في حوارنا مع المصممة الكويتية ليال سلطان، صاحبة علامة "إيلورا"Elura للمجوهرات الفاخرة، نكتشف إلهامها ورؤيتها الفريدة في عالم تصميم المجوهرات. أسست ليال علامتها التجارية لتسد فجوة واضحة في السوق الكويتي للمجوهرات المعاصرة التي تتميز بالجودة العالية والرؤية المبتكرة.
اسم "إيلورا" يحمل معنى عميقاً بالنسبة لها، حيث يجسد الغموض والأناقة التي تسعى إلى نقلها في كل قطعة تصممها. من خلال هذا الحوار، نغوص في عالمها الإبداعي ونستكشف كيف تدمج بين التراث العربي والأناقة العصرية، وتروي قصصاً شخصية من خلال تصاميمها التي تعكس القوة والجمال.
ما الذي ألهمكِ لإنشاء هذه العلامة التجارية للمجوهرات الفاخرة، وما الذي يرمز له اسم "إيلورا"Elura بالنسبة لكِ على الصعيدين الشخصي والمهني؟
كان إنشاء إيلورا خطوة طبيعية بالنسبة لي بعد أن لاحظت الفجوة في السوق الكويتي من حيث المجوهرات الفاخرة المعاصرة عالية الجودة التي تحمل رؤية فريدة. اسم إيلورا يحمل معنى خاصاً لي على الصعيدين الشخصي والمهني. أردت اسماً يشعر بالغموض والأناقة، مثل القطع التي أصممها، واسم إيلورا يجسد هذا الجوهر تماماً. إنه يرمز إلى إحياء رؤية مميزة، وفي نفس الوقت يشيد بقوة الإبداع والإنجاز الذي يأتي من متابعة الشغف الحقيقي.
تدمج إيلورا بين الثقافة العربية والأناقة المعاصرة. هل يمكنكِ أن تخبرينا المزيد عن كيفية دمج هذين العنصرين في تصاميمك؟
دمج العناصر من الثقافة العربية مع الجمالية العصرية كان أمراً أساسياً في تعريف أسلوب إيلورا. أسعى إلى تضمين الإلهام الثقافي بطرق دقيقة، مثل الخطوط المتدفقة التي تذكرنا بمنظر الصحراء أو بريق الأحجار المستوحى من السماء المضيئة بالنجوم. بدلاً من الرمزية الصريحة، يكمن الهدف في التقاط جوهر يمكن أن يكون ذا صلة وعالمياً، مما يسمح لكل قطعة أن تشعر بأنها متصلة بجذورها ولكن مع لمسة خالدة تجذب الناس على مستوى عالمي.
ما الذي ألهمكِ للبحث في النجوم والكون من أجل مجموعتك الأولى "الهمسات الكونية" Cosmic Whisper؟
كانت مجموعة "الهمسات الكونية" فرصة لي لدمج تأثيرين لطالما أثّرا بي: جاذبية الكون وجمال موطني. لطالما وجدت شيئاً شاعرياً في اتساع الكون، وكان تصميم هذه المجموعة وسيلة للتعبير عن تلك الدهشة.
وكيف أثرت تجربتكِ من نيويورك إلى معهد الأحجار الكريمة GIA لندن على تصاميمك؟
دراستي في نيويورك ولندن منحتني منظوراً أوسع للتصميم وعرّفتني على قوة التجريد. كل قطعة هي وسيلة لسرد قصة من دون الحاجة إلى رموز صريحة، حيث تلتقط جودة جوّية تشعر بأنها قريبة من القلب ولكن في نفس الوقت واسعة المدى.
قد يهمك أيضاً: المصممتان فاطمة ومريم البرام: تحديات وإلهام وراء إطلاق مجوهرات "موريا"
كيف يشكل منظوركِ كامرأة العلامة التجارية؟ وهل تشعرين بمسؤولية تمثيل تمكين المرأة في تصاميمكِ أو من خلال فلسفة العلامة؟
قيادة إيلورا كمصممة أنثوية شكلت العلامة التجارية بطريقة فريدة، حيث تعكس كل تصميمات القوة والأناقة والمرونة. كوني امرأة في هذا المجال يعني أنني أقدم منظوراً يقدّر الجمال والوظيفة في الوقت نفسه، حيث إن كل قطعة ليست مجرد زينة بل مصممة بعناية لتعكس الثقة والتميز.
بدلاً من اتباع الصيحات، أنا موجهة برؤية لإنشاء قطع تسمح للنساء بأن يشعرن بالقوة والثقة بالنفس، وهو شعور أتمنى أن يصل إلى نساء أخريات أيضاً. إيلورا هي عن استعادة السرد، وإثبات أن المجوهرات الفاخرة يمكن أن تحتفل بالنساء وأن تُصنع من قبلهن ولأجلهن بطريقة عميقة المعنى.
مررتِ برحلة دولية رائعة من نيويورك إلى GIA لندن. كيف شكلت هذه التجارب فهمكِ للمجوهرات الفاخرة؟
عشتُ في نيويورك ودرستُ في GIA لندن، مما ساعدني على فهم أن المجوهرات الفاخرة ليست مجرد زينة بل هي شكل من أشكال الفن الذي ينقل الهوية والإرث. قدمت لي نيويورك الجانب الفني والحيوي للتصميم، بينما جعلني GIA لندن أقدّر المهارات التقنية والحرفية التي تدوم عبر الزمن. كان إطلاق إيلورا في الكويت بمثابة إتمام لهذه التجارب، حيث مزجت بين الأناقة الثقافية لإرثي والجمالية العالمية.
كيف تصفين فلسفتكِ الشخصية في التصميم؟
تتمحور فلسفتي في التصميم حول ابتكار قطع جريئة وصريحة تعبر عن الشخصية. أؤمن أن المجوهرات يجب ألا تكمل الشخص فقط، بل أن تعكس فرديته. ومن خلال التركيز على التفاصيل الدقيقة والمواد الفريدة، أسعى لإنشاء قطع تشعر وكأنها امتداد للهوية وبيان للثقة.
ما المواد والتقنيات التي تستخدمينها عادة في مجموعات مجوهراتكِ، وكيف تضمنين أن كل قطعة تحمل التوازن المثالي بين الحرفية والأسلوب المعاصر؟
أنا شغوفة باستخدام مواد جميلة ونادرة، مثل عرق اللؤلؤ الأسود التاهيتي أو الأحجار الكريمة المحفورة يدوياً مثل اللازورد والفيروز. كل قطعة هي تعاون مع حرفيين مهرة، مما يضمن أن الجودة والفن يسيران جنباً إلى جنب. يتم اختيار كل مادة بعناية، ويتم اختيار كل تقنية لتسليط الضوء على جمال تلك المادة مع إعطاء كل قطعة لمسة عصرية.
غالباً ما تحكي المجوهرات قصة شخصية أو تعكس لحظة مهمة. ما هو دور السرد في تصاميمكِ، وكيف ترتبط "الهمسات الكونية" Cosmic Whisper بسردكِ الشخصي؟
للمجوهرات قدرة لا تصدق على تحديد اللحظات وتخزين القصص. بالنسبة لي، فإن "الهمسات الكونية" هي تعبير عن الدهشة والفضول حول الكون، فكرة كانت تراودني منذ الطفولة. انتقالي إلى نيويورك ثم دراستي في GIA لندن وسّع هذا الإحساس بالاستكشاف، مما دفعني لربط جمال الكون برحلتي الشخصية.
كل قطعة في مجموعة "الهمسات الكونية" تعكس هذا المزيج بين الاكتشاف والأناقة، حيث ترجمنا اتساع الكون إلى تصاميم تشعر بأنها ثابتة، حية، وقريبة من القلب. خاتم "الكثبان القمرية"، على سبيل المثال، كان مستوحى من كيفية تحول الصحراء تحت ضوء القمر، وهو بالنسبة لي رمز للتغيير والمرونة.
بطريقة ما، تمثل مجموعة "الهمسات الكونية" تلك الرحلة، الانتقال بين العوالم والثقافات والأماكن للبحث عن الجمال والمعنى والهدف. آمل أن يجد الآخرون جزءاً من قصتهم في هذه القطع كما وجدتُه في خلقها.
كيف ترين إيلورا تبرز في صناعة المجوهرات الفاخرة؟
صوت إيلورا كله حول التوازن، استلهام من التأثيرات الثقافية مع الحفاظ على تجددها وجرأتها. في مجال تنافسي، منهجي هو أن أكون شجاعة في التفاصيل، مع التركيز على الجودة والحرفية ولغة تصميم مميزة. قطعنا تهدف إلى أن تبرز وتصبح جزءاً ثميناً من مجموعات الناس، تتجاوز الصيحات الموسمية لتظل خالدة وأيقونية.
مجموعة "الهمسات الكونية" تستلهم من الكون وأسراره، كيف ترجمتِ هذا المفهوم الواسع والمعقد إلى تصاميم مجوهرات تشعر وكأنها متجذرة وفي نفس الوقت من عالم آخر؟
"الهمسات الكونية" هي إشارة إلى غموض وجمال الكون الخالد، وقد ترجمته إلى أشكال عضوية ومتدفقة وأحجار كريمة. كان الهدف هو أخذ مفهوم مجرد مثل الكون وجعله يشعر بالألفة، التقاط عناصر مثل الكثبان القمرية أو السماء المرصعة بالنجوم. أردت أن تكون كل قطعة وكأنها لمحة عن شيء أكبر من الحياة ولكن قابلة للارتداء.
كمصممة كويتية، كيف تتعاملين مع التحدي المتمثل في البقاء وفية لإرثكِ بينما تجذبين جمهوراً عالمياً؟
كمصممة كويتية ذات منظور عالمي، أسعى إلى تكريم إرثي من دون أن يشعر ذلك كقيود. هدفي هو إدخال عناصر ثقافية ذات طابع عالمي بدلاً من أن تكون محددة جداً. هذه الطريقة تسمح لإيلورا بالحفاظ على جذورها بينما تجذب جمهوراً واسعاً، مع الاحتفال بما هو فريد وقابل للتواصل في كل تصميم.
هل يؤثر الطابع الأنثوي لإيلورا على أنواع القطع التي تصممينها؟ وهل تهدفين إلى تمكين النساء من خلال مجوهراتكِ؟
قطعة إيلورا مصممة بالقوة والأناقة في الاعتبار، وهي الصفات التي آمل أن تمكّن من يرتديها. رؤيتي هي أن تكون المجوهرات تذكيراً بالثقة والفردية. لا أصمم بالضرورة مع تمكين المرأة كموضوع رئيسي، ولكنها جزء من فلسفة العلامة التجارية، التي تهتم بالاحتفال بالجمال والمرونة والشجاعة في التميز.
ما هو التالي لإيلورا؟ وكيف تتخيلين تطور العلامة التجارية في السنوات القادمة؟
أنا متحمسة لتوسيع مجموعة "الهمسات الكونية" مع قطع أصغر وأكثر تنوعاً تحتفظ بجوهر إيلورا المميز، سيسمح لي هذا التطور بالتواصل مع جمهور أوسع، بينما أبقى وفية لرؤية العلامة التجارية التي تعتمد على التصميم الجريء والمميز. أتطلع لاستكشاف أفكار ومواد جديدة، وربما التعاونات التي ستبقي رحلة إيلورا ملهمة ومبتكرة في السنوات القادمة.
تابعي أيضاً: المصممتان رشا ونور عبد: ندمج التراث الشرق أوسطي مع الرقي البريطاني في مجوهراتنا العصرية