خطوة الزواج هي من أهم الخطوات الانتقالية في حياة الإنسان؛ فهي انتقال من حياة عزوبية مألوفة إلى واقع جديد عن طريق ميثاق تراضٍ وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، وهو مشروع حياة ولا بُدَّ من التخطيط الجيد له؛ تفادياً لأي فشل محتمل، لذا فلا بُدَّ للطرفين الإلمام بتفاصيل مهمة تتعلق بالاستعداد لهذه الحياة الزوجية الجديدة، تمكنهما من اتخاذ قرار مهم تتوقف عليه حياتهما المستقبلية. بالسياق التالي "سيدتي" التقت استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية آمال إسماعيل؛ لتخبرك عن كيف تكونين جاهزة للانتقال من الخطوبة للزواج؟
الزواج الخطوة الأكثر تأثيراً في حياة الشاب أو الفتاة
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية آمال إسماعيل لـ"سيدتي": يُعد الزواج هو الإطار الأساسي الذي تتشكل الأسرة بداخله؛ فهو رباط ملزم مدى الحياة واتفاق بين الرجل والمرأة على الارتباط بهدف إنشاء الأسرة عن طريق عقد شراكة بينهما، تكون أساسها المودة والرحمة والتعاون والمحافظة على الأنساب. ويُعد هذا الزواج الخطوة الأكثر تأثيراً في حياة الشاب أو الفتاة؛ لأنه يُعتبر نقطة الانتقال من حال إلى حال جديد مختلف تماماً، لذا فعلى الشاب والفتاة المقبلين على هذا الارتباط أن يكون قرار الانتقال من الخطوبة للزواج نابعاً عن قناعه تامة وليس بسبب ضغوط الآخرين مثل الوالدين أو الأقربين.
قد ترغبين في التعرف إلى: تأثير الخطوبة الفاشلة في حياة الخطيبين المستقبلية
علامات تدل على استعدادك التام للزواج
رغبتك بالزواج
من أهم العلامات التي تشير إلى أنك أصبحت جاهزة للانتقال من الخطوبة للزواج، هي الرغبة الشخصية فيه، ويكون هذا القرار الخاص نابعاً عن قناعة شخصية بالزواج بشكل عام؛ أي الاستعداد للزواج والرغبة فيه، لكي تصبحي مؤهلة لهذا الزواج ومسؤولياته والتزاماته، وليس بسبب ضغوط الأقربين من حولك؛ فالزواج ليس محطة تجربة، بل هو مشروع ويجب إنجاحه بأسس سليمة.
لديك نظرة واقعية بالزواج
من العلامات التي تدل على جاهزية الفتاة للزواج أن تكون لديها صورة واقعية عن الحياة الزوجية، بما تحمله من مسئوليات والتزامات متعددة، ولديها معرفة بالحقوق والواجبات الزوجية، وتدرك حجم المسئوليات الزوجية والأسرية والاجتماعية الجديدة، ولديها الاستعداد لكل المتغيرات المختلفة التي قد تطرأ في الحياة الزوجية، ولديها تخيل ورؤية وافتراض عن وجود بعض الاختلافات في شخصية شريك الزواج، ولديه تقبل لفكرة عدم الاتفاق على بعض الأمور من الشريك المفترض، بذلك تكون واعية لهذا القرار المستقبلي.
عدم تخيُّل الحياة من دون الشريكِ المحتمل
عندما تكون هناك مشاعر عميقة ومتبادلة مع الشريك، ستجد الفتاة أنها لا تُمكنها رؤيةُ نفسها من دونه بوصفه شريكاً لحياتها، وترى أيضاً عدم قدرتها على إدراك المستقبل من دونه، وتدرك جيداً أنها لن تكون سعيدة مع شخصٍ آخر؛ فبذلك تكون مستعدة وجاهزة لهذا القرار.
استقرار صحي واجتماعي
عندما تكون الفتاة مستقرة نفسياً؛ أي على قدر كبير من التوازن النفسي والصحي بشكل معقول، وفي توافق وانسجام اجتماعي مع الشريك المحتمل، فيمكن أن ينتج عن هذا الزواج أسرة سليمة وإنجاب أطفال أصحاء؛ فبذلك يكون قرار هذه الفتاة صائباً، وتكون مستعدة لخوض تجربة الزواج بنجاح.
الاستقرار والنضج العقلي
الاستقرار والنضج العقلي، وهو قدرة الشخص على تحمل مواجهة بعض التحديات والصعاب خاصة في بداية الحياة الزوجية؛ لذا عند امتلاك الفتاة القدرة على تحمل المسؤولية والتفكير بوعي بهذه التحديات وتحليل الخيارات، ومعرفة قدرتها على التحمل بشكل جيد؛ فبالتأكيد يمكنها أن تكون مستعدة للانتقال من الخطوبة للزواج، ومن ثَم خوض هذه التجربة الحياتية، والنجاح فيها.
العلاقة مع الشريك المحتمل
عند وجود توافق في القيم والمبادئ والأهداف الحياتية بين الفتاة، وشريك الحياة المحتمل، وعند وجود شعور بالراحة والتوافق معه، ولديهما قدر كافٍ من التفاهم والتواصل المتبادل، وعند تأكد الفتاة أن هذا الشخص يتوافق معها توافقاً صريحاً؛ فربما آن الأوان للتفكير في قرار الزواج.
قبول المشاركة وبعض التنازلات
الانتقال من الخطوبة للزواج خطوة مهمة تقتضي المشاركة والتعقل؛ فالحياة الزوجية قائمة على أساس الشراكة، أي تقبل وجود طرف مشارك في الحياة الزوجية بكل ما فيها، من اتخاذ القرارات الأسرية، وتحمل المسئولية، بالإضافة إلى المشاركة في الوقت والمشاعر والاهتمامات، والآمال والطموحات؛ لذا لا بُدَّ أن تكون هناك قدرة على احترام وجهات النظر المختلفة بين الشريكين وتقبلها، وتجنب محاولة التحكم في شخصية الطرف الآخر وفرض السيطرة عليه، إلى جانب المقدرة على المرونة في التعامل وتقديم بعض التنازلات للطرف الآخر.
الدعم الاجتماعي
يُعتبر الدعم الاجتماعي من الأصدقاء المقربين والعائلة مهماً في مساعدة الشخص على اتخاذ قرار الزواج، ويمكن للدعم الاجتماعي أن يقدم النصائح والاطمئنان والدعم اللازم للشخص في مواجهة التحديات، وتوضيح بعض الصعوبات التي قد تواجهها في رحلتها الزوجية.
وإذا تابعت الرابط التالي ستتعرفين إلى: الخطوبة الطويلة وتعجيل الزواج وآثارهما في العلاقة