كيفية التعامل مع الضغط المجتمعي

 الضغط المجتمعي
الضغط المجتمعي

في عالم يشكل فيه الضغط المجتمعي خياراتنا وسلوكياتنا؛ فإن فهم تأثيره وتطوير إستراتيجيات التأقلُم أمرٌ بالغ الأهمية. يتعمق هذا الدليل الشامل في جوانب مختلفة من الضغط المجتمعي، ويقدّم نصائح عملية للحفاظ على الصحة العقلية المثالية والأصالة.

إليكِ كيفية التعامل مع الضغط المجتمعي، وفق رأي اختصاصية.

فهم الضغوط المجتمعية

الضغط المجتمعي
التعامل مع الضغط المجتمعي

يؤثر الضغط النفسي المجتمعي، وهو قوة قوية تشكلها معايير المجتمع وتوقعاته، بشكل كبير على سلوكنا ورفاهيتنا العقلية. وبحسب موقع lovediscovery، يؤثر هذا الضغط الخارجي، الذي يختلف عبْر مراحل الحياة والسياقات الثقافية، على كلّ شيء من العلاقات الشخصية، إلى الخيارات المهنية. يتجلى في أشكال مختلفة، من التوقعات الصريحة إلى المعايير الضمنية التي تُملي سلوكاً مقبولاً. يمكن أن يؤدي هذا الضغط أيضاً إلى أعراض القلق والميل إلى التوافق؛ مما يؤثر على الشباب والبالغين على حدٍ سواء. من الضروري فحص كيفية تطوُّر هذه الأعراف المجتمعية، وكيف تستمر في جعل الناس يرون أنفسهم من خلال عدسة السلبية.

التعامل مع الضغط المجتمعي

يعَد تطوير المرونة والشعور القوي بالذات، أمراً أساسياً للتخفيف من الآثار السلبية للضغط المجتمعي. يتضمن احتضان الفردية التعرُّف إلى الصفات الفريدة للفرد ومسار حياته وتقديرها، ومقاومة الرغبة في الامتثال للمعايير المجتمعية غير الواقعية. يتضمن بناء المرونة تطوير صورة ذاتية قوية وإيجابية، والقدرة على التعافي من النكسات. يمكن تحقيق ذلك من خلال التأمل الذاتي وممارسات اليقظة الذهنية، وطلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة أو اختصاصيي الصحة العقلية. من خلال تعزيز العقلية التي تقدّر الأصالة الشخصية على التوافق المجتمعي، يمكن للأفراد التعامل مع الضغوطات بشكل أكثر فعالية.
قد يهمك الاطلاع على: علامات تنذر بالاحتراق النفسي وتتطلب العلاج الفوري

الضغط المجتمعي هو قوة منتشرة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحتنا العقلية ورفاهيتنا. من خلال فهم مصادرها وأسسها النفسية وتأثيراتها عبْر مراحل الحياة المختلفة، يمكننا التغلب بشكل أفضل على تحدياتها. إن تبني الفردية وبناء المرونة وطلب الدعم المهني عند الحاجة، هي المفتاح للتعامل بفعالية مع الضغط المجتمعي.

كيف ينظر علم النفس إلى الضغوطات المجتمعية؟

اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة فرح الحر، تحدثت لـ«سيدتي» عن الضغوطات النفسية في المجتمع، وخلصت إلى أن:

الضغط الاجتماعي هو، تحديات يواجهها الفرد اليوم في المجتمع الذي يعيش فيه؛ خصوصاً في العالم الحالي المليء بالتوقعات والمعايير. يجد الإنسان نفسه في سباق لإرضاء العالم حوله، سواء العائلة، المجتمع أو الأصدقاء.

يكون الشعور بالضغط الاجتماعي أحياناً محفزاً، ولكن يتحول إلى عبء متعب. مثلاً سماع صوت يدعو إلى "اتباع القواعد، كُن مثل الآخرين، لا تخيّب ظنهم" وهذه حاجة ملحة للتوافق مع توقعات المحيطين فينا، إن كانت تتعلق بالمظهر، القرارات، أو حتى في المستقبل والأحلام.

هناك أسباب عديدة لضغوطات المجتمع:

  • الضغوطات الثقافية والاجتماعية التي يفرضها المجتمع، الذي يتطلب منّا أن نكون ناجحين ومتفوقين. تختلف من ثقافة إلى أخرى، وتتنوع بين المظهر والسلوك.
  • ضغوطات العائلة: العائلة تمارس على الشخص ضغوطات كبيرة لتحقيق أهداف معينة، وتدخُّل العائلة بالقرارات الشخصية مثل: الزواج، العمل، الدراسة.
  • ضغوطات من الأصدقاء: المقارنة بالآخرين، والتركيز على الوجود في دائرة أصدقاء معينة.

كيف نتعامل مع الضغوطات؟

الضغط الاجتماعي موجود عند كلّ العالم، وهو جزء من حياة كلّ فرد؛ لأن التوقعات والانتقادات الصادرة من المجتمع أو العائلة، تشكّل عبئاً علينا.

  • علينا أن نشعر بثقة بالنفس، ونعرف قيمتنا واستحقاقنا، وعدم مقارنة أنفسنا بالآخرين، والتركيز على نقاط قوتنا للاستفادة منها، وتطوير نقاط الضعف.
  • فهم مصدر الضغط الاجتماعي ومن أين يأتي. حين نفهم السبب الجذري لذلك، يمكن تحديد كيف يمكننا التغيير إلى الأفضل.
  • وضع الحدود ونتعلّم أن نقول لا، وأن نملك وقتاً خاصاً لنا، ونحترم حاجتنا للراحة، والعمل على تطوير مهارات التواصل، أن نتقن لغة صارمة وواضحة للتعبير عن آرائنا.
  • إعطاء معنى جديد للأفكار السلبية: نسأل إذا كان الضغط حقيقياً، أم نحن نرى الأمور أكثر تعقيداً؟ نفكر بتأثير الموقف على المدى البعيد، ونقرّر إذا كان يستحق منّا هذا القلق.
  • الاستفادة من الدعم الاجتماعي، ونختار جيداً دائرة أصدقائنا، وأن نكون محاطين بالأصدقاء الذين يتقبّلوننا كما نحن، كما نشارك مخاوفنا مع أشخاص موثوقين.
  • نخفف من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم الانجراف وراء الصور المثالية، استغلال الوقت للقيام بأنشطة تجلب لنا السعادة.
  • الاهتمام بصحتنا النفسية والجسدية، وممارسة تمارين التنفُّس أو التأمُّل، التمارين الرياضية، تناوُل وجبات صحية، والحصول على قسط كافٍ من النوم. الصحة الجسدية تؤثر بشكل مباشر على قدرتنا لمواجهة التحديات.
  • مسامحة أنفسنا على الأخطاء التي ارتكبناها، والعمل على تحسين المعاملة مع المواقف.
  • تحديد أهداف شخصية، وتقسيم الأهداف الكبيرة إلى صغيرة. فإرضاء الجميع أمرٌ مستحيل، وعلينا إرضاء أنفسنا ومعتقداتنا أولاً.

ما رأيك بمتابعة: أعراض الضغط النفسي وطرق علاجه

  • ومن وجهة نظر الحرّ: "الضغط الاجتماعي هو تحدٍّ صعب، ولكن يمكننا الاستفادة منه كفرصة للتعلُّم والنموّ وبناء شخصية قوية؛ لأنه من خلال التحدي، نحدّد أولوياتنا، ونضع حدوداً لتطوير أنفسنا من الآثار السلبية للضغط النفسي الذي نواجهه".