تخيل أن كل كلمة تنطق بها في العمل تترك انطباعاً عنك، إما أن تعزز مكانتك أو تُضعفها. قد تعتقد بأن العبارات اليومية التي تستخدمها بريئة، لكنها في الواقع تسرق منك الهيبة والتأثير. هل تساءلت يوماً كيف يمكن لتعبير بسيط أن يُقلل من مصداقيتك أو يجعلك تبدو متردداً؟ قد تكون تستخدم هذه الجمل دون وعي، لكن اليوم هو فرصتك لتصحيح المسار. استعد لاكتشاف ست جمل متكررة تُضعف تأثيرك في العمل، وربما حان وقت محوها من قاموسك. وفقاً لم تقدمه الخبيرة في مجال التدريب والتطوير المهني، المهندسة آراز الشلبي.
في العمل: هل كلماتك تخذلك دون أن تشعر؟
انتبه.. فقد لا يقتصر تأثير الكلمات على المهارات والخبرة فقط، بل ربما يمتد إلى الطريقة التي تعبّر بها عن أفكارك. لذلك قد تستخدم عبارات تبدو عادية، لكنها في الواقع تُضعف من صورتك المهنية، وتُقلل من هيبتك، وتجعلك تبدو أقل ثقة مما أنت عليه حقاً. إليك ست جمل شائعة قد تُضعف تأثيرك في العمل، وكيفية استبدالها بما يمنحك حضوراً أقوى وأكثر احترافية:
أنا لست متأكداً، لكن...، ثقتك أولاً
عندما تبدأ جملتك بعدم التأكد، فإنك ترسل إشارة غير مباشرة بأن رأيك غير جدير بالاعتبار، حتى قبل أن تكمل حديثك. في بيئة العمل، يُنظر إلى الثقة على أنها مفتاح للتأثير، لذلك استبدل هذه العبارة بجمل توضح رأيك مباشرة، مثل: "بحسب خبرتي، أعتقد أن ..." أو "المعطيات التي لدينا تشير إلى أن ...". حتى لو لم تكن متأكداً 100%، فإن تقديم فكرتك بثقة يُشعر الآخرين بأن لديك رؤية تستحق الاستماع إليها.
لا تفقد السيطرة: 4 مواقف بسيطة يمكن أن تُفقدك وظيفتك من دون أن تعرف السبب
ربما يكون هذا اقتراحاً سخيفاً، ولكن...، لا تعتذر عن أفكارك
التقليل من قيمة أفكارك قبل طرحها يجعلك تبدو متردداً وغير واثق بوجهة نظرك. لماذا تُقلل من نفسك قبل أن يقرر الآخرون إن كان اقتراحك جيداً أم لا؟ بدلاً من ذلك، اطرح فكرتك مباشرة وبحماس: "لدي فكرة قد تضيف قيمة..." أو "ماذا لو جربنا هذا الحل؟". عندما تتحدث بثقة، فإنك تعطي فكرتك فرصة حقيقية للنقاش والقبول.
أعتقد أننا قد نحتاج إلى...، احسم قرارك
إضافة كلمات مثل "أعتقد" و"قد" إلى اقتراحاتك تجعلك تبدو غير حاسم، وكأنك لا تملك الرؤية الكاملة لما هو مطلوب. في بيئات العمل، يُقدَّر الأشخاص الذين يمكنهم اتخاذ قرارات واضحة. بدلاً من ذلك، جرّب قول: "نحن بحاجة إلى..." أو "الخيار الأمثل هو...". هذا لا يعني أن تكون متصلباً، بل أن تعبر عن أفكارك بثقة تجعل الآخرين يأخذونها بجدية.
كنت سأقول ذلك، لكن...، لا تتراجع
كم مرة بدأت في التعبير عن رأيك، ثم توقفت لأن شخصاً آخر قال شيئاً مشابهاً؟ عندما تستخدم هذه العبارة، فإنك تظهر وكأنك تابع بدلاً من أن تكون صاحب رؤية مستقلة. إذا كان لديك رأي مماثل، فلا بأس من تأكيده مع إضافة قيمة جديدة، مثل: "أوافق على هذه الفكرة، وأود أن أضيف..." أو "هذا يتماشى مع ما كنت أفكر فيه، بالإضافة إلى...".
آسف، هل يمكنني أن أقول شيئاً؟ لا تستأذن لتتكلم
الاعتذار المستمر قبل الحديث يجعلك تبدو وكأنك تخشى التعبير عن نفسك، بينما يُفترض أن يكون لك دور واضح في المحادثة. بدلاً من الاعتذار، ادخل في الموضوع مباشرة: "أود أن أضيف نقطة مهمة هنا..."، أو "هناك منظور آخر يجب أن نأخذه في الاعتبار...". تذكر أن صوتك مهم، ولا تحتاج إلى استئذان لتسمع الآخرين وجهة نظرك.
كما قلتُ سابقاً...، كرّر بذكاء
عندما تقول هذه الجملة، قد تبدو وكأنك تتضجر من عدم انتباه الآخرين لك، أو أنك تؤكد على أهمية كلامك بطريقة قد تزعجهم. إذا كنت بحاجة إلى تكرار فكرتك، افعل ذلك بأسلوب جديد يضيف قيمة، مثل: "للتوضيح أكثر..."، أو "أود أن أعيد تأكيد نقطة مهمة...". بهذه الطريقة، تبقى في موقع قوي دون أن تبدو متذمراً أو دفاعياً.
4 كلماتك تعكس قوتك ولا تخذلك
- هذا هو الحل الأمثل وفقاً للمعطيات الحالية.
بدلاً من قول: "أعتقد أن هذا قد يكون حلاً جيداً"، استخدم لغة واضحة وقاطعة تُظهر أنك تحلل الأمور بناءً على وقائع وليس تخمينات. الثقة تُكسبك الاحترام، والوضوح يمنحك قوة التأثير.
- سأتحمل مسؤولية تنفيذ ذلك بكفاءة.
التردد في تحمل المسؤولية يجعلك تبدو غير جاهز للقيادة. عندما تُظهر استعدادك لتحمل المهام بثقة، فإنك تفرض وجودك كعنصر أساسي يُعتمد عليه في الفريق. لا تقل "يمكنني المحاولة"، بل كن الشخص الذي ينجز.
- لديَّ رؤية واضحة لتحقيق هذا الهدف.
بدلاً من قول: "لديَّ اقتراح قد يكون مناسباً"، اجعل أفكارك تبدو جزءاً من خطة مدروسة. القادة لا يعرضون أفكاراً فقط، بل يقدمون رؤى تُلهم الآخرين للالتفاف حولها.
- سأتابع ذلك وأعود إليكم بحلول واضحة.
إظهار المبادرة والمتابعة يعكس احترافيتك العالية. لا تقل "سأرى ما يمكن فعله"، بل حدد نيتك بوضوح. هذا الأسلوب يجعلك موثوقاً، ويعزز صورتك كعنصر فعّال في أي نقاش أو مشروع.
هل أنت مستعد: كيفية قبول الأخطاء والتعلم منها في بيئة العمل؟