من المعروف أن الصدق هو أسمى وأعظم الصفات الإنسانية، والصدق من أهم الأسس لبناء علاقات إنسانية يتخللها المحبة والثقة والأمان، وأن الكذب غير أنه حرام وغير أخلاقي فهو يؤثر على صحة العلاقات بين البشر ويؤدي إلى هلاكها، ولكن ومع تغير الوقت والزمن أصبح لكل شخص فلسفته الخاصة وأصبح الصدق والكذب نسبي من شخص لشخص، ولكلٍ مبرراته وحججه في أسباب الكذب وعدم الصدق المطلق.
بين الأهل والأبناء
أحمد هاشم موظف مبيعات تنفيذي في فندق يتحدث عن طبيعة علاقته مع أهله قائلا "انا علاقتي واضحة وصريحة مع أهلي وخصوصا مع والدي، فأنا صادق معهم في كل جوانب حياتي حتى مع إخوتي، فالنقاش دائما مفتوح في المنزل ونحن مرتاحون هكذا".
أما لينه فودة صاحبة شركة للإنتاج الفني متزوجة ولديها طفلة فترى أن إخفاء بعض الحقائق والأمور على الأب والأم تقديرا واحتراما لطريقة تفكيرهم وخبرتهم في الحياة ضروري، طبيعي أن الصدق مطلوب في العلاقات ولكن مع الأهل هناك استثناءات.
أما بالنسبة لأهمية الصدق في تربية الأبناء، تحدثت نادين وهي متزوجة وأملثلاثة أطفال عن ضرورة الصدق والصراحة مع الأطفال بمايتناسب معأعمارهم، فهي لا تحب الكذب عليهم، فالأطفال يستطيعون أن يكتشفوا بسهولة كذب الأهل عليهم، لذلك الصدق هو ضمان علاقة سليمة وصادقة ومفتوحة وثقة متبادلة بين الأم وأبنائها.
بين الزوجين
الصدق بين الزوجين من أهم أسس نجاح العلاقة الزوجية هذا رأي هبه طه وهي زوجة ووالدة لطفلة مولودة حديثا، فعلى هذا الأساس تبنى الثقة التي ممكن أن تعالج أي مشكلة بين الطرفين،والصدق المتبادل يمنح الشعور بالأمان بين الطرفين.
محمد ضياءالعثماني أخصائي أجنة والمتزوج حديثا برأيه أن الصدق هو الأفضل في العلاقة الزوجية، ولكن هناك بعض الأمور البسيطة يضطر الزوج فيها في بعض الأحيان الكذب "كذبة بيضاء" والتي لا تؤثر في أساس العلاقة الزوجية، لتلطيف الأجواء وتجنب المشاكل التي لا يوجد معنى لها.
بين الأصدقاء
ترى مي جزار وهي زوجةوأم لطفلينأن أساس علاقة الصداقة هو الصدق فلا يربط الأصدقاء ببعضهم البعض غير الصدق والثقة والإحترام، فالصداقة من الصدق والكذب عنقودي وحبله قصير ولكن في بعض الأحيان الصراحة الزائدة أو إخبار بعض الحقائق الصعبة، من الممكن أن تؤثر على علاقة الأصدقاء،لذلك من الأفضلتجميل الكلام وانتقاء مفردات لطيفة مراعاة لشعورهم.
تجربة شخصية..
لدى لجين كردي موظفة العلاقات العامة في أحدى الشركات وجهة نظرها الخاصة والتي استخلصتها من تجربتها في الحياة، بأنالصدقهومبدأ، فالبعض يعتبر الصدق والصراحة وقاحة، وقلته تعتبر نفاقا، وما بينهما أصبح الناس يسمونه "كذب أبيض" ليبرروا كذبهم، هناك خط رفيع بين الصراحة والوقاحة وبين الكذب والنفاق، والصدق يجعلالشخصأفضل،وقلة قليلة من الناس يمكن أن ترقى إلىهذا المعيار، من الجميل أن يكون الإنسان نزيها وصادقا مع غيره، ولكن الأهم أن يكون صادقا مع نفسه.
رأي مختص
توضح الدكتورة آمال العبادي دكتوراه في علم النفس والاجتماعومستشارة تربوية ومدربة في تطوير الذات، لنا بعض الأمور حول موضوع الصدق في العلاقات..
الكذب بين الشريكين
لا يفترض أن يكون هناك كذب بين الزوجين، فالكذب يبني حاجز قوي ومنيع بين الزوجين وبسبب ارتفاع عدم المصداقية بينهما وهذا يؤدي غلى قصر عمر الحياة الزوجية. وإنما للحد من بعض المشاكل التي لا داعي لها سيكون إخفاء بعض الحقائق التي لا تضر بالحياة الزوجية أفضل للطرفين.
كيف يمكن تأسيس الأبناء على الصدق في التعامل؟
لبناء علاقة صادقة مع الأبناء يتخللها الثقة والاحترام، مبدئيا على الأب والأم عدم الكذب على أولادهم نهائيا، فالكذب سيزعزع من ثقة الطفل في أبويه وسيعلمه كيف يكذب ليصل إلى غايته، التحدث مع الأطفال بصراحة وصدق وفتح حوارات ونقاشات مثمرة، يبني علاقة قوية وصادقه وصريحة بين الأهل وابنائهم حيث لا يضطر البناء في المستقبل إخفاء أي شئ على أهلهم.
لماذا يكذب الصديق على صديقه؟
لا يجب ان يكذب الصديق على صديقه ابدا، فالانسان الصادق يكتسب ثقة واحترام أصدقائه وتكون كلمته مسموعة، والصراحة هي الأساس المتين لأي علاقة صداقة جميلة ولكن في بعض الأحيان يكذب الأصدقاء على بعضهم البعض لعدة اسباب منها الخوف من جرح الصديق، وللحفاظ على الخصوصية والخوف من الحسد،والأفضل هناأن يقوم الشخص بتورية الحقائق وليس اللجوء للكذب المباشر.