يتزايد عاماً بعد آخر زواج التونسيّات من أوروبيين، وأثبتت دراسة اجتماعية أنّ 71 في المائة من الفتيات التونسيّات يحلمن بالسفر إلى الخارج، وتبيّن أن عدداً منهنّ يرى في الزواج بأجنبي سبيلاً لتحقيق أحلامهن في حياة سعيدة ومرفهّة في الخارج.
أرقام وأسماء
كما أن الأرقام الصادرة عن دار الإفتاء تؤكد أيضاً أن عدد الأجانب، الذين يعتنقون الإسلام من أجل الزواج بتونسية مسلمة، هم أيضاً في ازدياد؛ ذلك أن القانون يمنع إبرام عقود زواج تونسيات مسلمات بأجانب غير مسلمين، ولابد من ثبوت إشهار الأجنبي إسلامه لدى مفتي الديار التونسيّة، ويأتي الإيطاليون في المرتبة الأولى، يليهم الفرنسيّون، إلى جانب جنسيات أخرى كثيرة، من بينها حتى الصينية والفيتناميّة ومن أميركا اللاتينية، فهناك امرأة تونسيّة –وهي معروفة– متزوّجة من بيريز دي كويلار الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة سابقاً.
بين الرفض والقبول
ورغم أن المجتمع لا يزال ينظر إلى مثل هذه الزيجات المختلطة نظرة استغراب، وفي أحيان أخرى نظرة رفض؛ فإنّ الكثيرات من التونسيّات يضعن أسرهنّ أمام الأمر الواقع. وتشير أرقام صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء أنّ 30 ألف امرأة تونسيّة هاجرت عام 2004 بسبب الزواج، ولا شك أنه يدخل ضمن هذا الرقم زواج تونسيات من عرب مسلمين، ولا شك أيضاً أن هذا الرقم قد ازداد في السنوات العشر الأخيرة.
ولأن عدداً من الأجانب هم أصحاب مشاريع اقتصادية، ويملكون معامل ومصانع في تونس؛ فإن البعض منهم يتزوج من بعض العاملات عنده، كما أن تونس التي تستقبل 6 ملايين سائح كل عام، تتيح فرصاً كثيرة للتعارف بين تونسيات ورجال من جنسيات مختلفة، إلى جانب فرص وظروف ومناسبات أخرى كثيرة ومتنوعة تساعد على الزواج المختلط.
مشاهير
وهناك المثقفات والبورجوازيات اللاتي لأسباب أخرى يتزوجن هنّ أيضاً من أجانب وهن كثيرات، على غرار ياسمين الترجمان المتزوجة من اريك بروسون الوزير الفرنسي السابق، وعفاف جنيفان عارضة الأزياء والمذيعة التليفزيونية المتزوجة من أحد أغنى أغنياء إيطاليا، (وهو رجل أعمال)، والأمثلة كثيرة على اقتران تونسيات بمثقفين ومشاهير من غير التونسيين، وتأكد -على سبيل المثال- أنه في عام واحد كان هناك حوالي 3 آلاف زيجة مشتركة تمت بين تونسيين وفرنسيات وبين تونسيات وفرنسيين.