لقد قررت أن تخوضي تجربة الذهاب إلى المقهى القريب لأول مرة برفقة طفلك حديث الولادة، ولكن عندما بدأ طفلك الصغير في التذمر والتجهم، أدركت أن هذا بسبب غازات الأطفال. هذه هي بداية الأمومة! إن غازات الأطفال شائعة وطبيعية تماماً، نظراً لأن الجهاز الهضمي لدى الأطفال صغير وغير ناضج.
إليكم تجربة أم والتي تعلم الأمهات، وتروي كيفية معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من الغازات، وكيفية التخلص من الغازات عند الرضع، والأطعمة التي تجعل الأطفال الذين يُرضعون رضاعةً طبيعيةً يعانون من الغازات، ومتى يحين الوقت لزيارة طبيب الأطفال؟.
لماذا طفلي يعاني من الغازات؟
تساءلت السيدة مروى إذا كان طفلها يعاني من انتفاخ البطن، حين لاحظت أنه يُخرج الكثير من الغازات ويبدو أنه يشعر بتحسن بعد ذلك. غالباً ما تبدأ مشاكل الغازات على الفور أو عندما يبلغ عمر الأطفال بضعة أسابيع فقط.
لحسن الحظ، فإن معظم الأطفال يتغلبون عليها عندما يبلغون من العمر ما بين 4 إلى 6 أشهر، على الرغم من أن الغازات قد تستمر لفترة أطول بالنسبة للبعض، وقد طمأنها الطبيب بأنه عادةً ما يُعاني الأطفال من الغازات لأن أجهزتهم الهضمية غير مكتملة ويبتلعون الهواء أثناء الرضاعة. وقد يعاني بعض الأطفال من حساسية قد تكون مرتبطة بنظام غذائي للأم المرضعة أو نوع معين من الحليب الصناعي.
علامات وأعراض الغازات عند الأطفال
بالطبع، يُعاني جميع الأطفال من بعض الغازات. ولكن طلب مني الطبيب البحث عن هذه العلامات والأعراض التي تُشير إلى وجود غازات لدى الأطفال والتي تتجاوز الأعراض المعتادة:
- يبكي طفلك ويشعر بالانزعاج لمدة ساعة أو أكثر يومياً. قد يكون هذا علامة على انتفاخ البطن الطبيعي لدى حديثي الولادة والذي يأتي مع وجود جهاز هضمي صغير وغير مكتمل النمو. ولكنه طلب مني مراجعته إذا حدث ذلك كل يوم ولم يتحسن.
- يبدو طفلك غير سعيد في أغلب الأوقات. قد يُشير هذا إلى أنه يعاني من انتفاخات البطن بشكل خاص ويحتاج إلى المزيد من المساعدة. غالباً ما تُشير الغازات التي تسبب انزعاجاً كبيراً إلى مشكلة تتجاوز الانتفاخات المعتادة.
- لا يأكل طفلك أو ينام جيداً. يمكن أن يكون لاضطرابات النوم عند الرضع أو الأكل مجموعة كاملة من الأسباب، ولكن قد تكون الغازات لدى الرضيع أحدها، خاصة إذا كانت هناك علامات أخرى.
- يتلوى طفلك كما لو كان يشعر بعدم الارتياح أو الألم ويسحب ساقيه إلى صدره، خاصة أثناء نوبات الانزعاج.
أسباب الغازات عند الطفل
هناك عدة أسباب محتملة لغازات الأطفال:
- ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة أو البكاء، وهو أمر شائع جداً وطبيعي بين الأطفال حديثي الولادة.
- نظام هضمي غير متطور، مما يسمح للطعام بالمرور بسرعة كبيرة، بحيث لا يتحلل تماماً.
- فرط الحساسية لبعض أنواع الحليب الصناعي أو الأطعمة الموجودة في النظام الغذائي للأم المرضعة، أو ربما حساسية الطعام (على الرغم من أن هذه الحالات نادرة جداً).
ما هي أفضل العلاجات لتخفيف غازات الأطفال؟
كما قال لي الطبيب، إنه إذا كانت مشاكل بطن طفلك زائدة عن حدها، فإليك ما يجب عليك فعله للطفل الذي يُعاني من الغازات:
دلكي بطن طفلك برفق
قد يُساعد التدليك طفلك أحياناً على إخراج الغازات. ابدئي ببطن طفلك، ثم افركيه برفق على جميع أنحاء الجسم - الكتفين والظهر والساقين. قد يساعده ذلك على الاسترخاء بدرجة كافية لإخراج الغازات.
قومي بتجشؤ طفلك مرتين
ينشأ الكثير من الانزعاج لدى حديثي الولادة بسبب ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة. بالإضافة إلى التجشؤ بعد الرضاعة، حاولي أن تربتي على ظهر طفلك برفق أثناء الرضاعة للتخلص من الهواء المبتلع قبل أن ينتقل إلى أمعائه. إحدى العلامات التي تُشير إلى احتياج طفلك إلى التجشؤ أثناء الوجبة: أنه يبتعد عن الثدي أو الزجاجة بقلق بعد بضع دقائق فقط من الرضاعة، وهو ما يرتبط على الأرجح بالغازات أكثر من الشعور بالشبع.
إذا كنت تقومين بإطعام طفلك من زجاجة، يمكنك محاولة التجشؤ بعد كل 2 إلى 3 أونصات، وإذا كنت تقومين بالرضاعة الطبيعية، كل خمس إلى 10 دقائق (على الرغم من أن ذلك قد يكون صعباً).
أطعمي طفلك قبل أن يجوع
من المؤكد أن البكاء أمر غير متوقع ــ وخاصة عند الأطفال الصغار. ولكن كلما بكى طفلك أكثر، ابتلع المزيد من الهواء (والمزيد من الغازات). لذا، حاولي قدر الإمكان أن تنتبهي إلى علامات الجوع المبكرة عند الرضع حتى تتمكني من التغلب على الجوع في أوله.
سيطري على دخول الهواء
سواء كانت وجباته تأتي من الثدي أو الزجاجة، حاولي إطعام طفلك في وضع أكثر استقامة لتقليل الهواء الذي يبتلعه. إذا كنت تُرضعين طفلك رضاعةً طبيعيةً، فتأكدي من أن طفلك يُمسك بالثدي بشكل صحيح.
بالنسبة للأطفال الذين يُرضعون من الزجاجة، جربي الحلمات والزجاجات المضادة للغازات، والتي يمكن أن تغير تدفق الحليب وتقلل من كمية الهواء التي يبتلعها طفلك. وتأكدي من أن الحلمة ممتلئة دائماً بالحليب، حتى لا يُطارد طفلك الحليب الصناعي بالهواء.
حاولي تجنُّب رج الزجاجة كثيراً، حيث قد يؤدي ذلك إلى إضافة فقاعات إضافية إلى الحليب. يمكنك أيضاً تجربة سائل مركّز أو تركيبة جاهزة للإطعام بدلاً من المسحوق.
جربي حمل الطفل الذي يشعر بالمغص
ضعي طفلك على بطنه فوق ركبتيك، أو احمليه تحت بطنه بساعدك، ودلكي ظهره برفق. يمكن أن يُساعد الضغط على بطنه في تخفيف الضغط الناتج عن الغازات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون اللمسة أداةً قويةً في تهدئة الانزعاج.
قدمي له قطرات الغاز للرضع
على الرغم من أنها لا تُناسب كل الأطفال، إلا أن قطرات الغازات المخصصة للأطفال تعتبر آمنةً بشكل عام. تحققي من الملصق واختاري التركيبات التي تحتوي على أقل قدرٍ ممكن من المواد الحافظة. وتأكدي من التحدث إلى طبيب طفلك قبل المتابعة.
قومي بصنع دراجات هوائية للأطفال
ضعي طفلك على ظهره وحركي ساقيه برفق في حركة دائرية باتجاه بطنه للمساعدة يدوياً في إخراج الهواء المحبوس. أو ادفعي ركبتي طفلك برفق باتجاه بطنه واثبتي على هذا الوضع لمدة 10 ثوانٍ، ثم حرريه وافردي ساقيه. كرري ذلك عدة مرات.
ضعي الطفل على بطنه
يُعد وضع الطفل على بطنه مفيداً لتقوية العضلات التي يحتاجها لرفع رأسه، وفي النهاية، للزحف والمشي عند الاطفال. ولكن الضغط اللطيف على بطن طفلك يمكن أن يساعد أيضاً في تخفيف الغازات.
نظراً لأن بعض الأطفال يتقيأون إذا تم وضعهم على بطونهم بعد الأكل مباشرة، فانتظري لمدة 20 إلى 30 دقيقة على الأقل (أو حتى تبدأ الغازات) قبل وضع طفلك على بطنه. راقبي طفلك دائماً أثناء وضعه على بطنه. ولا تضعي طفلك على بطنه وتتركيه ينام لأن النوم على البطن يزيد من خطر إصابة الأطفال بمتلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS).
تحققي من نظامك الغذائي إذا كنت تُرضعين طفلك رضاعة طبيعية
إذا كنت ترضعين طفلك رضاعةً طبيعيةً، فتحدثي إلى طبيب الأطفال حول ما إذا كان عليك تجربة تجنُّب الأطعمة التي قد تسبب الغازات لطفلك. تشمل بعض الأطعمة التي قد تسبب الغازات للطفل منتجات الألبان والكافيين والبصل والثوم والأطعمة الحارة والملفوف، لكن بعض الأطفال لا يُزعجهم أي من هذه الأطعمة. كما أخبرني الطبيب.
مركبات طبيعية يمكنك تجربتها
يتم تسويق بعض التركيبات لتقليل الغازات لدى الأطفال. استشيري طبيبك لمعرفة ما إذا كان الأمر يستحق تجربة تركيبة جديدة، مثل:
شاي البابونج
اسألي طبيب الأطفال الخاص بك أولاً، ولكن الأطباء يقترحون أحياناً إعطاء طفلك شاي البابونج بارداً أو دافئاً (وليس ساخناً) من خلال القطارة، لأنه قد يُخفف من آلام الغازات وأعراض المغص (على الرغم من أن مدى فاعليته لا يزال موضع نقاش).
جربي ماء المغص للأطفال
عادةً ما يكون ماء المغص مزيجاً من بيكربونات الصوديوم والأعشاب (غالباً الشمر والزنجبيل، من بين أمور أخرى)، وقد يُساعد في تخفيف الغازات وتهدئة الأطفال المزعجين - على الرغم من أن الدراسات لم تُحدد ما إذا كان يعمل أم لا. لا تقدمي ماء المغص لطفلك الصغير أبداً دون التحدث إلى طبيب الأطفال الخاص بك أولاً (واسألي عن العلامات التجارية الموصى بها).
ضعي في اعتبارك البروبيوتيك
البروبيوتيك هي بكتيريا تدعم الجهاز الهضمي للرضع وتوجد بشكل طبيعي في الأطعمة المخمرة مثل الكيمتشي والزبادي، وكذلك في المكملات الغذائية والصيغ التي يتم تسويقها لمشاكل البطن عند الأطفال.
أظهرت الأبحاث التي أُجريت على الأشخاص الذين يعانون من حالات معوية مثل متلازمة القولون العصبي أن البروبيوتيك قد يُساعد في تقليل الغازات، على الأرجح من خلال دعم صحة الأمعاء - على الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات حول فاعليتها للأطفال الذين يعانون من الغازات وبما أنها آمنة بشكل عام، تحدثي إلى طبيب الأطفال قبل إعطاء طفلك أي منتج بروبيوتيك.
جربي قطرات الغاز الفعالة للأطفال
تحتوي قطرات الغازات للأطفال على مادة السيميثيكون، التي تعمل على تفتيت فقاعات الغازات. كما تُعد مادة السيميثيكون المكوّن الرئيسي في الأدوية الشائعة المضادة للغازات للبالغين. والأبحاث حول مدى فاعلية قطرات الغازات للأطفال متباينة ومع ذلك، فإن التي تحتوي على مادة السيميثيكون للأطفال آمنة للغاية، وترى بعض الأمهات أنها فعالة للغاية. وإذا كنت ترغبين في تجربة قطرات الغازات للأطفال الرضع لمساعدة طفلك الذي يعاني من الغازات؟ فتحدثي إلى طبيب الأطفال حول النوع الذي يجب البحث عنه وعدد مرات إعطائه. واتبعي تعليمات الجرعة الموجودة على الزجاجة. تقول معظم الأمهات أنه يمكنك إعطاء طفلك القطرات حتى 12 مرة في اليوم، أو في كل رضعة. كما تجد بعض الأمهات أنه من المفيد إعطاء الأطفال قطرات الغازات قبل كل رضعة لتجنُّب مشاكل الغازات، ولكن استشري طبيبك للتأكد.
تجربة أم مع طفلها المصاب بالمغص.. د. سارة رزق: لا يوجد علاج لهذه الحالة!
هل الرضاعة الطبيعية تُسبب الغازات للطفل؟
توصلت بعض الأبحاث إلى أن الأطعمة التي تتناولها الأم قد تسبب انتفاخ البطن لدى الأطفال الذين يُرضعون رضاعة طبيعية، ولكن الأدلة ليست قاطعة. قبل أن تغيري نظامك الغذائي بالكامل، حاولي معرفة ما إذا كانت هناك طرق أخرى خفية يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على ابتلاع كمية أقل من الهواء أثناء تناول الوجبات، بما في ذلك تدريب طفلك على الرضاعة، وإخراج الهواء من فمه مرتين في كل رضعة، وتجربة حلمات أو زجاجات مختلفة إذا كنت ترضعين طفلك بالشفاط.
إذا كان طفلك الذي يُرضع رضاعةً طبيعيةً لا يزال يعاني من انتفاخ البطن، ولاحظت أنه كلما تناولت طعاماً معيناً أصبح يعاني من انتفاخ البطن أو أصبح أكثر انزعاجاً من المعتاد، فلا ضرر من حذف هذا الطعام من نظامك الغذائي لمعرفة ما إذا كان ذلك مفيداً. استشيري طبيبك لتحديد الأطعمة التي قد تجعل الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يعانون من انتفاخ البطن، بما في ذلك:
الخضروات مثل الكرنب وبراعم بروكسل والقرنبيط
منتجات الألبان والبيض
الوجبات التي تحتوي على الكثير من التوابل والبصل والثوم
كيف يمكنني معرفة الفرق بين الغازات الطبيعية لدى الرضع والمغص؟
نظراً لأن الغازات قد تجعل الأطفال منزعجين، فقد يبدو أن الطفل الذي يُعاني من الغازات يُعاني من المغص - لكن المغص والغازات حالتان مختلفتان. المغص عند الأطفال له أسباب عديدة تتجاوز الجهاز الهضمي غير المكتمل النمو، بما في ذلك الإفراط في التحفيز والجهاز العصبي غير الناضج.
هل أنت غير متأكدة مما إذا كان سبب البكاء هو الغازات أم المغص؟ غالباً ما يكون الطفل مصاباً بالمغص لأنه يجد صعوبةً في تهدئة نفسه. من المُرجح أن يعاني طفلك من المغص أكثر من الغازات إذا بدأ في البكاء في نفس الوقت من اليوم (غالباً في وقت مبكر من المساء) - خاصة إذا استمرت نوبات البكاء هذه لمدة ثلاث ساعات على الأقل، ثلاث مرات في الأسبوع، لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل.
وغالباً ما يكون الأطفال المصابون بالمغص مستمراً ولا يتوقف، ويعانون من نوبات بكاء هستيرية عند الرضع وشديدة يمكن أن تتحول إلى صراخ لفترات طويلة من الزمن، على الرغم من أنهم يتمتعون بصحة جيدة.
متى يجب الاتصال بالطبيب عند إصابة الطفل بالغازات
زوري طبيبك بخصوص الغازات لاستبعاد الحالات الطبية الأكثر خطورة إذا:
- إذا كان طفلك لا يكتسب وزنًا: غالباً ما لا يرغب طفلك في تناول الطعام أو يصعب إطعامه (وهي علامة محتملة على ارتجاع الحمض لدى طفلك أو مشكلة هضمية أخرى، وكلاهما يتطلب العلاج).
- إذا كان طفلك يعاني من الإمساك أو قلة في التبرز عند الأطفال (يمكن للطبيب أن يساعدك في العثور على المشكلة الجذرية ومعالجتها).
- إذا كان طفلك يعاني من رد فعل تحسسي (شرى، قيء، طفح جلدي، تورم الوجه، صعوبة في التنفس) بعد أن جربتِ علاجاً جديداً للغاز أو تركيبة جديدة (على الرغم من أن ردود الفعل التحسسية، لحسن الحظ، نادرة للغاية).
- إذا كان طفلك يتقيأ أو يكون برازه أسود أو دموياً.
- إذا كان طفلك يُعاني من الحمى.
- إذا كان طفلك يُعاني من انتفاخ البطن ولكنه يكتسب وزناً ويتبول ويتبرز بشكل طبيعي بالنسبة لعمره، فمن المحتمل أن كل شيء يسير كما هو متوقع تماماً، ومن المرجح أن تحتاجي فقط إلى الانتظار حتى يختفي الانتفاخ.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص