لاحظ علماء النفس والتربية أن البنت في مرحلة الطفولة المتأخرة وبداية مرحلة المراهقة تكون عنيدة أكثر من الولد، والسبب هو طريقة تعامل الوالدين معها، وكذلك تعامل الشقيق الذكر معها؛ حيث إن أسلوب التربية الخاطئ يجعل الطفل ومنذ صغره يُمارس الدور الذكوري مع أمه وشقيقته.
يجب على الأم أن تهتم ومنذ الصغر بإقامة علاقة متفاهمة ومتزنة بين الطفل وأخته وألا ينظر لها على أنها الحلقة الأضعف، وذلك من أجل تعزيز ثقتها بنفسها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية سناء عبد الجواد؛ حيث أشارت إلى 5 نصائح هامة عند تعامل الطفل مع شقيقته من أجل تعزيز ثقتها بنفسها، ومنها أن يقدم لها الهدايا ولا يرفع صوته عليها وغيرها من النصائح في الآتي:
تقديم الهدايا لها ومدحها
- احرصي على تعويد طفلك أن يصبح لديه اللمسة الأنثوية منذ صغره؛ لكي لا ينشأ إنساناً فظاً وقاسي القلب خاصة في تعامله مع النساء، واعلمي أنك حين تتساءلين عن أفضل طرق التعامل مع ابنتي المراهقة يجب ألا يكون ذلك عن طريقة تعاملك كأمّ فقط معها بل يجب أن تعرفي كيف يتعامل الشقيق والأب بصفتهما الذكورية مع البنت، وأنهما يجب ألا يُشعرا الابنة بأنهما أقوى وأفضل مثلاً، ويجب إبعاد مثل هذه الأفكار عن الطفل منذ صغره، وأن يتعامل مع شقيقته على أنها كائن رقيق وحساس.
- عوِّدي طفلك على أن تكون لديه اللمسات الرقيقة والتي يتبادلها مع شقيقاته البنات، وذلك بأن يمتدح جمالها وطول ونعومة شعرها وأناقتها؛ لأن البنت تحب أن تغذي مشاعرها بالكلمات الجميلة والتي يجب أن تسمعها من وسطها المحيط؛ لكي تنشأ ولديها حالة من الإشباع العاطفي تساعدها على تقدير ذاتها وتقوية شخصيتها.
مساعدتها في أعمال البيت
- توقفي عن تخصيص المساعدة في أعمال البيت؛ لكي تكون مقصورة على البنات فقط، لأن هذا الإحساس سوف يكون مؤلماً بالنسبة للبنت؛ لأنها سوف تشعر بالدونية ويتأصل لديها الشعور بأن الرجال أفضل من النساء وأن المجتمع يعاملهم على هذا الأساس، والمفترض أن تكون هناك قوامة للرجل على المرأة بسبب حنانه وتقديره لها ودوره في الإنفاق عليها وتوفير الحياة الكريمة لها.
- احرصي على أن يعرف طفلك أن هناك أياماً تكون البنت في حالة من الضعف ويجب مراعاة نفسيتها وصحتها، ولذلك يجب أن تعرفي كيف تخبرين طفلك عن الدورة الشهرية لشقيقته؟ لكي يهتم بأن يراعي صحتها ومشاعرها خلال هذا الفترة، وأن يقوم ببعض الأعمال بدلاً عنها مع عدم جرح مشاعرها أو التلميح حول هذا الأمر؛ خاصة حين تفطر في شهر رمضان؛ لأن البنات المراهقات يكنّ على درجة عالية من الحساسية ويكنّ بحاجة للحب والحنان في نفس الوقت، وسوف تشعر البنت بالسعادة حين يقدم لها شقيقها مشروباً ساخناً، أو أن يطلب منها أن تخلد للراحة ويعد طبق السلطة بدلاً منها.
حمل الأشياء الثقيلة بدلاً منها
- امنعي طفلك الذكر تماماً عن تخصيص الأعمال المنزلية الشاقة لشقيقته البنت؛ بحيث يراها وهي تزيح الأريكة مثلاً ولا يقوم بذلك بدلاً عنها، واحرصي على ألا يكون لديك في المنزل طفل مدلل خاصة إذا كان هو الابن الوحيد الذكر، ويجب أن تعلّمي أطفالك جميعاً كيفية تعليم الأطفال تحمل المسؤولية في المنزل والمدرسة دون أن يلقي أحدهم العبء على الآخر، مع ضرورة أن يكون الابن حنوناً مع شقيقته فلا يكلفها ما لا تُطيق.
- حثِّي ابنك ومنذ صغره أن يقوم بالأعمال التي تتطلب مجهوداً جسمانياً في المنزل بدلاً عن أخته وأن يجنبها التعب والألم، وشجعيه على أن يكون رجلاً قوياً في المستقبل، ويجب أن يقوم بحماية ورعاية أخوته وأهل بيته بشرط ألا يشعر بالسطوة، أو أن يعاملهن بقسوة وعنف وأن يكون أساس تعامله معهن هو الحنان والعطف والمحبة؛ لأن البنت سوف تكون هي أمّ المستقبل ومربية الأجيال.
احترامها وعدم الصراخ عليها
- امنعي طفلك وبشكل قاطع من ممارسة الدور الذكوري مع شقيقته بكونها أنثى، ولا تشعري طفلك بهذا الإحساس وتبدأ لديك مظاهر التفرقة في المعاملة بسبب فرحتك بالطفل الولد الذي يرفع صوته على أخته، ويعاملها على أنه رجل البيت في غياب الأب، واعلمي أن آثار تفريق المعاملة بين الأبناء في الصغر مؤلمة عند الكبر بالنسبة للبنت خصوصاً وحين تصبح في مرحلة المراهقة؛ وحيث تتعمق لديها المشاعر السلبية تجاه الذكور بشكل عام.
- احرصي ألا يكون طفلك مرتفع الصوت ويمارس الصراخ بشكل عام خلال تعامله مع الآخرين؛ لأن هذا الأسلوب يدل على ضعف ونقص في شخصية الطفل، كما أن تعامله بالصراخ مع البنات والنساء عامة سوف يحوله إلى شخص منبوذ ومكروه، ويؤثر ذلك على حياته ومستقبله، وعلى الأم أن تعوِّد الطفل على التعامل بالرفق واللين مع الصغار والحيوانات الأليفة والضعفاء أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الحوار وقضاء وقت جميل معها
- اهتمي بأن تكون هناك أوقات جميلة يقضيها الابن مع شقيقته خاصة لو كانا متقاربين في العمر؛ لأن هذه الأوقات تعمل على تعزيز العلاقة بين الأبناء، ويمكنك اتباع عدة طرق لتقوية علاقة الأبناء ببعضهم، ومن بينها أن تقربي بين البنت والولد؛ لأن هناك بعض العائلات تتكون فيها الأحزاب؛ حيث تكون البنات مع بعضهن عبارة عن حزب وتبدأ المشاكل مع حزب الأولاد طيلة الوقت، مما يشعل البغضاء والكراهية بينهم.
- احرصي على أن تكون العلاقة بين ابنك وشقيقته خاصة لو كانت البنت أصغر سناً علاقة رائعة وحثِّيه على أن يلمس شعرها ويربت على كتفها وأن يقضي وقتاً جميلاً معها، كما عليه أن يثني على ذوقها واختياراتها لكي يعزز من ثقتها بنفسها، وأن يتعلم بناء لغة حوار معها لكي تلجأ إليه في أي مشكلة تواجهها حين تكبر.
قد يهمك أيضاً: 5 نصائح للتعامل مع الفتيات فى سن المراهقة
