أهمية الصدق بين الزوجين ودوره في توثيق العلاقة

 الصدق بين الزوجين
زوجان يتبادلان اطراف الحديث بكل صدق ومودة

ماذا يعني أن تكون صادقاً مع شريك حياتك؟ وهل إظهار الصدق يقتضي الكشف عن كل فكرة أو مشاركة كل سر مع شريك حياتك؟ وما الحد الفاصل لتحصل على خصوصيتك في العلاقة؟ وهل لو احتفظت ببعض الأمور ولم تبح بها لشريك حياتك يعنى ذلك أنك غير صادق؟ إذا أردتم التعرف إلى إجابات هذه الأسئلة وأكثر؛ فتابعوا اللقاء التالي الذي التقت فيه "سيدتي" خبيرة العلاقات الأسرية نشوى الكيلاني، التي تحدثك عن أهمية الصدق بين الزوجين ودوره في توثيق العلاقة.

الصدق يعني عدم تزييف الوقائق

زوجان يبدو بينهما خلاف فالزوج يجلس ظهره بظهر زوجته وكل يمسك جهازه المحمول بعيداً عن الآخر -المصدر: freepik


تقول خبيرة العلاقات الأسرية نشوى الكيلاني لـ"سيدتي": الصدق فضيلة وخلق إسلامي جميل ويعني قول الحقيقة وعدم تزييف الوقائع والأحداث، ويُوصف الشخص الذي يتحدث بالحقيقة أنه صادق. والإنسان الصادق يكون أميناً ومخلصاً ووفياً ومستقيماً، والصدق لا يعني أن تتحدث عن كل ما يعتمل داخلك بصراحة ووضوح؛ فهناك الكثير من الأسباب التي تدفعك إلى الاحتفاظ ببعض الأمور لنفسك. فقد تختار كتمان آرائك المؤذية المحتملة، أو أفكارك الخاصة، أو المعلومات التي قد تخالف وعدك لشخص ما قريب لك أو تظهرك بمظهر غير مناسب؛ فرسولنا الكريم يقول: "إذا بُليتم فاستتروا"، ومن ثَم يجب أن يستر الإنسان نفسه، ولكن هذا لا يعني بالطبع أن يخدع الشريك شريكه، بل تجب موازنة الأمر والنظر هل هذا الأمر يخص شريكك ويهمه أن يعرفه أم أنه سيؤثر في العلاقة وقد يصيبها بمقتل، فمثلاً لا يجوز أن يخفي الشريك مرضاً ما أو زواجاً سابقاً ... إلخ، ولكي تُبنى العلاقة على أسس صحيحة؛ لا بُدَّ من معرفة كيفية ممارسة الصدق وفوائد الصدق والولاء وأهميتهما في العلاقة الزوجية.
قد ترغبين في التعرف إلى: الزوج الكذاب كيف تتعاملين معه؟

كيف تمارسين الصدق في حياتك؟

تقول نشوى: يمكنك أن تكون صادقاً في علاقتك من خلال:

  • أن تكن منفتحاً بشأن أفكارك ومشاعرك
  • أن تفي بوعودك
  • أن تكون متسقاً مع ذاتك وموثوقاً بقراراتك
  • تجنب إصدار الأحكام بصوت عالٍ
  • قول الحقيقة حتى لو كانت الكذبة قد تحميك فالصدق منجاة.

أسباب تجعل الصدق مهماً في العلاقات

الصدق في العلاقة الزوجية
زوجان يتحدثان عن أمورهما الشخصية ويتحريان الصدق في أحاديثهما فيبدو عليهما التفاهم والتفهم


تؤكد نشوى أن إظهار الصدق في العلاقة لا يعني أنه عليك الكشف عن كل فكرة أو مشاركة كل سر مع شريك حياتك؛ فلديك أيضاً الحق في الالتزام بإجابات غامضة إذا كنت لا تشعر بالراحة في مشاركة المعلومات على أنه عندما يتعلق الأمر بالصدق في العلاقات، تذكر كل الأسباب الجيدة التي تدفعك لتكون واضحاً وصريحاً أو صادقاً. واعلم أنه عندما تكون صادقاً مع شريكك منذ بداية علاقتكما، فإنك تضع نمطاً يجعل زوجك يرغب في اتباعه؛ ففوائد الصدق كبيرة وأهميته عظيمة فهو يعمل على:

تعزيز الثقة

تُعتبر الصراحة مهمة لأنك عندما تثق بشريكك، فإنك تبحث غريزياً عن الخير فيه. كما أن الشركاء الذين يثقون ببعضهم بعضاً ينظرون إلى بعضهم بعضاً على أنهم أكثر مراعاة مما هم عليه في الواقع.

كلما زاد الصدق زاد الحب

إن الصدق والثقة في العلاقة يعملان في انسجام، كما هو الحال مع الحب، فكلما زادت ثقة الزوج بشريكة حياته؛ قل احتمال تذكره للتجارب السلبية معه، كما أن الصدق والثقة في الشريك تساعد على الشعور بالأمان والحب في العلاقة الزوجية، كما أن كلاً من الصدق والثقة تبني أساساً ممتازاً لمستقبل صحي لكلا الزوجين.

الكذب يعني التشكيك

لا يوجد ما هو أسوأ من الشك في صدق شريك الحياة؛ فالتساؤل عما إذا كان شريكك يكذب عليك أو لا شعور قاتل؛ ففي اللحظة التي تشعر فيها بعدم الصدق في علاقتك، تبدأ في التشكيك في كل شيء، ويتبعه شعور بانعدام الأمان الشخصي، وعندما يكون الشريكان صادقين، فإنهما يقللان من قلق العلاقة ويسمحان للثقة بالازدهار في العلاقة.

يعزز التواصل الصحي

عندما لا يوجد شيء يمنعك من أن تكون صادقاً مع زوجتك، فإنك تخلق تدفقاً من التواصل، فالحب والصدق لا يجعلان من السهل حل النزاعات وتجنب الأشياء الصغيرة التي تخرج عن السيطرة فحسب، بل يساعدان أيضاً الأزواج على التقارب ومعرفة المزيد عن بعضهم بعضاً، وتخبرنا الدراسات أن التواصل يعزز المشاركة الإيجابية بين الأزواج ويجعلهم يشعرون بمزيد من الدعم والرضا في علاقتهم.

الصدق يخلق الاحترام

الصدق مع الشريك يظهر مدى احترامك له؛ فأنت لا تريد أن تشعر الزوجة بالقلق عليك ومن ثَم عليك أن تظهر لها لطفك بإخبارها إلى أين ستذهب ومتى ستعود إلى المنزل، ولا تحجب حبك عنها لصالح الغموض واللامبالاة بدلاً من ذلك، دع زوجتك تدخل قلبك.

الصدق يقلل مساحات الخلاف

بغض النظر عن مدى توافقكما، فمن الطبيعي أن تحدث خلافات بينكما من وقت لآخر، ولكن إحدى علامات الصدق في العلاقة تزيد من درجة القبول والتقبل في علاقتكما، ويرجع هذا إلى أنكما كنتما صريحين بشأن هويتكما وما تؤمنان به منذ البداية، ولم يُضطر أي منكما قط إلى التظاهر بأنه شخص آخر ليشعر بالقبول من الآخر.
والرابط التالي يعرفك أهمية الصداقة بين الزوجين كقاعدة لزواج طويل الأمد