من الغريب أن مستقبلك المهني قد يكون في يد أشخاص لا تدرك أهميتهم! هل فكرت يوماً أن من يقدم ملاحظة عابرة في اجتماع، أو يرسل بريداً إلكترونياً مقتضباً، قد يكون له دور حاسم في مسيرتك؟ في الحياة المهنية، لا تسير الأمور دائماً وفق الأداء أو المهارات فقط؛ هناك شبكة معقدة من التأثيرات والعلاقات. فمن هم هؤلاء الستة؟ ولماذا يتحكمون بمستقبلك؟ وفقاً لما يرشد إليه الخبير في شؤون التنمية والتطوير، أيسر النمر.
من هم أصحاب التأثير السري في حياتك المهنية؟
المساعد الخفي
قد لا تلاحظ وجوده بوضوح، لكنه يترك أثراً عميقاً على يومك العملي، إنه ذلك الزميل الذي يعرف أين يجد الإجابة عن أصعب الأسئلة، أو الشخص الذي يقدم لك نصيحة صغيرة لكنها تغير مجرى مشروعك بأكمله، المساعد الخفي قد يكون موظفاً مخضرماً أو حتى زميلاً مبتدئاً يمتلك مهارات مميزة، لكنه لا يبحث عن الشهرة، قوة هذا الشخص تكمن في دعمه الهادئ وغير الملحوظ، الذي يجعلك تبدو أكثر كفاءة وإنتاجية أمام الآخرين.
اقرئي حول كيفية تطوير تفكيرك: 5 رسائل صامتة يُرسلها زميلُك يومياً... هل تعرف كيف تفك شيفرتها؟
المنتقد البنّاء
في البداية، قد تشعر أن ملاحظاته لا تحتمل، ولكن إذا أمعنت النظر، ستكتشف أنه يقدم لك مفتاحاً للتطور، فالمنتقد البنّاء هو من يتحدث عندما يصمت الجميع، لكنه يفعل ذلك بهدف التحسين وليس الإحباط، عندما يتحدث عن الأخطاء، فهو يشير إلى نقاط الضعف التي يمكن أن تصبح نقاط قوة، إذا أمعنت النظر في كلماته ووضعت جانباً أي شعور شخصي؛ فستكتشف أنه واحد من أصدقائك المهنيين الأكثر فائدة.
المروّج الصامت
هو ذلك الشخص الذي يُذكّرك أمام المديرين في الاجتماعات المغلقة، أو ينقل إشادة بعملك إلى الجهات العليا دون أن تعرف، إنه لا يطلب شيئاً مقابل دعمه لك، لكنه يعتقد أنك تستحق أن يتم تسليط الضوء عليك، وجود هذا الشخص في حياتك المهنية نعمة كبيرة، فهو يفتح لك الأبواب التي لم تكن لتُفتح وحدها. ولكن لكي تستفيد من دعمه، عليك أن تترك عملك يتحدث عنك، وأن تحافظ على صورة احترافية مبهرة.
الخصم المتحدي
رغم التوتر الذي قد تسببه منافسته، إلا أن هذا الشخص يدفعك لتكون أفضل نسخة من نفسك، خصمك المتحدي يجعلك تعيد التفكير في طريقة عملك، ويحفزك على الإبداع لتبقى متقدماً، إذا تعاملت معه بذكاء ولم تسمح لمنافسته بأن تستهلك طاقتك؛ فستدرك أنه أفضل دافع لك لتطوير مهاراتك وإظهار إمكانياتك الحقيقية، الخصم المتحدي ليس عدواً، بل هو فرصة لمواجهة نقاط ضعفك وجعلها نقاط قوة.
المراقب الذكي
عينه دائماً عليك، حتى لو لم تلاحظ ذلك، المراقب الذكي ليس مجرد متابع لما تفعله، بل يراقب كيف تتصرف تحت الضغط، وكيف تتواصل مع زملائك، وكيف تتعامل مع النجاحات والإخفاقات، إنه يشكل صورة شاملة عنك تُستخدم لاحقاً في اتخاذ قرارات قد تكون حاسمة في مسيرتك المهنية، إذا تعاملت معه بشفافية واحترافية؛ فستكسب احترامه وثقته، مما يفتح لك فرصاً قد لا تتوقعها.
الملهم الصادق
وجوده يشبه بوصلة ترشدك إلى الاتجاه الصحيح عندما تضيع في دوامة العمل، الملهم الصادق يرى إمكانياتك حتى عندما تشك أنت بها، إنه يشجعك على المخاطرة المدروسة، ويحفزك على تحقيق طموحاتك التي تبدو مستحيلة، حديث بسيط معه قد يجعلك ترى الأمور من منظور جديد تماماً، إذا كنت محظوظاً بوجود هذا الشخص في حياتك، فاستمع إليه جيداً، واستفد من رؤيته الملهمة لتحقق قفزات نوعية في حياتك المهنية.
في الختام، لا أحد ينجح بمفرده، فكل خطوة تخطوها تحمل بصمة من حولك، سواء أدركت ذلك أم لا، فالأشخاص الذين تعمل معهم اليوم قد يكونون سبباً في نجاحك غداً، لكن الأمر يتوقف عليك، هل ستبني معهم جسوراً من الثقة والتعاون؟ أم ستسمح للفرص بأن تضيع لأنك لم تدرك قيمة الأدوار التي يلعبونها؟ انظر إلى: كل شخص من هؤلاء الستة على أنه قطعة أساسية في لوحة نجاحك، وتعامل معهم بوعي واحترام، استمع للمنتقد ليقوّيك، وانظر في أعين المراقب بثقة، وتعلم من خصمك كيف تتحدى ذاتك، واشكر من يروج لك، واحتضن دعم الملهم والمساعد.
استفد من النصائح العملية: خطوات لتطوير تفكيرك... كيف تطور قدرتك على اتخاذ القرارات الصائبة؟