بريق الماس وأشعة الشمس الذهبية، أضاءت ليل بيروت التي أراد لها المصمم عمران عثمان أن تكون عودة أنيقة إلى الحياة، لينثر فيها السحر والجمال عبر عرض مجموعته الأخيرة Épica Espléndida لموسم ربيع وصيف 2025 المستوحى من فخامة عصر "الباروك"، وقد جسد فيها ثقافة صراع الحب في عهد "اسكوبار". يحمل المصمم عمران عثمان الجنسيتين اللبنانية والبناميّة، وقد عاد الى بيروت بعرض أزياء استثنائي وفخم، بعد سنوات من انقطاع الأحداث الضخمة عن العاصمة اللبنانية، واختار قصر سرسق (Lady Cochrane)، بحضور النجمة مايا دياب، التي تألقت بفستان أسود من الأورغنزا، يتميز بتقنية الدرابية على الخصر، وتعلوه وردتان من الحجم الكبير على الكتفين. التقنيا بالمصمم بعد عودته الى بيروت وكان بيننا هذا الحوار...

لعل أبرز ما لفتنا في عرض عمران عثمان هي التصاميم الغنية بالأكسسوارات التي تجمع القوة بالرومانيسة، ويغلب عليها اللون الذهبي، وهي مرصعة بأحجار ملونة من السواروفسكي، وتُضاف إليها تقنية تطريز ثلاثية الأبعاد ولكنها مستوحاة من طابع الباروك المعروف بالضخامة والعظمة، ومن الجديد الذي حمله عمران عثمان هي تقنية "كورنيللي" التي يتُنفّذ يدوياً بالخيط، فيما برزت 6 فساتين مطرزة بالكامل بتقنية "الكافيار"، وهي تقنية تُنفّذ بالخيط أيضاً. ويختتم العرض بفساتين زفاف للعروس، وتجسد تلك التصاميم الفخامة والرومانسية، لجهة القصة الفائضة بالأنوثة، والتفاصيل الرقيقة والجريئة، مما يضفي على ليلة الزفاف سحراً ويحيلها إلى ليلة من الأحلام.

- كيف تمّ التعاون بينك والفنانة نجلاء حبيش وما القصد من ذلك؟
لقد تم التعاون في اللحظة الأخيرة فرسمت الفنانة نجلا الأرزة على طول 4 أمتار من القماش، كلها منفذة باليد لابتكار هذا اللوك. وقد استهلك هذا الزي الكثير من الجهد وساعات متواصلة من العمل. لقد اختارت مع الرسامة إطلالة “الأرز”، وهي تحية للعصر الذهبي للبنان. هذه التحفة هي نتيجة تعاون فريد ونشأت كتكريم للعصر الجديد الذي يدخل فيه لبنان. يتميز التصميم بفستان شفاف مزين برمز “الأرز” المطلّي بالذهب والمزين بالكريستالات المتلألئة. بالإضافة إلى ذلك، يتميز الفستان بتنورة من الأورغنزا الأبيض مع رباط أنيق من جانب واحد. أما ذروة الإبداع فهو الكاب الذي يبلغ طوله 4 أمتار، مرسوم يدويًا عليه شجرة الأرز، وتُعتبر واحدة من أكبر أشجار الأرز التي تم رسمها على الإطلاق.

- مم استوحيت مجموعتك الجديدة ؟
مجموعتي الجديدة استوحيتها من ثقافة صراع الحب في عهد بابلو اسكوبار وقد جمعت عدة حضارات في مجموعة واحدة مثل ما كان هو قادراً على الجمع ما بين حضارات مختلفة. أما ثاني التصاميم المعروضة ضمن المجموعة، فستان يُقدم كتحية لبيروت، ويلي الفستان الافتتاحي في العرض، وهو فستان أبيض شفاف، تخترقه أرزتان مطليتان باللون الذهبي ومرصع بـ"شواروفسكي"، و"كاب" يبلغ طوله أربعة أمتار رُسمت عليه أرزة كبيرة يدوياً، وذلك في تعاون بين "دار عمران عثمان" والرسامة نجلا حبيش.
تابعي أيضاً: بداية مشرقة لأسبوع ميلانو للموضة لشتاء 2025 أبرزها غوتشي

- كم زياً تتضمن وما أبرز الخامات والألوان ؟
هي مجموعة ربيع وصيف 2025 و تتالف من 25 قطعة مع لوك مايا دياب وتتضمن ثلاث فساتين زفاف أول عروس هي الحضارية عصرية والثانية هي المستقلة والثالثة عي العاملة وجمعت ثقافات متنوعة وركزت على ألوان البنفسجي والفضي والذهبي والفوشيا، واعتمدت الأورغنزا والحرير والتفتا والكريب والتول والساتان دوشيس والموسلين. لقد نفذت في وقت قياسي 25 فستاناً، تتألف منها مجموعة Épica Espléndida، بينها فستاني زفاف، وتم تقديمها بألوان الموف، الفوشيا، الزهر، الأسود، الأبيض، الذهبي والفضي، والأزرق بترولي. وتغلب على المجموعة، التصاميم الطويلة التي تضيق أحياناً، أو تتسع ضمن أحجام في مواقع أخرى بما يفرضه التصميم، لكنها بأكملها تبرز منطقة الخصر الذي يبدو ملاصقاً للجسم من خلال "الكورسيه" المخفي داخل الفستان المشغول بالخياطة الدقيقة، وهي تقنية تجسد هويتي الفنية.
تابعي أيضاً: معاطف الفرو تتألق في أسبوع ميلانو للموضة بموديلات لكل الأجسام

- كيف كانت العودة إلى بيروت بعد غياب؟
أنا طول عمري مستقر في لبنان ولكنني غادرت مؤقتاً في الفترة الأخيرة ولكنني قررت العودة الى لبنان بعرض أزياء مع النجمة مايا دياب، كتحية لروح الإبداع اللبنانية ولإحياء وجهه الحضاري والثقافي وقررت أن أهديها إلى الإنسان اللبناني الذي يمكن أن يغترب ويغني شخصيته بالعديد من التجارب ولكنه سيعود لينجح ويستقر في بلده، فمن لا خير له في بلده لن يصيبه الخير في أي مكان.

- أخبرنا عما يميز الإطلالات الجديدة عن سائر مجموعاتك؟
تجمع هذه التصاميم ثقافة الإبهار والسلطة، وتزدان تصاميم المجموعة بورود مرصّعة بأحجار الماس، ولعل أبرزها الكورسيه المبهر المرصع بالألماس وتألف من 83 حجرًا من الماس بعيار 1.5 قيراط، تتلألأ على إيقاع الفخامة والأناقة الاستثنائية، حيث تبلغ قيمته نصف مليون دولار، وهو منسق مع تنورة. وترمز هذه الفخامة في التصاميم، إلى العلاقات المتشابكة، مما يعكس الصراعات العاطفية والمادية في عصر بابلو اسكوبار في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وهو جزء من المجموعة التي تستمد إلهامها من صراع الحب في ذلك الوقت، ويجسد عصر "الباروك" الفخم الذي يعكس الترف والعلاقات المعقدة بين إسكوبار وزوجته ماريا فيكتوريا هيناو وصديقته فيرجينيا فالليخو.

- أين انت من الثورة التكنولوجية وعالم الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن الإفادة منه في الموضة ؟
الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً في تصاميمنا لنستطيع أن نرى القطعة قبل تنفيذها عبر الكمبيوتر. تتيح لنا العديد من الأساليب الحديثة فرصاً جديدة للارتقاء بالتصميم ومعرفة الأقمشة السائدة والموديلات المتداولة، ليكون الابتكار خالياً من التقليد وليحمل الجديد. لقد سهلت التكنولوجيا عملية الابتكار ويجب الاستفادة منها لتحقيق تطور في عالم الموضة.
- ما مشاريعك المقبلة؟
أنفذ تصاميمي التابعة لمجموعة خريف وشتاء 2025- 2026 ولكننا نعمل على اللمسات الأخيرة وسننظم عرضاً ضخماً ولكنني لست بوارد الكشف عن تفاصيله.
