في عصر وسائل التواصل الاجتماعي حيث تظهر الحياة المثالية على الشاشات، يبرز دائماً السؤال: ما الذي يختبئ خلف تلك الصور اللامعة؟ ومن هم هؤلاء المؤثرون حقاً؟ في هذا اللقاء الحصري، نغوص في أعماق شخصية المؤثرة النجمة ياسمين، إحدى أشهر صانعات المحتوى، لنكتشف الجانب الذي لا يظهر أمام الكاميرات. فهل حياة الشهرة بكل تفاصيلها المثالية حقيقية أم مجرد واجهة؟ ما هي التجارب الشخصية التي شكّلت حياتها، وما هي التحديات التي واجهتها؟ استعدوا للكشف عن أسرار مؤثرة تتحدث بصدق عن الحب، الفراق، الاستغلال، وحتى عن قرارها بارتداء الحجاب ثم التخلي عنه.
أعدته للنشر: مزن السفاريني
ما وراء الكاميرا.. حياة الشهرة، الحب، والفراق
هل تعتقدين أن حياة صناع المحتوى والمؤثرين تبدو مثالية كما تُعرض، حتى في تفاصيل بسيطة، مثل لباسهم داخل المنزل وتزيين شعرهم؟
بالطبع لا. ما يُعرض على وسائل التواصل الاجتماعي ليس إلا جانباً واحداً، وليس بالضرورة يعكس الواقع بالكامل. الكمال الذي يظهر أمام المتابعين غالباً ما يكون مجرد إعداد مسبق لعرض جزء من حياتنا، وليس كل شيء كما يبدو خلف الكاميرات.
ما أجمل ذكرى في حياتك؟
بدون تردد، أجمل ذكرى في حياتي كان لقائي مع والدي بعد غياب استمر 11 عاماً. كانت لحظة مؤثرة للغاية بالنسبة لي. لا أستطيع وصف شعوري بدقة؛ كان مزيجاً من التوتر، الحماس، والفرحة العارمة. لم أكن أعرف إذا كان عليّ أن أضحك أم أبكي، وفي النهاية بكيت من شدة التأثر. تلك اللحظة أثرت بي بعمق، وأشعر وكأنني تعرفت إلى والدي من جديد بعد هذا الغياب الطويل.
"التجارب القاسية هي التي تصقل الشخصية وتجعلنا أقوى"
بعد هذا الفراق، كيف تصفين مشاعرك عند لقاء والدك؟
الشعور كان غريباً وصعب الوصف. أحسست وكأنني أتعرف على والدي لأول مرة. كان هناك شعور بالحنين والدهشة في آن واحد، وكأن السنوات التي مرّت صنعت حاجزاً، لكن سرعان ما تلاشى عندما التقينا.
ما سبب فراقك عن والدك كل هذه المدة؟ وهل تشعرين بغصّة وأنت تروين هذه القصة؟
للأسف، عشت تجربة صعبة منذ الصغر. انفصل والداي عندما كنت في عمر الأربع أو الخمس سنوات، وعندما ذهبت لزيارة والدتي، أُغلقت الحدود ولم أتمكن من العودة لرؤية والدي. بعد عدة سنوات من المحاولات المتكررة لرؤيته، قرر والدي الانتقال إلى أوروبا، ولحسن الحظ تمكنت من رؤية أخي قبل مغادرته. لكن، رغم محاولاتي العديدة لجمعنا كعائلة، تم رفض طلبي بشكل خاص، وهذا كان من أصعب التجارب التي مررت بها. وبالنسبة للشعور، مهما تحدثت لن أتمكن من إيصال كل ما شعرت به فعلياً. التجربة كانت مؤلمة وصعبة، لكنني أحمد الله دائماً. لولا تلك الظروف لما أصبحت قوية كما أنا اليوم. كانت قاسية، لكن العمل منذ سن 14 صقل شخصيتي وجعلني أكثر صلابة.
بلا فلتر.. أسرار غير متوقعة
- كونك مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً على سناب شات، ومع انتشار استخدام الفلاتر، هل لديك الشجاعة لإزالة المكياج أمام جمهورك؟
بالتأكيد. أرى نفسي جميلة حتى بدون مكياج، ولا أمانع أبداً في خوض هذا التحدي أمام الكاميرا. أتعامل مع التعليقات السلبية بروح مرنة ومتفهمة. وأحب أن أؤكد أن الجمال ليس مرتبطاً بالمال أو العناية التجميلية فقط، بل هو نتيجة مزيج من العناية الذاتية، الغذاء الصحي، والاعتناء بالبشرة باستمرار.
بعد أن قمنا بتحدي إزالة المكياج أمام الكاميرا، ما شعورك؟ وما أكثر شيء يزعجك في بشرتك؟
أشعر بأنني قدمت جزءاً من الحقيقة التي قد لا يراها الجميع دائماً. وأكثر ما يزعجني في بشرتي هو الهالات السوداء. في البداية، كان هذا الأمر مصدر قلق لي، لكن مع الوقت بدأت أتقبل ألا أحد مثالياً، وبدأت أتعامل مع هذه الأمور كجزء طبيعي من حياتي. كما أود التنويه أن ما نراه على الشاشات في كثير من الأحيان ليس حقيقياً، بل نتيجة فلاتر وتعديلات.
"الحب جميل عندما يكون مع الشخص المناسب، فهو ما يضيف التفاصيل الرائعة للحياة."
هل تعيشين علاقة عاطفية حالياً؟ وهل سنسمع قريباً عن إعلان زواجك؟ وما مواصفات شريك حياتك المثالي؟
نعم، أنا في علاقة عاطفية منذ أكثر من عام. الحب بالنسبة لي شيء جميل عندما يكون مع الشخص المناسب، فالاختيار الصحيح يجعل الحياة مليئة بالتفاصيل الجميلة، أما الاختيار الخاطئ فقد يؤدي إلى علاقة سامة، وهذا ينطبق على كل العلاقات، سواء الحب أو الصداقات. أما بالنسبة للزواج، فهو مرتبط بالقسمة والنصيب ولا يمكن التنبؤ به. ما يهمني في شريك حياتي ليس الشكل بالضرورة، رغم أنني أميل للشاب الطويل والسمرة، لكن الأهم هو أن يكون داعماً وسنداً حقيقياً في حياتي.
هل تعرضتِ للاستغلال عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
نعم، مررت بتجربة استغلال. وهذا أمر شائع يمكن أن يحدث لأي شخص في أي مجال، خاصةً عندما لا تكون لديه الخبرة الكافية. قد يتعرض الشخص للاستغلال من أصدقاء أو معارف على منصات التواصل.
ما نصيحتك لمن يمر بتجربة استغلال؟ وهل شعرتِ يوماً بالندم على تصرف قمتِ به؟
أنصح الجميع بتقدير العلاقات التي تربطهم بالآخرين، وأن يكونوا حذرين. إذا شعروا أنهم يقدمون أكثر مما يتلقون، عليهم أن يعيدوا تقييم العلاقة واتخاذ القرار المناسب. أما عن الندم، فقد مررت بمرحلة اكتئاب استمرت لمدة عامين، حيث كنت أعيشها بمفردي دون مساعدة من أي شخص. لم أكن أمتلك الخبرة للتعامل مع هذا الوضع، مما جعلني أشعر بفقدان الشغف لفترة طويلة. الوجع النفسي، في رأيي، أصعب بكثير من الألم الجسدي.
"الوجع النفسي أصعب بكثير من الألم الجسدي، ويجب ألا نستهين به"
ارتديتِ الحجاب في السابق، ما الأسباب التي دفعتكِ لاتخاذ هذه الخطوة ثم التراجع عنها؟
ارتديت الحجاب في السابق نتيجة لقناعات والدتي، فهي امرأة ملتزمة. ولكن مع مرور الوقت، أدركت أن ارتداء الحجاب يحتاج إلى التزامات أكبر لم أكن مستعدة لها في ذلك الوقت. لذلك قررت التراجع مؤقتاً عن هذه الخطوة، إلى أن يأتي الوقت الذي أكون فيه مستعدة تماماً للالتزام بها من كل جوانبها. لا أمانع أن أعود إليه مستقبلاً إذا شعرت بالجاهزية.
بين "الصح والخطأ".. تصحيح المفاهيم الشائعة على السوشال ميديا
- شكراً لك ياسمين على صراحتك. ومع انضمام الدكتورة مالدا، أخصائية العناية بالبشرة خريجة جامعة هارفارد، نود أن نعرف حلولاً لعلاج علامات البشرة بعد زوال حب الشباب؟
الدكتورة مالدا: بدايةً، أود أن أطمئن الجميع بأن آثار حب الشباب ليست مدعاة للقلق، فهي تزول تماماً مع الوقت والعناية المناسبة. وفي هذا الصدد أحب أن أنوه لعدة معلومات قد تكون شائعة على مواقع التواصل الاجتماعي ولكنها خاطئة، وأهمها:
- البشرة الدهنية تحتاج لمرطب، ولكن يجب أن يكون مخصصاً لطبيعة هذه البشرة.
- المسامات التي تظهر على البشرة لا يمكن التخلص منها تماماً، لكن يمكن تقليل حجمها أو مظهرها من خلال العلاجات المنزلية أو في العيادات المختصة.
- استخدام واقي الشمس ليس مرتبطاً فقط بفصل الصيف أو أشعة الشمس المباشرة، بل يجب استخدامه طوال العام وفي كل الفصول، سواء في الداخل أو الخارج، وحتى مع الإضاءة البيضاء.
- الفيلر والبوتوكس ليسا مخصصين فقط لكبار السن؛ يمكن استخدامهما من عمر صغير حسب الحاجة، مثل نحت الوجه أو تحقيق النتائج المرغوبة مع التقدم في العمر.
- المواد الطبيعية ليست بالضرورة أفضل من المواد التجميلية للعناية بالبشرة، فالمواد التجميلية تتميز بوضوح تركيبتها الكيميائية، مما يسمح لنا بتحديد تأثيرها بدقة على طبيعة البشرة. الشركات المصنعة لهذه المستحضرات تعتمد على دراسات معمقة لضمان فعاليتها وسلامتها.
- أما فيما يتعلق بالتعرض للشمس على الشاطئ، فقد يُخفف ذلك من الالتهابات ويقلل من ظهور حب الشباب، لكن الجانب السلبي هو أن هذا التعرض يزيد من تصبغات البشرة.
في الختام، دكتورة مالدا، ما المكوّنات الأساسية التي تحتاجها البشرة؟
عند الحديث عن الترطيب، فإن أهم مكوّن تحتاجه البشرة هو "حمض الهيالورونيك"، وذلك لأن جزءاً كبيراً من البشرة يحتوي على هذا المكون في تركيبته الطبيعية. مع مرور الوقت، يقل إنتاجه داخل البشرة، ولهذا نحتاج مع تقدم العمر إلى تعويض الفقد من "حمض الهيالورونيك"، وأحد أفضل الوسائل لذلك هو استخدام المرطبات التي تحتوي عليه.