من يتابع أسابيع الموضة العالمية وخاصة من تابع عروض لندن الأخيرة يدرك فوراً أن القبعات منتشرة في غالبية العروض، فمن تمبرلي لندن إلى بورا أكسو وبول كوستيللو وإميليا وكستيد وانتهاء بروكساندا. ويعتبر ستيفن جونز وفيليب ترايسي علامتين فارقتين في صناعة القبعات، ولطالما كان شعار ستيفن جونز: "نصنع القبعات لنحتفي بالحياة" هو السائد، فالمصمم ينفذ أجمل الأكسسوارات منذ أربعين عاماً وقد أضاف إلى هذا الموسم نكهة جديدة ولمسة من الجنون الذي سبب شهرته.
في متجره الكائن في كوفنت غاردنCovent Garden في عاصمة الضباب يستقبل المصمم زبوناته اللواتي يعتمدن تصاميمه المزهوة بألوانها المرحة، والتي تتميز بخطوط حادة وطابع مستقبلي لا يشبه إلا صاحبه، وخاصة تلك المزدانة بالفرو على الرأس والتي تخفي الأذنين. تصاميم جونز التي طغت على عروض أسبوع لندن للموضة جعلتنا نتساءل ما إذا كانت القبعة مجرد أكسسوار مكمّل للزي أو محور الإطلالة، لأنها تستطيع أن تنقل الإطلالة إلى مستوى آخر بتفاصيلها وخطوطها الأنيقة.

ثمة قبعات تساوي عشرة دولارات، مقابل قبعات تساوي الملايين، فقبعة Chapeau D’amour التي صمّمها لويس مارييت Louis Mariette بطلب من متجر هارودز Harrod’s البريطاني كلفت 2.7 مليون دولار أميركي، ونفذت من البلاتينوم المرصّع بالألماس، تم عرضها في صالة كريستيز Christie’s. وفي أكتوبر 2006 صممت Serena Lindeman في ملبورن أستراليا قبعة بـ 750.000 دولار أميركي للأميرة البالينيزية والعارضة ليندي كليم Lindy Klim تم ترصيعها بأحجار ماسية زنتها 130 قيراطاً، وأضيف إليها 70 قيراطاً من الأحجار الكريمة الملونة ولؤلؤ بحر الجنوب.
كيف بدت لنا القبعات في عروض الموضة الأخيرة؟

على منصات العروض، جسدت بعض القبعات طابع الأرملة الأنيقة فازدانت القبعة بقماش الأورغنزا الطويل المطرز بالأسود فوق زي معطّر بشذى الخريف، والفضل يعود لستيفن جونز في العديد من التصاميم الرائعة التي لفتتنا. ويبلغ ستيفن جونز 67 عاماً وقد ذاع صيته بسبب نجاح تعاونه الدائم مع ديور، ففي مشغله يجرب ستيفن جونز بنفسه تصاميمه قبل أن يحيكها بشكل نهائي، فالموضة بالنسبة إليه هي لعبة مسلية تمتزج فيها حاسة اللمس والنظر. من يجرب قبعة من تصميمه ويخلعها يشعر بأن إطلالته باهتة وروتينية مهما كان يرتدي.
القبعة تعويذة حظ وفأل خير لمن تعتمدها

لطالما ارتبطت القبعات بالدور الراقية، فلا يكتمل ثوب أو إطلالة من دون لمستها الفنية، ومن أبرز الدور التي تعاملت مع القبعات وأكسسوارات الرأس، نذكر ديور التي لطالما نفذ لها المبدع ستيفن جونز أجمل الأكسسوارات. ومنذ أكتوبر الماضي أفرد متحف غاليريا في باريس أروقته ليعرض تصاميم ستيفن جونز، وقد تضمنت 150 تصميماً أيقونياً، وقد اشتهر الفنان بتعامله مع دور معروفة مثل جان بول غوتييه ودون غاليانو وفيفان وستوود وبول كوستيللو. وقد رأينا إبداعاته على سيدات أيقونيات وشخصيات ملكية مثل ليدي ديانا.
تابعي المزيد واكتشفي كيف تنسّق الملكات والأميرات القبعات الصغيرة؟

ومن غاليانو استوحت دار غوري تصاميم القبعات الأنثوية المزودة بشباك تغطي الوجه لتضفي طابع الغموض على الزي المنسق مع شورت وجوارب عالية مطاطية ملونة باللون البرغندي، فمزجت الدار بين برودة الرمادي ودفء البرغندي في إطلالة أنثوية تستعيد جون غاليانو منذ بدايته وحتى مغادرته ميزون مارجيلا. ومن المصممين الذين أدركوا أهمية القبعة وحرصوا على التعاون مع مبدعين وأشهر صانعي القبعات لتنفيذها نذكر إيلي صعب في مجموعته الجاهزة لخريف وشتاء 2024. لقد تعاون إيلي صعب Elie Saab مع صانع القبعات الإيطالي بورسالينو Borsalino. وأثمر هذا التعاون عن تصميم إيلي صعب لمجموعة مصغّرة Capsule لعلامة بورسالينو، جاءت فيها القبعات ذات الشكل الأيقوني والمصنوعة من اللبّاد، محمّلة بنفحة أنثوية وعصرية، على طريقة صعب المعهودة. وبورسالينو هي أقدم مؤسسة إيطالية في صناعة القبعات، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1857، تحت اسم جيوسيبي بورسالينو وإخوته، وقد أطلقت الدار قبعات رائعة في أسبوع ميلانو الأخير، وقد اخترنا منها هذه البيريه المميزة بتطريز حرفي فني.

ولكن القبعات الفنية التي تم تنفيذها بتقنية Effet Trompe A Loeil هي تلك التي نفذتها دار كيبوريا Keburia في موسم خريف وشتاء 2025- 2026 والتي عُرضت ضمن أسابيع الموضة العالمية التي اختتمت فعالياتها مؤخراً، فما الذي نفذته الدار لتسترعي انتباهنا؟

تعتبر دار كيبوريا Keburia أن القبعة طلسم حظ تستعين به على شكل أكسسوار للزينة تزخرفها أياد منفذة بالتول الأبيض فوق خامة سوداء، وقد طغت هذه القبعات بجمالها على منصة العرض الأخير الذي نفذته لموسم خريف وشتاء 2025- 2026.
القبعة السوداء من روكساندا

وقد اتسم اسبوع لندن للموضة لخريف وشتاء 2025- 2026 بباقة من أغرب القبعات المستوحاة من شخصيات هاري بوتر Harry Potter، كالقبعات السوداء العالية التي نفذتها دار روكساندا Roksanda، في عرضها الأخير وتوجتها بلمسة من أحمر شفاه أسود.
القبعة الشرقية من كونر أيف

ومن قماش المخمل الوردي، صممت دار كونر إيف Coner Yves، القبعات التي تشبه الطربوش الشرقي من المخمل. واتسم بقصة دائرية منخفضة العلو ومنسقة مع قمصان بيضاء غنية بتفاصيل منمقة، كالفيونكة والورود والطيات العامودية التي تزين التصاميم.
تابعي المزيد عن القبعات مع جولة في معرض ستيفن جونز مصمم القبعات الملكية وصانع الأحلام
طراز البيريه الفرنسية
كما استعانت دار تمبرلي Temperly London بالقبعة الموحدة من طراز البيريه الفرنسية، ونسقتها مع بدلات من الحرير المطبع بقصة البيجاما واستعانت بالوشاح حول العنق من القماش نفسه، لإغناء الإطلالة العصرية. ونسقت الزي مع حذاء أحمر موحد وقفازات جلدية.
