ستيفانو كورتشي سيد الأحجار الكريمة لدى بوميلاتو: الأحجار تختار صاحبها

ستيفانو كورتشي
ستيفانو كورتشي

الحوارُ مع ستيفانو كورتشي Stefano Cortecci، «سيِّدُ الأحجارِ الكريمة» لدى بوميلاتو Pomellato، ملهمٌ لكلِّ مَن ينشدُ التطوُّرَ بالاستفادةِ من مسيرته المهنيَّة المتميِّزةِ في عالمِ الأحجارِ الكريمة. شغفُه بهذه الأحجارِ بدأ في جامعةِ بيزا حيث درسَ علمَ البلُّورات، وتحوَّل مع الوقتِ إلى ارتباطٍ عاطفي عميقٍ بها، وهذا سببُ حرصه، على مدارِ 25 عاماً مع بوميلاتو Pomellato، على تطويرِ رحلته من اكتشافِ الأحجارِ إلى خلقِ تصاميمَ مبتكرةٍ، أصبحت جزءاً من توقيعِ الدار. ستيفانو، تحدَّث لنا عن طرقِ اختيارِ الأحجارِ الكريمة، وكيف يمكن للمرأةِ أن تجدَ قطعةَ مجوهراتٍ، تتناغمُ مع شخصيَّتها، كما شرح فلسفةَ «الأحجارِ الحرَّة» التي أطلقتها الدارُ في 2024، فلسفةٌ تحتفلُ بالحريَّة الإبداعيَّة في التصميم.

 
حوار : لمى الشثري 


ستيفانو كورتشي

 

من بوميلاتو Pomellato


كيف بدأ شغفُك بالأحجارِ الكريمة؟


بدأتُ رحلتي أكاديمياً، إذ درستُ علمَ البلُّورات في جامعةِ بيزا، لكنْ سرعان ما تحوَّلت إلى شيءٍ عاطفي للغاية. بينما قدَّمت لي العلومُ الأساسَ لفهمِ الأحجارِ الكريمة، كانت قدرتها على سردِ القصص، وإثارةِ المشاعر السببَ في أسرِ قلبي حقاً. كلُّ حجرٍ، يتحدَّث بلغته الخاصَّة من خلال اللونِ، والضوءِ، والطاقة. هذا الانجذابُ، دفعني لمتابعةِ درجةِ الماجستير في علمِ الأحجارِ الكريمة، لكنَّ التعليمَ الحقيقي، كان في العقودِ التي قضيتها بالتعاملِ مع هذه المعجزاتِ الطبيعيَّة، واكتشافِ أسرارها، وفهمِ كيف يمكن أن تتحوَّل إلى مجوهراتٍ استثنائيَّةٍ.


رحلتُك مع بوميلاتو Pomellato، انطلقت قبل 25 عاماً، كيف تصفُها؟


إنها قصَّةُ حبٍّ، تستمرُّ في التعمُّق. عندما تعرَّفتُ على بوميلاتو Pomellato للمرَّة الأولى، جذبني على الفورِ نهجهم الثوري تجاه الأحجارِ الكريمةِ الملوَّنة. التزامُ الدارِ بالحِرفيَّة جنباً إلى جنبٍ مع أسلوبها المعاصرِ في التصميم، فتح أمامنا إمكاناتٍ لا نهايةَ لها للإبداعِ باستخدامِ الأحجارِ الكريمة. على مدارِ الأعوامِ الـ 25، نمونا معاً، دفعنا الحدود، اكتشفنا أحجاراً جديدةً، وابتكرنا تقنياتِ قصٍّ، أصبحت جزءاً من توقيعِ بوميلاتو Pomellato المميَّز. نعم، إنها رحلةٌ من الاكتشافِ المستمر، والحريَّة الإبداعيَّة.


أبعد من المعايير التقليدية


ما التحدِّياتُ في مسؤوليَّاتك بوصفك «سيِّد الأحجارِ الكريمة»؟


أكبر تحدٍّ، وهو أيضاً ما يجعلُ هذا الدورَ مثيراً، الحفاظُ على التوازنِ المثالي بين الإبداعِ والثبات. كلُّ حجرٍ نختاره، يجب أن يكون استثنائياً في حدِّ ذاته، وأن يتماشى مع الحمضِ النووي لبوميلاتو Pomellato. هذا يعني النظرَ إلى ما هو أبعدُ من المعاييرِ التقليديَّة للقيمةِ من أجل العثورِ على أحجارٍ، تحملُ رسالتنا عن الجمالِ غير التقليدي. إضافةً إلى ذلك، في عالمِ اليوم، يتطلَّب ضمانُ الحصولِ على الأحجارِ من مصادرَ مسؤولةٍ، بينما نكتشفُ الأحجارَ الفريدة، يقظةً مستمرَّةً، وعلاقاتٍ عميقةً مع شبكة مورِّدينا.
 

"تتحدّى فلسفة «الأحجار الحرّة» الهياكل التقليدية، والقواعد حول ما يجعل الحجر «ثميناً»"


حوار دائم


كيف تبدأ في إنشاءِ مجموعةٍ ما؟


الإبداعُ في بوميلاتو Pomellato، يقومُ على حوارٍ دائمٍ بين الأحجارِ والتصميم، وبين التقليدِ والابتكار. من خلال العملِ الوثيقِ مع فينتشنزو كاستالدو Vincenzo Castaldo، مديرنا الإبداعي، نبدأ غالباً بإحساسٍ، أو قصَّةٍ لونيَّةٍ، أو مصدرِ إلهامٍ فنِّي. أحياناً، تثيرُ الأحجارُ نفسها فكرةً ما. ربما مزيجٌ لوني غير عادي، أو تقنيَّةُ قطعٍ جديدةٌ. العمليَّة عضويَّةٌ، وتعاونيَّةٌ للغاية. هذا مع مراعاةِ التزامنا بالفخامةِ القابلةِ للارتداء، وأسلوبِ حياةِ امرأةِ بوميلاتوPomellato .


هل يمكنك شرحُ الفلسفةِ وراءَ مشروعِ «الأحجارِ الحرَّة» الذي أطلقته بوميلاتو Pomellato في وقتٍ سابقٍ من 2024؟


«الأحجارُ الحرَّة»، تمثِّل نهجَ بوميلاتو Pomellato الثوري تجاه الأحجارِ الكريمة. إنه بياننا حول الحريَّة الإبداعيَّة في المجوهرات. تتحدَّى هذه الفلسفةُ الهياكلَ التقليديَّة، والقواعدَ حول ما يجعلُ الحجرَ «ثميناً». نحن نؤمنُ بأن كلَّ حجرٍ كريمٍ له شخصيَّته، وجماله الفريد بغضِّ النظرِ عن قيمته السوقيَّة. سواءً كان ذلك من خلال تقنيَّاتِ القطعِ غير المتماثلة في مجموعة نودو Nudo، أو الإعداداتِ العضويَّة للأحجارِ في سابيا Sabbia، أو استخدامنا الجريء للأحجارِ غير التقليديَّة، تحتفل «الأحجارُ الحرَّة» بتحريرِ الأحجارِ من القيود التقليديَّة، تماماً كما تحتفل بوميلاتو بحريَّة النساءِ في التعبيرِ عن أنفسهن.


إستجابة عاطفية

 

سيد الأحجار الكريمة


كيف يمكن للنساءِ الحصولُ على قطعةِ مجوهراتٍ، تحتوي على حجرٍ كريمٍ، يتناغمُ مع شخصيَّتهن، ولونِ بشرتهن، وما إلى ذلك؟


جمالُ نهجِ بوميلاتو Pomellato في أننا نعتقدُ أن الحجر، هو الذي يختارُ المرأة. عندما تتَّصلُ المرأةُ بحجرٍ كريمٍ معيَّنٍ غالباً ما يكون ذلك استجابةً عاطفيَّةً، وليست عقلانيَّةً. أنا دائماً أشجِّع النساءَ على الوثوقِ بغرائزهن. كيف يجعلهن لونٌ معيَّنٌ يشعرن، وكيف يتناغمُ طابعُ الحجرِ مع شخصيَّتهن. في بعض الأحيان، تنجذبُ المرأةُ لاختيارٍ غير متوقَّعٍ، يُكمِل أسلوبها، لذا نقدِّم مجموعةً متنوِّعةً من الألوانِ والتقنيَّات المختلفة. يجب أن تشعرَ كلَّ امرأةٍ بحريَّة التعبيرِ عن شخصيَّتها الفريدةِ من خلال اختيارها الأحجارَ الكريمة.


هل هناك لحظةٌ بارزةٌ في اكتشافِ حجرٍ كريمٍ، تعتزُّ بها كثيراً؟


كانت هناك لحظةٌ استثنائيَّةٌ عندما اكتشفتُ حجرَ سبينيل مميَّزاً في تنزانيا. ما جعله كذلك بالنسبةِ لي لونه النادرُ، وهو مزيجٌ رائعٌ من الأزرقِ والبنفسجي، وأيضاً الطريقةُ التي كان يبدو فيها، وكأنَّه يحملُ الضوءَ بشكلٍ مختلفٍ عن أي حجرٍ رأيته من قبل. أكَّد لي ذلك أن الطبيعةَ قادرةٌ على أن تفاجئني بإبداعها حتى بعد عقودٍ، أمضيتها في هذا المجال. هذا الحجرُ، أصبح جزءاً من بوميلاتو Pomellato، لكنْ لحظةُ الاكتشاف، والاتِّصالُ الأوَّلي مع طابعه الفريد، سيبقيان ذكرى ثمينةً.
ما رأيك بالاطلاع على لقاء سابق مع سابينا بيلي الرئيسة التنفيذية لمجموعة بوميلاتو

"يتطلّب ضمان الحصول على الأحجار من مصادر مسؤولة، يقظة مستمرّة، وعلاقات عميقة مع شبكة مورّدينا"


المعرفة الفنية أساسية


نصيحةٌ تقدِّمها للأجيالِ الشابَّة التي تسعى إلى أن تصبح «سادةَ الأحجارِ الكريمة»؟


طوِّر عينك، لكنْ الأهمُّ من ذلك، طوِّر حساسيَّتك. المعرفةُ الفنيَّة أساسيَّةٌ، إذ يجبُ أن تفهم علمَ البلُّورات، والخصائصَ البصريَّة، وديناميكيَّات السوق، واعلم أن ما يميِّز «سيِّد الأحجارِ الكريمة» الحقيقي، هو القدرةُ على رؤيةِ ما وراءَ هذه المعايير. احرص على أن تشعر بشخصيَّة كلِّ حجرٍ، وفهمِ إمكانيَّته في أن يصبح شيئاً استثنائياً، ولا تتوقَّف أبداً عن الفضول فهناك دائماً شيءٌ جديدٌ لاكتشافهِ في هذا المجال، سواءً كان نوعاً غير عادي من الأحجار، أو تقنيَّةَ قطعٍ مبتكرةً.


أثناء سفرك حول العالمِ بحثاً عن الأحجارِ الكريمة، ما أهمُّ شيءٍ تعلَّمته؟


أهمُّ درسٍ تعلَّمته، أن الجمالَ، يتجاوزُ الحدودَ الثقافيَّة. سواءً خلال وجودي في أسواقِ بانكوك، أو مناجمِ إفريقيا، أو عند التقاءِ القُصَّار في جايبور، تعلَّمت أن تقديرَ الأحجارِ الاستثنائيَّة أمرٌ عالمي. الأهمُّ من ذلك، ما تعلَّمته عن المجتمعاتِ وراءَ الأحجار، أي العمال، والقُصَّار، والتجَّار الذين نقلوا معرفتهم عبر الأجيال. هذا عمَّق التزامي بالحصولِ على الأحجارِ من مصادرَ مسؤولةٍ، ودعمِ هذه المجتمعات.


كيف تصفُ وعي الناسِ بالأحجارِ الكريمةِ في منطقةِ الشرقِ الأوسط؟


يتمتَّع الشرقُ الأوسط بفهمٍ متطوِّرٍ جداً للأحجارِ الكريمة، يتجذَّرُ في تقاليدَ، تعودُ لقرونٍ. هناك تقديرٌ عميقٌ للجوانبِ الواضحةِ للأحجار، لونها وبريقها، وأيضاً لخصائصها الأكثر دقةً. ما يثيرُ الإعجاب، هو كيفيَّةُ امتزاجِ المعرفةِ التقليديَّة مع شهيَّةٍ معاصرةٍ للتصاميمِ المبتكرة. هذا يجعلُ الشرقَ الأوسط سوقاً مثيراً لبوميلاتو Pomellato، إذ يلتقي نهجنا غير التقليدي للأحجارِ مع جمهورٍ، يفهمُ، ويُقدِّرُ علمَ الأحجارِ الكريمةِ الرفيع.
لمتابعة الموضوع على النسخة الديجيتال على هذا الرابط