الجوائز الثقافية السعودية ..تنوع في الإبداع والمسارات

الجوائز الثقافية السعودية
الجوائز الثقافية السعودية

برعايةِ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، توَّج الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزيرُ الثقافة، 16 فائزاً بالجوائزِ الثقافيَّة الوطنيَّة في نسختها الرابعة، وهي إحدى مبادراتِ الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للثقافة التي تنفِّذها وزارةُ الثقافة تحت مظلَّة «رؤية 2030»، وتحتفي من خلالها بالروَّاد في القطاعِ الثقافي من المبدعين والمبدعات الذين حقَّقوا التميُّز في مختلفِ المساراتِ الثقافيَّة، وأسهموا بفاعليَّةٍ في إثراءِ الثقافةِ وتنميتها بإبداعاتهم على المستويَين المحلي والدولي.

تغطية وإعداد - عتاب نور

نهضة ثقافية

الفائزين بالجوائز الثقافية الوطنية لعام 2024


في بدايةِ الحفل، ألقى وزيرُ الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان كلمةً، قال فيها: «نرحِّب بالمبدعين والمبدعات من مختلفِ القطاعاتِ الثقافيَّة في ختامِ مبادرةِ الجوائز الثقافيَّة الوطنيَّة لعام 2024، التي تأتي برعايةٍ كريمةٍ من ولي العهد، حفظه الله، الداعمُ والممكِّن لمنظومتنا الثقافيَّة».
وأضاف: «بلادنا تعيشُ نهضةً ثقافيَّةً كبيرةً تحت مظلَّة رؤية 2030، وقد حرصت وزارةُ الثقافةِ على أن تتبنَّى استراتيجيَّةً لتنمية القدراتِ الثقافيَّة في رحلةٍ ممتدَّةٍ ومتكاملةٍ مع الشركاءِ بمختلفِ القطاعات، وتأتي مبادرةُ الجوائزِ الثقافيَّة الوطنيَّة لتكون مظلَّةً داعمةً ومشجَّعةً للمواهبِ وإبداعاتها».

مسارات ومعايير

عبدالرحمن المطوع، المتحدِّثُ الرسمي لوزارةِ الإعلام، في تصريحٍ لـ «سيدتي»، أشار إلى أن «مبادرةَ الجوائزِ الثقافيَّة الوطنيَّة، تبدأ بمجرَّد الإعلانِ عن الجائزةِ في كافة المنصَّات الإعلاميَّة من أجل تلقِّي الترشيحات من أفرادٍ لأنفسهم، أو من قِبل مؤسَّساتٍ في مساراتِ الجائزةِ المختلفة، ليأتي بعدها دورُ لجانٍ متخصِّصةٍ في الوزارة للقيامِ بفرزِ الترشيحات، ومدى مطابقتها المعايير». وقال: «هناك معاييرُ عدة، هي الارتباطُ، والتفاعلُ المجتمعي، والانتشار، وهذه المعاييرُ تعدُّ عامَّةً وشاملةً لكافة المسارات».
واختتم المطوع تصريحه بالتنويه بحجمِ الإقبالِ من الجنسَين، والتنوُّع ما بين الأفرادِ، والمؤسَّسات، والمنظَّمات الربحيَّة وغير الربحيَّة، «وهو ما يضيفُ للجائزةِ الكثير من حيث التنوُّع، وتعدُّد المسارات».

جائزة الأفلام

من جهته، أكَّد المخرج توفيق الزايدي، الفائزُ بـ «جائزةِ الأفلام»، أهميَّة الجائزة، مبيناً أن لها «مذاقاً خاصاً»، لأنها تكريمٌ من وطنه السعوديَّة، وتسهمُ في تشجيعه على تقديمِ مزيدٍ من الأعمالِ، وتحقيقِ الإنجازاتِ في مجال صناعةِ الأفلام، وطرحِ أفكارِ أفلامٍ، تعكس تطوُّر وتقدُّم بلاده، وترسمُ مع غيرها خارطةَ طريقٍ لمستقبلِ السينما السعوديَّة، وعلى مستوى عالمي.
وعن فيلمِ "نورة"، والأصداءِ والنجاحاتِ التي لا يزالُ يحقِّقها، كشف الزايدي لـ «سيدتي» عن استعداده حالياً للسفرِ إلى باريس، العاصمةِ الفرنسيَّة، للمشاركةِ في عرضِ العمل بمهرجانِ «لومير» السينمائي، وهو من المهرجاناتِ المهمَّة في تاريخِ السينما وصناعةِ الأفلام عالمياً، إذ سيتاحُ بعده عرضُ الفيلمِ في أكثر من 100 صالةِ سينما بمختلفِ أنحاء فرنسا.
وكانت «سيدتي» قد رافقت طاقمَ فيلمِ «نورة» خلال مشاركته في مهرجانِ كان السينمائي، ورصدت اللحظاتِ التاريخيَّة أثناء عرضه الخاصِّ، وحصوله على تنويهٍ من المهرجان، كما كان للمجلَّة جلسةُ تصويرٍ للفنَّانة ماريا البحراوي، بطلةِ الفيلم.

جائزة الأزياء

فازت الدكتورة ليلى البسَّام، الخبيرةُ في التراثِ وأستاذُ الأزياءِ والمنسوجات التقليديَّة، بـ «جائزةِ الثقافة الوطنيَّة في مجال الأزياء»، تكريماً لدورها الوطني في مجالِ الأزياءِ التراثيَّة التقليديَّة على مدى 40 عاماً، عملت خلالها في البحثِ العلمي، والتوثيقِ، وحفظِ التراث عبر سلسلةٍ من الكتبِ عن المناطقِ السعوديَّة، ستسهمُ بعد اكتمالها في تشكيلِ موسوعةٍ للأزياءِ التقليديَّة بالبلاد.
وعبَّرت البسَّام عن سعادتها بتقديرِ الجهاتِ الرسميَّة جهدها الذي يمتدُّ أعواماً طويلةً في مجالِ الأزياء التقليديَّة، مثنيةً على الاهتمامِ الحكومي بهذه الأزياء، التي عاد وهجُها، وأصبحت مطلباً للأجيالِ الجديدة للظهورِ بها في المناسباتِ الوطنيَّة مثل «اليوم الوطني»، و«يوم التأسيس». أمَّا رسالتُها التي وجَّهتها عبر «سيدتي» للمرأةِ السعوديَّة ومصمِّمات الأزياء، فكانت بالحرصِ على الأزياءِ التقليديَّة، وتشجيعِ الجميع على اقتنائها وارتدائها في كافة المناسبات، لأنها تمثِّلُ التراثَ، والأصالةَ، والماضي العريق.
وكانت الدكتورة ليلى البسَّام، احتفت العامَ الماضي بتدشينِ كتابها «الأزياء التقليديَّة السعوديَّة.. المنطقة الوسطى» في احتفاليَّةٍ، جاءت برعايةِ الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز، حرمِ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بقصرِ المربَّع في الرياض، بالتعاونِ مع دارةِ الملك عبدالعزيز، وشراكةٍ إعلاميَّةٍ مع مجلَّة «سيدتي».

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

جائزة الشباب

خطفت ضياء اليوسف الأنظارَ بسيرتها الذاتيَّة الزاخرةِ بالنجاحات، وتعدُّد مواهبها ومجالاتِ إبداعها، لتستحقَّ الفوزَ بـ «جائزةِ الثقافة للشباب»، إذ إنها كاتبةٌ، وفنَّانةٌ معاصرةٌ، ومخرجةٌ سينمائيَّةٌ، ومستشارةٌ إبداعيَّةٌ، ومديرةُ منصَّة «سدرة» الثقافيَّة الكائنةِ بحي جاكس الثقافي في الدرعيَّة حيث تديرُ من خلالها عدداً من البرامجِ والمهرجاناتِ الثقافيَّة والفنيَّة الكبرى، إلى جانبِ الكتابةِ الاحترافيَّة.
وبكلماتٍ تفيضُ سعادةً وفخراً، ذكرت اليوسف في تصريحها لـ «سيدتي» أنها لم تشعر في حياتها بتلك المشاعرِ التي راودتها في لحظةِ تكريمها، فهذا التكريمُ جاء في وطنها، ليكون أجملَ احتفالٍ واحتفاءٍ بما قدَّمته خلال مسيرتها، وتشعر معه بقيمةِ حبِّ الوطن واهتمامه بما تملكه من شغفٍ، وقالت: «كان هناك شغفٌ سابقٌ، أمَّا الآن، فسيكون الشغفُ أكبر، والمستقبلُ أفضل، بإذن الله».
يذكر أن ضياء عضوٌ مؤسِّسٌ في مجلسِ إدارةِ جمعيَّة السينما، التي يعدُّ مهرجان أفلام السعوديَّة أحدَ أهمِّ منتجاتها، وشاركت عضوةً في لجنةِ تحكيمِ مهرجان مالمو للأفلام العربيَّة. ويبرز فيلمُ «ولد سدرة» أحدَ أهمِّ أعمالها، إذ حصل على جائزةٍ في مهرجانِ دبي السينمائي، وأخرى من مركزِ «إثراء»، وجائزةِ لجنةِ التحكيمِ الخاصَّة في مهرجانِ أفلام السعوديَّة، وصدر لها أيضاً كتابٌ بعنوان «في البدء كانت فكرة»، يضمُّ مجموعةً من التأمُّلات في الفنِّ المعاصر.

جائزة النشر

بينما ذهبت «جائزةُ النشر» إلى دار «تربية قياديَّة»، وللحديثِ عنها، التقينا الدكتورة حنان حسن المرحبي، أستاذ المحاسبةِ المساعد في كليَّة إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود، ومؤسِّسة ومديرة الدار، فبيَّنت أن الدارَ لا يتجاوز عمرها ثلاثةَ أعوامٍ، ومع ذلك كانت لها بصمةٌ في أدبِ وقصصِ الأطفال التربويَّة الهادفة، وشكَّلت جزءاً من المؤسَّسات الثقافيَّة الخاصَّة التي تمَّ تتويجها في حفل الثقافة، لافتةً إلى أن «تربية قياديَّة»، تجمع بين شغفها في الكتابةِ، وتخصُّصها في مجالِ ريادةِ الأعمال، كما تسهم في سدِّ الشحِّ في مصادرِ التعلُّم بمرحلةِ الطفولة المبكِّرة، وتلبِّي الحاجةَ الماسَّة لتفعيل جانبِ القراءةِ والإبداعِ والإلهامِ والخيال فيما يُقدَّم للأطفال من كتبٍ، وقالت: «المجالُ واعدٌ، والفرصُ كبيرةٌ، وتستحقُّ النظرَ فيها، ولاشكَّ أن وجودَ المثقَّفات السعوديَّات، وإسهاماتهن في قطاعاتِ الثقافةِ المختلفة، ستثري الساحةَ كثيراً، فغالباً ما يكون وجودُ المرأةِ في مجالاتِ الثقافة مثل الشعرِ والأدبِ بصورٍ أقلَّ مقارنةً بالرجل».
كذلك تحدَّثت المرحبي عن خططِ دار «تربية قياديَّة» المقبلة، موضحةً أن «الجائزةَ ستكون نافذةً للتوسُّعِ، والتعاونِ مع جهاتٍ عدة لإقامة أنشطةٍ، وإطلاقِ مشروعاتٍ كبرى، ومحاولةِ تجاوزِ العراقيل بغية زيادةِ الإنتاج في ظلِّ الندرةِ الكبيرةِ التي يواجهها الأدبُ الموجَّه للطفل».
يذكر أن الدكتورة حنان، تعملُ على مشروعِ كتابٍ جديدٍ بعنوان «شاعر المزرعة»، ومن المتوقَّع أن يرى النورَ قريباً بعد كتابها الأوَّل «مع كلِّ شعورٍ قصَّة».

جائزة فنون الطهي

أشار الدكتور محمد المنصوري، الفائزُ بـ «جائزةِ فنون الطهي»، إلى أن بدايةَ اهتمامه بالأغذيةِ التراثيَّة، كانت بعد حصوله على درجةِ الدكتوراه، وإطلاقِ «رؤية 2030» التي تهتمُّ بالسياحةِ وجذبِ السياح، لذا كان البحثُ عن كيفيَّة تفعيلِ قطاعِ الغذاء التراثي. وقال لنا: «بدأنا بعملِ أبحاثٍ عدة في مجالِ الغذاءِ التراثي السعودي، بالتعاونِ مع هيئةِ فنون الطهي لتوثيقِ الأكلاتِ التراثيَّة السعوديَّة في كافة مناطق البلادِ، ونخطِّط حالياً للعملِ على الأغذيةِ التراثيَّة المستدامة، وكيفيَّة إيصالِ الغذاءِ التراثي السعودي للعالميَّة، فهو مطبخٌ واسعٌ ومتنوِّعٌ، وله تاريخه، ولابدَّ من المحافظةِ عليه من الاندثار بتوثيقِ وصفاته التراثيَّة الأصليَّة، ونقل ذلك للأجيالِ القادمة».

حضور الحفل

خلال حفل الثقافة، كان لـ «سيدتي» لقاءاتٌ أخرى مع الحضورِ من مسؤولين ومثقَّفين، من بينهم سلطان البازعي، رئيسُ هيئةِ المسرح والفنون الأدائيَّة، الذي أشاد بمبادرةِ الجوائزِ الوطنيَّة وهدفها بتكريمِ المبدعين من الروَّاد، وتحفيزِ الأجيالِ الجديدة والمواهب على مزيدٍ من الإبداع، ومزيدٍ من الاهتمامِ بمواهبهم، وتقديمِ كل جديدٍ ومميَّزٍ دائماً.

عبدالله السدحان

بدوره، عبَّر الفنان عبدالله السدحان عن سعادته بالحفل، مثنياً على اهتمامِ وزارةِ الثقافة والقائمين على الجوائزِ الثقافيَّة بدعمِ الروَّاد الشباب للإبداعِ، وتقديمِ الأفضل، وقال: «نأملُ في ظلِّ الجهودِ الكبيرة، والنشاطِ المتميِّز لوزارةِ الثقافة الاستمرارَ في تقديمِ أفلامٍ روائيَّةٍ رائعةٍ، تتخطَّى الحدودَ الإقليميَّة، تماماً كما حصل مع فيلمِ نورة الذي حقَّق جائزةَ أفضل فيلمٍ في مهرجانِ البحر الأحمر، وأصبح أوَّل عملٍ سعودي يشارك في مهرجانِ كان السينمائي. وأتوجَّه في النهاية بشكرٍ خاصٍّ لمجلَّة سيدتي على وجودها الدائمِ في جميع المحافلِ الثقافيَّة والإعلاميَّة».

لولوة الحمود

من جانبها، أوضحت الفنَّانةُ لولوة الحمود، أن أهميَّة الجوائزِ الثقافيَّة الوطنيَّة، تكمن في احتفائها بإبداعاتِ أبناءِ الوطن المتميِّزين، وتحفيزهم على تحقيقِ المزيد، وذكرت: "من الجميلِ أن تجتمعَ هذه المناسبةُ الثقافيَّة، ومناسبةُ اليومِ الوطني للاحتفاء بالوطنِ والمتغيِّرات الجديدةِ التي يشهدها، وما نراه من تسارعٍ للإنجازاتِ في كافة المجالات".

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

خلود عطار

خلود عطار، الفائزةُ بـ «جائزةِ فنون التصميم والعمارة» في النسخةِ الثالثةِ «السابقة» من الجائزة، رأت أن الجائزةَ لها تأثيرٌ كبيرٌ، إذ حفَّزتها وفريقها على تقديمِ مزيدٍ من العطاءِ والعمل، وقالت: «نحرصُ على أن نقدِّم من خلال مجلَّتنا للتصميم كلَّ ما يهمُّ المصمِّمين والمبدعين، وبكلِّ أمانةٍ، ومع الجائزةِ والتقدير، أصبحت الأمانةُ أكبر، كما عزَّزت ثقةَ كثيرٍ من الجهات فيما نقدِّمه، وسهَّلت لنا مدَّ جسورِ التعاونِ معها، ما كان له أكبرُ الأثرِ في تعزيزِ ما نقدِّمه من إبداعٍ».
تعرف على القائمة الكاملة للفائزين بالجوائز الثقافية الوطنية : استحداث جائزتين وتكريم المبدعين.. أبرز ما جاء في ختام الجوائز الثقافية الوطنية