الكشف عن وجود علاقة بين الأرق ومرض الزهايمر

3 صور
يتسبب الأرق في حالة من الانزعاج والتوتر وفقدان الشعور بالراحة لعدم الحصول على القدر الكافي من النوم، ولكن على ما يبدو أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، وله آثار أكبر من مجرد الانزعاج.
إذ كشفت دراسة حديثة أجراها علماء هولنديون أن المخ السليم بعد ليلة من الأرق يفرز بروتيناً بكميات أعلى من المعتاد من شأنها أن توقع الإنسان فريسة لمرض الزهايمر، وقال كبير المشرفين على الدراسة من المركز الطبي في "نيميغن" بجامعة "رادبود" الهولندية يورغن كلاسن: "نعتقد أن النوم الصحي الطبيعي يقلل من بروتين "امايلويد بيتا" في المخ، أما إذا داهمك الأرق فسيتوقف هذا الانخفاض"، مضيفاً: "بالنسبة لأولئك الذين تتكرر إصابتهم بالأرق يرتفع لديهم تركيز بروتين "امايلويد بيتا"، مما يشكل عاملاً للإصابة بالزهايمر".
ووفقاً للنتائج التي نشرتها دورية "جاما" لعلوم الأعصاب، فإن الدراسات التي أجريت على فئران التجارب أوضحت تراجع تركيز بروتين "امايلويد بيتا" في مخ الحيوانات السليمة بعد نوم صحي، مما يشير إلى أن النوم يلعب دوراً في التخلص من هذا البروتين أثناء الليل.
وحتى يتأكد الباحثون من حقيقة وتأثير ذلك على البشر أشركوا 26 شاباً ممن لديهم عادة النوم الطبيعي في تجربة تضمنت قياس مستوى البروتين قبل النوم وبعده وملاحظة وجوده من عدمه، وتم اختيار نصف عدد الشبان بصورة عشوائية، حيث توافرت لهم ظروف النوم الطبيعي، فيما ظل النصف الثاني دون نوم، وجاءت النتيجة أن الذين نالوا قسطاً طبيعياً من النوم كانت نسبة بروتين "امايلويد بيتا" في موائع المخ والحبل الشوكي صباحاً أقل بنسبة 6 في المائة تقريباً عن الوقت الذي خلدوا فيه إلى النوم، بينما الشبان الذين لم ينالوا أي قسط من النوم فلم يطرأ عليهم أي تغيير في مستوى هذا البروتين.
ورغم أن النتائج التي توصل إليها كلاسن وزملاؤه لا تبرهن أن من ينالون قسطاً طبيعياً من النوم لا يصابون بالضرورة بمرض الزهايمر أو أن تزايد هذا البروتين يسبب المرض، إلا أنها أشارت إلى أن النوم يعد واحداً من عوامل خطر كثيرة للإصابة بالمرض، منها: الوراثة، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة.
الجدير بالذكر أن سبب الإصابة بمرض الزهايمر لا يزال مجهولاً حتى الآن، لكن يوجد اعتقاد قديم بأن بروتين "امايلويد بيتا" الذي يوجد على صورة رقائق يلعب دوراً رئيسياً في هذا الصدد.