لقد أصبح الإرهاق والاحتراق المهني منتشراً بشكل كبير بين روَّاد ورائدات الأعمال؛ حيث إن إطلاق مشروع جديد وتشغيله ومتابعته تتطلب الكثير من المجهود والوقت والمسؤوليات الإضافية، وينتج عنه الكثير من التوتر والضغط الذي يقع على عاتق أصحاب تلك الشركات الناشئة، وقد يؤدي إلى الأمراض الجسدية أيضاً، وبعد فترة وجيزة من افتتاحها، ينتهي الأمر بالعديد من الشركات الناشئة بإغلاق أبوابها بعد فترة وجيزة من افتتاحها، وذلك ببساطة لأن أصحابها غير قادرين على التعامل مع كل ما يتطلبه بدء عمل تجاري ناجح؛ إذ يقعون في العديد من الأخطاء الفادحة المؤدية إلى الفشل.
ومن هذا المنطلق تطرقنا عبر السطور القادمة إلى بعض من تلك الأخطاء الكارثية ليتم تجنبها.
الإدارة التفصيلية "Micromanaging"

ونقلاً عن الشبكة المهنية الاحترافية "لينكد إن"، إن الإشراف المستمر يستنزف الطاقة، ويدمر الثقة، وغالباً ما يؤدي إلى إعادة العمل؛ لذا يجب تجنب الإدارة التفصيلية المرهقة وإسناد المهام الصغيرة إلى جهات خارجية أو أعضاء العمل الأكفاء، وتجنب الفكرة الملحة التي تراود الكثير من رواد ورائدات الأعمال التي تُشكك في مقدرة الآخرين على إنجاز المهام على النحو الصحيح وبالجودة المطلوبة، ويجب تذكر أن تفويض المهام ليس علامة على الضعف أو فقدان السيطرة، بل هو حل ضروري لتحسين كفاءة العمل، خاصة في المراحل الأولية عندما تكون الميزانية محدودة.
الإلحاح المستمر "C.onstant urgency"
وفق المصدر، إن تعدد الأولويات والمواعيد النهائية غير الواقعية يسببان إجهاداً مزمناً وإرهاقاً؛ لذا ضع جدولاً زمنياً معقولاً والتزم به بشكل حقيقي، إذ إن غالبية رواد الأعمال تغريهم البدايات لوضع المزيد من المجهودات التي قد تؤدي بهم إلى الإنهاك وفقدان التوازن الصحي بين العمل والحياة وعدم وضوح الحدود الفاصلة بين الأنشطة الاجتماعية وبقية جوانب الحياة والعمل، ونتيجة لذلك، يعمل ثلثا رواد الأعمال خمسين ساعة في الأسبوع، وهي العادة التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة والإرهاق في المستقبل.
عدم وجود الدعم "Lack of support"
نقص المعرفة أو الموارد أو الأدوات يجعل الأفراد يشعرون بعدم الكفاءة والعزلة وعدم وجود الدعم الكافي لاستمرارية وضع الجهود في النشاط التجاري، ولعل العامل المساعد لتخطي ذلك هو الرغبة في التطور المستمر من أجل نمو المشروع، جنباً إلى جنب مع التواصل الفعَّال مع زملاء المهنة وطلب المساعدة من المستشارين والمختصين الذين يمتلكون باعاً من الخبرة في ذات المجال.
التواصل غير الفعَّال "Ineffective communication"

نقص الوضوح يسبب ارتباكاً مستمراً، وشللاً في اتخاذ القرارات وفقدان الموظفين أيضاً، وإرهاقاً ذهنياً، وتعقيباً على ما ذُكر في النقطة الآنفة، فإن ضعف التواصل عامل سلبي قد يؤدي إلى الإنهاك والاحتراق للرواد والرائدات؛ إذ غالباً ما يعتقد الأخيرون أن كل اتصال جديد لديه القدرة على أن يكون عميلاً أو زبوناً أو شريكاً تجارياً، وهذا الأمر يُقلل احتمالية إقامة علاقات ذات مغزى مع الأشخاص؛ لذا تأكد من أنك تتواصل لتكوين صداقات أيضاً، ولا سيما مع رواد الأعمال الآخرين الذين لديهم أهداف مماثلة، فهناك الكثير من الأشياء التي يمكنك تعلمها من الآخرين، وخاصةً الأشخاص الذين كانوا في موقفك نفسه سابقاً.
في هذا السياق، قد يكون الحل هو إلقاء نظرة على فعاليات التواصل في منطقتك للتواصل مع المجموعات أو النوادي المهنية المختصة، كذلك المشاركة في الفعاليات الاحترافية كطريقة منخفضة التكلفة لتوسيع شبكتك والترويج لعلامتك التجارية، والأهم بناء علاقات شخصية.
اطلعوا أيضاً على بعض الطرق الفعالة للتعامل مع مشكلات الاتصال في العمل.
تجاهل التغذية الراجعة "Ignoring feedback"
عدم الاستماع للتغذية الراجعة سواءً الصادرة من الموظفين أو العملاء يرفع مستوى الإحباط ويدمر الثقة، ويخلق شعوراً بالعجز؛ لذا من المهم الحفاظ على حلقة وصل مع العاملين والجهات المستهدفة من أجل تطوير العمل وتنميته وتقليل الوقت والجهد المهدور في العمليات التي لا طائل منها.
اتخاذ قرارات متسرعة "Impulsive decision making"
التغييرات المستمرة تستنزف فرق العمل ورواد الأعمال وتهدر الطاقة؛ لذا قبل اتخاذ أي قرار يقتضي تغيير آلية العمل أو العمليات أو أحد أعضاء الفريق، تجب دراسة ذلك التغيير من جميع الجوانب الإيجابية والسلبية.
الأساليب التقليدية القديمة "old traditional methods"

الأساليب الإدارية القديمة تُسبب الكثير من الإرهاق والقليل من النتائج، والحل يكمن في استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي اللذين ساهما بشكل كبير في إحداث ثورة في عالم الأعمال؛ إذ إن العديد من البرمجيات أدت إلى زيادة الإنتاجية، لذا فإن أتمتة المهام تخفف بشكل كبير من عبء قائمة المهام التي يتعين على رائد الأعمال إنجازها مع ضمان عدم فقدان الجودة.
تعرفوا أيضاً إلى مفهوم الإدارة بالتجوال.