يعتبر أسلوب تربية الآباء المتبع جانبًا مهمًا من جوانب تنمية الأطفال، حيث يلعب الآباء دورًا حاسمًا في تشكيل شخصية أطفالهم فمن الأساليب التي حظيت بالاهتمام مؤخرًا أسلوب "التربية الكسولة" فعلى الرغم من أن الأمر يبدو مثيرًا للجدل إلا أن هذا النهج في الواقع لا يعني إهمال الوالدين، بل يفضلون توفير مساحة للأطفال حتى يتعلموا الاستقلال وتحمل المسؤولية فقد يتصرف الآباء كمشرفين لا يشاركون كثيرًا في حياة الطفل اليومية وعدم توفير احتياجات الطفل دائمًا، ومنحهم الفرصة للقيام بها بأنفسهم.
إليك وفقًا لموقع raising children ما هو أسلوب التربية الكسولة وكيف يؤثر على نمو الطفل؟
ما هي التربية الكسولة؟
التربية الكسولة أسلوب يقوم فيه الآباء عن عمد بتقليل التدخل في الأنشطة اليومية للأطفال؛ بهدف منحهم الاستقلال، ومساعدتهم على تعزيز مهارات حل المشكلات فلا يبالغ الآباء في الحماية أو يبالغون في التحكم في كل جانب من جوانب حياة الطفل. فبدلاً من تقديم الحلول دائمًا، فإنهم يمنحون الأطفال الفرصة لحل المشكلات بأنفسهم، والتعلم من الأخطاء، وتطوير مهارات حياتية مهمة.
لا يعني أسلوب التربية هذا أن الآباء "كسالى" حقًا أو لا يهتمون، بل إنهم يمنحون الأطفال الثقة لاستكشاف المواقف وإدارتها بشكل أكثر استقلالية. إلى جانب ذلك، لا يزال أولياء الأمور لهم دور في تقديم التوجيه والدعم عند الحاجة.
لذلك تعد التربية الكسولة أسلوبًا يمنح الأطفال المزيد من الفرص لتطوير قدراتهم الذاتية، وهذا بدوره يمكن أن يزيد من شعور الأطفال بالثقة بالنفس والاستقلالية والمسؤولية، والسماح للطفل بالتصرف بنفسه لفترة من الوقت بدلاً من الإسراع و"إنقاذه" دائمًا.
ربما تودين التعرف إلى كيف تربين أطفالك وأهم أساليب التربية الإيجابية؟
فوائد ومبادئ التربية الكسولة للأطفال
تطوير المهارات الحياتية
يتدخل الآباء دائمًا عندما يواجه الأطفال مشكلة في احتياجاتهم اليومية، مما لايعطي الأطفال الفرصة لمعرفة ما هم قادرون على فعله، وقد يسبب هذا قلقًا متزايدًا عندما يبدأ الأطفال في مواجهة الحياة خارج المنزل؛ لأن الآباء لا يتواجدون دائمًا للمساعدة، فإذا استمر الآباء في توقع كل التحديات التي يواجهها أطفالهم والتعامل معها، فإنهم يفقدون أيضًا الفرص لتطوير المهارات الحياتية الأساسية.
التعلم من الأخطاء
من الجوانب المهمة للتربية الكسولة، القدرة على التعلم من الأخطاء، وتوفير مساحة للأطفال لتجربة الفشل، وتقييم ما يمكن التغلب عليه، فعندما يُسمح للأطفال بالعثور على حلول لمشاكلهم الخاصة، سيتعلمون كيفية التفكير بشكل إبداعي ونقد وتعد هذه القدرة مهمة في الحياة اليومية.
مهارات اجتماعية أفضل
يميل الأطفال الذين يتم تربيتهم بهذا الأسلوب الأبوي إلى أن يكونوا أكثر مهارة في المهارات الاجتماعية، كما يتعلمون كيفية التسوية والمشاركة والتفاوض مع الآخرين.
فرص اتخاذ القرارات
يمنح الأهل أطفالهم الحرية في اتخاذ قراراتهم الخاصة في الأمور البسيطة، مثل اختيار الملابس أو تحديد الألعاب التي يحبونها. و قد يجعل هذا الأطفال أكثر ثقة في اتخاذ الخيارات.
على الجانب الآخر الأطفال الذين غالبًا ما يُمنحون الفرصة لاتخاذ القرارات ومواجهة التحديات سيشعرون بمزيد من الثقة في قدراتهم، وأن تجربة التغلب على العقبات دون مساعدة مباشرة من الوالدين توفر شعوراً بالإنجاز يعزز الثقة بالنفس.
حل مشاكلهم بأنفسهم
بدلاً من التدخل الدائم عندما يواجه الأطفال مشاكل، يشجع أسلوب التربية الكسولة الآباء على السماح لأطفالهم بحل مشاكلهم بأنفسهم أولاً. لا يساعد الآباء إلا إذا كان الوضع خارجًا عن السيطرة، أو كان الطفل يحتاج حقًا إلى التوجيه.
فقد تعتبر الأخطاء والإخفاقات جزءًا من عملية التعلم، فقط أن لا يتسرع الأهل في إصلاح الأبناء أو إنقاذهم من الفشل، بل يشجعونهم على المحاولة مرة أخرى والتعلم من التجربة.
تشجيع الاستقلال والمسؤولية
يجب تدريب الأطفال على القيام بمهام بسيطة مختلفة حسب أعمارهم، مثل تنظيف الألعاب، أو إطعام أنفسهم، أو الاستعداد للمدرسة فقد يساعدهم لذلك على تطوير المهارات الأساسية التي ستكون مفيدة في المستقبل ومع توفر المزيد من الفرص لمحاولة حل المشكلات بأنفسهم، عادة ما يكون الأطفال الذين ينشأون في ظل أبوة كسولة أكثر استقلالية فهم لا يعتمدون على والديهم في كل قرار صغير ويكونون أكثر قدرة على تحمل مسؤولية أفعالهم.
مخاطر التربية الكسولة على الأطفال
ورغم أن هناك العديد من الفوائد التي يمكن الحصول عليها من هذا الأسلوب في التربية، إلا أن هناك العديد من المخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار:
- إذا تم تطبيق التربية الكسولة إلى أقصى الحدود، حيث لا يشارك الآباء تمامًا في التربية، فقد يشعر الأطفال بالإهمال أو عدم حصولهم على الاهتمام الكافي، ويمكن أن يكون لهذا تأثير سلبي على شعور الطفل بالأمان والثقة في والديه.
- لا يزال الأطفال بحاجة إلى التوجيه والإشراف، خاصة في المواقف الأكثر تعقيدًا أو خطورة. إذا أهمل الوالدان دورهما أكثر من اللازم، فقد يشعر الأطفال بالارتباك أو لا يعرفون كيفية التصرف في بعض المواقف.
متى يجب تطبيق التربية الكسولة؟
من الأفضل تطبيق التربية الكسولة على المواقف التي يكون فيها الأطفال قادرين على التغلب على التحديات بصفتهم الخاصة، وعندما يشعر الآباء أن تدخلهم ليس ضروريًا دائمًا. من المهم مراقبة تطور طفلك ومعرفة متى يجب تقديم المساعدة أو التدخل، خاصة عندما يواجه طفلك موقفًا يحتاج حقًا إلى التوجيه.
يمكن أن تكون التربية الكسولة أسلوبًا فعالاً في مساعدة الأطفال على النمو ليصبحوا أفرادًا مستقلين وواثقين وقادرين على مواجهة تحديات الحياة. وفي المقابل مع أي نهج أبوة وأمومة، يعد التوازن ضروريًا. يجب أن يظل الآباء حاضرين ويقدموا التوجيه عند الحاجة، مع توفير مساحة للأطفال للاستكشاف والتعلم بأنفسهم.
نصائح لتطبيق التربية الكسولة
- ابحثي عن مكان في المنزل يمكنك إعداده لأطفالك حتى يتمكنوا من استكشاف أي شيء وكل شيء بداخله بحرية. يمكن أن يكون المكان غرفة كاملة أو مساحة محدودة من الغرفة.
- امنحي الأطفال الوقت والمساحة للعمل على التغلب على فشلهم والتعامل مع مشاكلهم الخاصة للتعلم، إنهم قادرون على القيام بالأشياء بشكل مستقل.
- لا بأس في إعطاء تذكيرات صغيرة مثل، "من فضلك ضع أغراضك بعيدًا" أو "ضع ملابسك المتسخة جانبًا" عندما يبدو أن طفلك ينسى فعندما تصبح هذه المهمة اليومية عادة فسوف يفهم الطفل المزيد ولن يحتاج إلى تذكير.
- لا يمكن للوالدين أن يتوقعوا من أطفالهم أن يفعلوا الشيء نفسه إذا لم يكونون مثالاً حقيقياً لهم؛ لذا اعتمدي عادات مثل طي ملابسك الخاصة، أو إطفاء الأضواء عند مغادرة الغرفة، أو تحديد وقت الشاشة وكوني دائمًا قدوة حسنة؛ لأن الأطفال في الأساس يتعلمون الكثير من تقليد المحيطين بهم، وخاصة والديهم.
قد يهمكِ الاطلاع على ما هي أشكال التربية الانفعالية التي تؤثر على سلوك ونفسية طفلك؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.