كيف تساعدين طفلك في التغلب على الخوف في مراحل عمره المختلفة؟

صورة لطفلة تعاني من الخوف
يتعرض الأطفال للخوف لأسباب مختلفة

يعد الخوف من المشاعر الطبيعية التي تصيب الإنسان ويتعرض لها في مواقف كثيرة في حياته وكذلك في مراحل عمرية مختلفة، وربما كان خوف الإنسان الأول هو دافعه للبحث عن طرق للأمان والحفاظ على حياته وابتكار طريقة بناء البيوت ليحمي نفسه وعائلته من الوحوش والحيوانات، ولذلك فيجب أن يكون التعامل مع الخوف كرد فعل طبيعي ما لم يكن قد زاد عن حده عند الأطفال.
يجب على الأم أن تعتني بعدم تعريض طفلها لمشاعر إضافية من الخوف غير الطبيعي وأن تساعدهم على التخلص من مشاعر الخوف والتحلي بالشجاعة ومواجهة المواقف المختلفة في الحياة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله حيث أشار إلى كيف تساعدين طفلك على التغلب على الخوف في مراحل عمره المختلفة وذلك من خلال عدة نصائح وتوجيهات مثل عدم تعنيف الطفل وعقابه وتشجيعه على تفريغ طاقته السلبية وذلك في الآتي:

ناقشي طفلك للتعرف إلى مخاوفه

طفل يشعر بالخوف


اهتمي بأن تكوني الصديقة الأولى لطفلك ولذلك في حال ملاحظتك أن طفلك لديه مشاعر خوف زائدة فيجب أن تهتمي بالحديث معه والتوصل لأسباب مخاوفه التي قد تكون حقيقية وتستحق أن يتغلب عليها الطفل، ويجب عليك حماية طفلك منها وفي بعض الأحيان قد تكون مشاعر متخيلة وغير حقيقية، فهناك بعض الأطفال الذين يتعرضون للتخويف من الأطفال الأكبر سناً عن المخلوقات التي تظهر ليلاً وتلتهم الصغار أو عن الحشرات العملاقة والأشباح وغيرها، ولذلك فمن المهم أن تتحدثي مع طفلك حول هذه الأشياء وبأنها خيالية وغير موجودة ولا تستحق أن يخاف منها الطفل لأن خوف الأطفال غالباً ما يكون مبالغاً فيه ما لم يكن يخاف من أشياء حقيقية مثل خوفه من ابن الجيران الذي يتنمر عليه أو يستغل صغر سنه ويسرق حاجياته وهكذا.

تجنبي تعريضه لمواقف مخيفة

تجنبي تعريض الطفل لمواقف مخيفة مثل الذهاب به إلى أماكن موحشة أو البقاء في غرف مظلمة أو حتى الذهاب به إلى دور الملاهي التي تخصص فقرات لبيوت الرعب والحيوانات المنقرضة مثل الديناصورات، فكل هذه المواقف تزيد من شعور الطفل بالخوف والهلع، ويجب عليك أن تكوني بجوار طفلك وتقومي باحتضانه في حال تعرض لأي موقف مخيف مفاجئ، واعلمي أن خوف الطفل قد يتملك منه ويؤثر على شخصية الطفل ويتحول إلى طفل مهزوز الثقة بالنفس، ويمكن أن يمارس الآخرون تخويف الطفل على سبيل اللعب والمداعبة، ولكنه سوف يخاف ويظل ملازماً لك وليس لديه القدرة على مواجهة الحياة والخروج من البيت.

تجنبي المشاكل الزوجية أمام الطفل

المشاكل الزوجية


قومي بإبعاد طفلك عن المشاكل الزوجية والمشاحنات ومواقف الصدام التي تحدث بينك وبين زوجك، واهتمي أن يحدث ذلك بينك وبين الزوج في غرفة مغلقة وبعيداً عن مرأى ومسمع الصغار؛ لأن الأب والأم هما مصدر الأمان والطمأنينة في نظر الطفل، وحين يرى الطفل الشجار والمشاكل بينهما فسوف يشعر بالخوف أولاً، ثم يشعر بعدم الأمان ثانياً خاصة مع تهديد الأم بترك البيت وتهديدها بترك الأطفال، ولذلك فيجب أن يتجاوز الوالدان المشاكل الزوجية وعدم تعريض الطفل للخوف بسبب سوء التفاهم والمشاكل المتراكمة، وفي حال اتخاذ قرارات بالانفصال فيجب الحديث مع الطفل وتهوين الأمر عليه وعدم إشعاره بالخوف من التواجد مع الطرف الآخر، ويجب ترتيب حياة الطفل بعد الانفصال لكي لا يعاني من الكوابيس ومشاكل أخرى وحيث إن أثر الخلافات الزوجية على الأطفال يظل باقياً معهم لسنوات طويلة ويترك أثره على شخصياتهم.

توقفي عن تعنيف وتخويف الطفل

توقفي عن تخويف طفلك وتهديده ومعاقبته بشدة على أخطاء بسيطة لأن ذلك من شأنه أن يحوله إلى طفل خائف ومذعور طيلة الوقت، ولذلك فيجب على الأم في الدرجة الأولى أن تتوقف عن تخويف الطفل من الأب وموعد عودته وبأنه سوف يعلقه في السقف مثلاً لأنه قام بخطأ ما، كما يجب عدم تخويف الطفل بأن الأم سوف تعاقبه بطرق غير طبيعية مثل أن تحرق أطراف أصابعه لأنه ضرب شقيقه الأصغر، وهكذا فالتهديد والتخويف وعقاب الطفل المبالغ فيه من أسباب شعور الطفل بالخوف، وقد يمضى الطفل زمناً وهو يخاف أن يشعل الفرن في البيت حتى عندما يكبر؛ لأن الأم كانت تهدده بأنها سوف تشويه في الفرن حين كان صغيراً بسبب لعبه بمقابس الكهرباء وهكذا.

سرد القصص عن الأبطال

اسردي على طفلك قصصاً وحكايات تعبر عن شجاعة أبطالها وعدم خوفهم وراعي أن تكون هذه القصص لأطفال قاموا بمواقف بطولية ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون هذه المواقف في حدود المعقول لأن بعض المواقف الخيالية التي نشاهدها لأطفال في أفلام الكرتون قد تعرّض حياة الطفل للخطر مثل الطفل الذي يقفز من المرتفعات أو الطفل الذي يطير وغيرها، ويجب أن تكوني مستعدة لأن تقدمي له البطولة في معناها المعقول والطبيعي بحيث يواجه الطفل المواقف التي تحدث معه دون خطر حقيقي.

ممارسة الرياضات المختلفة

طفل يمارس الرياضة

اهتمي بأن يمارس طفلك الرياضات المختلفة لمساعدته في تفريغ الطاقة والمشاعر السلبية لديه، وذلك لأن الرياضة تحقق التوازن النفسي والروحي للإنسان في جميع الأحوال، واهتمي أن يمارس طفلك في حال اكتشفت أنه يعاني من الخوف من الأطفال الآخرين أو أنهم يقومون بضربه والسخرية منه، ففي هذه الحالة يمكن تعليم الطفل الرياضات التي تتعلق بالدفاع عن النفس، ولكن يجب أن تكون الأم حذرة لأن الطفل حين يستخدم أي رياضة للدفاع عن نفسه، فيجب أن يتحلى بالآداب الخاصة بها ومعرفة قوانين هذه اللعبة لكي لا يسبب الضرر للطرف الآخر وألا يضطر لاستخدام هذه الرياضات إلا في حدود، وقد يتعرض لمواقف من الخوف والهلع لا تحتاج منه لكي يستخدم هذه الرياضة ولكن تحتاج منه تجنب التعرض لها فقط.

استشيري طبيباً نفسياً

اذهبي بطفلك إلى طبيب نفسي لو اكتشفت أن مخاوف طفلك غير طبيعية وأن كل الطرق التي قمت باستخدامها للقضاء على خوف الطفل لم تجدِ نفعاً منه، ففي بعض الأحيان يحتاج الطفل للعرض على طبيب نفسي للبحث عن أسباب خفية لشعوره الدائم بالخوف، كما أن خوف الطفل قد يكون مرضياً يتعلق برواسب نفسية لا تعرفها الأم، ولذلك فيجب الحديث مع الطبيب النفسي في هذه الحالة مع اتباع نصائحه وتوجيهاته.
قد يهمك أيضاً: نصائح لإيقاف نوبة الهلع عند طفلك
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.