إن ضمان صحة وسلامة أطفالنا أولوية قصوى. خصوصاً فيما يتعلق بصحة فمهم، فإن ترسيخ عادات جيدة للعناية بالأسنان عند الأطفال منذ نعومة أظفارهم، أمرٌ أساسيٌّ لتهيئتهم لحياة مليئة بالابتسامات الصحية. ولضمان بداية صحيحة للأطفال (وأولياء أمورهم)، يشرح الدكتور أسامة علوي، استشاري تعويضات الأسنان، وإعادة تأهيل الابتسامة من مركز هارموني الطبي، المخاطر التي تهدد صحة الأسنان في مراحلها المبكرة، مثل تسوس الأسنان وفقدانها، وممارسات العناية بالأسنان التي يمكن أن تحميهم من هذه المخاطر.

لماذا يجب الاهتمام بالأسنان اللبنية؟
العناية المبكرة بالأسنان ضرورية لصحة فم الطفل بشكل عام. فهي أول مجموعة أسنان تنمو لدى الأطفال الصغار. وقد تسقط لإفساح المجال للأسنان الدائمة، لكن تأثيرها على النمو المبكر عميق ودائم. تشير الأبحاث إلى أن فقدان الأسنان اللبنية قبل أن تصبح جاهزة للسقوط بشكل طبيعي يمكن أن يؤخر تطور النطق لدرجة أن علاج النطق يصبح ضروري لتصحيح المشكلة. كما أن الأسنان اللبنية تساعد في تشكيل الفك أثناء نموه وتوفر مساحة للأسنان الدائمة.
نصائح للعناية المبكرة بالأسنان
من المهم العناية بأسنان طفلك منذ لحظة ظهورها، عادةً في حوالي ستة أشهر. عادةً ما تظهر القواطع، أو الأسنان الأمامية الحادة، أولاً؛ ثم تظهر الأنياب المدببة، تليها أخيراً الأضراس الأكثر تسطحاً في مؤخرة الفم. بحلول عمر 12 شهرًا، يجب أن يكون لدى طفلك مجموعة كاملة من الأسنان اللبنية التي تحتاج جميعها إلى عناية واهتمام. وفيما يلي 10 نصائح يجب أن تضعيها في الاعتبار:
ابتكري روتيناً لتنظيف أسنان طفلك
عودي طفلكِ على تنظيف أسنانه بالفرشاة فور ظهور أول سن. استخدمي قطعة قماش ناعمة مبللة (بالماء فقط) لفرك أسنانه برفق. وبمجرد بلوغه سن الثانية، يمكنكِ إدخال معجون الأسنان. استخدمي فرشاة أسنان ناعمة الشعيرات وكمية صغيرة من معجون أسنان بالفلورايد (بحجم حبة أرز تقريباً) لتنظيف أسنان طفلكِ برفق مرتين يومياً. لكن شجعيه على بصق معجون الأسنان. وتجنبي المضمضة بالماء للسماح للفلورايد بمواصلة حماية أسنانه.
حوّلي العناية بالأسنان إلى نشاط ممتع بدلاً من مجرد مهمة روتينية. استخدمي إبداعك لجذب اهتمامهم - اختاري فرشاة أسنان ملونة تحمل صور شخصياتهم المفضلة، أو شغّلي أغانيهم المفضلة أثناء تنظيف أسنانهم. إن تحويل هذه اللحظات إلى مغامرات صغيرة يمكن أن يعزز حماسهم للحفاظ على صحة الفم بشكل كبير.
دليل الأمهات للعناية بصحة الفم والأسنان عند الأطفال: وما الدواء الجديد من دون تخدير أو حفر؟
علمي طفلك تقنيات تنظيف الأسنان بالفرشاة
يلعب الأهل دوراً حيوياً في تعليم (وتعزيز) عادات نظافة الفم الجيدة لدى أطفالهم. بمجرد أن يبلغ طفلك السن المناسب لتجربة ذلك بمفرده، علّميه تقنيات تنظيف الأسنان الصحيحة من خلال إظهار حركات دائرية لطيفة على طول خط اللثة. أشرفي على تنظيفه للأسنان حتى يكتسب المهارة اللازمة للقيام بذلك بفاعلية بمفرده.
يقدم عالم العناية بالفم تشكيلة متنوعة من المنتجات المصممة خصيصاً للأطفال. دعي طفلك يختار فرشاة ومعجون أسنانه برسومات شخصياته الكرتونية المحبوبة. حيث تضيف اللمسة الشخصية كماً من التشويق إلى روتينه اليومي وتشجعه على الحفاظ على نظافة أسنانه.
علميه استخدام خيط تنظيف الأسنان

ابدئي بتنظيف أسنان طفلك بالخيط عندما تلامس أسنانه بعضها بعضاً. علميه استخدام أعواد خيط الأسنان أو خيط تنظيف الأسنان المخصص للأطفال لتسهيل العملية وجعلها أكثر متعة.
الأطفال فضوليون بطبيعتهم. اشرحي لهم أسباب تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بطريقة مناسبة لأعمارهم. وناقشي معهم كيف تساعد هذه الممارسات على إزالة بقايا الطعام ومنع التسوس، واجعلي العناية بالفم مسألة صحية وليست مجرد روتين.
كوني قدوته
يُعدّ الأهل قدوة لأطفالهم، ولا تُستثنى عادات نظافة الفم. يمكن للوالدين غرس عادات صحية في أطفالهم من خلال ممارسة نظافة الفم الجيدة وإظهار أهميتها. إن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط معاً كعائلة يجعل العناية بالفم أكثر متعة ويعزز أهميتها.
عززي تناول الوجبات الخفيفة الصحية

صحة الفم المثالية لا تقتصر على تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، بل إن اتباع نظام غذائي صحي لا يقل أهمية. قللي من تناول الوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية، لأنها قد تُسبب تسوس الأسنان. شجعي طفلك على تناول خيارات صحية أكثر، مثل الفواكه والخضروات والجبن، فهي تدعم الصحة العامة وتساهم في الحصول على أسنان قوية وصحية.
علمي طفلك تجنب استخدام الزجاجة أو الكوب لفترة طويلة
لا تدعي طفلك ينام ومعه زجاجة أو كوب شرب يحتوي على أي شيء غير الماء. فالسوائل السكرية قد تتجمع حول الأسنان وتؤدي إلى تسوسها.
امنعيه من مص الإبهام

من الطبيعي جداً أن يمص الأطفال الصغار إبهامهم أو أصابعهم كآلية للتكيف، ولكن هذه العادة يمكن أن تسبب سوء محاذاة الأسنان الدائمة إذا استمرت بعد سن الخامسة. قومي بتثقيف الأطفال بلطف حول مخاطر الاستمرار في مص الإبهام وقدمي له سلوكيات بديلة مثل الضغط على الكرة.
قومي بجدولة فحوصات الأسنان الدورية
الفحوصات الدورية لدى طبيب أسنان الأطفال ضرورية للحفاظ على صحة فموية مثالية لدى الأطفال. فهي تُمكّن طبيب الأسنان من مراقبة أي تغيرات، وتقديم العلاجات الوقائية، ومعالجة أي مشاكل على الفور. كما يُمكن لأطباء الأسنان تثقيف الآباء والأطفال حول ممارسات نظافة الفم والإجابة على أي استفسارات.
اجعلي زيارات طبيب الأسنان كمغامرات شيّقة بدلاً عن مواعيد مُرهِبة. وسلّطي الضوء على لطف طبيب الأسنان والأدوات الرائعة التي يستخدمها للعناية بأسنانه. اجعلي هذه الزيارات فرصاً لمعرفة المزيد عن أسنانه ولثته، مما يجعل التجربة ممتعة وتثقيفية.
نظمي علاجات الفلورايد
استشيري طبيب أسنان الأطفال بشأن الحاجة إلى علاج الفلورايد أو مكملاته. يُساعد الفلورايد على تقوية مينا الأسنان ومنع تسوسها. سيملأ طبيب الأسنان قالباً بالفلورايد على شكل جل أو رغوة أو معجون، ثم يطلب من الطفل العضّ عليه لضمان التغطية الكاملة.
دربي طفلك على ارتداء معدات الحماية أثناء ممارسة الرياضة
إذا شارك طفلك في رياضات أو أنشطة تلامسية تنطوي على خطر إصابة الأسنان، فتأكدي من أنه يرتدي واقياً للفم لحماية أسنانه.
استخدمي الموارد التعليمية

استفيدي من الموارد التعليمية المصممة خصيصاً لفهم الأطفال. الكتب ومقاطع الفيديو والتطبيقات التي تركز على العناية بالأسنان تجعل التعلم تفاعلياً ومسلياً. هذه الأدوات تُبرز أهمية نظافة الفم بفاعلية، وتُبقي الأطفال فضوليين ومتحمسين.
اجعلي الأمر ممتعاً
حوّلي تنظيف أسنان طفلك إلى لعبة شيّقة تأسر خياله. على سبيل المثال، "تحدي الدقيقتين". شجّعي طفلك على تنظيف أسنانه طوال مدة أغنيته المفضلة، أو اضبطي مؤقتاً لضمان تنظيفه للأسنان لمدة الدقيقتين الموصى بها. هذه التقنية تحوّل تنظيف أسنانه إلى نشاط ممتع، مع ضمان تنظيفه الجيد لأسنانه.
احرصي على التعزيز الإيجابي
يلعب التعزيز الإيجابي دوراً حاسماً في ترسيخ عادات صحية دائمة. ادعمي جهوده في الحفاظ على عادات صحية للأسنان وكافئيه عليها. قدمي له الثناء، أو الملصقات، أو مكافآت صغيرة على المواظبة على تنظيف أسنانهم بالفرشاة والعناية الجيدة بها. فالتغذية الراجعة الإيجابية تُشعرهم بالإنجاز، وتعزز التزامهم بصحة الفم.
إن غرس عادات صحية للأسنان لدى أطفالكم استثمارٌ قيّم في صحتهم العامة. فمن خلال تهيئة بيئة إيجابية وتفاعلية والقيادة بالقدوة، يمكنكم تحويل العناية بالأسنان من مهمة روتينية إلى روتين ممتع. الصبر أساسي طوال هذه الرحلة. فالاستمرارية والإيجابية والتثقيف هم حلفاؤكم في رعاية ابتسامات صحية تدوم مدى الحياة. بصفتكم آباءً، لديكم القدرة على تشكيل موقفهم تجاه صحة الفم، ومساعدتهم على تبنيها كجانب أساسي من العناية الذاتية. مع كل جلسة تنظيف أسنان، أنتم لا تحافظون على صحة فمهم فحسب، بل تغرسون أيضًا مهارات حياتية تُمكّنهم من تولي مسؤولية صحتهم العامة. ومن خلال رعاية ابتسامات صحية، أنتم ترسخون أساساً من الثقة والمسؤولية والرفاهية التي ستتألق طوال حياتهم.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص