الفرق بين المدير الصارم والمدير المتساهل: من يدفعك للتميز؟

الفرق بين المدير الصارم والمدير المتساهل: أيهما تختار؟
الفرق بين المدير الصارم والمدير المتساهل: أيهما تختار؟ -المصدر: freepik by wayhomestudio

هل تساءلت يوماً أي نوع من المديرين يحقق أفضل نتائج؟ هل تحتاج إلى شخص يفرض عليك القواعد ويضغط عليك لتحقيق الأداء الأمثل؟ أم أنك تفضل الحرية والمرونة التي يتيحها المدير المتساهل الذي يثق بقدرتك على اتخاذ القرارات؟ تقدم الخبيرة في مجال التربية النفسية "سوزانا آتشك جوز" كيفية تأثير أنماط القيادة المختلفة في دافعك وإبداعك في العمل؛ فهل أنت مستعد لاكتشاف أي الأسلوبين يدفعك نحو التميز؟ اكتشف الإجابة.

المدير الصارم أم المتساهل: أيهما يحقق التميز؟

ضغوط النجاح

المدير الصارم يفرض معايير عالية ويضع ضغوطاً مستمرة على موظفيه لتحقيق النجاح. هذه الضغوط يمكن أن تحفز الشخص على تقديم أفضل ما لديه، لكنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الإجهاد والاحتراق الوظيفي؛ فالضغط المستمر قد يقود الموظف إلى العمل تحت توتر دائم، ما قد يعزز الكفاءة على المدى القصير ولكنه قد يؤثر سلباً في الصحة النفسية والتحفيز العام. في المقابل، يتطلب الأمر توازناً دقيقاً بين التحدي والتحفيز للحفاظ على الإنتاجية من دون التأثير سلباً في الأداء على المدى الطويل.
اكتشف.. هل يكرهك زملاء العمل؟ اكتشف 5 علامات تنذر بأن زملاءك قد لا يفضلونك

الحرية والإبداع

المدير المتساهل يمنح موظفيه مساحة للابتكار والتفكير بحرية؛ ما يفتح لهم أبواباً جديدة للإبداع. هذه الحرية تتيح للأفراد التفكير خارج الصندوق وتجربة أساليب غير تقليدية، ما قد يؤدي إلى حلول مبتكرة وتحقيق نجاحات غير متوقعة. ولكن، في غياب التوجيه الواضح، قد يشعر البعض بالحيرة أو تفتقر بعض المهام إلى التنظيم والوضوح. يجب أن يكون المدير المتساهل قادراً على توجيه الحرية نحو الأهداف الصحيحة.

الدافع الداخلي

المدير الصارم يعتمد على أنظمة مكافآت وعقوبات لتحفيز الموظفين، بينما المدير المتساهل يركز على بناء دافع داخلي من خلال الثقة والاحترام المتبادل. عندما يشعر الموظف بأن رؤيته محط تقدير واهتمام، يصبح لديه دافع داخلي قوي للعمل بجد. ذلك يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالانتماء والالتزام. في المقابل، قد يفقد الموظف الذي يعمل تحت رقابة صارمة دافعه الداخلي إذا شعر أن الأوامر تأتي من دون اهتمام شخصي.

إدارة الوقت

في بيئة العمل التي يقودها مدير صارم، يكون التركيز على الكفاءة والإنجاز السريع. يُشجع الموظفون على إنجاز المهام في الوقت المحدد؛ ما يعزز الشعور بالتحدي والإنتاجية، لكن الضغط الزمني المستمر قد يعوق بعض الموظفين من إظهار أفضل ما لديهم في المجالات التي تتطلب التفكير العميق والتخطيط الإستراتيجي. من ناحية أخرى، يمكن للمدير المتساهل أن يمنح موظفيه مزيداً من الوقت للتفاعل مع الأفكار؛ ما يسمح بالاستفادة من وقت أطول للابتكار والنضج.

القدرة على التكيف

المدير المتساهل غالباً ما يشجع الموظفين على التكيف مع بيئة العمل بشكل مرن؛ ما يمنحهم فرصاً لتطوير مهارات جديدة والتكيف مع التغيرات. هذه القدرة على التكيف تتوافق مع احتياجات جيل اليوم من القوى العاملة، الذين يبحثون عن بيئات عمل تحترم التنوع وتسمح لهم بالتطور الشخصي. بينما المدير الصارم قد يواجه صعوبة في إدارة التغيير إذا كانت القواعد غير مرنة؛ ما يجعل الموظفين يشعرون بالضيق تجاه التحولات السريعة.

التوازن بين القيادة والإشراف

المدير الصارم يميل إلى إشراف دقيق ومراقبة مستمرة للأداء، بينما المدير المتساهل يعطي المساحة للموظف ليكون قائداً لمهامه. يشجع المدير المتساهل على اتخاذ قرارات شخصية؛ ما يعزز الثقة بالنفس وتطوير مهارات القيادة لدى الموظف. لكن، قد يؤدي هذا إلى غياب التوجيه عند الحاجة. بالمقابل، في بيئة تحت إشراف صارم، يمكن أن يتعزز التنظيم ويُمنع التقاعس، لكن قد ينخفض الإبداع إذا شعر الموظف أنه لا يمتلك الحرية في اتخاذ القرارات.

الفرق بين المدير الصارم والمدير المتساهل:

  • أسلوب القيادة والتوجيه

المدير الصارم يتبع أسلوباً محدداً وواضحاً في القيادة، حيث يضع القواعد الصارمة ويتوقع من الموظفين الالتزام بها بشكل كامل. هذا يعزز الانضباط والتنظيم في بيئة العمل، ولكنه قد يحد من الإبداع في بعض الحالات. من ناحية أخرى، المدير المتساهل يمنح موظفيه حرية أكبر في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام بالطريقة التي يرونها مناسبة؛ ما يساهم في تحفيز الابتكار والإبداع. ولكن في بعض الأحيان، قد يؤدي هذا إلى غياب التوجيه الواضح، ما يتطلب من الموظفين مزيداً من الاستقلالية والقدرة على التحمل.

  • التحفيز والتشجيع

في بيئة العمل التي يقودها مدير صارم، يعتمد التحفيز على مكافآت وعقوبات تحث الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم لتحقيق الأهداف؛ فالضغط الناتج عن هذا النوع من القيادة قد يدفع بعض الموظفين للعمل بجد، لكنه في بعض الحالات قد يولد شعوراً بالتوتر والضغط الزائد. أما المدير المتساهل؛ فإنه يفضل تحفيز موظفيه من خلال بناء علاقات قوية تستند إلى الثقة والاحترام المتبادل. هذا الأسلوب يشجع الموظفين على العمل بدافع داخلي؛ ما يعزز شعورهم بالمسؤولية ويحفزهم على تحقيق النجاح الشخصي والجماعي.

  • إدارة الوقت والإنجاز

المدير الصارم غالباً ما يركز على الكفاءة والإنجاز السريع، حيث يضع مواعيد نهائية صارمة ويشجع فريقه على تسليم المهام في الوقت المحدد. هذا يعزز الانضباط، ولكن قد يحد من فرص التفكير العميق أو التوسع في تفاصيل العمل. من ناحية أخرى، المدير المتساهل يسمح لفريقه ببعض المرونة في الوقت؛ ما يوفر لهم الفرصة للعمل على المهام بعمق وابتكار. هذه المرونة قد تؤدي إلى نتائج متميزة في المهام التي تتطلب الإبداع أو التفكير الإستراتيجي.

  • التكيف مع التغيرات

المدير الصارم يميل إلى التمسك بالأنظمة والقواعد الثابتة؛ ما قد يعوق القدرة على التكيف مع التغيرات السريعة أو غير المتوقعة في بيئة العمل. في المقابل، المدير المتساهل يشجع على التكيف والتغيير؛ ما يساعد الفريق على التفاعل مع التحديات الجديدة بمرونة وابتكار. هذا الأسلوب يسمح للموظفين بالتأقلم مع الظروف المتغيرة بشكل أفضل، لكن قد يشعر بعض الموظفين في بيئة غير منضبطة بغياب التوجيه أو الوضوح.
الحلول بين يديك: مديرك يضيف مهامَ بلا توقف.. اكتشف كيف تضع حدودك بذكاء ومن دون توتر