إنّ للأدب والفن رسالة نبيلة في التعبير عن الأفكار والمشاعر السامية، والإبداع الأدبي نسيج عبقرية فذة قادرة على أن تمنح أي نص روح البقاء والانتشار، وهو في أشكاله المختلفة، سمة يتحلى بها الإنسان مهما كانت قدراته في الكتابة والتخيل، فدائماً الشخص المبدع يتصف بالحاجة إلى الدعم والثناء والتشجيع، ليقدم إبداعه، وليحلق به ويسافر في دهاليز النفس الإنسانية ويربطها بالعالم الخارجي، وجائزة القلم الذهبي الإبداع الأدبي الأكثر تأثيراً في الوطن العربي، تقوم بدعم الكتاب الذين يثرون الأدب العربي بأعمالهم الفريدة، ممن يتمتعون بحضور قوي في المشهد الأدبي، كما تهدف الجائزة إلى تعزيز الثقافة الأدبية وتشجيع التميز والإبداع في عالم الكتابة... تعرفوا إلى (5) روايات واقعية تم إختيارها في القائمة الطويلة لجائزة القلم الذهبي
رواية لا أقبله في داري ... علي عياد عاصي
من الروايات الواقعية والتي تحكي أحداثاً تتوغل في عمق الواقع الذي نعيشه، وتدور أحداثها ما بين عامي 2019 و2022، وتطرح قضايا مثل الصراع بين العاطفة والعقل، وتسلط الضوء على معاناة الأم التي تعيش بين ولائها لابنها وحبها لزوجها، أحداث الرواية تتعرض لحياة شاب لبناني طموح، كان يحلم بأن يصبح طياراً، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة في لبنان وقفت عائقًا أمام تحقيق حلمه، بينما يحقق صديقه المقرب حلمه بالالتحاق بكلية الطيران، فتغمره مشاعر الحسد والغيرة، مما يدفعه إلى إرتكاب كارثة وجريمة قتل صديقه في لحظة غضب، فيهرب إلى أفريقيا تاركاً أحلامه وراء ظهره، محاولًا بدء حياة جديدة، لكن لن ينجو من عقاب القدر على فعلته، وسط الصراع مع والده وحبه لنور، التي تدعمه ولكن تطالبه بمواجهة عدالة فعلته عند عودته إلى بيروت، يعيش ملهماً في دوامة من الندم والصراع الداخلي.
رواية العشيق السري لفراو ميركل .. ريم حسن نجمي
تحكي قصة يونس الخطيب السوري الذي ولد في ألمانيا في أسرة متدينة مهاجرة، وتمثل أنجيلا ميركل ليونس لا فقط القيم الألمانية والأوروبية التي يؤمن بها، وإنما ظل يعتبرها "حب حياته وعشقة" في لحظة انفلات غامضة، والتي سيحقق معها خططًا مستقبلية اتفقا على تحقيقها بعد أن تترك منصبها كمستشارة، بعد محاولته دخول بيتها لتسليمها رسالة حب، تُلقى الشرطة القبض عليه، لكن ميركل تطلق سراحه بعد قراءة الرسالة التي تكشف عن مشاعر مشوشة، يونس، الذي يعاني من هوس العشق، يعتقد أن ميركل سترتبط به ويقاطع خطيبته وعائلته، منتقلًا إلى شقة صغيرة حيث يغرق في جنونه. بعد محاولة فاشلة لاقتحام منزل ميركل ثانيةً، يُودع مستشفى للأمراض النفسية ويخرج بعد تحسن حالته. لكنه مع قرار ميركل استقبال اللاجئين السوريين في ألمانيا، يشعر بالخيانة ويخطط لقتلها. في النهاية، بعد محاولة اغتيال فاشلة، يُصاب ويُحكم عليه بالسجن في مستشفي للأمراض النفسية.
ونحو المزيد من ذات سياق أدب الرواية الواقعية تعرفي على: ثلاث روايات واقعية عن الحياة!!
رواية الصنادقية.. يوسف الشريف
الرواية من سياق الروايات الواقعية التي تعيدنا الى الحارة المصرية بتفاصيلها ودقائقها، والرواية ثرية بالإسقاطات الإجتماعية والسياسية، كما أن لغة السرد في الرواية جميلة وممتعة، والرواية يغلب عليها أسلوب الراوي العليم، وتشير الى بعض مواطن الخلل التي أصابتنا كمجتمع وكبشر نعيش على هذه الأرض، وتدور الرواية حول حياة مجموعة من المهمشين في حارة صغيرة في القاهرة القديمة، حيث يختفي إمام المسجد بشكل غامض، مما يثير سلسلة من الأحداث، والشخصيات المتشابكة، ومن خلال قصص شخصيات مثل حسين أصلان، أحمد السباعي، وفرج أبو سيف، وبهية فرج أبو سيف، تكشف الرواية عن تأثير اختفاء الشيخ على المجتمع والحارة، وتطرح تساؤلات حول التحولات الاجتماعية والسياسية في مصر خلال السبعين عامًا الماضية، الرواية تسلط الضوء على قضايا الفساد، العنف، والانتحار، وهي بمثابة صورة رمزية للواقع المصري بعد نكسة 1967، حيث ساد الجمود والتكلس في المجتمع، بأسلوب تأملي، يعرض الكاتب هذه الأحداث عبر مشاهد تدمج التحليل النفسي والتاريخي مع مشهدية واقعية، ليرسم صورة عن الخيبة والهزيمة التي أصابت الوطن.
رواية السادس أحمر.. أحمد خيري العمري
هي رواية تحمل في طياتها قصة مثيرة ومشوقة تروي قصة سبعة أشخاص يجمعهم مقاعد الدراسة في طفولتهم ولكنهم يفترقون بسبب تداخلات الحياة، وبعد أكثر من أربعين عامًا، يتواصلون عبر مجموعة على فيسبوك، حيث تكشف حياتهم كيف تأثرت بالأحداث السياسية في العراق، وكل شخصية تعيش مأساة مختلفة فنجد مثلاً "وليد" في مصحة نفسية، "سرمد" في الولايات المتحدة لكنه يعاني من فشل عائلي، "يعرب" في عمان ويخفي مشاعره بعد إعدام والده، "ريم" تعيش في كاليفورنيا وتواجه السرطان، "سوسن" مغتربة في أستراليا بعد تهجيرها، "تارا" في السويد تشعر بالضياع بعد فرارها من العراق، و"محمد" في المملكة المتحدة يعاني من صراع داخلي، وتتناول الرواية تأثيرات السياسة على حياتهم وهوياتهم.
رواية أشباح مرجانة.. محمود عبدالشكور
رجلُ تعلقت أحلامه في ترس الزمن وتأثرت بالماضي، طغى عليه شعور الحيرة والخوف من المجهول والتجارب المستحيلة، بعدما عاد لوطنه تحت تأثير الظروف مجبرًا، لكنه اختار البقاء حتى يُكمل الاختبار لآخره، وفي هذه الرواية يستغل الكاتب خياله وأسلوبه العذب الشجي في تصويرالحياة داخل عقلٍ مشتت بين البقاء والرحيل، بين الحنين والغربة، وبين الخوف والأمان المستتر، حتى يرسم لنا نهاية كنهايات سينما التسعينيات ودراما الحبكات المميزة التي تضع المشاعر أولوية لها في كل خطوة، وداخل أحداث الرواية يعود فؤاد الساعاتي إلى بلده لتسلّم ميراث غامض من جده، ليكتشف أنه صار مالكًا لسينما صيفية قديمة أُغلقت منذ سنوات، يعشش فيها العنكبوت، ويقول حارسها العجوز إن فيها شبحًا، يخرج كل ليلة ويعبث بها، وإن أحدهم قُتِل ودُفِن في المساحة الواقعة أمام الشاشة، وعلى فؤاد أن يواجه شبح السينما، وأن يواجه أيضًا أشباح ماضيه، وأشباحًا أخرى حوله، لم يتخيل وجودها، وعليه أن يعبُر المسافة بين الواقع والخيال.
ويمكنك التعرف على المزيد عن القائمة الطويلة للأعمال المشاركة في جائزة القلم الذهبي
