الزواج هو تعاون وشراكة والتواصل هو نجاح لهذه الشراكة، ولكن قد يكون أحد الشريكين لديه أسلوب مختلف تجاه شريكه فيفضل الصمت والهدوء في التعامل معه؛ وهذا ما يخلق تحديات سلبية بين الطرفين، فالصمت يخلق شعوراً بالعزلة والرفض، ويزيد من التوتر العاطفي بين أي شريكين، فيتساءل الشريك هل صمت الشريك دليل يأس أو دليل حزن؟ أم هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟
الصمت في العلاقة الزوجية له تأثيرات سلبية خطيرة

تقول خبيرة العلاقات الأسرية غادة السيد لـ"سيدتي": لا يدرك الكثير من المتزوجين التأثير السلبي والمدمر لاختيارهم الصمت في التعامل مع شركائهم في العلاقة الزوجية؛ فصمت الشريك بشكل دائم هو أحد أكبر المشكلات التي يواجهها الطرف الآخر، فالصمت في العلاقة الزوجية قد يكون أحد الأسباب التي تؤدي لانهيار العلاقة في النهاية، وعندما يتم استخدام الصمت، أو رفض خوض محادثة مع شريك الحياة، كتكتيك قد يستخدمه الشريك لفرض سيطرته في العلاقة؛ فإن الصمت سيكون علامة سامة وغير صحية ومسيئة للعلاقة الزوجية، ومواجهة الصمت من قبل الشريك يمكن أن يكون تحدياً كبيراً.
خطوات يمكنك اتخاذها للتعامل مع شريكك الصامت
الصبر والتواصل وإظهار الاهتمام
إن نجاح العلاقة الزوجية المثالية يعتمد على الحوار الصادق والمفتوح، حيث يتم تبادل الأفكار والمشاعر من دون خوف أو تردد؛ لذلك حاولي التحدث مع شريكك بصراحة للتعبير عن مشاعرك واحتياجاتك، وعليكِ أن تساعديه على البوح بما يزعجه ومن دون إلحاح، وابدئي بإبداء اهتمامك بالتواصل الفعَّال، واحرصي على انتقاء مواضيع وأحاديث شائقة ولطيفة، وكوني مرحة، يمكنك طرح ما يثير فضوله واهتمامه؛ حتى يشعر أن الكلام معك شائق وممتع ومريح، فبذلك سوف ينفتح ويتواصل مع شريكه الآخر ويخرج عن صمته.
تحديد السلوك المزعج
بادري بالحديث مع شريكك في الوقت المناسب لمعرفة السلوك الذي يزعجه، واحذري أن تقابلي صمته بالصمت؛ حتى لا ينقطع التواصل بينكما، وأوضحي له بأن هذا الصمت يؤثر فيك بشكل سلبي، ويسبب لك الجرح ويشعرك بالوحدة والإحباط، وهو بالتأكيد ليس ما يريده من العلاقة أو يبحث عنه، واشرحي له تأثيره في نفسيتك وفي العلاقة بينكما، وأن هذا الأسلوب لن يدفعك أبداً إلى تلبية الطلب الذي يحاول الضغط عليك لتلبيته.
التعاون في البحث عن حلول
اطلبي من زوجك التعاون معك والتواصل الفعَّال للبحث عن حلول للمشكلات التي تواجهكما، واقترحي عليه استخدام أساليب تواصل أكثر فاعلية مثل الحوار المفتوح والاستماع الفعَّال، وقدمي لشريكك فرصة للتعبير عن مشاعره واحتياجاته أيضاً. حاولي العمل معاً على التوصل إلى حلول مشتركة تلبي احتياجاتكما معاً.
البحث عن المساعدة المهنية
إذا استمر الصمت من شريكك ولم تُرْتَق الأمور؛ فقد يكون من الأفضل النظر في الحصول على المساعدة المهنية من خلال استشاري علاقات أسرية أو نفسي، فيمكن للمتخصصين في هذا المجال توفير الإرشاد والأدوات اللازمة للتعامل مع هذا الصمت وتقديم العون والحلول.
والسياق التالي يعرفك: كيفية التعامل مع الزوجة الصامتة
المشاركة في الحوار

من الممكن أن يكون شريكك هادئ الطباع ويكون الصمت جزءاً من تكوينه النفسي، وفي هذه الحالة يمكنك تعويده تدريجياً على المشاركة في البوح والفضفضة إليك، من خلال طلب استشارته في أمور مهمة تخص الأسرة.
التعرف إلى اهتماماته ومشاركته
لكل شخص شخصيته الخاصة به، وهذا يمكن الوصول إليه بسهولة عند معرفة هواياته واهتماماته، وهذا يجب أن يكون مدخل الحوار معه، وشاركيه في مشكلاتك، واطلبي رأيه ومشورته في بعض الأمور التي تخصك، ولكن احرصي ألا تغرقيه كثيراً في مشكلاتك حتى لا يضجر منك، وبذلك سيشعر بأهميته ومكانته الكبيرة في حياتك، وكوني حذرة دائماً في اختيار الوقت المناسب للتحدث معه.
تجنُّب الاستفزاز
أحياناً يلجأ الشريك للصمت لتجنب المشاحنات والاحتكاك بالشريك الآخر، نتيجة معرفته بسلوكه، وهذا أمر سلبي خطير يقع فيه الكثير من الأزواج؛ لذلك لا بُدَّ من عدم استعمال الاستفزاز بوصفه أسلوباً متبعاً لإجباره على كسر حاجز الصمت، وعلى التعبير بالكلام، وتكرار كلمة "كلمني" لأن هذا الأسلوب المباشر سينعكس سلباً على الطرفين، وسيجنبه التفاعل بشكل أكبر، لذلك لا بُدَّ من التصرف بحكمة وصبر حتى الوصول للمراد، كما يجب التعامل باحترام متبادل بين الطرفين ومناقشة الخلافات بهدوء وموضوعية.
التعبير عن الحب
لا بُدَّ من الحرص على انتقاء مواضيع وأحاديث شائقة ولطيفة ومرحة، وأن تكوني عذبة اللسان وأن تكون طريقة التحدث بابتسامة رقيقة، وبصوت هادئ ومنخفض، ولا بُدَّ ألا يخلو الحديث من المرونة والود والتعبير عن الحب المتبادل بينكما؛ فهذا بدوره سيعطي للحوار مردوداً طيباً، ويجعل كلاً منكما مستمتعاً بهذا الحوار الإيجابي ليخرج الشريك المنطوي عن صمته، فكل شريك يحمل معه تطلعات ومشاعر وأحلاماً تحتاج إلى احتضان واهتمام، وكل هذه الأفعال تجعل الشريك الآخر يمتلك قلب شريكه من جديد.
الإنصات
عند التحدث مع الشريك يجب الإنصات له وفهم ما يقوله من دون القفز لاستنتاجات أو افتراض أي مشاعر بغرض الفهم، ولا تجوز مقاطعته بشكل واضح من دون إعطائه الفرصة للتعبير عن فكرته بوضوح، يمكن أن يساعده ذلك على الشعور بالتقدير والاحترام، وقد يشجعه على الانفتاح أكثر، وعلى البوح والتحدث بدلاً من الصمت ورفض الدخول في حوار لا مرود له إلا الاختلاف وعدم الإصغاء لما سوف يقوله.
اختيار الوقت المناسب
يجب أن يكون هناك تخطيط مسبق لاختيار الوقت المناسب للحوار مع الشريك الصامت؛ فلا يكون التحدث وهو تحت ضغط نفسي أو وهو منهكٌ، فقد يصدر منه بعض كلمات أوتصرفات تُزعج الآخر، مع مراعاة عدم اقتحام أوقات انشغاله أو الأوقات التي يكون فيها مهموماً بالتفكير في مشكلة ما، ولا بُدَّ من أن يُهَيَّأ له الجو المناسب للتفكير الهادئ وإعطائه الفرصة للبوح والفضفضة.
الاحترام
من الضروري إعطاء الإحساس بالاحترام للشريك الصامت، فإذا لم تكن ثَمَّة رغبة للحديث أو لمناقشة مواضيع معينة؛ نتجنب الضغط عليه للقيام بذلك، بل بالإمكان التعبير عن تقديم الدعم والاستعداد للاستماع عندما يكون مُسْتَعِداً للتحدث، من المهم التذكر أن كل شخص لن يتحدث رغماً عنه وبالإجبار؛ فذلك يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية.
ونحو المزيد من السياق ذاته تابعي الرابط: نصائح مميزة تفيد في علاج الصمت بين الزوجين