في "مونديال" كأس العالم.. فتيات في المقاهي وشبان يتوقعون!

27 صور

يوم الأحد، الثاني عشر من يونيو من عام 2014، انطلقت صفارة البداية للحدث الرياضي الأبرز على مستوى العالم، وهو مونديال كأس العالم في نسخته العشرين، والذي تستضيفه البرازيل للمرة الثانية من تاريخ المونديال.

لكن الحدث سيتزامن مع موسم الإجازات السنوية، وشهر رمضان المبارك، والتي ترتفع معها درجة التوتر وشد الأعصاب، بينما الخلاف لا يزال قائماً بين الشباب والشابات؛ اللواتي يردن متابعة المسلسلات الدرامية، «سيِّدتي» رصدت لكم جانباً من تلك الاستعدادات والتوقعات المرتقبة، ليس للمنتخبات المرشحة فحسب؛ بل لسيناريوهات المعارك التي قد تندلع داخل الأسر أيضاً.

في السعودية.. حرّ وهز للأعصاب
تزامن مونديال كأس العالم مع موسم الإجازات وشهر رمضان المبارك، سيزيد من حالة التوتر والشد العصبي التي يعاني منها الأزواج في الأصل خلال برأي رئيسة تحرير مجلة «أسرار»، أفنان البنا، تستدرك قائلة: «مع ذلك فهناك جانب إيجابي آخر لكأس العالم، وهو خلو الأسواق والشوارع، وعدم وجود ازدحام ومضايقات من قبل الشباب؛ مما سيتيح للفتيات والجنس الناعم التسوق».
تمارس الطالبة في الجامعة العربية المفتوحة بالرياض، نسمة هارون، رياضة المشي ورقص «الرومبا» ولا تملك أي ميول كروية؛ لذلك فهي تتذمر من المباريات، وبالأخص تصفيات كأس العالم التي تمتد لشهر كامل، وما يترتب على ذلك من سيطرة والدها وأشقائها الذكور على التليفزيون، هذا فضلاً عن دعوة الأصدقاء معهم لمتابعة المباريات بشكل جماعي لإضفاء نوع من الحماس، وممارسة متعة الصراخ مع كل هجمة أو هدف، وما يترتب على ذلك من أعباء إضافية على العنصر النسائي في المنزل، من إعداد واجب الضيافة!


تشفير
تشفير مباريات كأس العالم وعرضها حصرياً على قنوات رياضية معينة، جعل الكثير من الشباب يفكرون بطرق مختلفة في تأمين مبلغ الاشتراك لمتابعة المباريات دون تكبد العناء والخروج من المنزل؛ خاصة وأن المباريات تقام في فترات مختلفة من اليوم، ومنهم حسن محمد حسن، طالب، يفكر حالياً بالاشتراك في باقة من باقات شركة للاتصالات، والاستفادة من عرضهم في متابعة تصفيات كأس العالم، يعلّق: «منتخبي المفضل هو منتخب البرازيل الذي أرشحه وبلا منازع للفوز بكأس العالم».

ومع كل هذه الضجة التي يتم إثارتها حول كأس العالم، وأحاديث المجالس التي يتم تداولها؛ بل وتصدرها المجالس في الوقت الحالي؛ فهناك حالات استثنائية ليس لديهم أي اهتمامات أو ميول كروية، بمعنى «يشترون دماغهم»؛ فلا توتر أعصاب ولا معارك زوجية، ومن ضمن هذه الفئة، مصممة الفنون هبة فرحات وزوجها اللذان لا علاقة لهما بعالم الكرة وجنونها وبشكل قاطع؛ فكل اهتماماتهما تنصب في الفنون والتصاميم فقط.

في الإمارات.. جلسات ولقاء بين الشباب والشابات

حال الشباب وتزامن المونديال مع الإجازات، رغم إيجابيته للكثير من الأسر، فقد سبب مخاوف للكثيرين؛ حيث بدأت حصة علي الشامسي، طالبة جامعية، حديثها بالشكوى من المونديال الذي «سيلوع كبدها»، على حد تعبيرها، بسبب وجود أبيها وإخوتها في البيت لساعات أثناء اليوم؛ فوجودهم يقيد حريتها ويزعجها، بالإضافة لأصوات المعلقين العالية التي تسبب لها أرقاً لا يطاق، تعلّق: «هذا عدا صراخهم أثناء إحراز هدف».
هي فترة ممتعة تحدث كل أربع سنوات؛ حيث يجتمع مع الأقارب من الشباب والبنات، في بيت دينا سعد «طالبة جامعية» للتشجيع والضحك والاستمتاع بأكل «البوب كورن»، وشرب المشروبات الغازية، تستدرك قائلة: «كل فريق أشجعه يخسر، لذا أصبحت أشجع الفريق الذي لا أريده أن يفوز».


عراك
«المونديال» هو موسم العراك بالنسبة لندى بشير، طالبة، ومع شقيقها تحديداً، والذي يصر على أن يشاهد المباريات في صالة المنزل، ويحرمها هي وشقيقتها من مسلسلاتهما المفضلة.
فيما تهتم منى حرموش، موظفة، بالمونديال هذه السنة؛ لأن فريق بلدها الجزائر سيلعب، وتتمنى من كل العرب تشجيعه، تتابع: «نجتمع أنا وصديقاتي اللاتي يسكنّ بجوارنا معاً في أحد المقاهي، ونأخذ راحتنا في التشجيع، بالصوت العالي والصراخ وحتى البكاء».
بعض المشجعين من الموظفين رتبوا إجازاتهم في موسم المونديال؛ فالفترة برأيهم هي الشراب المنعش في هذا الصيف الحار، وهذا ما فعله محمد السويدي، موظف، والذي يصف نفسه بأنه برازيلي مخلص لا يخون ولاءه وعشقه لفريق السامبا.


في لبنان.. نكايات وإغاظات
مع اقتراب كأس العالم لكرة القدم، يبحث الشعب اللبناني عن انتماءات رياضية، مثله مثل باقي الشعوب، ويبدأ بالحماس والتشجيع لفرقه المفضلة، الذي يأخذ عدّة أشكال وأنواع، مثل رفع أعلام الدول المشاركة على شرفات المنزل، أو وضعها على السيارات... والسير بمظاهرات في السيارة تشجيعاً للدولة الأقوى
كسبت ألمانيا 3 مرات بطولة كأس العالم، في العام 1954، وفي العام 1974، وفي العام 1990، فلذلك يعتبر عبدالسلام عميرات، موظف، أن فريق هذه الدولة هو فريقه الخاص، لدرجة أنه قد يغلق على نفسه باب الغرفة ويشاهد مباريات فريقه، وقد يهرب من البيت في حال خسارته، يتابع: «أضع الأعلام على شرفات المنزل، وأرتدي تي شرت يدلّ على الفريق الألماني، وخاصة تي شرت اللاعب مسعود أوزال «رقم 8 في المنتخب»، كما يعجبني هجومه في الملعب؛ لأنه يلعب في وسط الهجوم، وأعتبره صانعاً للألعاب».


مصر.. ومشكلة التشفير!
إن تشفير بث المباريات على الفضائيات، وزع عشاق الكرة على المقاهي، لكن الفتيات ينتشرن في مقاهي المناطق الراقية، مثل الزمالك والمهندسين ومصر الجديدة، بالإضافة للمتابعة عبر الإنترنت؛ فنوران مهران، طالبة، تتابعها على اللاب توب مع شقيقها، وغالباً ما تنفعل انفعالاً، تعترف بأنه في غير مكانه، مما يعرضها لنقد لاذع وبعض الألفاظ الدارجة بيننا، مثل: «بس يا فتييييييي» تتابع: «أي أني أقول شيئاً غير صحيح، ويطالبونني بعدم التعليق؛ لأنني أناقشهم خلال المباراة بشيء لا أفهمه، لكني أتمنى هذا العام أن يمتعنا ميسي في تحركاته المبدعة».
مصطفى مجدي، طالب، يحجز مكانه في المقهى؛ رغم التكلفة الباهظة التي تستنفد مصروفه، لكنه يتضايق من النادل دائم المرور أمام التلفاز لتقديم الطلبات؛ فيختل تركيزه، يعلّق: «أتوقع فوز الأرجنتين بكأس هذه الدورة؛ نظراً لقوة لاعبيها».


التحليل الرياضي
من وجهة نظر المحلل الرياضي، خالد الشنيف، من السعودية، أن النساء يتابعن بسبب انتشار القنوات الفضائية الناقلة للحدث، ويرى الشنيف أن البرازيل سيكون لها الكلمة الأولى كأبرز المرشحين.
فيما يؤكد الخبير، سامي عبدالإمام، من مجلس دبي الرياضي؛ زيادة متابعة الفتيات للمونديال والمباريات بشكل عام، والسبب يعود إلى زيادة عدد القنوات الرياضية، وكذلك القنوات غير الرياضية أصبحت تبث مباريات، يتابع: «وأتوقع فوز الفريق البرازيلي؛ لأنه الفريق الأقوىاً».
يجد الخبير الرياضي حسن شرارة، من لبنان، أن بعض الزوجات يشجعن فرقاً تنافس فرق أزواجهن، فقط للإغاظة، يتابع: «تفضل اللبنانيات الفريق الإيطالي بسبب أناقته المفرطة وجماله، ومن ثم يأتي الفريق الإسباني في المرتبة الثانية...».
يجد المعلق والخبير الرياضي، مدحت شلبي من مصر، أن متابعات المباريات من الجنس الناعم، قليلات؛ بسبب تشفير القنوات، يتابع: «بت أرى فتيات يقصدن المقاهي، ولكن غرضهن الأول تدخين النرجيلة».