يُعد البكاء وسيلة طفلك للتواصل معك، ويختلف نمط البكاء بين طفل وآخر، ففي المتوسط، يبكي الأطفال حوالي 1-3 ساعات يومياً، وعادةً ما يبكون أكثر في فترة ما بعد الظهر والمساء، وتتنوع أسباب بكاء الأطفال بشكل كبير، على سبيل المثال بسبب الجوع، أو تبلل الحفاضات، أو البرد، أو الحرارة، أو الحكة، أو الخوف. ومع ذلك هناك بعض الأطفال نادراً ما يبكون ولا يبدو عليهم الانزعاج مما يثير قلق الوالدين ويتساءلون، هل هذه علامة على أن الطفل يعاني من خلل ما أو مرض؟ فيما يلي وفقاً لموقع "raisingchildren" الأسباب التي تجعل الأطفال نادراً ما يبكون.
الجدول الصحيح للرضاعة
يعد الجوع أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لبكاء الأطفال، خاصة عند الأطفال حديثي الولادة، فلا يزال الأطفال غير قادرين على الاحتفاظ بكمية كبيرة من الحليب في معدتهم، لذلك سيشعرون سريعاً بالجوع مرة أخرى بعد الرضاعة، ويحتاج معظم الأطفال حديثي الولادة إلى ثماني رضعات حتى 12 رضعة يوميّاً، بمعدل رضعة واحدة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات؛ لذا عليك البحث عن أي علامات مبكرة تدل على استعداد الطفل لتناول الطعام، مثل تحريك اليدين تجاه الفم، ومص الأصابع والكف، ولعق الشفتين. أما البكاء ، فهي مؤشرات تظهر لاحقاً وكلما عجلت بالرضعة التالية، قلت احتمالية حاجتك إلى تهدئة طفلك المنزعج.
لذلك، يجب على الأمهات إرضاع أطفالهن حسب الجدول الزمني قبل أن يشعر الطفل بالجوع، وإذا كنت تُرضعين طفلك رضاعة طبيعية بانتظام، فعادةً ما يبدو طفلك أكثر هدوءاً ويبكي أقل.
تعرفي إلى المزيد حول جدول الرضعات حسب عمر المولود ومتى يرفض الرضاعة؟
تغيير الحفاضات بانتظام
يمكن أن يبكي الأطفال بسبب عدم الراحة عندما تكون حفاضاتهم مبللة أو متسخة بالبول والبراز. فإذا كانت الأم تقوم بتغيير حفاضات الطفل بانتظام، فإن احتمال بكاء الطفل بسبب ذلك سيكون أقل أيضاً، فقد يكون سبب بكاء الطفل وجود بعض مشاكل الجهاز الهضمي أو مشاكل صحية أخرى، يمكن أن تؤثر على عادات بكاء الطفل، فقد يميل الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام إلى الشعور براحة أكبر تجعل الأطفال نادراً ما يبكون أو يتذمرون فقط عندما يريدون إيصال احتياجاتهم.
شعور الطفل بالراحة
نادراً ما يبكي الأطفال إذا شعروا بالراحة، سواء بسبب ارتدائهم ملابس مصنوعة من خامات ناعمة أو عندما تكون درجة حرارة الغرفة مريحة، فقد تساعد الظروف المريحة الطفل في أن يكون أكثر هدوءاً وأقل انزعاجاً ويحصل على ساعات نوم كافية.
على الجانب الآخر فإن صغر عمر الطفل يعد أحد العوامل التي تجعل الأطفال نادراً ما يبكون، ففي الأسابيع الأولى من عمر الطفل، ينام الأطفال أكثر، لذا يميلون إلى البكاء بشكل أقل وبمرور الوقت، سيزيد الأطفال من ساعات استيقاظهم ويصبحون أكثر وعياً.
مزاج الطفل
هناك العديد من الأمور التي تؤثر على مزاج الطفل، مثل الوراثة، والبيئة المحيطة، وطرق التربية، وغيرها فقد يتمتع بعض الأطفال بشخصية تتكيف بسهولة مع المواقف والأشخاص الجدد، لذلك لا يبدون منزعجين ونادراً ما يبكون.
على الجانب الآخر بعض الأطفال لديهم في الواقع شخصية معاكسة فإنهم يميلون إلى الشعور بعدم الارتياح والبكاء بسهولة عندما يكونون في موقف ما أو يلتقون بأشخاص جدد.
اضطرابات نمو الرئة
يعد السبب الذي يجعل الأطفال نادراً ما يبكون هو ضعف نمو الرئة عند الولادة، فيعد البكاء مهماً جداً لمساعدة الطفل على طرد السائل الأمينوسي من الرئتين وكذلك نمو الرئتين.
تحدث هذه الحالة في كثير من الأحيان عند الأطفال المبتسرين، أي الأطفال المولودين قبل ميعاد ولادتهم الطبيعي، مما قد يؤدي إلى عدم اكتمال نمو أنسجة الرئة عند الولادة ونتيجة لذلك، لا يبكي الأطفال عند ولادتهم.
طيف التوحد
تعد قلة البكاء إحدى العلامات المبكرة لمرض التوحد لدى الأطفال بداية من الشهر الأول بعد الولادة، وذلك لأن الطفل الصغير لا يشعر بالخوف أو يبكي عندما يشعر بالمرض.
على الجانب الآخر الأطفال المصابون بالتوحد لديهم خصائص بكاء فريدة تختلف مقارنة بالأطفال الآخرين، ولا تزال هناك أيضاً العديد من الاختبارات التي يجب إجراؤها قبل تشخيص إصابة طفلك بالتوحد؛ فإذا كانت لديك شكوك فلا تترددي في فحص طفلك الصغير من قبل طبيب الأطفال.
ربما تودين التعرف إلى أعراض التوحد عند الرضيع.
الإصابة بالمرض
أيضاً قد يكون بكاء الطفل بسبب إصابته بالعديد من الأمراض الخطيرة، فعندما يفقد الطفل السوائل بكثرة، على سبيل المثال بسبب القيء أو الإسهال أو قلة تناول الماء، يمكن أن يصاب بالجفاف. وفي المراحل المبكرة من الجفاف، سيكون الأطفال أكثر انزعاجاً. ومع ذلك، عندما يزداد الجفاف سوءاً، يصبح الطفل ضعيفاً بمرور الوقت، على الجانب الآخر تعد علامات إصابة الطفل بأعراض العدوى الخطيرة هي ارتفاع درجة الحرارة وانعدام الشهية، وتظهر الأعراض بحسب العضو المصاب، ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى السعال ونزلات البرد والإسهال.
الاضطرابات العصبية
يمكن لبعض الحالات المرضية مثل نزيف أو التهابات الدماغ أن تسبب بكاء الأطفال وجعلهم أقل نشاطاً، ويمكن أن تختلف علامات اضطرابات الجهاز العصبي، من طفل لآخر، ويعد أبرزها ارتفاع درجة الحرارة والإصابة بالنوبات؛ لذلك يجب أن تكون الأم حذرة دائماً لأن السبب وراء ندرة بكاء الأطفال قد يكون مرتبطاً بالعديد من المشاكل الصحية التي قد تهدد حياة الطفل؛ لذا فلا تترددي في استشارة طبيب الأطفال.
متى يجب القلق إذا كان طفلك نادراً ما يبكي؟
على الرغم من أن الأطفال الذين لا يبكون في كثير من الأحيان قد يبدون أكثر هدوءاً، إلا أنه لا يزال من المهم مراقبة نمو الطفل، وفيما يلي بعض الحالات التي قد تجعل الأم تشعر بالمزيد من القلق من عدم بكاء الطفل وهي كالتالي:
- انخفاض النشاط والاستجابة: إذا بدا طفلك هادئاً جداً أو خاملاً أو لا يستجيب بشكل جيد للتحفيز أو التفاعل، فقد يكون ذلك علامة على معاناته من بعض المشاكل الصحية.
- اضطرابات التغذية: إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في تناول الطعام، فقد يكون ذلك علامة على إصابته ببعض المشاكل الصحية أو اضطراب الجهاز الهضمي.
- التغيرات في أنماط النوم: إذا كان هناك تغيير كبير في نمط نوم الطفل، سواء من حيث تكرار النوم أو مدته، فقد يحتاج الأمر إلى مزيد من الانتباه.
- تغيرات في لون الجلد أو صعوبة في التنفس: التغيرات في لون الجلد، وخاصة اللون الأزرق أو الرمادي، إلى جانب صعوبة التنفس، يمكن أن تكون علامات على معاناة الطفل من بعض المشاكل الصحية الخطيرة في الجهاز التنفسي.
- اضطرابات النمو إذا كان الطفل لا ينمو بشكل جيد أو يعاني من تأخر في الوصول إلى بعض مراحل النمو، مثل القدرة على رفع رأسه أو الاستلقاء على بطنه أو التقلب، فإن ذلك يتطلب تقييماً طبياً.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.