أصبحت زراعة الأسنان من العلاجات الحديثة الرائجة، لأنها تمنح الأشخاص الذين فقدوا أسنانهم فرصة لاستعادة حالة الفم الطبيعية، ورغم رواج هذه التقنية ونجاحها إلا أنها تجربة تحتاج للإلمام بكل تفاصيلها قبل اتخاذ القرار بإجرائها.
"سيّدتي" التقت بالسيدة أمل، 47 عاماً، و التي فقدت إحدى أسنانها الأساسية (السن الكبيرة الأمامية) بسبب خطأ طبي، وقررت أن تستعيض عنها بزراعة سن جديدة، تابعي هذه التجربة الحقيقية في الآتي.
تجربة أمل مع زراعة الأسنان
تقول أمل لـ"سيّدتي" بداية: "قبل عدة سنوات عانيت من ظهور خراج تحت السن الأمامية، وعندما ذهبت للطبيب أقنعني بضرورة إجراء فتحة في وسط السن لتصريف الخراج، لكن الأمر تطور لإجراء خاطئ، وفقدت بسببه السن بالكامل".
وتضيف "في البداية لم ألجأ لزراعة الأسنان، بينما اعتمدت على حلول مؤقتة، لكن الأمر لم يكن مجدياً، لا سيما وأن السن في مقدمة وجهي، فعندما يتغير لونها كنت أشعر بالحرج، كما أن مسألة القضم أصبحت مستحيلة بالنسبة لحالتي".
بعد زيارة طبيب الأسنان، أخبرني بأن الحل الأمثل لحالتي هو زراعة الأسنان، حيث إنها توفر ثباتاً واستدامة تفوق الجسور التقليدية أو الأطقم المتحركة.
ما هي زراعة الأسنان؟
زراعة الأسنان هي عملية جراحية يتم فيها استبدال جذر السن المفقود بزرعة معدنية تُصنّع عادةً من التيتانيوم، ثم تُترك لفترة حتى تندمج مع عظم الفك قبل تركيب التاج الصناعي عليها، وفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic، فإن زراعة الأسنان تعد من أكثر الطرق نجاحاً لتعويض الأسنان المفقودة، حيث تبلغ نسبة نجاحها حوالي 95% إذا تم تنفيذها بشكل صحيح وتحت إشراف طبيب متخصص.
التحضير للعملية: الفحوص والتقييم
تقول أمل: “قبل اتخاذ القرار النهائي، خضعت لسلسلة من الفحوص، منها الأشعة السينية والتصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد، وذلك لتقييم كثافة عظم الفك والتأكد من عدم وجود مشاكل قد تعيق نجاح الزرعة”، ووفقاً لموقع Harvard Health Publishing، فإن المرضى الذين يعانون من هشاشة العظام أو السكري قد يكونون أكثر عرضة لفشل عملية الزراعة، ولذلك ينبغي إجراء تقييم شامل قبل الخضوع للإجراء.
بالعودة إلى أمل فتقول: "بعد التأكد من أنني مؤهلة للزراعة، تم تحديد خطة علاجية تشمل تنظيف اللثة ومعالجة أي التهابات متبقية قبل إجراء الجراحة".
مراحل زراعة الأسنان
تمر جراحة زراعة الأسنان بعدة مراحل، كل مرحلة تحتاج إلى تأهيل خاص.
المرحلة الأولى
تم تحديد موعد الجراحة بعد تجهيز الفم جيداً، بحسب أمل، وفي يوم العملية، عمد الطبيب إلى التخدير الموضعي، ثم أجرى شقاً صغيراً في اللثة ليكشف عن العظم، بعدها استخدم جهازاً متخصصاً لحفر ثقب دقيق داخل العظم، ثم تم إدخال الغرسة المعدنية المصنوعة من التيتانيوم. استغرقت هذه المرحلة حوالي 30 إلى 45 دقيقة لكل زرعة، مع غياب الألم بفضل التخدير.
مادة التيتانيوم تستخدم في الغرسات؛ لأنها تمتلك قدرة فريدة على الاندماج مع العظم، مما يوفر ثباتاً طويل الأمد للأسنان المزروعة.
المرحلة الثانية
تشمل المرحلة الثانية عملية الشفاء التدريجي، وتقول عنها أمل: “شعرت ببعض التورم والانزعاج البسيط، وهو أمر طبيعي، وقد وصف لي الطبيب بعض المسكنات والمضادات الحيوية لمنع حدوث أي عدوى”، وتتابع “في الأيام الأولى، كنت مضطرة للالتزام بنظام غذائي يعتمد على الأطعمة اللينة مثل الزبادي والشوربات والعصائر، كما كنت أتجنب تناول الأطعمة الساخنة أو القاسية”.
إن متوسط فترة التعافي بعد زراعة الأسنان يتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، حيث تحتاج الغرسة إلى وقت كافٍ للاندماج مع العظم قبل تثبيت التاج النهائي.
المرحلة الثالثة
بعد مرور 4 أشهر على الجراحة، قامت السيدة الأربعينية بزيارة الطبيب لإجراء تقييم نهائي، وبعد التأكد من أن العظم قد التحم بشكل جيد مع الغرسة، تم تركيب الدعامة التي تربط بين الغرسة والتاج الصناعي، تم أخذ مقاسات دقيقة للفم، ثم تم تصنيع التاج من مادة البورسلان، التي تشبه لون الأسنان الطبيعية تماماً.
وتقول أمل: "عند تركيب التاج، شعرت للمرة الأولى بأنني استعدت أسناني المفقودة، وكان من الصعب التمييز بين السن الطبيعية والسن المزروعة"، وذلك لأن الأسنان المزروعة يمكن أن تدوم مدى الحياة إذا تم الاعتناء بها بشكل صحيح.
ربما يهمك الإطْلاع على عناصر غذائية لتقوية اللثة وحماية صحة الفم
نتائج عملية زراعة الأسنان
بعد مرور عدة أشهر على زراعة الأسنان، اعتبرت أمل أن التجربة كانت ناجحة بكل المقاييس، وتوضح “أصبحت أتناول الطعام بشكل طبيعي دون أي مشاكل، واستعدت ثقتي في ابتسامتي وفي نفسي”، ومع ذلك فإن النجاح يعتمد على العناية الجيدة بالأسنان المزروعة، من خلال تنظيفها يومياً باستخدام الفرشاة والخيط الطبي، والالتزام بمراجعة الطبيب بانتظام.
نصائح قبل زراعة الأسنان
في ختام حديثها مع “سيّدتي” قدمت أمل عدة نصائح لمن يفكرون في خوض تجربة زراعة الأسنان، وهي كالآتي:
- اختيار طبيب متمرس، لأن نجاح العملية يعتمد بدرجة كبيرة على مهارة الطبيب.
- التأكد من صحة اللثة والعظام؛ إذ إن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى زراعة عظم اللثة قبل الزراعة.
- الصبر خلال فترة التعافي، وعدم تناول الأطعمة القاسية بعد الجراحة.
- المتابعة المستمرة، عبر زيارة الطبيب دورياً لضمان نجاح الزراعة على المدى الطويل.
*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.
