زجاج المورانو المنفوخ شهير ببراعة التشكيل والتاريخ العريق

نفخ الزجاج حرفة صعبة، تتطلب دقة في العمل، وإتقان الأخير. لا يزال هذا النوع من الفنون يُلاقي رواجاً راهناً، خصوصاً أنه يوظف في تصميم الأدوات المنزلية والأكسسوارات المعاصرة.
عند الحديث عن الزجاج المنفوخ، لا يمكن الإغفال عن زجاج المورانو المشهور، على الصعيد العالمي، لنواحي الجودة ومجموع الألوان وبراعة التشكيل، إذ لمنتجات زجاج المورانو أسلوب فريد من نوعه وتاريخ عريق. يصنع زجاج مورانو المنفوخ، على يد خبراء الزجاج، في جزيرة مورانو، المجاورة لمدينة البندقية، القبلة السياحية في إيطاليا. يرجع تاريخ صناعة الزجاج في مورانو إلى عام 1291، عندما أمرت حكومة البندقية صانعي الزجاج في البندقية، بالانتقال إلى مورانو، في إجراء احترازي من نشوب حريق ضخم. ومنذ ذلك الوقت، برزت الجزيرة الصغيرة واحدة من أبرز مراكز صناعة الزجاج في العالم. يمكن الاطلاع على تاريخ فن الزجاج الرائع في متحف زجاج مورانو الواقع في الجزيرة التي يحمل الزجاج اسمها. هناك، يحلو التمعن بالأشكال النادرة والدقيقة.

زجاج المورانو حرفة عريقة

توضح سيلفيا فينيلز Silvia Finiels، مصممة زجاج الموارنو الفرنسية ومؤسسة Aventurina Design المتمركز في جزيرة مورانو في البندقية بإيطاليا، لـ»سيدتي» أن «إنتاج زجاج المورانو المنفوخ له تاريخ قديم يعود إلى عام 1200 ويختلف عن بقية أوروبا في استخدام الصودا الجيرية، العنصر الذي يجعل هذا النوع من الزجاج مادة فريدة من نوعها في العالم». وتضيف أنه «مع مرور الوقت والتغيرات في الأسلوب، حافظ الزجاج على الاستمرارية بفضل جماله، علماً أن الحرفة لطالما ألهمت وما تزال العديد من الفنانين والمصممين». وتلفت إلى أن «ميزات الزجاج الأهم، هي الشفافية، والعلاقة مع الضوء، وسر الإنتاج الذي حفظ، مع مرور الوقت. إلى ذلك، يستمر الزجاج في كونه معاصراً لأنه قادر على إعادة تجسيد الواقع، باستخدام تقنيات لا حصر لها وابتكارات جديدة. لذا فإن أبحاث الفنانين حول الزجاج لن تنتهي أبداً».

تفاصيل منزلية مصنوعة من زجاج المورانو

تقول المصممة إن «هناك مجموعة لا حصر لها من القطع والإكسسوارات المنزلية المصنوعة من الزجاج المنفوخ، لا سيما المزهريات والثريات والشمعدانات ومصابيح الجدران. كما يتضمن الإنتاج التقليدي إنشاء مجموعات جميلة من الأكواب والأطباق والمرايا...” في مورانو، هناك العديد من الأنماط التي تتوافق مع أعمال صانعي الزجاج، بالتعاون مع المصممين والفنانين. تعكس البحوث عن الأشكال أسلوباً حديثاً، ولكن يمكن العثور أيضاً على إلهامات كلاسيكية وعضوية، بحيث يمكن للشخص أن يقرأ أصل المدرسة القديمة حتى في الإبداعات الحديثة. تميل الأشكال إلى أن تكون دائرية وناعمة، مع زجاج دائري منفوخ وكرات ودمج الألوان لإحداث تأثيرات مغايرة، في كل مرة. تسهل تقنية الزجاج المنفوخ إنشاء أشكال دائرية بدلاً من الخطية.

يمكنكم قراءة موضوع فن المورانو في المجلة

في الوقت الحاضر، أصبح نطاق الألوان أضيق مما كان عليه من قبل، بسبب تنظيم الإنتاج، لكن الألوان مثل العنبر والدخان - وهو اللون الرمادي الدافئ - وأزرق الكوبالت والزبرجد لا تزال رائعة وفريدة من نوعها. من الصعب إنشاء اللون الأحمر، لكن لا يزال من الممكن العثور على دم الحمام الأحمر والمرجاني والبرتقالي... وبالطبع العديد من ظلال اللون الأخضر. عندما توضع الألوان على خلفية بيضاء “لاتيمو” وطبقات في الأعلى، فإنها تضفي لمسة أكثر حداثة على الإبداع بأكمله. يستمتع الزجاج بالضوء والشفافية. لذلك، فإن النصيحة تدعو إلى توزيع قطع التزيين الزجاج، على الرفوف والطاولات والبوفيهات، بالقرب من مصادر الضوء، مثل: النافذة على سبيل المثال. بعد ذلك، يجدر التفكير في الإضاءة الجدارية المثبتة بجوار طاولة النوم أو السرير، والتي يمكن أن تخلق جواً وسحراً، كما تفعل الإضاءة العلوية «المعلقة».