الحناء، تعدّ من أقدم وأبرز العناصر المرتبطة بالثقافة السعودية، حيث تشكل جزءاً أساسياً من التقاليد الاجتماعية والثقافية، التي تعكس جمال الهوية العربية. منذ العصور القديمة، استخدمت الحناء كرمز للتجميل والاحتفال، وظهرت بوضوح في حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية والدينية، وأيضاً كطريقة للتعبير عن الفرح والأنوثة.
في الثقافة السعودية، تتميز الحناء بتصاميمها التقليدية التي تعكس التراث العربي، حيث تُرسم أنماطاً وأشكالاً فنية مستوحاة من البيئة والثقافة العربية. وعلى مدار السنين، احتفظت الحناء بمكانتها الرمزية في التراث السعودي، ولا تزال حتى اليوم عنصراً يجمع بين التقاليد العريقة والصيحات العصرية في آنٍ واحد، ما جعلها رمزاً ثقافياً قوياً يعكس أصالة التراث السعودي.
إن العادات المرتبطة بنقوش الحناء أدرجت على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وتمّ تسجيلها رسمياً ضمن القائمة. جاء هذا الإنجاز تتويجاً لجهود عالمية تهدف إلى حفظ هذا العنصر التراثي.
في هذا السياق، "سيدتي" تسلّط الضوء على أبرز استخدامات الحناء في السعودية، لا سيما الجمالية، لجهة العناية بالبشرة والشعر، وأيضاً نقوشها الفنية الرائعة التي تعبّر عن الهوية والثقافة السعودية.
نقوش الحناء في التراث السعودي
نقوش الحناء، هي واحدة من أقدم التقاليد الجمالية التي عُرفت في السعودية، وجزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في العصور القديمة، لإضفاء الزينة والدلال على الإطلالة، حيث كانت النساء السعوديات يزين أيديهن وأقدامهن بنقوش حناء، لا تخلو من السحر والأنوثة، مثل الزهور والأشكال الهندسية، سواء للاحتفال بالمناسبات الخاصة، أو للتعبير عن الجمال الطبيعي. وكانت الحناء أيضاً تُستخدم في الأعراس كجزء من الطقوس التقليدية، تُبرز جمال العروس وتجعلها محط الأنظار.
عادةً، ما كانت تحضّر الحناء بخلط مسحوقها مع الماء وعصير الليمون، لتكوين عجينة مثالية للرسم اليدوي باستخدام أقماع صغيرة، وهو أسلوب يتميز بالدقة والجمال.
الحناء بوصفات تقليدية للعناية بالبشرة
استخدمت الحناء في التقاليد السعودية للعناية بالبشرة، حيث ارتبطت بجمال المرأة السعودية منذ القدم، بفضل خصائصها العلاجية الفريدة. استخدمتها النساء السعوديات، لتحسين ملمس بشرتهن، وتفتيحها بطريقة طبيعية، وتبريد أجسامهن وحمايتها من أشعة الشمس، وأيضاً كمرطب طبيعي ومهدئ للبشرة، لا سيما لتخفيف الالتهابات وتهدئة الحروق الطفيفة، لغناها بمضادات للبكتيريا والفطريات.
استخدمت الحناء في التراث الجمالي السعودي، في العديد من الوصفات التقليدية للعناية بالبشرة. من ماء الورد إلى العسل واللبن، تنوعت الإضافات للحناء لتعزيز فوائدها وتحقيق نتائج جمالية مذهلة. وتستمر هذه التقاليد حتى يومنا هذا، كوسيلة مثالية لجمال طبيعي يعكس أصالة الماضي والتقاليد.
قناع الحناء وماء الورد لترطيب البشرة
المكونات:
- ملعقة كبيرة من مسحوق الحناء.
- ملعقتان كبيرتان من ماء الورد.
الطريقة:
- يمزج مسحوق الحناء مع ماء الورد، للحصول على مزيج متجانس.
- يوزّع المزيج على البشرة بالتساوي.
- بعد أن يجف المزيج، تشطف البشرة بالماء الفاتر.
قناع الحناء والزبادي لتفتيح البشرة
المكونات:
- ملعقة كبيرة من مسحوق الحناء.
- ربع كوب من اللبن الزبادي.
الطريقة:
- يخلط مسحوق الحناء مع اللبن الزبادي للحصول على قناع متجانس.
- يطبق على البشرة، ويترك لمدة 15-20 دقيقة، مما يساعد على تحسين ملمس البشرة وإزالة التصبغات في الوجه.
- تشطف البشرة بالماء الفاتر، فالبارد.
قناع الحناء والعسل لتهدئة البشرة
المكونات:
- ملعقة صغيرة من مسحوق الحناء.
- ملعقة كبيرة من العسل العضوي.
الطريقة:
- يمزج مسحوق الحناء مع العسل، لتكوين قناع متماسك.
- يوزّع القناع على البشرة، ويترك لمدة 10 دقائق حتى يجف.
- تشطف البشرة بالماء الفاتر، مع الحرص على التجفيف البشرة بلطف.
ما رأيك التعرف إلى طريقة عمل الحناء الحمراء لليد
الحناء بوصفات تقليدية للعناية بالشعر
اشتهرت الحناء، بفوائدها المتعددة في العناية بالشعر وتعزيز صحته وجماله. واستخدمت النساء السعوديات الحناء منذ القدم لتحضير وصفات طبيعية للعناية بالشعر، تساعد على تقوية الشعر وزيادة لمعانه وحمايته من التلف. هذه الوصفات الغنية بالمكونات الطبيعية تعد بمثابة إرث يجمع بين الجمال والعناية الصحية في التراث السعودي، وتُظهر كيف يمكن للموروثات الثقافية أن تقدم حلولاً فعالة ومستدامة للعناية بالشعر بطرق طبيعية وآمنة. إليك، أبرزها:
الحناء والزبادي لترطيب الشعر
المكونات:
- ملعقتان كبيرتان من مسحوق الحناء.
- ربع كوب من اللبن الزبادي.
الطريقة:
- تُمزج الحناء مع اللبن الزبادي، للحصول على مزيج لين.
- توضع على الشعر بالتساوي، وتترك لمدة ساعتين.
- يشطف الشعر جيداً بالشامبو والماء.
الحناء وزيت السمسم لعلاج تقصف الشعر
المكونات:
- ملعقتان كبيرتان من مسحوق الحناء.
- ثلاث ملاعق كبيرة من زيت السمسم.
الطريقة:
- يخلط مسحوق الحناء مع زيت السمسم، للحصول على قوام لين.
- يوزّع الخليط على أطراف الشعر المتقصفة، ويترك لمدة 15 دقيقة.
- يشطف الشعر جيداً بالماء الفاتر.
الحناء والكركديه لتقوية الشعر
المكونات:
- ملعقة كبيرة من مسحوق الحناء.
- ملعقة صغيرة من مسحوق الكركديه.
الطريقة:
- تنقع أوراق الكركديه في مياه ساخنة، ثم تصفى جيداً، ويسكب ماؤها إلى مسحوق الحناء.
- تمزج المكونات جيداً للحصول على مزيج لين.
- يوزّع المزيج على الشعر بالتساوي، ويدلك فروة الرأس.
- بعد مرور 20 دقيقة، يشطف الشعر جيداً بالماء الفاتر.
هذه الوصفة من أكثر الوصفات شيوعاً في العناية بالشعر في الثقافة السعودية.
الحناء في سطور
الحناء، هي أحد أقدم النباتات التي عُرفت باستخداماتها المتعددة في مجالات التجميل والعناية الشخصية، بالإضافة إلى مكانتها في التقاليد والثقافات المختلفة حول العالم، لا سيما في المجتمعات العربية. تزرع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتحتاج لبيئة حارة، لذا فهي تنمو بكثافة في البيئات الاستوائية لقارة إفريقيا. تتميز بأوراقها الخضراء التي تُجفف وتُطحن للحصول على مسحوق الحناء المستخدم في العديد من الأغراض.
عُرفت الحناء منذ القدم، فقد استعملها الفراعنة في أغراض شتى، إذ صنعوا من مسحوق أوراقها معجوناً، لتخضيب الأيدي، وصبغ الشعر وعلاج الجروح، كما وجد كثير من المومياء الفرعونية مخضبة بالحناء، واتخذوا عطراً من أزهارها. كذلك، تستعمل في دباغة الجلود والصوف ويمتاز صبغها بالثبات.
ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.