يعتبر التعرق الليلي بعد الولادة من الظواهر الشائعة التي تعاني منها الكثير من النساء خلال فترة ما بعد الولادة. ورغم أنه قد يكون مزعجاً أو محيراً في بعض الأحيان، فإنه عادة ما يكون نتيجة للتغيرات الطبيعية التي تمر بها المرأة في هذه الفترة، لهذا يؤكد الدكتور محمود علام أستاذ النساء والتوليد أن من المهم أن تكون الأمهات الجدد على علم بالأسباب المحتملة لهذه الظاهرة، ومتى يستدعي الأمر القلق، وكيفية التعامل معها لتخفيف الأعراض وتحقيق الراحة.
معلومات تهمك عن التعرق الليلي بعد الولادة
التعرق الليلي هو التعرق المفرط الذي يحدث أثناء النوم، وعادة ما يكون مصحوباً بشعور بالحرارة الشديدة أو البلل في الملابس والفراش.
وتترافق هذه الظاهرة المزعجة مع قلة النوم والتغيرات الهرمونية التي تحدث بالجسم بعد الولادة، التعرق يحدث في أي وقت خلال الأسابيع أو الأشهر التي تلي الولادة، وغالباً ما يكون في الأشهر الأولى بعد الولادة.
وفي حالة استمراره لفترة طويلة أو في حال كانت هناك أعراض أخرى مقلقة، تجب دائماً استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى.
الأسباب المحتملة للتعرق الليلي بعد الولادة
التغيرات الهرمونية:
أحد الأسباب الرئيسية للتعرق الليلي بعد الولادة هو التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة بعد الولادة. أثناء الحمل، تكون مستويات بعض الهرمونات، مثل الاستروجين والبروجسترون، مرتفعة بعد الولادة، يبدأ الجسم في العودة إلى حالته الطبيعية، ويحدث انخفاض كبير في هذه الهرمونات، وهذه التغيرات الهرمونية تؤثر على درجة حرارة الجسم وتسبب التعرق المفرط، خاصة أثناء النوم.
الرضاعة الطبيعية:
الرضاعة الطبيعية تعتبر أحد الأسباب الأخرى التي قد تساهم في التعرق الليلي بعد الولادة.؛ حيث يتم إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، حالة إرضاع الأم لطفلها، والتي تحفز انقباضات الرحم للعودة إلى حجمه الطبيعي، وهذا الهرمون يمكن أن يؤثر أيضاً على تنظيم درجة حرارة الجسم، مما يؤدي إلى التعرق.
العودة إلى الحالة الطبيعية للجسم:
بعد الولادة يحتاج الجسم إلى وقت للعودة إلى حالته الطبيعية، ومن خلال عملية التعرق الليلي يتم إفراز الكثير من هذه السوائل ، مما قد يساعد على تخلص الجسم من الزائد منها، و التي تراكمت خلال فترة الحمل.
التوتر والقلق:
التغيرات النفسية والعاطفية التي قد تمر بها الأمهات الجدد بعد الولادة، مثل القلق والتوتر الناتج عن تربية الطفل الجديد، يمكن أن تؤدي إلى زيادة التعرق أثناء الليل، وهذا التوتر يمكن أن يحفز الجهاز العصبي الذي ينظم التعرق.
النوم غير المنتظم:
عدم انتظام ساعات النوم بعد الولادة، خاصة مع الرضاعة الليلية أو العناية بالطفل، قد يؤثران على توازن الجسم، ما يؤدي إلى الحرمان من النوم، وحدوث تغييرات في أنماط التعرق، بما في ذلك التعرق الليلي.
يرضع بشكل متقطع أثناء الرضاعة من الأم ؟ هل تودين التعرف إلى الأسباب؟
التغيرات في الوزن:
بعد الولادة قد يحدث تغير في وزن الجسم بسبب فقدان السوائل أو زيادة الوزن خلال الحمل، هذه التغيرات قد تؤثر على عملية التعرق وتسبب التعرق الليلي، وذلك نتيجة لتغيرات تحدث في توزيع الدهون والتمثيل الغذائي.
الأمراض أو العدوى:
انتبهي: في بعض الحالات، قد يكون التعرق الليلي بعد الولادة ناتجاً عن أمراض أو عدوى، فإذا كانت الأم تشعر بالحُمّى أو التعب الشديد مع التعرق الليلي، فقد يكون ذلك مؤشراً على وجود عدوى أو مشكلة صحية أخرى مثل التهاب الرحم أو المسالك البولية، في هذه الحالة من المهم استشارة الطبيب.
كيفية التعامل مع التعرق الليلي بعد الولادة
رغم أن التعرق الليلي بعد الولادة غالباً ما يكون ظاهرة طبيعية ومؤقتة، إلا أن هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الأمهات على التعامل معه بشكل أفضل ومنها:
ارتداء ملابس قطنية مريحة، ارتداء ملابس فضفاضة يمكن أن يساعد في امتصاص العرق بشكل أفضل، ويسمح للجسم بالتنفس، عكس الملابس الاصطناعية التي قد تزيد من تراكم الحرارة.
ضبط درجة حرارة الغرفة، تأكدي من أن درجة حرارة الغرفة ليست مرتفعة جداً أثناء النوم، إذا كنتِ تعانين من التعرق الليلي، قد يكون من المفيد ضبط مروحة أو مكيف الهواء في الغرفة لتوفير بيئة أكثر برودة.
شرب الماء بكميات كافية، التعرق المفرط قد يؤدي إلى فقدان السوائل والمعادن، لهذا تأكدي من شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم لتعويض السوائل المفقودة، والحفاظ على ترطيب الجسم.
تجنب المشروبات المحفزة، تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الأطعمة الحارة قد يزيد من التعرق، حاولي تجنب هذه المشروبات خاصة في المساء.
الراحة والنوم الكافي، حاولي الحصول على نوم جيد وكافٍ قدر الإمكان، مع تحديد روتين نوم مناسب وتنظيم أوقات نوم الطفل، ما قد يساعد في تحسين نوعية النوم وتقليل التعرق الليلي.
الاهتمام بالصحة النفسية، إذا كنت تشعرين بالتوتر أو القلق، قد تساعد ممارسة تقنيات الاسترخاء؛ مثل التنفس العميق أو التأمل في تقليل مستويات التوتر، وبالتالي تقليل التعرق الليلي.
تابع: طرق لعلاج التعرق الليلي بعد الولادة
يتم علاج التعرّق الليلي بعد الولادة، عن طريق اتباع الأم لعدة نصائح وإرشادات تُعنى بصحتها:
- أن تحصلي على السوائل التي تعوّض، العرق المبذول ليلاً.
- احصلي على أكثر من لترين من العصائر الطبيعية المتوافرة في الموسم، بالإضافة للإكثار من شرب الماء.
- لا تكثري من التوابل والبهارات، التي تَزيد من حِدّة إفراز العرق.
- تجنّبي شرب السوائل والمشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ لأنها تَزيد من نسبة فقْد الجسم للسوائل.
- أرتدي -الأم النفساء- ملابس قطنية، وتكون واسعة ومريحة، وخاصةً الملابس الداخلية.
- اجعلي غرفة نومك باردة، وتدربي على تمارين الاسترخاء والتأمل؛ فهي تُعدل من مستويات الهرمونات في الجسم.
- لا تغفلي ممارسة الرياضة المناسبة لمرحلة النفاس، وذلك من خلال توصيات الطبيب.
متى يجب القلق واستشارة الطبيب؟
يجب القلق ومراجعة الطبيب إذا استمر التعرق لفترة طويلة بعد الولادة، وإذا كان التعرق الليلي مصحوباً بأعراض أخرى مثل: الحُمّى أو التعب المفرط، فقد يكون من المفيد استشارة الطبيب لاستبعاد وجود أي حالات مرضية أخرى.
على الرغم من أن التعرق الليلي بعد الولادة عادة ما يكون طبيعياً، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون من الضروري استشارة الطبيب، إذا لاحظتِ ما يلي:
- إذا كان التعرق الليلي شديداً وغير معتاد.
- إذا كان التعرق مصحوباً بأعراض أخرى، مثل الحُمّى أو الألم.
- إذا كنت تشعرين بالتعب الشديد أو الانخفاض الملحوظ في الطاقة.
- إذا كانت الأعراض تستمر لفترة طويلة دون تحسن.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.