يُشرق قمر شهر شعبان في طور التربيع الأخير بعد منتصف ليل اليوم الأربعاء 20 شعبان 1446هـ الموافق 19 فبراير 2025، وسيبقى يزين السماء لبقية الليل في منظر بديع حيث يُمكن رصده عاليًا في السماء بالتزامن مع بداية شروق شمس الخميس. وعَـدّ رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، هذا التوقيت من الشهر القمري مثالي لرصد تضاريس سطح القمر بواسطة المنظار أو التلسكوب، وذلك لأن الجبال والفوهات وغيرها تكون واضحة جدًا خاصة على طول الخط الذي يفصل بين الجانب المضيء والجانب المظلم, نظرًا لتداخل الضوء والظلال مما يعطي منظرًا ثلاثي الأبعاد.
وأوضح أبو زاهرة، أن القمر سيصل لحظة التربيع الأخير يوم الخميس 20 فبراير عند الساعة 08:32 مساءً بتوقيت مكة، ويكون أكمل ثلاثة أرباع مداره حول الأرض، مشيرًا إلى أنه خلال بضعة أيام مقبلة ستتقلص المسافة بين القمر والشمس في السماء إلى أن يرصد كهلال قبل فترة وجيزة من شروق الشمس استعدادًا لوصوله منزلة الاقتران لشهر رمضان المبارك، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.
موعد رصد هلال شهر رمضان
وفي وقت سابق، كشف ماجد أبو زاهرة الجمعية الفلكية بجدة، عن موعد شهر رمضان المبارك 1446 – 2025، مؤكدًا أنه وفقًا للتقويم الميلادي فلكيًا، فإن غرة رمضان ستوافق يوم السبت 1 مارس 2025.
ويشهد العام الجاري تزامن الأول من رمضان مع 1 مارس 2025 في التقويم الميلادي فلكياً، رغم أن كل من التقويم الهجري والميلادي يستندان لنظام زمني مختلف، الأمر الذي يجعل التزامن بينهما في بداية الشهر أشبه بالحالات النادرة والاستثنائية.
تابعوا المزيد: اعتماد جدول صلاتي التراويح والتهجد بالحرمين الشريفين خلال شهر رمضان
سبب تزامن التقويم الهجري مع الميلادي
وحول هذا التزامن، كشف رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن التقويم الهجري يعتمد على الدورة القمرية حيث يبدأ كل شهر برؤية الهلال، ويتكون العام الهجري من 354 أو 355 يومًا مما يجعله أقصر بحوالي 10 إلى 12 يومًا من السنة الميلادية، أما التقويم الميلادي فهو تقويم شمسي يعتمد على دوران الأرض حول الشمس، ويبلغ عدد أيامه 365 أو 366 يومًا في السنة الكبيسة مثل عام 2024، ما يؤثر على تزامنه مع التقويم الهجري، مشيرًا إلى أنه نظرًا لأن السنة الهجرية أقصر من السنة الميلادية، فإن الأشهر الهجرية تتراجع تدريجيًا في التقويم الميلادي بمقدار 10 إلى 12 يومًا سنويًا، ونتيجة لذلك تمر الأشهر الهجرية عبر جميع فصول السنة خلال دورة مدتها 33 عامًا تقريبًا.
وبين أبو زاهرة، أن التزامن الدقيق - كما في حالة 1 رمضان 1446 الموافق 1 مارس 2025 - يحدث فقط عندما تتناغم الدورات القمرية والشمسية، وهذا التوافق يعكس الدقة الرياضية والفلكية في حركة القمر والأرض، لافتًا النظر إلى أن مثل هذا التزامن لا يحدث كثيرًا لكنه يعود بشكل مشابه كل 33 عامًا تقريبًا، وإن كان ذلك في أشهر مختلفة، حيث تُعد هذه الظاهرة الفريدة في 2025 تذكيرًا مهمًا بمرونة الزمن وتغيره، كما تُسلط الضوء على التوافق بين الدورات الفلكية التي تُبنى عليها كل أنظمة التقويم.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس