نرغب جميعاً عند إصابة صديق أو أحد أفراد العائلة بمرض خطير بدعمه، ولكن من الصعب أحياناً معرفة ما يصح قوله أو فعله.
تقول الطبيبة النفسية جين. ي.ديكر من ريتشموند: «المرض أمر عشوائي وغير عادل، وأمامه يشعر كثير منا بأنه معقود اللسان، أو قد يتفوه بشكل مفاجئ بكلام يمكن أن يتسبب بإزعاج أصدقائنا دون قصد». وأضافت: «لكن الكلمات المناسبة توفر الراحة المطلوبة والدعم للأسر التي تمر بأزمة». إن أفضل طريقة تظهرين بها اهتمامك هي: أن تمتنعي عن الأسئلة وتقديم المشورة والكليشيهات، وتقدمي بدلاً منها مساعدة ملموسة.
إليك ما يجب تجنب قوله لأي من الأقارب أو الأفراد الذين يصارعون المرض، فضلاً عن كيفية توفير الدعم اللازم لهم.
1. أنا متأكدة من أنك /أنه/ أنها سوف تكون بخير.
تقول الطبيبة ديكر: «بينما يبدو أنك تحاولين طمأنة صديقتك، فأنت ببساطة لا تعرفين إن كان هذا صحيحاً. قد تشعرين بالراحة لقول جملة كهذه، ولكن الأمر يبدو كما لو أنك تنأيْن بنفسك عن الوضع والألم الذي تشعر به صديقتك».
إليك النهج الأفضل. قولي شيئا مثل: «أنا آسفة بالفعل؛ لأنك تمرين بهذا الوضع الصعب»، فهذا كلام يؤكد أنك تهتمين بأمرها.
2. عليك أن تكوني إيجابية.
تقول الطبيبة النفسية شيلا نمير من سانتا كروز في كاليفورنيا: «للناس طرق مختلفة للتأقلم، وإخبار أحدهم كيف يجب أن يتصرف أو يشعر ليس أمراً مفيداً. إن مراعاة أحاسيسهم أمر أفضل، يعني هذا أن تكوني مع هذا الشخص عاطفية» بدلاً من إملاء الطريقة التي ينبغي أن يتصرف بها وفقاً لاعتقادك، وهو أمر غير عادل بما أنك لم تتعرضي للوضع نفسه، قولي شيئاً يعطي صديقتك فرصة للتعبير عن مشاعرها: «إن كنت ترغبين بالحديث، فأنا هنا» أو «أنا متأكدة من أنك تمرين بالكثير من المشاعر في الوقت الحالي».
3. هل جربت أخذ المكملات الغذائية؟ الطب البديل؟ هل قرأت عن هذا العلاج على الإنترنت؟
على الرغم من نواياك الحسنة، فتقديم المشورة الطبية يزعج معظم الناس. تقول كارين نادل من هيلز لاجونا في كاليفورنيا: «أكره اقتراحات الأصدقاء حول ما يجب أن أفعله حيال حالتي المرضية. فهم ليسوا أطباء».لا ينبغي لأحد (باستثناء الأطباء) إخبار شخص آخر كيف يتعامل مع المرض. فالتعايش معه صعب بما فيه الكفاية، ويتفق الخبراء مع هذا، لذلك تجنبي الأمر بتاتاً، بغض النظر عن مدى رغبتك في مشاركة ما تعتقدين أنه موعظة حسنة.
4. هل أنت متأكدة من أنك تراجعين أفضل طبيب/ مستشفى وتنالين أفضل علاج؟
إن السؤال عن طبيب أحد الأصدقاء، أو خطة العلاج يلقي ظلالاً من الشك حول قدرة الشخص على اتخاذ قرار سليم.
كما أنه أمر بلا فائدة. يقول رادكليف كارا من كليفتون بارك، نيويورك: «عندما تحاولين فعل كل ما تستطيعينه وتستنفدين كل السبل، فتعليق مثل هذا يعدّ إهانة». خلاصة القول: تقول الطبيبة نمير: «إن إحباط ثقة شخص ما في طبيبه، أو خطة العلاج أمر خطير؛ لأنه يؤدي إلى مزيد من القلق، في حين أنه لا بأس من تقديم اقتراح إن طلبت صديقتك منك، ولكن التطوع بهذه المعلومات أمر غير مقبول».
5. ما توقعات سير المرض؟
تقول الطبيبة نمير: «يعتقد الناس أن سؤالاً كهذا ينم عن الاهتمام، في حين قد لا يكون المستمع مستعداً لإجراء محادثات حول هذا الموضوع». في الواقع، يمكن أن تفهم الأسئلة المباشرة باعتبارها فضولاً بدلاً من دعم. جربي بدلاً من ذلك قول: «أنا أفكر بك»، أو «أدعو لك».. فتعليقات كهذه تظهر نيتك فعل شيء لمساعدة العائلة، بدلاً من أن يعدّ تدخلك بها أمراً غير مرغوب.
6. عانى قريبي من هذا المرض بالضبط، وهو الآن على ما يرام (أو لا).
تقول روزاليند جوفي، وهي مدربة وظيفية في CICoach.com تعمل مع أفراد يعانون مع حالات صحية مزمنة: «قد تعتقد أن مشاركة الحكايات من تشخيصات الآخرين أمر جيد». وتضيف: «لكن المرضى وأسرهم لا يجدون أنه من المفيد سماع قصص الرعب، أو النجاح للآخرين، حتى لو كنت مررت شخصياً بشيء من هذا القبيل، فكل فرد وكل علاج يختلفان؛ فقصصك لن تغير ما يمر به الشخص الذي تتحدثين معه في الوقت الحالي». تجنبي زيادة قلق العائلة، ولا تسردي الحكايات باختصار.
7. اتصلي بي إن كنت بحاجة إلى أي شيء.
تقول جوفي: «نادراً ما يطلب الناس المساعدة. فقد لا تعرف أسرة ما يحتاجون إليه. إذا كنت صادقة فعليك أن تكوني محددة في عرضك. على سبيل المثال أعطي خيارات لصديقتك ودعيها تتخير ما هو مفيد حقاً لها، مثل شراء البقالة وتوصيلها، أو جلب وصفات الأدوية من الصيدلية أو القيام بالأعمال المنزلية».
8. كيف أصبْت\ أصيبَ\ أصيبتْ بهذا المرض؟
إنه سؤال قد تسأله صديقتك لنفسها، أيضاً، ولكنها لا تعرف إجابته أو لا تود مناقشته. تقول الطبيبة ديكر: «نسأل أسئلة كهذه لرغبتنا في تحديد السبب والنتيجة وفهم حدوث الأشياء». وأضافت: «لكن المرض لا معنى له. فلا أحد في مأمن، وهذا أمر يخيفنا». بدلاً من إعلان هذه الاستجابة الطبيعية لعدم اليقين في عالمنا، تعلمي ضبط نفسك، وتجاوزي طرح الأسئلة وقدمي الدعم العملي بصنع وعاء كبير من الحساء، وإيصال المريضة إلى جلسات العلاج الكيماوي، عناق أو هدية صغيرة لتذكير صديقتك أنك معها.