتجعل زواج المرأة لا يقف حائلاً أمام طموحاتها الدراسية، ولكن لا بد أن نرى الجانب الآخر من هذه الظاهرة، فلا ننكر أن مواصلة التعليم الجامعي بعد الزواج يحمّل الزوجة مسؤوليات جسيمة، نظراً لأن التوفيق بين الدراسة والزواج يظل مرتبطاً بتوافر شروط وإمكانات معينة لابد من توافرها للنجاح والاستقرار.
قد ترغبين في التعرف إلى: طرق فعَّالة لكي تكوني راضيةً عن حياتك الزوجية
قواعد وشروط لنجاحك في التوفيق بين الدراسة والزواج
الإصرار وقوة الإرادة
الإصرار يحتاج إرادة، والإرادة تحتاج إلى عزيمة، والعزيمة يحركها ويقويها قوة الإيمان، وصدق العزيمة، وحسن النية، والنجاح لا يتحقق إلا بعلوّ الهمّة، والإصرار، واستمرارالعزم على التقدم والتطور. إن العزيمة والإرادة القوية تعينان المرأة على تحقيق أمانيها وأهدافها بالحياة الزوجية، وتحقيق التفوق الدراسي الذي تطمح إليه، كما يستلزم الدراسة بجد واجتهاد لتحقيق ذلك، فالوصول إلى المراحل العلمية العليا ليس بالأمر الهين أو السهل، بل هو طموح وحقٌّ مشروع، وأمر كبير، وغاية عظيمة تحتاج إلى أن تبذل المرأة جهوداً جبارة لتحقيق أحلامها، والوصول للهدف المراد تحقيقه.
تنظيم الوقت
من الضروري تنظيم وقتك، بحيث تعملين على تحقيق التوازن بين متطلبات الزوج والبيت، ومتطلبات الدراسة، حتى لا يكون هناك تقصير، ولابد من البعد عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنها من أكثر المشتتات التي تستنزف الوقت، والتخفيف من الأعمال والمهمات المعتادة؛ وذلك للحفاظ على الطاقة البدنية والنفسية لك والاستفادة منها للمذاكرة، وقومي يومياً بتحديد ساعتين تقومين فيهما بإغلاق هاتفك، بحيث لا تتركين مكتبك، ربما تقطعين شوطاً مناسباً من المذاكرة لترضيك وتقنعك.
الأولويات
تحديد الأولويات أمر حيوي؛ لأنه يساعد في تنظيم الوقت، فتحديد الأولويات بشكل صحيح يمكّنك من التركيز على المهام الأكثر أهمية، وتنظيم جدول العمل الخاص بك بطريقة تسمح لك بإنجاز المهام بنجاح، وفي توقيت مناسب، لذا لابد أن ترتبي الأولويات في حياتك؛ بين أهمّ ومهم، وعاجل ومتأخر، ومؤقت ودائم، وضيق ومتسع، فمشروع الدراسة مشروعٌ له وقتٌ محددٌ وينتهي، بينما مشروع الزواج مستمر وله التزامات دائمة، فتنظيم الحياة بهذه الطريقة يساعدك على ترتيب أولوياتك، وفهم طبيعة كل ما تقومين به.
لا تتركي المهام تتراكم عليك
لا تتركي المهام تتراكم عليك، بل قومي بتجهيزها أولاً بأول، وفي نهاية كل أسبوع يمكنك عمل بعض الأكلات وتخزينها، لتوفر لكِ وقتاً أطول في الدراسة طوال الأسبوع، أو تجهيز قائمة طعام شهرية؛ من خلال وضع جدول يشمل قائمة بـالواجبات، كما يجب الاهتمام بعمل جدول زمني لكل ما تريدين القيام به في يومك على مدار الشهر، فسوف يقلل ذلك من الشعور بالقلق الذي تشعرين به.
عدم إهدار الوقت
لابد من الحفاظ على كامل وقتك والاستفادة منه، وتوفير كل وقت للاهتمام ببيتك ودراستك، والاستفادة من وقتك في كل لحظة، وأثناء الدراسة عليك القيام بالاعتذارعن أي اتصالات أو زيارات مع الأهل والصديقات، أو الحديث في الهاتف، ووضع جدول زمنى تسطرينه بنفسك حسب قدرتك، وتقسيم أيام الأسبوع إلى ساعات؛ من بعد صلاة الفجر وحتى بعد العشاء، حسب مقدرتك، فظروفك أنتِ التي تصنعيها وحدك، وإذا كان لديكِ أطفال صغار، أعدِّي أنشطة وألعاباً تساعدهم على الهدوء؛ حتى ينشغلوا عنك بها والابتعاد عنك أثناء المذاكرة.
مساحة خاصة مع الزوج
يجب ألا تتخلي عن وجود مساحة شخصية لكِ؛ في ممارسة اهتماماتك وهواياتك بمنتهى الأريحية من دون ضغط من الزوج أو الأولاد، مع توفير وقت للترفيه والخروج مع زوجك في فترات الراحة والإجازات؛ حتى تحققي التوازن النفسي، وإنعاش قدرتك الذهنية، لمعاودة تحمّل المسؤولية من جديد.
طلب المساعدة الأسرية
لابد من طلب المساعدة والعون من أفراد الأسرة والزوج؛ لتقديم المشاركة والمساعدة في الأعمال المنزلية، وتحضير الطعام لتوفير الوقت والطاقة، والقيام برعاية الأطفال في فترة الدراسة والمذاكرة.
الأهداف الشخصية
لابد من تحديد وتوضيح هدفك العملي في الحياة، ووضع إطار زمني له، فالوضوح يؤدي إلى إيجاد دافع مستمر يغذي رغبتك في الالتزام بهذا الهدف، بدلاً من تشتت الذهن والانشغال بأمور غير مهمة، وعليك القيام بترتيب أهدافك المرحلية التي توصلك لتحقيق هذا الهدف، فمن أهم ما يساعد في تحقيق التوازن في حياة الإنسان؛ وجود هدف وغاية في حياته العملية يسعى لتحقيقهما، فالشخص من غير أهداف؛ تكون حياته مبعثرة وأعماله غير مكتملة، ويصعب عليه الإنجاز، لكون الغاية والهدف غير واضحيْن في حياته.
وإذا كانت هذه خطوات تساعدك في تحقيق التوفيق بين الدراسة والزواج، فتذكري دائماً أن مسؤولية الزوج وتعاونه إحدى ركائز الزواج الناجح