من بين الأسماء، التي تُركّز على دمج التكنولوجيا بعالم التصميم الداخلي، مع عناية خاصة بالمواد الطبيعية، وإنشاء بيئات تجمع بين الجماليات، وتعزيز الطريقة التي يعيش بها الناس، نقع على ندى علي، وبسمة علي، وهما أختان، مولودتان في مصر، تقفان خلف شركة KAL للمقاولات والتنفيذ، ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ هما المؤسستان، والرئيستان التنفيذيتان؛ علمًا أن اسم "KAL" مشتق من الكلمة اليونانية التي تعني الأجمل والتفرد. مشاريع "الشركة" ممتدة في أنحاء الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والمملكة العربية السعودية.
بسمة علي، خريجة كلية الطب البيطري، إلا أنها كانت منذ صغرها، مشغوفة بالتصميم الداخلي، والأثاث. وندى علي، بدورها، مهندسة معمارية، كانت منذ سن مبكرة، مفتونة بالقوة التحويلية للمواد والألوان والأنسجة في تشكيل المساحات وإثارة المشاعر. وقد تحول هذا الفضول الفطري إلى حب عميق لإنشاء بيئات تجمع بسلاسة بين الوظائف، والإلهام البصري.
في الحوار الآتي نصه، تتحدث الأختان إلى "سيدتي" عن شراكتهما، وشخصيتيهما المختلفتين، وكيفية تحويل الاختلاف إلى توازن مثالي في العمل، وعن اتجاهات الديكور الداخلي، ومفاهيمه الأجدد.
الفنّ والابتكار والإدارة الناجحة
كيف نشأت الشراكة بينكما، بخاصة أنكما تأتيان من عالمين مختلفين (العمارة، والطب البيطري)؟
- بسمة: على الرغم من أن دراستي كانت في الطب البيطري، ألا أنني كنت شغوفه بريادة الأعمال، وتطوير المشاريع. بدأت عملي الأول في تجارة الملابس، وذلك عام 2019، في الإمارات، واكتسبت خبرة في إداره الأعمال، والتفاوض، وتنمية المشاريع. كأختين، نتمتع بانسجام، وفهم متبادل؛ ندى، تتولى الجانب الفني والإبداعي، بينما أركز، بدوري، على تطوير الأعمال، وبناء العلاقات، وحبنا للعمل معا هو ما ساعدنا على تأسيس "كال" كعائلة، وتحقيق رؤية مشتركه تجمع بين الفنّ، والابتكار، والإدارة الناجحة.
الجرأة والاهتمام بالتفاصيل
كيف تؤثر شخصية كل منكما على هذه الشراكة في العمل؟
- بسمة: شخصياتانا مختلفتان تمامًا، الأمر الذي يخلق توازنًا مثاليًّا. ندى، تحب التركيز على التفاصيل، ما يتناسب مع الجانب الإبداعي، وخلفيتها كمهندسه معمارية، وهي حريصة على دقة التصاميم، على أن تلبي الأخيرة احتياجات العميل. بحكم تركيزي على الجانب التجاري، والتطويري، لا مناص من التحلي بالجرأة في اتخاذ القرارات لتحقيق الأهداف، واقتناص الفرص. علاقتنا كأختين تضيف جانبًا عاطفيًّا، وإنسانيًّا إلى العمل، ما يجعلنا نعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق النجاح المشترك.
تصميم ذكي ومبتكر وبسيط وعملي
كيف تنظران إلى عالم التصميم الداخلي المتغير في خطى سريعة؟
- ندى: عالم التصميم الداخلي ديناميكي، وهو يتطوّر، بسرعة، ليواكب أسلوب الحياة، والتكنولوجيا، واحتياجات العميل المتزايدة. تولد هذه السرعة تحديًّا، وأيضًا فرصة لإبراز إبداعنا، بخاصة أن التصميم الداخلي أصبح أكثر من مظهر جمالي. هو وسيلة عملية، وملهمة، تعكس هوية المستخدمين. بالطبع، نتابع الاتجاهات العالمية، ومنها: الاستدامة، والتكنولوجيا الذكية، ونحرص على تبنيها مع لمسة فنية تتناسب مع ثقافة، وأسلوب حياه عملائنا. على الجانب الآخر، نتطلع على الدوام لاستكشاف أسواق جديدة، وفهم احتياجات العملاء في كل سوق. تصميمنا اليوم يجب ان يكون ذكيًّا مبتكرًا، مع مراعاة البساطة، والعمليّة.
المنازل الذكية
تعرف التكنولوجيا المدمجة بالتصميم انتشارًا واسعًا في الوقت الراهن. من التجليات للدمج المنازل الذكية: ماذا عنها؟
- بسمة: لم تعد المنازل الذكية مجرد رفاهية، بل أصبحت ضرورة في العديد من البيئات المعاصرة، بخاصة في مدن، مثل: دبي، التي تحتضن الابتكار في كل جانب من جوانب الحياة.
- ندى: في مشاريعنا، نحرص على دمج التكنولوجيا، بشكل يعزز الراحة، الكفاءة، والاستدامة. على سبيل المثال، نعتمد أنظمة إضاءة ذكية تُضبط تلقائيًّا حسب أوقات اليوم، ما يوفر أجواء مريحة، كما في استهلاك الطاقة. إضافة إلى ذلك، ندمج أنظمة التحكم الصوتي، والمرئي، التي تُمكّن السكان من إدارة جوانب منازلهم، مثل: التكييف، والإضاءة، وحتى الستائر، بسهولة عبر تطبيقات الهواتف الذكية أو الأوامر الصوتية. توفّر التكنولوجيا لنا فرصة لتعزيز الأمان، حيث ندمج أنظمة مراقبة وكاميرات ذكية يمكن التحكم بها عن بُعد. ولا نغفل أيضًا عن دور التكنولوجيا في تعزيز الاستدامة، من خلال أنظمة إدارة المياه والطاقة، التي تقلل من الهدر، وتساهم في الحفاظ على الموارد.
تصاميم تراعي راحة الإنسان وصحته
في تصاميم المشاريع السكنية، أخيرًا، هناك تركيز على العافية. كيق يتحقق ذلك؛ وهل هو خاص ببناء مبنى متكامل أو حتى شقة؟
- ندى: أكان المشروع عبارة عن مبنى كامل، أو شقة فردية، الفكرة الأساس هي توفير تصميم يركز على راحة الإنسان، وصحّته، مع انسجام تامّ بين الجوانب الوظيفية، والجمالية. علي سبيل المثال، المساحات المفتوحة، والتهوية الطبيعية، تقومان بدور مهمّ في تعزيز الراحة النفسية، بينما تُضاف النباتات الداخلية لخلق بيئة مريحة وحيوية. وللإضاءة الطبيعية، بدورها، تأثير مباشر على تحسين المزاج. لذا، نحرص على تصميم نوافذ واسعة لتوفير أقصى استفادة منها. واختيار الألوان والخامات له تأثير كبير؛ استخدام الألوان الهادئة، مثل: الدرجات الترابية، والخامات الطبيعية، مثل: الخشب، والحجر، كله يُعزز الإحساس بالارتباط بالطبيعة. التقنيات الذكية أيضًا تساهم في العافية، مثل: أنظمة التحكم في الإضاءة، ودرجة الحرارة، التي تساعد السكان على خلق بيئة مريحة تتناسب مع احتياجاتهم اليومية. أيضًا، وأيضًا، لتعزيز أسلوب حياه صحي متوازن في تصاميمنا، نحرص على تخصيص مساحات متعددة الاستخدام تتناسب مع احتياجات العملاء، حيث يمكن تحويل جزء من المنزل إلى صالة رياضية صغيرة بتصميم عملي وأنيق. نعتمد في هذه المساحات على اختيار تجهيزات رياضية تتماشى مع حجم المساحة، مع تنسيقها بأسلوب يُحافظ على الانسيابية والراحة داخل المنزل. لكن على مستوى المشاريع المتكاملة، يتم التركيز على توفير مساحات خضراء، ومسارات للمشي، والركض، ومناطق للاسترخاء والتأمل، ومرافق صحية، مثل: الصالات الرياضية، والمنتجعات. كما يُراعى استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، وتقنيات تحسن جودة الهواء الداخلي، ما يعزز الإحساس بالرفاهية والصحة.
أنماط الديكور في 2025
ما هو الرائج لناحية الأنماط، في إطار الديكور الداخلي في العام المقبل (2025)؟
- ندى: في عام 2025، تركز الأنماط الرائجة في التصميم الداخلي على المزج بين الجماليات العصرية، والوظائف العملية، والاستدامة. أحد أبرز هذه الأنماط هو التصميم البيوفيلي، الذي يدمج الطبيعة بالمساحات الداخلية، باستخدام الإضاءة الطبيعية، والنباتات والخامات الطبيعية، ما يعزز الشعور بالهدوء والعافية. كما يعود أسلوب الماكسيماليزم ولكن بطريقة جديدة، معتمدًا على الألوان الجريئة، والتفاصيل الغنية، والتراكيب المتعددة لخلق بيئات تعكس شخصيات أصحابها. أسلوب الجاباندي رائج، بدوره، مع التركيز على الخطوط النظيفة، والدرجات الحيادية، والخامات الطبيعية. إلى جانب ذلك، هناك عودة قوية للآرت ديكو، مع لمسات عصرية، حيث تبرز الأنماط الهندسية والتشطيبات الفاخرة والألوان المعدنية.
مصممون عالميون
هل تتأثران في معماريين ومصممين في المنطقة، والعالم؛ من هم؟ وما هو جانب التأثر؟
- ندى: شخصيتانا مختلفتان، وكذلك اختياراتنا. بالطبع، نتأثر بالعديد من المعماريين، والمصممين، ولكن بطريقة تتناسب مع الأسلوب الشخصي لكل منا في التصميم. من جانبي، أميل إلى البساطة، الممزوجة بالتفاصيل الدقيقة، التي تضفي القيمة على التصميم، بدون تعقيده. علي سبيل المثال، تاداو أندوا (معماري ياباني)، الذي يجمع بين الهدوء والبساطة في تصميماته مع استخدام خامات طبيعية والإضاءة الطبيعية يلهمني. مثال آخر هو جون بوسون (معماري بريطاني)، الذي يتميز بأسلوبه البسيط، واستخدام المواد الطبيعية، والخطوط الواضحة.
- بسمة: أميل إلى الدمج بين فخامة التصاميم الكلاسيكية وبين بساطة المودرن، ما يمنح المساحات طابعًا راقيًا، ومريحًا، في الوقت ذاته. لذا، تشدني أعمال كريستوفر غاي، المصمم العالمي المعروف بقطع الأثاث النيو كلاسيكية التي تتميز بخطوطها المنحنية، والتفاصيل الذهبية أو الفضية، ما يضيف لمسة من الفخامة. كذلك، أقدّر أعمال المصممين الإقليميين، الذين يجيدون الموازنة بين التراث المحلي والطابع المعاصر.
الاستلهام من الطبيعة
ماذا يلهمكما؟
- بسمة: الطبيعة تشكل مصدر إلهام كبير لنا، لا سيما الخامات، مثل: الخشب والحجر، والرخام. ونسعى إلى إدخال عناصر طبيعية، كالزرع، والإضاءة الطبيعية، لخلق مساحات حيوية، ودافئة. من جانب آخر، تلهمنا التكنولوجيا ابتكار حلول ذكية، وعصرية للمشاريع، أكان من خلال دمج أنظمة المنازل الذكية أو استخدام خامات حديثة ومستدامة. الأهم بالنسبة لنا هو العميل نفسه؛ فهمنا لاحتياجاته ورغباته يدفعنا للابتكار وخلق مساحات تعكس شخصيته وتحقق رفاهيته.
___
- الصور المنشورة من شقة فخمة من أعمال شركة KAL للمقاولات والتنفيذ